الحج محطة من محطات التقوية وفرصة من فرص إيقاظ المسلم وإصلاح مساره .
الحج تربية للمسلمين على تحقيق العبودية لله والالتزام بأوامره وشرعه .
الحج عبادات وشرائع إسلامية أردها الله للناس ليتحقق لهم من خلالها منافع كثيرة ..!
ولقد جعل الله الحج فريضة على كل من ستطاع إليه سبيلا , ووضع له شروط وحدود وأهداف وخطط يسعى من خلاله الإسلام إلى تحقيق دوره الكبير في جميع شؤون الحياة ولا يقتصر على جانب وأحد من جوانب الحياة .
ومن معاني الحج العظيمة أنه تهذيب للنفوس وتوجيه لها , تعذب المناجاة وتحلو الطاعة ويسرى نور الإيمان بين الجوانح , الذنب مغفور والسعي مشكور , وفي الحج تعود القوة سلاماً والتعلق والتخبط يصبح انضباطاً وتوازناً والترف خشونة والكبرياء تواضع , ففي الحج إعلان للمساواة والحقوق وتوثيق للأخوة والتعارف والتعاون في أجمل صورها وأبها روعتها .
ومع سرد بعض من معاني الحج نقف عند حال الأمة الإسلامية وما تمر بها من كئيبة ومحنة قاسية ... وحب للحياة وبخل في بذل المال وفرقة وشتات وخلاف .. فترة فقدت فيها أمتنا الإسلامية وحدتها وأخوتها وعقيدتها ونسيت رسالتها بل أنها تعيش في سبات عميق غير قادرة على الحركة قد أصابها الشلال , وألمت بها النكبات والمحن والفتن من كل مكان .
أن أمتنا الإسلامية تعيش هذه الأيام معركة صعبة وشرسة ومتشعبة , بذل لها خصومها على اختلاف أهدافهم وأحقادهم كل الطاقات والإمكانيات .
ونحن نعيش هذه الأجواء الإيمانية والروحانية أجواء الحج والملايين يتقاطرون من كل فجاج الأرض تلبية لدعوة الله , في موعد كريم في جوار بيت أكرم الأكرمين , ننظر لموسم حج هذا العام بنظرة خاصة كلها آمل وتفأل بأن أمتنا سوف تعود , أنها هذه الأيام بأشد الحاجة إلى العودة خصوصاً وهي تعيش تلك الأوضاع المتردية , فالحج مناسبة عظيمة لتجديد أمتنا وانتشالها من التفكك والضعف والوهن .... والله ثم والله لا يكون ذلك إلا عن طريق واحد لا ثاني له هو ( الإسلام والاستهداء بالإيمان والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم )
[ لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك ...] .
...................
كلما أشتد غلس الليل أقترب ميلاد النهار

أسأل الله جلت قدرته أن يوحد أمة الإسلام ويرّص صفها , وأن يجعلها هداية للأمم , وأن يصلح بها الخلل العالمي ... آمين

ولكم تحياتي وتقديري !!