من هو القذافي ؟
إن التاريخ الحديث لمختلف الأمم – كما هو معلوم سلفاً – زاخر بالوقائع والأحداث والشخصيات التي أدت أدوارا رئيسية أو ثانوية لا تكاد تذكر في صناعة هذا التاريخ ، وعندما تستعرض السير الذاتية لهذه الشخصيات من ناحية الأصل والنشأة تجد تباينا واضحاً بين كل شخصية وأخرى بسبب تأثير النشأة تجد تباينا واضحاً بين كل شخصية وأخرى بسبب تأثير النشأة على فعالية الدور الذي تؤديه كل شخصي في مكان وزمان ما ، فتجد من نشأ فقيراً معدما يكابد في تحصيل لقمة العيش ، وتجد من نشأ في أسرة غنية ، وتجد من تجري في عروقه دماء النبلاء – كما يقال – أي أصحاب الرفعة والشرف والملك بالوراثة ، وتجد من هو ابن أمة ، وغير ذلك من الشخصيات التي اختلفت أصولها ونشأتها ثم اثر ذلك على تبنيها لمختلف المسالك السياسية والاجتماعية والثقافية ، أما في التاريخ الحديث لامتنا الإسلامية ، فإننا نجد من الشخصيات أناسا نشأوا نشأة غامضة مشبوهة وليس في ذلك غرابة ، إذ أن هذا الأمر يحدث في كل الأمم وبجميع الملل إلا أن الغرابة في ذلك أن يعتلي أحدهم سدة الحكم ويتقلد منصباً حساساً في بلاد الإسلام ومن هؤلاء من لا يعرف له نسب كـمحمد علي في مصر ومن كان ذا نشأة مريبة كـجمال عبد الناصر أحد زنادقة مصر والذي تربى في حارة يقطنها اليهود ، وكان يتردد عليهم كأحد أبنائهم ، وغير هؤلاء الكثير ممن انخدعت بهم امتنا المسلمة ، وأسلمتهم زمام أمرها ، فقادوها إلى مصيرها الذي أراده لها أعداؤها ، وسقط المسلمون في هوة سحيقة وانغمسوا في مستنقع الضياع ، فلا يستطيعون الخروج إلا أن يشاء الله
ويشاء الله سبحانه – لحكمة يعلمها – أن تكون بلادنا ليبيا الإسلام من ضمن الدول التي قدر لها أن يحكمها من اتصف بالعمالة وتربى تحت أعين أعداء الله من يهود ونصارى .. شاء الله سبحانه وقدر عند تخلف أسباب القوة والمنعة والنصر ، وغياب مفهوم إستبانة سبيل المجرمين أن يعتلي سدة الحكم في ليبيا أحد أعتى وأكفر زنادقة الأرض ، والذي عجز طواغيت العرب أن يجاروه في زندقته وكفره الصريح ، وكان هذا الطاغوت هو معمر القذافي
مولده وحياته
ولد القذافي عام 1942م في أحد مضارب البدو القريبة من مدينة سرت ونسب نفسه إلى قبيلة القذاذفة قذاف الدم من بيت القحوص أما نسبه من حيث أبوه وأمه فاختلفت الروايات في إثبات نسبه الحقيقي إلا إنها أجمعت على أن القذافي ابن سفاح من أم يهودية أما الأب فاختلف في أمره فقيل انه إقطاعي إيطالي وقيل انه خادم ذلك الإقطاعي ويدعى محمد أبو منيار القذافي ويشتهر معمر القذافي في مدينة سرت باسم ابن اليهود
نشأ الطاغوت القذافي بحكم ابتعاده عن حياة المدينة في بيئة قاسية ولكنه مع ذلك اتجه إلى التعليم وأتم دراسته حتى التحق بالكلية الحربية في بنغازي عام 63 وقبل أن يتخرج منها عام 65 التحق بكلية الأدب قسم التاريخ ، وقد اكتشف مدرس إيطالي عند قبوله في الجامعة إن أصول القذافي من جهة الأم أصول يهودية فلم يدع الفرصة تفوته وبدأت بذلك قصة استدراج الطاغوت القذافي ورسم المخططات والمقترحات حتى قيامه بالثورة واعتلائه سدة الحكم
بعد إنهاء الطاغوت القذافي دراسته بالكيلة الحربية وتخرجه منها ضابطاً في سلاح المخابرة أرسل إلى بريطانيا عام 1966م في دورة تدريبية في مدرسة فنية بمدينة اولدارشوت وهناك تم تجنيده وتدريبه ومن ثم قام بتنظيم ما عرف بـالضباط الوحدويون الأحرار والذين قاموا بالانقلاب المسرحي الهزلي عام 1969م
مسرحية الانقلاب .. والجلاء ..
جاء في كتاب أوراق الموساد المفقودة أن اليهود هم الذين أرسلوا القذافي إلى بريطانيا وانهم هم الذين كانوا وراء انقلابه ، يقول الكتاب الذي يظهر كعادتهم في تمجيد الذات انهم الأقدر على التخطيط والأفهم لكيفية تجنيد العملاء ..كانت خطتنا في البداية تقتضي إجراء الترتيبات اللازمة للقذافي بالذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث يوجد لدينا ترتيبات واتصالات من الدرجة الأولى في برامج تدريب الجيش الأمريكي غير إننا اضطررنا إلى إلغاء تلك الخطة بعد أن اكتشفنا بان المخابرات الأمريكية تلجأ إلى أساليب ينقصها الكثير من البراعة في سبيل استقطاب وتجنيد هؤلاء الطلبة الأجانب من جانبها لذا قررنا تغيير وجهة التدريب صوب إنجلترا
ويواصل الكتاب بيان ما تم أعداده من برامج من اجل تجنيد القذافي وكيف خيروه بين أن يقود بلاده وربما العالم العربي بأجمعه ، أو أن يعود إلى وحدته العسكرية في بنغازي وربما يبقى ضابطاً برتبة لا تزيد عن ملازم أول أو نقيب تابع لسلاح المخابرة
ثم يأتي الكتاب على ذكر المساعدة التي قدمها اليهود للقذافي من اجل إنجاح انقلابه المشؤوم فيقول [لقد أحطنا القذافي علماً كذلك بما ينبغي عليه أن يتوقعه من جانبنا وبالمقابل ما نريده نحن منه وكيف انه في الوقت المناسب سوف يزود من قبلنا ببرنامج ومخطط لكيفية سيطرته على زمام الحكم في البلاد ، وكيف أن هذا المخطط يحتوي على أسماء لأشخاص يمكنه أن يثق بهم ، وان يعتمد عليهم وكذلك فقد قدمنا له النصائح والتوجيهات بشأن التوقيت – الذي ينبغي ان يتحرك فيه – وأهداف التحرك ومصادر التمويل وحتى التأييد المادي إذا ومتى احتاجه
وبعد سبعة اشهر من الانقلاب المشئوم قام القذافي بعملية إجلاء القواعد الصليبية البريطانية والأمريكية عن ارض ليبيا وبدون أي شرط أو قيد كما ادعى وزعم
وكانت بريطانيا تمتلك في مدينة طبرق قاعدة العدم بالإضافة إلى قواتها المنتشرة في عدة أماكن من البلاد ، وكانت قاعدة العدم تتمتع بأهمية خاصة لأنها كانت تستخدم لنقل العدة والعتاد والقوات إلى الشرقين الأقصى والأوسط والخليج العربي وأفريقيا
وأما أمريكا فكانت تمتلك قاعدة هويلس والتي اجرها النظام الملكي للأمريكان بمبلغ مالي زهيد وتعتبر قاعدة هويلس اضخم قاعدة أمريكية في القارة الأمريكية
وهذه القواعد والقوات التي كانت موجودة على ارض ليبيا هي التي أرعبها القذافي بقواته المكونة في بداية قيامه بالثورة من مسدس جمع له و150 طلقة خلال سنة كما حكى هو بنفسه قصة وقائع قيام الثورة فخرجت هاربة من وجهه وبأسرع وقت دون قيد أو شرط
ولأننا لسن بهذه البلاهة والسذاجة حتى تنطلي علينا مثل هذه السخافات والترهات حول قصة الانقلاب والجلاء ، فأننا نجزم أن الأمر كان مدبراً ومخططا له من قبل أسياد القذافي ليكمل القذافي دور الرئيس القومي الوحدوي الأممي أمين القومية العربية كغطاء للزندقة والخيانة العظمى لامة الإسلام والمسلمين ولبث النزاعات والخلافات في العالم العربي والإسلامي
جاء في كتاب أوراق الموساد المفقودة كانت مساعدتنا للقذافي بمثابة مقامرة كبرى ولكنها كانت ذات فوائد عظيمة لنا لقد كان من بين أهم ما جنيناه من وراء وقفتنا خلفه هذه الصراعات والنزاعات التي نجح القذافي في خلقها والعداوات التي أشعلها بين الدول العربية المختلفة
والواقع يشهد بصدق كل كلمة من هذه الكلمات فلم يترك بلداً عربياً إلا واختلف معه وناصبه العداء وفي لحظة تجده يعيد العلاقة معه دون اية بوادر تشير إلى ذلك في الأفق
يقول أحد رؤساء المخابرات اليهودية السابقين عن القذافي أن حكم القذافي يعتبر رصيداً لإسرائيل فمن غير القذافي وبطريقته التعصبية في الدعوة للوحدة العربية يحافظ على انقسام العرب
يقول القذافي أنا لست ضد اليهود ولا ضد بني إسرائيل بل على العكس فان بني إسرائيل وبني يعقوب هم ساميون وأبناء عمومة العرب ، والعرب والإسرائيليون أبناء عم من ناحية الدم ، الديانة اليهودية نحن نعترف بها ومفضلة في القرآن .. السجل القومي 828/9
يقول القذافي في نفس المصدر السابق 665/11 أنا لا أتكلم كليبي طز في ليبيا وفي كل البلاد العربية في النهاية ، تمنيت لو أنى لم اكن عربياً .. يا ليت اصلي غير عربي .. كردي أو إسباني
عقدة النسب المشبوه
إن الأصول اليهودية للقذافي هي التي تفسر المقدار الهائل من الحقد الذي يحمله القذافي تجاه الشعب الليبـي المسلم والذي أظهره بالفعل في أقواله وأعماله فلا يمكن لإنسان تربى بين أحضان هذا الشعب المسلم وترعرع على ارض المسلمين واكل من خيراتها أن يتنكر لهذه كله ويقلب لشعبها ظهر المجنون ويسومهم سوء العذاب ويريهم الويلات ويجرعهم الغصص والنكبات ويقذف بشبابها في أتون الحروب الجاهلية الخاسرة ويستنزف موارد البلاد الاقتصادية في مشاريعه الشيطانية ويعمل كل ما يعود بالخراب على البلاد وأهلها .. لا يمكن أن يصدر هذا الأمر إلا من إنسان عنده من الوضاعة والدناءة والخسة وخبث الطوية القدر الكافي لإنجاز كل هذه الأعمال ولا يمكن أن تتوفر كل هذه الصفات إلا من شخص تطارده عقدة النسب المشبوع ويخشى افتضاح هذا الأمر وهذا الشخص هو معمر محمد أبو منيار القذافي اين اليهودية ميمونة أو زعفرانة بنت رحمين أو حالو راشين السرتاوية ولأنه يعلم جيداً انه ابن سفاح أراد بذلك أن يعرض بشرف كل المسلمين والمسلمات في ليبيا باتخاذه من الفتيات الليبيات حرساً خاصا به مع انه لا يعتمد عليهن في حراسته ولكنه أراد أن ينتقدم لأمر يتعلق بشرفه العائلي
وهو يحب أن تشيع الفاحشة في كل الليبيات وهذا ما يفسر نشره للعري والفساد وتقييده لحريات ما يعرف بـشرطة الآداب وسحب صلاحياتها في مكافحة الانحلال وتفسخ الأخلاق
القذافي وكراهيته للإسلام
إن المتأمل في طريقة القذافي في حربه للإسلام وللمسلمين يدرك أمرين مهمين
الأمر الأول : انه يسير وفق مخطط مرسوم له بعناية فائقة فهو منذ وصوله إلى الحكم 1969م بتلك المسرحية التي لا تنطلي على أحد اظهر نفسه كرجل ملتزم بالإسلام يسعى إلى تطبيقه في المجتمع وبمجرد أن ثبت نفسه في الحكم كأي طاغوت بدأ شيئاً فشيئا بإظهار مخططه الشيطاني وبرنامجه اليهودي لزعزعة عقائد الشعب المسلم في ليبيا ولا حلال عقائد كفرية أخرى محل عقيدته الإسلامية وعلى رأسها كتابه الأخضر ونظريته الجاهلية
الأمر الثاني إن الناظر والمدقق في سيرة القذافي يرى انه يكن بغضا شديدا لشخص النبي صلى الله عليه وسلم وكل ذلك ظاهر في خطاباته ولقاءاته وهذا يؤكد يهودية اصل القذافي بل وتراه ينسب نفسه إلى بعض الفرق الباطنية الكفرية كالقرامطة والفاطمية ويصرح في خطبة عيد الفطر في أبريل 92 انه قد يعلن الدولة الفاطمية الثانية
وللعلم فالدولة الفاطمية الأولى أو الدولة العبيدية التي يريد القذافي أن يجددها هي دولة باطنية كفرها علماء الإسلام وأئمة الدين أظهرته من الكفر والزندقة واستحلال المحرمات كنكاح المحارم ونحوها
وقد نقل القاضي عياض المالكي في كتابه ترتيب المدارك وتقريب المسالك فتوى العلماء الذين عاصروا دولة العبيديين في تكفير هذه الدولة فيقول : وقال يوسف بن عبد الله الرعيني في كتابه .. اجمع علماء القيروان أبو محمد بن أبي زيد وأبو الحسن القابسي وأبو القاسم بن شلبون وأبو علي بن خلدون وأبو محمد الطبيقي وأبو بكر بن عذرة إن حال بني عبيد حال المرتدين والزنادقة فحال المرتدين بما أظهروه من خلاف الشريعة فلا يورثون بالإجماع وحال الزنادقة بما أخفوه من التعطيل فيقتلون بالزندقة ، قالوا : ولا يعذر أحد بالإكراه على الدخول في مذهبهم بخلاف سائر أنواع الكفر لأنه أقام بعد علمه بكفرهم فلا يجوز له ذلك إلا أن يختار القتل دون أن يدخل في الكفر وعلى هذا الرأي كان أصحاب سحنون يفتون المسلمين
إن حقد القذافي وكراهيته للإسلام اشهر من نار على علم فهو الذي أنكر السنة النبوية وحرق كتب الحديث وهو الذي حرف القرآن وفسره تفسيراً باطنياً يلائم أهواءه وهو الذي سخر من رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ووصفه بأنه ساعي بريد
والقذافي هو الذي استهزأ بمقدسات المسلمين فوصف الحج بأنه عبادة ساذجة والحجاب بأنه من عمل الشيطان وأنكر المعراج وادعى النبوة وزعم أن فرقة اللجان الثورية هي نبي هذا العصر وغيرها كثير وكثير
وفوق كل ذلك حارب المسلمين وطارد الموحدين وعلقهم على أعواد المشانق وقت إفطار المسلمين في شهر رمضان المبارك وقتل الدعاة والعلماء الصادعين بكلمة الحق محاولاً بذلك أن يؤخر المعركة الفاصلة مع اليهود وأذنابهم في المنطقة والتي هي قادمة لا محالة بإذن الله
ولمعرفة وجوه ردة القذافي عن الإسلام ، وخلعه ربقه هذا الدين من عنقه ، يراجع كتاب (القذافي مسيلمة العصر) ففيه بيان شافٍ وتوضيح كافٍ . والكتاب من إصدارات الجماعة الإسلامية المقاتلة
بشـــائر
ها هي بشائر التغيير تلوح في الأفق لتقتلع بإذن الله اليهود وأذنابهم وتنبئ بالمستقبل الواعد الذي تنتظره ليبيا الإسلام على أيدي أبنائها من مجاهدي الجماعة الإسلامية المقاتلة ، ولن يكون القذافي ابن اليهودية عند ذلك إلا صفراً من الأصفار الذي ستسحقه عجلة الجهاد التي لن تتوقف بإذن الله ، ولن يملك أخوال القذافي من اليهود إلا أن يطير صوابهم وهم يشاهدون جهودهم لتدمير ليبيا وشعبها على يد عميلهم الطاغوت القذافي تبوء بالفشل والخذلان فتتحطم بذلك أحلامهم وتنتهي معاناة الشعب الليبـي المسلم ولتبدأ بذلك صفحة جديدة مشرقة في دولة الإسلام في ليبيا الحبيبة ولتكتب سواعد الرجال بدماء الشهادة على ثرى ليبيا
في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء
لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء
فليعد للدين مجده أو ترق منا الدماء
إن التاريخ الحديث لمختلف الأمم – كما هو معلوم سلفاً – زاخر بالوقائع والأحداث والشخصيات التي أدت أدوارا رئيسية أو ثانوية لا تكاد تذكر في صناعة هذا التاريخ ، وعندما تستعرض السير الذاتية لهذه الشخصيات من ناحية الأصل والنشأة تجد تباينا واضحاً بين كل شخصية وأخرى بسبب تأثير النشأة تجد تباينا واضحاً بين كل شخصية وأخرى بسبب تأثير النشأة على فعالية الدور الذي تؤديه كل شخصي في مكان وزمان ما ، فتجد من نشأ فقيراً معدما يكابد في تحصيل لقمة العيش ، وتجد من نشأ في أسرة غنية ، وتجد من تجري في عروقه دماء النبلاء – كما يقال – أي أصحاب الرفعة والشرف والملك بالوراثة ، وتجد من هو ابن أمة ، وغير ذلك من الشخصيات التي اختلفت أصولها ونشأتها ثم اثر ذلك على تبنيها لمختلف المسالك السياسية والاجتماعية والثقافية ، أما في التاريخ الحديث لامتنا الإسلامية ، فإننا نجد من الشخصيات أناسا نشأوا نشأة غامضة مشبوهة وليس في ذلك غرابة ، إذ أن هذا الأمر يحدث في كل الأمم وبجميع الملل إلا أن الغرابة في ذلك أن يعتلي أحدهم سدة الحكم ويتقلد منصباً حساساً في بلاد الإسلام ومن هؤلاء من لا يعرف له نسب كـمحمد علي في مصر ومن كان ذا نشأة مريبة كـجمال عبد الناصر أحد زنادقة مصر والذي تربى في حارة يقطنها اليهود ، وكان يتردد عليهم كأحد أبنائهم ، وغير هؤلاء الكثير ممن انخدعت بهم امتنا المسلمة ، وأسلمتهم زمام أمرها ، فقادوها إلى مصيرها الذي أراده لها أعداؤها ، وسقط المسلمون في هوة سحيقة وانغمسوا في مستنقع الضياع ، فلا يستطيعون الخروج إلا أن يشاء الله
ويشاء الله سبحانه – لحكمة يعلمها – أن تكون بلادنا ليبيا الإسلام من ضمن الدول التي قدر لها أن يحكمها من اتصف بالعمالة وتربى تحت أعين أعداء الله من يهود ونصارى .. شاء الله سبحانه وقدر عند تخلف أسباب القوة والمنعة والنصر ، وغياب مفهوم إستبانة سبيل المجرمين أن يعتلي سدة الحكم في ليبيا أحد أعتى وأكفر زنادقة الأرض ، والذي عجز طواغيت العرب أن يجاروه في زندقته وكفره الصريح ، وكان هذا الطاغوت هو معمر القذافي
مولده وحياته
ولد القذافي عام 1942م في أحد مضارب البدو القريبة من مدينة سرت ونسب نفسه إلى قبيلة القذاذفة قذاف الدم من بيت القحوص أما نسبه من حيث أبوه وأمه فاختلفت الروايات في إثبات نسبه الحقيقي إلا إنها أجمعت على أن القذافي ابن سفاح من أم يهودية أما الأب فاختلف في أمره فقيل انه إقطاعي إيطالي وقيل انه خادم ذلك الإقطاعي ويدعى محمد أبو منيار القذافي ويشتهر معمر القذافي في مدينة سرت باسم ابن اليهود
نشأ الطاغوت القذافي بحكم ابتعاده عن حياة المدينة في بيئة قاسية ولكنه مع ذلك اتجه إلى التعليم وأتم دراسته حتى التحق بالكلية الحربية في بنغازي عام 63 وقبل أن يتخرج منها عام 65 التحق بكلية الأدب قسم التاريخ ، وقد اكتشف مدرس إيطالي عند قبوله في الجامعة إن أصول القذافي من جهة الأم أصول يهودية فلم يدع الفرصة تفوته وبدأت بذلك قصة استدراج الطاغوت القذافي ورسم المخططات والمقترحات حتى قيامه بالثورة واعتلائه سدة الحكم
بعد إنهاء الطاغوت القذافي دراسته بالكيلة الحربية وتخرجه منها ضابطاً في سلاح المخابرة أرسل إلى بريطانيا عام 1966م في دورة تدريبية في مدرسة فنية بمدينة اولدارشوت وهناك تم تجنيده وتدريبه ومن ثم قام بتنظيم ما عرف بـالضباط الوحدويون الأحرار والذين قاموا بالانقلاب المسرحي الهزلي عام 1969م
مسرحية الانقلاب .. والجلاء ..
جاء في كتاب أوراق الموساد المفقودة أن اليهود هم الذين أرسلوا القذافي إلى بريطانيا وانهم هم الذين كانوا وراء انقلابه ، يقول الكتاب الذي يظهر كعادتهم في تمجيد الذات انهم الأقدر على التخطيط والأفهم لكيفية تجنيد العملاء ..كانت خطتنا في البداية تقتضي إجراء الترتيبات اللازمة للقذافي بالذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث يوجد لدينا ترتيبات واتصالات من الدرجة الأولى في برامج تدريب الجيش الأمريكي غير إننا اضطررنا إلى إلغاء تلك الخطة بعد أن اكتشفنا بان المخابرات الأمريكية تلجأ إلى أساليب ينقصها الكثير من البراعة في سبيل استقطاب وتجنيد هؤلاء الطلبة الأجانب من جانبها لذا قررنا تغيير وجهة التدريب صوب إنجلترا
ويواصل الكتاب بيان ما تم أعداده من برامج من اجل تجنيد القذافي وكيف خيروه بين أن يقود بلاده وربما العالم العربي بأجمعه ، أو أن يعود إلى وحدته العسكرية في بنغازي وربما يبقى ضابطاً برتبة لا تزيد عن ملازم أول أو نقيب تابع لسلاح المخابرة
ثم يأتي الكتاب على ذكر المساعدة التي قدمها اليهود للقذافي من اجل إنجاح انقلابه المشؤوم فيقول [لقد أحطنا القذافي علماً كذلك بما ينبغي عليه أن يتوقعه من جانبنا وبالمقابل ما نريده نحن منه وكيف انه في الوقت المناسب سوف يزود من قبلنا ببرنامج ومخطط لكيفية سيطرته على زمام الحكم في البلاد ، وكيف أن هذا المخطط يحتوي على أسماء لأشخاص يمكنه أن يثق بهم ، وان يعتمد عليهم وكذلك فقد قدمنا له النصائح والتوجيهات بشأن التوقيت – الذي ينبغي ان يتحرك فيه – وأهداف التحرك ومصادر التمويل وحتى التأييد المادي إذا ومتى احتاجه
وبعد سبعة اشهر من الانقلاب المشئوم قام القذافي بعملية إجلاء القواعد الصليبية البريطانية والأمريكية عن ارض ليبيا وبدون أي شرط أو قيد كما ادعى وزعم
وكانت بريطانيا تمتلك في مدينة طبرق قاعدة العدم بالإضافة إلى قواتها المنتشرة في عدة أماكن من البلاد ، وكانت قاعدة العدم تتمتع بأهمية خاصة لأنها كانت تستخدم لنقل العدة والعتاد والقوات إلى الشرقين الأقصى والأوسط والخليج العربي وأفريقيا
وأما أمريكا فكانت تمتلك قاعدة هويلس والتي اجرها النظام الملكي للأمريكان بمبلغ مالي زهيد وتعتبر قاعدة هويلس اضخم قاعدة أمريكية في القارة الأمريكية
وهذه القواعد والقوات التي كانت موجودة على ارض ليبيا هي التي أرعبها القذافي بقواته المكونة في بداية قيامه بالثورة من مسدس جمع له و150 طلقة خلال سنة كما حكى هو بنفسه قصة وقائع قيام الثورة فخرجت هاربة من وجهه وبأسرع وقت دون قيد أو شرط
ولأننا لسن بهذه البلاهة والسذاجة حتى تنطلي علينا مثل هذه السخافات والترهات حول قصة الانقلاب والجلاء ، فأننا نجزم أن الأمر كان مدبراً ومخططا له من قبل أسياد القذافي ليكمل القذافي دور الرئيس القومي الوحدوي الأممي أمين القومية العربية كغطاء للزندقة والخيانة العظمى لامة الإسلام والمسلمين ولبث النزاعات والخلافات في العالم العربي والإسلامي
جاء في كتاب أوراق الموساد المفقودة كانت مساعدتنا للقذافي بمثابة مقامرة كبرى ولكنها كانت ذات فوائد عظيمة لنا لقد كان من بين أهم ما جنيناه من وراء وقفتنا خلفه هذه الصراعات والنزاعات التي نجح القذافي في خلقها والعداوات التي أشعلها بين الدول العربية المختلفة
والواقع يشهد بصدق كل كلمة من هذه الكلمات فلم يترك بلداً عربياً إلا واختلف معه وناصبه العداء وفي لحظة تجده يعيد العلاقة معه دون اية بوادر تشير إلى ذلك في الأفق
يقول أحد رؤساء المخابرات اليهودية السابقين عن القذافي أن حكم القذافي يعتبر رصيداً لإسرائيل فمن غير القذافي وبطريقته التعصبية في الدعوة للوحدة العربية يحافظ على انقسام العرب
يقول القذافي أنا لست ضد اليهود ولا ضد بني إسرائيل بل على العكس فان بني إسرائيل وبني يعقوب هم ساميون وأبناء عمومة العرب ، والعرب والإسرائيليون أبناء عم من ناحية الدم ، الديانة اليهودية نحن نعترف بها ومفضلة في القرآن .. السجل القومي 828/9
يقول القذافي في نفس المصدر السابق 665/11 أنا لا أتكلم كليبي طز في ليبيا وفي كل البلاد العربية في النهاية ، تمنيت لو أنى لم اكن عربياً .. يا ليت اصلي غير عربي .. كردي أو إسباني
عقدة النسب المشبوه
إن الأصول اليهودية للقذافي هي التي تفسر المقدار الهائل من الحقد الذي يحمله القذافي تجاه الشعب الليبـي المسلم والذي أظهره بالفعل في أقواله وأعماله فلا يمكن لإنسان تربى بين أحضان هذا الشعب المسلم وترعرع على ارض المسلمين واكل من خيراتها أن يتنكر لهذه كله ويقلب لشعبها ظهر المجنون ويسومهم سوء العذاب ويريهم الويلات ويجرعهم الغصص والنكبات ويقذف بشبابها في أتون الحروب الجاهلية الخاسرة ويستنزف موارد البلاد الاقتصادية في مشاريعه الشيطانية ويعمل كل ما يعود بالخراب على البلاد وأهلها .. لا يمكن أن يصدر هذا الأمر إلا من إنسان عنده من الوضاعة والدناءة والخسة وخبث الطوية القدر الكافي لإنجاز كل هذه الأعمال ولا يمكن أن تتوفر كل هذه الصفات إلا من شخص تطارده عقدة النسب المشبوع ويخشى افتضاح هذا الأمر وهذا الشخص هو معمر محمد أبو منيار القذافي اين اليهودية ميمونة أو زعفرانة بنت رحمين أو حالو راشين السرتاوية ولأنه يعلم جيداً انه ابن سفاح أراد بذلك أن يعرض بشرف كل المسلمين والمسلمات في ليبيا باتخاذه من الفتيات الليبيات حرساً خاصا به مع انه لا يعتمد عليهن في حراسته ولكنه أراد أن ينتقدم لأمر يتعلق بشرفه العائلي
وهو يحب أن تشيع الفاحشة في كل الليبيات وهذا ما يفسر نشره للعري والفساد وتقييده لحريات ما يعرف بـشرطة الآداب وسحب صلاحياتها في مكافحة الانحلال وتفسخ الأخلاق
القذافي وكراهيته للإسلام
إن المتأمل في طريقة القذافي في حربه للإسلام وللمسلمين يدرك أمرين مهمين
الأمر الأول : انه يسير وفق مخطط مرسوم له بعناية فائقة فهو منذ وصوله إلى الحكم 1969م بتلك المسرحية التي لا تنطلي على أحد اظهر نفسه كرجل ملتزم بالإسلام يسعى إلى تطبيقه في المجتمع وبمجرد أن ثبت نفسه في الحكم كأي طاغوت بدأ شيئاً فشيئا بإظهار مخططه الشيطاني وبرنامجه اليهودي لزعزعة عقائد الشعب المسلم في ليبيا ولا حلال عقائد كفرية أخرى محل عقيدته الإسلامية وعلى رأسها كتابه الأخضر ونظريته الجاهلية
الأمر الثاني إن الناظر والمدقق في سيرة القذافي يرى انه يكن بغضا شديدا لشخص النبي صلى الله عليه وسلم وكل ذلك ظاهر في خطاباته ولقاءاته وهذا يؤكد يهودية اصل القذافي بل وتراه ينسب نفسه إلى بعض الفرق الباطنية الكفرية كالقرامطة والفاطمية ويصرح في خطبة عيد الفطر في أبريل 92 انه قد يعلن الدولة الفاطمية الثانية
وللعلم فالدولة الفاطمية الأولى أو الدولة العبيدية التي يريد القذافي أن يجددها هي دولة باطنية كفرها علماء الإسلام وأئمة الدين أظهرته من الكفر والزندقة واستحلال المحرمات كنكاح المحارم ونحوها
وقد نقل القاضي عياض المالكي في كتابه ترتيب المدارك وتقريب المسالك فتوى العلماء الذين عاصروا دولة العبيديين في تكفير هذه الدولة فيقول : وقال يوسف بن عبد الله الرعيني في كتابه .. اجمع علماء القيروان أبو محمد بن أبي زيد وأبو الحسن القابسي وأبو القاسم بن شلبون وأبو علي بن خلدون وأبو محمد الطبيقي وأبو بكر بن عذرة إن حال بني عبيد حال المرتدين والزنادقة فحال المرتدين بما أظهروه من خلاف الشريعة فلا يورثون بالإجماع وحال الزنادقة بما أخفوه من التعطيل فيقتلون بالزندقة ، قالوا : ولا يعذر أحد بالإكراه على الدخول في مذهبهم بخلاف سائر أنواع الكفر لأنه أقام بعد علمه بكفرهم فلا يجوز له ذلك إلا أن يختار القتل دون أن يدخل في الكفر وعلى هذا الرأي كان أصحاب سحنون يفتون المسلمين
إن حقد القذافي وكراهيته للإسلام اشهر من نار على علم فهو الذي أنكر السنة النبوية وحرق كتب الحديث وهو الذي حرف القرآن وفسره تفسيراً باطنياً يلائم أهواءه وهو الذي سخر من رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ووصفه بأنه ساعي بريد
والقذافي هو الذي استهزأ بمقدسات المسلمين فوصف الحج بأنه عبادة ساذجة والحجاب بأنه من عمل الشيطان وأنكر المعراج وادعى النبوة وزعم أن فرقة اللجان الثورية هي نبي هذا العصر وغيرها كثير وكثير
وفوق كل ذلك حارب المسلمين وطارد الموحدين وعلقهم على أعواد المشانق وقت إفطار المسلمين في شهر رمضان المبارك وقتل الدعاة والعلماء الصادعين بكلمة الحق محاولاً بذلك أن يؤخر المعركة الفاصلة مع اليهود وأذنابهم في المنطقة والتي هي قادمة لا محالة بإذن الله
ولمعرفة وجوه ردة القذافي عن الإسلام ، وخلعه ربقه هذا الدين من عنقه ، يراجع كتاب (القذافي مسيلمة العصر) ففيه بيان شافٍ وتوضيح كافٍ . والكتاب من إصدارات الجماعة الإسلامية المقاتلة
بشـــائر
ها هي بشائر التغيير تلوح في الأفق لتقتلع بإذن الله اليهود وأذنابهم وتنبئ بالمستقبل الواعد الذي تنتظره ليبيا الإسلام على أيدي أبنائها من مجاهدي الجماعة الإسلامية المقاتلة ، ولن يكون القذافي ابن اليهودية عند ذلك إلا صفراً من الأصفار الذي ستسحقه عجلة الجهاد التي لن تتوقف بإذن الله ، ولن يملك أخوال القذافي من اليهود إلا أن يطير صوابهم وهم يشاهدون جهودهم لتدمير ليبيا وشعبها على يد عميلهم الطاغوت القذافي تبوء بالفشل والخذلان فتتحطم بذلك أحلامهم وتنتهي معاناة الشعب الليبـي المسلم ولتبدأ بذلك صفحة جديدة مشرقة في دولة الإسلام في ليبيا الحبيبة ولتكتب سواعد الرجال بدماء الشهادة على ثرى ليبيا
في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء
لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء
فليعد للدين مجده أو ترق منا الدماء