قصيدة هموم المدير للا ستاذ حسن محمد الزهراني
أصبحت وا أسف الفؤاد مديرا *** فوقعت في سجن الهموم أسيرا
احترت بين أمانة حملتها *** ورضا الأنام فهل أنام قريرا ؟
ضدان لا يأتلفان بموضع *** مازال جمعهما على عسيرا
والناس من حولي تزاحم ودهم *** فرشوا على طول الطريق حريرا
فلكل فرد غاية يسعى لها *** فيداه تحمل للمدير زهورا
وتقرب المتملقون ليدخلوا *** في النفس من زيف الوداد سرورا
اثنوا علي وبالغوا في مدحهم *** حسبوا الوصول إلى رضاي يسيرا
لم يعلموا اني أحطت بكلما *** راموا واكتم في الفؤاد زفيرا
مازلت اعرف قدر نفسي جيد*** مازال حبي للظهور صغيرا
وبهيئة التدريس ابدأ رحلتي *** واقول عن زملاء همي خيرا
لكن منهم من تجاهل دوره *** ليشب في صدر المدير سعيرا
فمدرس متخاذل ومدرس *** يهوى الغياب ويحسن التبريرا
ومدرس عكر المزاج فكلما *** أرشدته أبصرت منه نفورا
وإذا أمرت وجدت منه تشردا *** وإذا نهيت وجدت منه غرورا
والبعض منهم لا يريد ريادة *** والبعض منهم يكره الطابورا
والبعض يشكوا من تمام نصابه *** والبعض منهم يهمل التحضيرا
والبعض منهم فاخرني بخبرته وما*** القى لها في نهجه تأثيرا
والخبرة العمياء لا تجدي الفتى*** مالم يحاسب في الخفاء ضميرا
والبعض منهم مخلص ومثابرا *** جعل الكتاب لنهجه دستورا
يخشى الإله فما يهاب موجها***يحصى العيوب ولا يهاب وزيرا
ومشاكل الطلاب لا تحصى فكم***بعثوا إلى مع البليد خفيرا
فاحار حين أرى أمامي طالبا***لم يدرس التاريخ والتفسيرا
ومشاغب في الفصل إن عاقبته***أمسى الفؤاد لما فعلت كسيرا
وإذا عفوت فتحت لغيره *** بابا وقد يستسهل التكريرا
واشد ما شقي الفؤاد بطالب***لا يحسن الإملاء والتعبيرا
أو طالب متسربل بدهائه***لبق الحديث ويتقن التزويرا
ويزيل حزني طالب متفوق***ومؤدب سر الفؤاد كثيرا
وعجبت من عمالنا إذ لم أجد***منهم لما يسدى المدير شكورا
يتنابون على الغياب فان أتوا ***ناموا وبثوا في الفضاء شخيرا
ولأولياء أمور طلابي معي***قصص سأورد بعضها تذكيرا
يأتي ولي الامر يضرب ابنه***عندي ويدعوا حسرة وثبورا
والبعض جاء إلى يهمس باسما ***فسمعت همسا مذهلا ومثيرا
أعطى الشهادة يا مدير لابننا ***وتنال منا لو أردت بعيرا
والبعض أهملنا أهمل ابنه ***لينال مالا يقهر التبذيرا
قد ظن إن صغيره متفوق *** دوما ويذهل إن رأى التقريرا
والبعض أزعجنا بكثرة مجيئه***أضحى لنا دون الجميع عشيرا
والسائقون تذمروا من خطتي***لا يرغبون مدى الدوام حضورا
يشكون من شغب الصغار وبعضهم***من حمقه لا يعشق التبكيرا
والخادم المسكين يبكي حسرة***إذ لم يجد بين الأنام نصيرا
لا مال يملكه ولا مأوى له***قد كان حقا بائسا وفقيرا
فتبدلت أحواله فمواؤه***أضحى وقد نال الكثير زائرا
وادارة التعليم تطالبني بما***لا يستطاع وتمقت التأخيرا
وإذا طلبت فألف عذرا عندها***حتى وان كان المراد وفيرا
هذا الذي كابدته وتأكدوا***اني صبرت على العذاب شهورا
ولذا حزنت لسوء حظي عندما***أصبحت وا أسف الفؤاد مديرا
منقول
عبد الله رمزي
تعليق