من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى المتخاذلين
" ... أما بعد: فإن الجهاد باب من أبواب الجنة ، فتحه الله لخاصة أوليائه ، و هو لباس التقوى ، و درع الله الحصينة ، و جنته الوثيقة ، فمن تركه رغبة عنه ،ألبسه الله ثوب الذلّ ، و شمله البلاء ، و ديّث بالصّغار و القماءة ، و ضرب على قلبه بالإسهاب ، و أديل الحق منه بتضييع الجهاد ، و سيم الخَسْـف ، و مُنع النِّصف ، ألا و إني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلاً و نهاراً ، و سراًّ و إعلاناً و قلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم ، فوالله ما غُزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا ، فتخاذلتم ، و تواكلتم ، و ثقل عليكم قولي ، و اتخذتموه وراءكم ظِهْرياُّ ، حتى شنّت عليكم الغارات ، و مُلكت عليكم الأوطان...
يا عجباُ كل العجب! عجب يميت القلب ، و يشغل الفهم ، و يكثر الأحزان ! من تضافر هؤلاء القوم على باطلهم ، و فشلكم عن حقكم ، حتى
أصبحتم غرضاً تُرْمَوْن و لا تَرمون ، و يُغار عليكم و لا تغيرون ، و يعصى الله عز و جل فيكم و ترضون ، إذا قلت لكم اغزوهم في الشتاء ، قلتم هذا أوان قُرّ و صِرّ ، و إن قلت لكم اغزوهم في الصيف ، قلتم هذه حمارَّة القيظ ، أنظرنا ينصرم الحر عنا ، فإذا كنتم من الحر و البرد تفرون ،
فأنتم و الله من السيف أفر ! يا أشباه الرجال و لا رجال ، و يا ظغام الأحلام و يا عقول ربات الحجال ، لوددت أني لم أركم و لم أعرفكم ، معرفةٌ و الله جرّت ندماً ، و أعقبت سدماً ، قاتلكم الله قد ملأتم قلبي قيحاً ، و شحنتم صدري غيظاً ، و جرّعتموني نُغَب التّهْمام أنفاساً..."
" ... أما بعد: فإن الجهاد باب من أبواب الجنة ، فتحه الله لخاصة أوليائه ، و هو لباس التقوى ، و درع الله الحصينة ، و جنته الوثيقة ، فمن تركه رغبة عنه ،ألبسه الله ثوب الذلّ ، و شمله البلاء ، و ديّث بالصّغار و القماءة ، و ضرب على قلبه بالإسهاب ، و أديل الحق منه بتضييع الجهاد ، و سيم الخَسْـف ، و مُنع النِّصف ، ألا و إني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلاً و نهاراً ، و سراًّ و إعلاناً و قلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم ، فوالله ما غُزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا ، فتخاذلتم ، و تواكلتم ، و ثقل عليكم قولي ، و اتخذتموه وراءكم ظِهْرياُّ ، حتى شنّت عليكم الغارات ، و مُلكت عليكم الأوطان...
يا عجباُ كل العجب! عجب يميت القلب ، و يشغل الفهم ، و يكثر الأحزان ! من تضافر هؤلاء القوم على باطلهم ، و فشلكم عن حقكم ، حتى
أصبحتم غرضاً تُرْمَوْن و لا تَرمون ، و يُغار عليكم و لا تغيرون ، و يعصى الله عز و جل فيكم و ترضون ، إذا قلت لكم اغزوهم في الشتاء ، قلتم هذا أوان قُرّ و صِرّ ، و إن قلت لكم اغزوهم في الصيف ، قلتم هذه حمارَّة القيظ ، أنظرنا ينصرم الحر عنا ، فإذا كنتم من الحر و البرد تفرون ،
فأنتم و الله من السيف أفر ! يا أشباه الرجال و لا رجال ، و يا ظغام الأحلام و يا عقول ربات الحجال ، لوددت أني لم أركم و لم أعرفكم ، معرفةٌ و الله جرّت ندماً ، و أعقبت سدماً ، قاتلكم الله قد ملأتم قلبي قيحاً ، و شحنتم صدري غيظاً ، و جرّعتموني نُغَب التّهْمام أنفاساً..."
تعليق