Unconfigured Ad Widget

Collapse

هذا ماقالة الشيخ سلمان العودة

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • علي الدوسي
    عضو مميز
    • Jun 2002
    • 1078

    هذا ماقالة الشيخ سلمان العودة

    الجهاد والإرهاب
    من الواضح أن الإرهاب لم يكن أحد القيم التي يريدها الإسلام لمعالجة المشكلات مع الآخريـن ، أو فرض مفاهيمه على الآخرين .
    ولا يتم تداول كلمة ( الإرهاب ) كمصطلح إسلامي أو شرعي ، وهنا يمكننا أن نتساءل :
    هل يمكن أن يقبل أحد في تحديد الإرهاب أن كل ما كان ضد الولايات المتحدة - مثلاً - فهو إرهاب ؟ !
    كيف يمكن أن نضمن للشعوب الأخرى حقها في الدفاع عن مصالحها وحقوقها إذا كانت الولايات المتحدة هي الطرف المعتدي ؟
    تحت أي غطاء تقوم الولايات المتحدة بشن الحروب المدمرة هنا وهناك؟ أليس تحت مبرر الحرب على الإرهاب ؟!!
    إذاًً فثمت حرب عادلة ومشروعة .
    فمن يملك حق تحديد ملامح هذه الحرب ؟
    ومتى تكون مقبولة ؟
    ومتى تكون مرفوضة ؟
    نعم ! الإسلام يحدد موقفه على ضوء التعريف الذي يمكن منحه للإرهاب ، وليس من الممكن أن ( يوقع على بياض ) كما يقال !
    فما يندرج تحت الإفساد في الأرض , أو الظلم , أو العدوان على الأبرياء فهو مرفوض أياً كانت تسميته ، وفي أي أرض وقع ، سواء وقع في أمريكا , أو أفغانستان أو فلسطين , أو اليابان أو نيكارجوا , أو لبنان أو العراق , أو فيتنام , أو ليبيا ... الخ .
    وما كان دفاعاً مشروعاً عن النفس , أو مقاومة للمحتل , أو طرداً للمستعمر فهو عدل مقبول سائغ .
    وحتى في هذه الحالة ؛ فإن للحرب في الإسلام نظاماً أخلاقياً صارماً , تتم الإشارة إليه بعدُ .

    وهناك أشكال متعددة من الإرهاب فمنها :
    1 ـ الإرهاب الاستعماري ، الهادف إلى نهب خيرات البلاد .
    2 ـ الإرهاب الاستيطاني ، كما في إسرائيل , وجنوب إفريقيا سابقاً .
    3 ـ الإرهاب الفكري ،كالذي تمارسه الصهيونية ضد من تسميهم بأعداء السامية .
    4 ـ الإرهاب الدولي ، الذي تمارسه دول وحكومات ضد غيرها تحت مسميات فضفاضة .
    5 ـ الإرهاب الاقتصادي ، الذي تمارسه دول الشمال الغني مع دول الجنوب الفقير .
    أما كلمة ( الجهاد ) التي يتم تداولها كرديف للإرهاب في أدبيات الغرب عامة ، فهي مفهوم حياتي واسع , لا يختص بالمواجهة المسلحة مطلقاً .
    وفي نصوص الكتاب الكريم نجد :
    1- الجهاد بالقرآن "فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً"(الفرقان:52) ، وهذا يعني: الدعوة والحجة والبيان والمجادلة بالحسنى .
    2- جهاد النفس "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " (العنكبوت:69) فيدخل في معنى الآية : مجاهدة النفس على الخير والتزكية والإيمان ، وكفها عن الشر والشهوة والفتنة ، ومثله قوله تعالى :"وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ"(العنكبوت:6) .
    3- الجهاد بالمال ، وهذا يعني صرفه في مصارف الخير المتنوعة ، ويشمل ذلك صرفه للمقاتلين في سبيل الله ، وهذا ورد في عدة مواضع من القرآن الكريم .
    4- الجهاد بالنفس ، هذا يشمل الأعمال الصالحة التي يقوم بها المؤمن ، كالقتال المشروع في سبيل الله , والتعليم والدعوة , و غيرها .
    ومن المدركات التاريخية المقررة أن أكبر بلد إسلامي اليوم -من حيث عدد السكان - ( إندونيسيا ) دخلها الإسلام ليس عن طريق الحرب ، بل بالرسالة الأخلاقية .
    وبالرغم من انحسار السلطة الإسلامية عن مناطق كثيرة حكمها الإسلام تاريخياً إلا أن أهلها الأصليين ظلوا مسلمين ، وحملوا رسالة الحق ودعوا إليها وتحملوا الأذى والتعذيب والظلم في سبيلها ، كما نجده في بلاد الشام ومصر والعراق والمغرب والقوقاز والبلقان وأسبانيا التي أقيمت للمسلمين فيها محاكم التفتيش , وهذا يدل على أن تأثير الإسلام فيهم كان أخلاقياً إقناعياً ، بخلاف الاستعمار الغربي الذي أخرج بالقوة من البلاد الإسلامية ولا يتذكر الناس عنه إلا المآسي والآلام والقهر والتسلط.
    إن من الخطأ الفادح أن يتصور البعض أن كلمة الجهاد هي رديف لكلمة ( القتال ) أو ( الحرب ) والتي لا تعني إلا جزءاً خاصاً من مفهوم الجهاد .
    إن الإسلام تحت اسم الجهاد يدعو إلى حماية المجتمعات من الظلم والتسلط والدكتاتورية التي تصادر الحقوق والحريات ، وتلغي نظام العدل والأخلاق , وتمنع الناس من سماع الحقيقة أو اعتناقها , أو تضطهدهم في دينهم.
    كما أنه تحت الاسم ذاته يسعى إلى تحقيق الإيمان بالله وعبادته وتوحيده و نشر قيم الخير والفضيلة والأخلاق بالحكمة والموعظة الحسنة , كما قال سبحانه : " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"(النحل: من الآية125) .
    كما يدعو إلى الإصلاح الاجتماعي في مقاومة الجهل والخرافة والفقر والمرض والتفرقة العنصرية .
    ومن أهدافه الأساسية حماية حقوق المستضعفين الخاصة والعامة من تسلط الأقوياء والمتنفذين.
    وفي القرآن الكريم :"وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً"(النساء:75) .
    قال الزجاج : أي: ما لكم لا تسعون في خلاص هؤلاء المستضعفين ؟
    وهذا قول ابن عباس , وغيره من أئمة التفسير .
    وبهذا يكون من صور الجهاد في الإسلام مقاومة الظلم ومقارعته " رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا "( النساء: من الآية75 ) فهو يضمن حق الأمم في مدافعة الظالمين المعتدين .
    ويحرم الإسلام الظلم حتى للمخالف في الدين ، كما قال سبحانه : "وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى "(المائدة: من الآية8) .
    ويقول للمؤمنين في شأن قريش التي منعتهم من دخول المسجد الحرام بمكة:" وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا"(المائدة: من الآية2) , والشنآن هو البغض والعداوة , أي لا تحملكم بغضاء وعداوة شعب أو أمة على أن تعتدوا عليهم أو تظلموهم وتصادروا حقوقهم .
    وفي الحديث عن أنس - رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم (اتقوا دعوة المظلوم ، وإن كان كافراً فإنه ليس دونها حجاب ) رواه الإمام أحمد في مسنده , وهو حديث صحيح الإسناد .
    كما أن من صور الجهاد مقاومة الدكتاتوريات التي تريد المحافظة على الخرافة والجهل ، وعدم إعطاء مساحة لقيم الإيمان بالله ، والأخلاق في الحركة الاجتماعية .

    الإسلام والقتال :
    وفي موضوع القتال يمكن أن نرسم بعض الحقائق المهمة في التصور الإسلامي، ومن بينها ما سبق أن الجهاد وإن كان أوسع من مفهوم القتال ؛ فإنه يبقى من الوضوح أن نقول: إن القتال في الإسلام فريضة مشروعة ( كُتِبَ عَلَيْكُم القتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ)، وذلك حين يكون خياراً لمعالجة المشكلات , أو مواجهة الظلم والعدوان والدفاع عن الحريات والحقوق الخاصة، وحين نؤكد اعتراف الإسلام بالقتال والدفاع والحرب فهذا جزء من منظومة القيم في الإسلام كما نفهمها , ويمكن لكل منصف أن يدرك معقولية مثل هذا القرار في الإسلام .
    لقد دخل المسلمون في تاريخهم الطويل معارك وحروباً تحت هذا المبدأ .
    ومع أننا ندرك تماماً أنه ليس ضرورياً أن ما يصنعه مجموعة من المسلمين فهو إملاء إسلامي شرعي في نظر الآخرين، وأن التاريخ الإسلامي ليس دائماً سجلاً للفضائل المحضة ، ولكن دعونا نتذكر:
    كم قتل المسلمون من المدنيين في القرن المنصرم ؟!
    وكم قتلت الشيوعية ؟!
    وكم قتلت المجموعات والدول الغربية ؟!
    ومن الذي أشعل أكبر حربين عالميتين خلال نصف قرن ، وجرّ إليها القريب والبعيد ؟!
    إن العالم يتذكر بمرارة ضرب المدنيين بالأسلحة النووية في هيروشيما وناجازاكي ، ويتذكر المجازر الدموية في البوسنة والهرسك , والتباطؤ الدولي عن إيقاف نزيف الدماء هناك , ولقد قتل في إندونيسيا - عام 1965م في إثر انقلاب مدعوم من الولايات المتحدة - مئات الألوف , غالبهم من الفلاحين , ولم تُخف الصحافة الوطنية في الولايات المتحدة اغتباطها بما يحدث , كما قتل مئات الآلاف في العراق من الأطفال في ظل الحصار الدولي منذ عام 1991م.
    ويشاهد العالم بعينيه ما تفعله القوة الغاشمة الإسرائيلية - المدعومة من الولايات المتحدة - بالعزّل في فلسطين الذين تحتل ديارهم , وتعامل حتى مواطنيها منهم معاملة عنصرية سافرة.
    وإذا كان هؤلاء - الذين رسموا في العصر الحديث مذابح جماعية - يشعرون بمبررات في داخلهم ؛ فهذا يدل على عمق المشكلة الأخلاقية التي تواجه العالم .
    إن الإسلام حين يدعو لاعتماد خيار القتال ؛ فهذا يأتي ضمن نظام يتّسم بالدقة والعدالة ، وإعطاء فرصة للسلام , فهناك مجموعة من الشروط ترسم نظام القتال الذي يشرعه الإسلام للمسلمين , وهو هنا إحدى صور الجهاد ، لكن من الواضح أنه ليس عدوانياً على أحد , بل يقوم لحماية الحقوق ونصر المستضعفين ومحاربة الظلم والتعسف , ونشر قيم العدل أمام رفض مجموعات الدكتاتورية الانفتاح على الآخرين , والسماح للفرد في المجتمع باختيار القيم الفاضلة .
    وفي هذه الدائرة , يمكن أن نفهم صورة القتال في الإسلام ,كنظام لنشر وحماية الحريات المدنية والحقوق ، والمسلمون حين يشاركون في هذا القتال فإنهم يتمتعون بعلاقة روحية في داخلهم تجعلهم الأكثر كفاءة من الناحية المعنوية .
    وإذا كان المثل يقول : إن الأخلاق تُعرف حال القوة والقدرة - وهذا في نظرنا صحيح - فإن الإسلام حال قوته ونفوذه كان يرسم قيماً أخلاقية عالية , حتى مع الذين يضطر إلى محاربتهم .
    وفي أمثلة سريعة , يرد أبوعبيدة إلى أهل حمص المال , الذي أخذه منهم مقابل الحماية ؛ خشية ألا يقدر على حمايتهم ، وهو يقوم بها في الوقت ذاته .
    ويأمر الخليفة عمر بن عبد العزيز بتشكيل محكمة ميدانية , للنظر في دعوى أهل سمرقند , بعدم صحة إجراءات الحرب ، فتأمر المحكمة الجيش الإسلامي بالانسحاب الفوري ، وهكذا كان ينسحب الجيش وسط دهشة أهل المدينة وذهولهم .
    وهذه الحرب العادلة محكومة وفق الشريعة الإسلامية بالنظام الأخلاقي الذي لا يسمح بالتجاوز , حتى نجد في وصية الخليفة الأول , الصديق - رضي الله عنه- ليزيد : لا تقتل امرأة ولا صبياً ولا هرماً .
    وكذلك كان عمر - رضي الله عنه - يوصي جيشه ويقول : لا تقتلوا امرأة ولا صبياً ولا شيخاً هِمَّاً , يعني كبيراً .
    وكان أبو بكر يوصي بعدم قتل الرهبان في الصوامع .
    وقال عمر : اتقوا الله في الفلاحين , الذين لا ينصبون لكم الحرب .
    وهذا باب تطول قراءته , ويعرف في مواضعه من كتب الفقه الإسلامي .
    لقد كان لفقدان المسؤولية في تصنيف الإرهاب أثر في رفع روح التوتر ضد الولايات المتحدة , ليس بين المسلمين فحسب, بل حتى لدى شعوب أخرى في العالم ...
    قد يبدو للأقوياء أن من السهل والمناسب إسقاط المشكلات على الضعفاء , تحت مجموعة من الذرائع , وهذا ما نقرؤه في اتجاه بعض الدوائر في الغرب , في جعل الطرف الرئيس في مشكلة الإرهاب المسلمين , وليس غيرهم .
    [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]
  • أبو عبدالله
    شاعر
    • Mar 2002
    • 1136

    #2
    بارك الله فيك يا اخي ابو سعيد وجزاء الله الشيخ ابو معاذ خير الجزاء

    تعليق

    • علي الدوسي
      عضو مميز
      • Jun 2002
      • 1078

      #3
      الاخ ابو عبدالله شكرا لمرورك الزاهي وجزاك الله كل خير
      والحمدللة على السلامة ولك تحياتي
      اخوك علي الدوسي
      [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]

      تعليق

      • الحسام
        عضو نشيط
        • Mar 2002
        • 1555

        #4
        لله يعطيك العا فيه ياخي على على هذا الموضوع الجيد الشا في والوافي , وكتبه الله في موازين حسنا تك,,,,,,,,,,
        لا اله الا الله ....محمد رسول الله

        تعليق

        • علي الدوسي
          عضو مميز
          • Jun 2002
          • 1078

          #5
          الاخ الحسام شكرا للمروك وعلى كلماتك الجميلة وجزاك الله كل خير
          [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]

          تعليق

          • الفيصل
            عضو مشارك
            • Oct 2002
            • 209

            #6
            غفر الله له ولنا ولك



            لك مني الشكر واجرك على الله
            احبب من شئت فانك يوما مفارقه

            تعليق

            • احمد البشيري
              عضو مميز
              • Jun 2002
              • 1513

              #7
              الله يعطيك العافية أخي/ علي..... وبارك الله لنا في جهدك وأثابك الله على كل ما تبذله من جهد، ونفع الله بك الأسلام والمسلمين وبارك الله لنا في شيخنا وعالمنا الشيخ/سلمان العودة...حفظه الله من كل سوء.



              أخوكم/احمد البشيري
              سبحان الله العظيم عدد خلقـــه
              سبحان الله العظيم مداد كلماتـــه
              سبحان الله العظيم زنة عرشـــه
              سبحان الله العظيم رضى نفســـه










              تعليق

              • علي الدوسي
                عضو مميز
                • Jun 2002
                • 1078

                #8
                الاخوان
                الفيصل
                احمد البشيري
                شكرا للمركم على الموضوع وجزاكم الله كل خير
                وكل ما نقدمة واجبا علينا لقول الرسول صلى الله علية وسلم(يلغو عني ولو اية) ولكم تحياتي
                [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]

                تعليق

                Working...