يتخذ شاعر السخرية من المناسبة وسيلة للتعبير عما يعرض له ويختلج في صدره من شتى الخواطر ومختلف الانفعالات الحياتية المهمة ليبرزها بطريقة غير عادية ولدينا اليوم ثلاثة نماذج متنوعة إضافة إلى النموذجين الساخرين الذين قدمتهما من قبل
النموذج الثالث ابن عثمان الجبلي
وقد استثمر الجبلي حادثة افتتاح طريق السيارات إلى قريته وما صاحبها من مواقف ليسخر من أولئك الذين تباكوا حينها على مزارعهم التي اجتاحها [ صالح الجن ] سائق التراكتور ليشق عبرها طريق السيارات الموصل إلى قرية [ السدود ] ماراً بقريتي [ الجبل والرمادة ] ويسخر منهم لأنهم سعوا من قبل بكل الوسائل ليتم شق الطريق دون أن يخطر ببالهم أن يتم شقه بتلك الطريقة التي اعتبرت في حينها مأساوية إذ لم يكن بمقدورهم مشاهدة ذلك الخراب الرهيب الذي حل بمزارعهم الخضراء ولات ساعة مندم فهم الذين جابوا لأنفسهم ذلك وقد فات الفوت وفتحت الطريق وأصبحت كثير من المزارع أشلاء وكأني به يذكرهم بما قاله الشاعر العربي
أمرتهم أمري بمنعـرج اللـوى *** فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغـد
فهو يسخر بشكل لاذع من بكاءهم وحزنهم على تلك المساحات الشاسعة الخضراء التي أصبحت طريقاً أو [ أثراً بعد عين ] والتي كانت عندهم تساوي [ الرقـاب الحمــر ] ويستنكر عليهم ذلك الحال الذي سبقتهم إليه كثير من القرى
غامد اسوة بالعقيق
من حط الجمل فالطريق
لايشره على صالح الجن
لو يمضي علىغاربه
أمـا النموذج الرابع فقد صرخ به جارالله الفقيه والذي كانت مادة سخريته هي [ فَـرّقـْـنَــا ] أو البائع المتجــول ذلك الرجل الذي كان يحمل على كتفه بعض اللوازم والاحتياجات النسائية ، متنقلاً بها بين قرية وأخرى في طول السراة وعرضها ليبيعها على نســاء تلك القرى ، يقف على الأبواب يعرض ماعنده ، يَتَحَلـّقْ نساء القرى حوله ،ربمــا كاشفات الوجوه ،ويتم البيع والشراء بشئ من السذاجة والتباسط وعدم الاهتمام، بطريقة مبتدعة وجديدة ومخالفة لعادات القرويين الذين لا يرحبون بمثل هولاء الغرباء ولا بما يعرضونه من متاع .
تصدى جار الله الفقيه بالنقد الساخر لتلك البدعة الجديدة الغير مألوفة بأسلوب تهكمي مقذع فغـرّبـَتْ تهكماته وشـرّقَتْ وتداولها القوم وفعلت فعلها في تنبيه الناس إلى تلك البدعة الغريبة فماذا قال الفقيه
يقول جار الله إنّ الله لفرقنا
يروح في كل سده مايردونه
يلقى بنات الهوى ويقلن وش عندك
يقول عندي مناديلاً وحبك سباني
امنية ساخرة من الفقيه لهذا الذي يسمونه [ فرقنا ] وقد بدأ قصيدته بتمني مثير ليلفت الانتباه إلى هذه البدعة المحفوفة بالمخاطر لا لأنه يريد أو يتمنى أن يحل محـل أحدهم ولكن ليبين حجم المشكلة وليلفت انتباه الرجال إليها ولزيادة إيضاح المشكلة شرع في بقية القصيدة إلى تصوير كامل الدور الذي يقوم به في سرد قصصي ملئ بالسخرية والتهكم
أماالنموذج الساخر الأخير فقد كان لمحمد ملاسي الذي سـَخر من حظه التعيس قائلاً :
عساك يابخت الملاسي في لقف جُـنّ
يـنـهـبــــــونك وانــــت غــــــــــــــــــافل
يـوم أن كـلاً مالعـرب بخــته ســـعـودي
وأنــــــا بخـــتي فـــي تِـكْــــــــــــــــدّْار
يـــارب خــذ بخـتي وهبـلي بخت غيره
وهو هنا يرمز بنفسه لكل أولئك الكادحين مثله الذين يعانون من ضيق ذات اليد ومن قسوة الحياة وقلة حظوظهم في الحصول على دخل مجزي تلقاء كدحهم المستمر في الحصول على لقمة العيش الكريمة
والأن هل بقي من سخريات ذلك الزمن ما يجعلنا نسخر مثلهم منها ..؟؟
هل بقي من قيمة لتلك [ للبـلاد ] وقد بات الطلح من أهم محاصيلها ..؟؟ وحتى ماسخر منه أحدهم ذات يوم حين قال
يقطعــون الدوارج من بطون المسقوي
فلا السخرية بقيت ولا المزارع عمرت ولا الدوارج من المسقوي قطعت وماذا سيقول الفقيه لو شاهد اليوم احوالنا مع السائقين والخادمات وأسواق النساء وأي حظ سيندبه ملاسي لو شــاهد كثير من المحظوظين وحظوظهم الرديَّـة اليــوم ..؟؟
النموذج الثالث ابن عثمان الجبلي
وقد استثمر الجبلي حادثة افتتاح طريق السيارات إلى قريته وما صاحبها من مواقف ليسخر من أولئك الذين تباكوا حينها على مزارعهم التي اجتاحها [ صالح الجن ] سائق التراكتور ليشق عبرها طريق السيارات الموصل إلى قرية [ السدود ] ماراً بقريتي [ الجبل والرمادة ] ويسخر منهم لأنهم سعوا من قبل بكل الوسائل ليتم شق الطريق دون أن يخطر ببالهم أن يتم شقه بتلك الطريقة التي اعتبرت في حينها مأساوية إذ لم يكن بمقدورهم مشاهدة ذلك الخراب الرهيب الذي حل بمزارعهم الخضراء ولات ساعة مندم فهم الذين جابوا لأنفسهم ذلك وقد فات الفوت وفتحت الطريق وأصبحت كثير من المزارع أشلاء وكأني به يذكرهم بما قاله الشاعر العربي
أمرتهم أمري بمنعـرج اللـوى *** فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغـد
فهو يسخر بشكل لاذع من بكاءهم وحزنهم على تلك المساحات الشاسعة الخضراء التي أصبحت طريقاً أو [ أثراً بعد عين ] والتي كانت عندهم تساوي [ الرقـاب الحمــر ] ويستنكر عليهم ذلك الحال الذي سبقتهم إليه كثير من القرى
غامد اسوة بالعقيق
من حط الجمل فالطريق
لايشره على صالح الجن
لو يمضي علىغاربه
أمـا النموذج الرابع فقد صرخ به جارالله الفقيه والذي كانت مادة سخريته هي [ فَـرّقـْـنَــا ] أو البائع المتجــول ذلك الرجل الذي كان يحمل على كتفه بعض اللوازم والاحتياجات النسائية ، متنقلاً بها بين قرية وأخرى في طول السراة وعرضها ليبيعها على نســاء تلك القرى ، يقف على الأبواب يعرض ماعنده ، يَتَحَلـّقْ نساء القرى حوله ،ربمــا كاشفات الوجوه ،ويتم البيع والشراء بشئ من السذاجة والتباسط وعدم الاهتمام، بطريقة مبتدعة وجديدة ومخالفة لعادات القرويين الذين لا يرحبون بمثل هولاء الغرباء ولا بما يعرضونه من متاع .
تصدى جار الله الفقيه بالنقد الساخر لتلك البدعة الجديدة الغير مألوفة بأسلوب تهكمي مقذع فغـرّبـَتْ تهكماته وشـرّقَتْ وتداولها القوم وفعلت فعلها في تنبيه الناس إلى تلك البدعة الغريبة فماذا قال الفقيه
يقول جار الله إنّ الله لفرقنا
يروح في كل سده مايردونه
يلقى بنات الهوى ويقلن وش عندك
يقول عندي مناديلاً وحبك سباني
امنية ساخرة من الفقيه لهذا الذي يسمونه [ فرقنا ] وقد بدأ قصيدته بتمني مثير ليلفت الانتباه إلى هذه البدعة المحفوفة بالمخاطر لا لأنه يريد أو يتمنى أن يحل محـل أحدهم ولكن ليبين حجم المشكلة وليلفت انتباه الرجال إليها ولزيادة إيضاح المشكلة شرع في بقية القصيدة إلى تصوير كامل الدور الذي يقوم به في سرد قصصي ملئ بالسخرية والتهكم
أماالنموذج الساخر الأخير فقد كان لمحمد ملاسي الذي سـَخر من حظه التعيس قائلاً :
عساك يابخت الملاسي في لقف جُـنّ
يـنـهـبــــــونك وانــــت غــــــــــــــــــافل
يـوم أن كـلاً مالعـرب بخــته ســـعـودي
وأنــــــا بخـــتي فـــي تِـكْــــــــــــــــدّْار
يـــارب خــذ بخـتي وهبـلي بخت غيره
وهو هنا يرمز بنفسه لكل أولئك الكادحين مثله الذين يعانون من ضيق ذات اليد ومن قسوة الحياة وقلة حظوظهم في الحصول على دخل مجزي تلقاء كدحهم المستمر في الحصول على لقمة العيش الكريمة
والأن هل بقي من سخريات ذلك الزمن ما يجعلنا نسخر مثلهم منها ..؟؟
هل بقي من قيمة لتلك [ للبـلاد ] وقد بات الطلح من أهم محاصيلها ..؟؟ وحتى ماسخر منه أحدهم ذات يوم حين قال
يقطعــون الدوارج من بطون المسقوي
فلا السخرية بقيت ولا المزارع عمرت ولا الدوارج من المسقوي قطعت وماذا سيقول الفقيه لو شاهد اليوم احوالنا مع السائقين والخادمات وأسواق النساء وأي حظ سيندبه ملاسي لو شــاهد كثير من المحظوظين وحظوظهم الرديَّـة اليــوم ..؟؟
تعليق