Unconfigured Ad Widget

Collapse

فضلا ً اقرأوا هذه القصة المحزنة ففيها عبرة وعظه

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • ابو عادل
    عضو نشيط
    • Sep 2002
    • 461

    فضلا ً اقرأوا هذه القصة المحزنة ففيها عبرة وعظه

    يقول أحدهم : كان لي صديق أحبه لفضله وأدبه ، وكان يروقني منظره، ويؤنسني محضره ، قضيت في صحبته عهدا طويلا، ما أنكر من أمره ولا ينكر من أمري شيئا حتى سافرت وتراسلنا حينا ثم انقطعت بيننا العلاقات ورجعت وجعلت أكبر همي أن أراه لما بيني وبينه من صلة ، وطلبته في جميع المواطن التي كنت ألقاه فيها فلم أجد له أثرا، وذهبت إلى منزله فحدثني جيرانه أنه انتقل منذ عهد بعيد

    وقفت بين اليأس والرجاء بغالب ظني أني لن أراه بعد ذلك اليوم، وأني قد فقدت ذلك الرجل .. وبينما أنا عائد إلى منزلي في ليلة من الليالي دفعني جهلي بالطريق في الظلام إلى سلوك طريق موحش مهجور يخيل للناظر فيه أنه مسكن للجان إذ لا وجود للإنس فيه .. فشعرت كأني أخوض في بحر، وكأن أمواجه تقبل بي وتدبر، فما توسطت الشارع حتى سمعت في منزل من تلك المنازل أنة تتردد في جوف الليل، ثم تلتها أختها .. فأثر في نفس هذا الأنين وقلت في نفسي يا للعجب كم يكتم هذا الليل من أسرار؟

    وكنت قد عاهدت الله أن لا أرى حزينا إلا وساعدته، فتلمست الطريق إلى ذلك المنزل، وطرقت الباب طرقا خفيفا، ثم طرقته طرقا أكثر قوة، وإذا بالباب يفتح من قبل فتاة صغيرة .. فتأملتها وإذا في يدها مصباح ، وعليها ثياب ممزقة، وقلت لها هل عندكم مريض ؟ فزفرت زفرة كادت تقطع نياط
    قلبها، قالت نعم، افزع فإن أبي يحتضر .. والدها، ثم مشت أمامي وتبعتها حتى وصلت إلى غرفت ذات باب قصير، ودخلتها فخيل إلى أني أدخل إلى قبر وليس إلى غرفة، وإلى ميت وليس إلى مريض .. ودنوت منه حتى صرت بجانبه، فإذا قفص من العظام يتردد فيه نفس من الهواء، ووضعت يدي على جبينه ففتح عينيه وأطال النظر في وجهي، ثم فتح شفتيه وقال بصوت خافض : أحمد الله لقد وجدتك يا صديقي .. فشعرت كأن قلبي يتمزق وعلمت أنني قد عثرت على ضالتي التي كنت أنشدها وإذا به رفيقي الذي كنت أعرفه، لكنني لم أعرفه من مرضه وشدة هزاله .. وقلت له قص علي قصتك ، أخبرني ما خبرك .. فقال لي أسمع مني : ثم ساق القصة فقال

    منذ سنين كنت أسكن أنا ووالدتي بيتا ، ويسكن بجوارنا رجل من أهل الثراء، وكان قصره يضم بين جنباته فتاة جميلة ألم بنفسي من الوجد والشوق إليها ما لم أستطع معه صبرا .. ومازلت أتابعها وأعالج أمرها حتى أوقعتها في شباكي، وأتى في قلبها ما أتى إلى قلبي، وعثرت عليها في لحظة من الغفلة عن الله بعد أن وعدتها بالزواج فاستجابت لي واسلست قيادها وسلبتها شرفها في يوم من الأيام .. وما هي إلا أيام حتى عرفت أن في بطنها جنينا يضطرب، فأسقط في يدي، وطفقت أبتعد عنها، وأقطع حبل ودها، وهجرت ذلك المنزل الذي كنت أزورها فيه، ولم يعد يهمني من أمرها شيء

    ومرت على الحادثة أعوام، وفي ذات يوم حمل إلي البريد رسالة مددتها وقرأت ما بداخلها وإذا بها تكتب إلي (هذه البنت) تقول : لو كان بي أن أكتب إليك لأجدد عهدا دارسا أو حبا قديما ما كتبت والله سطرا ولا خططت حرفا ، لأنني أعتقد أن رجلا مثلك رجل غادر وود مثلك ودا كاذبا يستحق أن لا أحفل به وآسف على أن أطلب تجديده .. إنك عرفت كيف تتركني وبين جنبي نارا تضطرب وجنينا يضطرب .. تلك للأسف على الماضي، وذاك للخوف على المستقبل ، فلم تبالي بي وفررت مني حتى لا تحمل نفسك مؤنة النظر إلى شقاء وعذاب أنت سببه، ولا تكلف يدك مسح دموعا أنت الذي أرسلتها .. فهل أستطيع بعد ذلك أن أتصور أنك رجل شريف ؟ لا والله بل لا أستطيع أن أتصور مجرد أنك إنسان، إنك ذئب بشري لأنك ما تركت خلة من الخلال في نفوس العجماوات وأوابد الوحوش إلا وجمعتها في نفسك .. خنتني إذ عاهدتني على الزواج فأخلفت وعهدك .. ونظرت في قلبك فقلت كيف تتزوج من امرأة مجرمة ؟ وما هذه الجريمة إلا صنعت يدك وجريرة نفسك، ولولاك ما كنت مجرمة ولا ساقطة، فقد دافعتك جهدي حتى عييت في أمرك وسقطت بين يديك سقوط الطفل الصغير .. سرقت عفتي فأصبحت ذليلة النفس حزينة القلب، أستثقل الحياة وأستبطئ الأجل وأي لذة لعيش امرأة لا تستطيع أن تكون في مستقبل أيامها زوجة لرجل ولا أما لولد، بل لا أستطيع أن أعيش في مجمع من هذه المجتمعات إلا وأنا خافضة الرأس مسبلة الجفن ، واضعة الخد على الكف ترتعد أوصالي وتذوب أحشائي خوفا من عبث العابثين وتهكم المتهكمين

    سلبتني راحتي وقضيت على حياتي، قتلتني وقتلت شرفي وعرضي بل قتلت أمي وأبي فقد مات أبي وأمي وما أظن موتهما إلا حزنا علي لفقدي .. لقد قتلتني لأن ذلك العيش المر الذي شربته من كأسك بلغ من جسمي ونفسي وأصبحت في فراش الموت كالذبابة تحترق وتتلاشى نفسا بعد نفس .. هربت من بيت والدي إذ لم يعد لي قدرة على مواجهة بيتي وأمي وأبي وذهبت إلى منزل مهجور وعشت فيه عيش الهوان، وتبت إلى الله وإني لأرجو أن يكون الله قد قبل توبتي واستجاب دعائي وينقلني من دار الموت والشقاء إلى دار الحياة والهناء

    وها أنا أموت وأنت كاذب خادع ولص قاتل ولا أظن أن الله تاركك دون أن يأخذ لي بحقي منك .. ما كتبت والله لأجدد بك عهدا أو أخطب لك ودا، فأنت أهون علي من ذلك ، إنني قد أصبحت على باب القبر وفي موقف أودع فيه الحياة سعادتها وشقائها فلا أمل لي في ودها، ولا متسع لي في عهدها، وإنما كتبت لك لأني عندي وديعة لك هي ابنتك فإن كان الذي ذهب بالرحمة من قلبك أبقى لك منها رحمة الأبوة فأقبلها وخذها إليك حتى لا يدركها من الشقاء مثل ما أدرك من أمها من قبل .. طبعا هي ماتت وتركت البنت في هذا المكان المهجور وليس لها عائل .. يقول هذا الرجل : ما أتممت قراءة الكتاب حتى نظرت فرأيت مدامعه تنحدر من جفنيه ثم قال: إنني والله ما قرأت هذا الكتاب حتى أحسست برعدة تتمشى في جميع أوصالي وخيل إلي أن صدري يحاول أن ينشق عن قلبي فأسرعت إلى منزلها الذي تراني فيه الآن ( هذا البيت الخرب ) .. ورأيتها في هذه الغرفة وهي تنام على هذا السرير جثة هامدة لا حراك بها ، ورأيت هذه الطفلة التي تراها وهي في العاشرة من عمرها تبكي حزنا على أمها .. وتمثلت لي جرائمي في غشيتي كأنما هي وحوش ضارية هذا ينشب أظفاره وذاك يحدد أنيابه، فما أفقت حتى عاهدت الله أن لا أبرح هذه الغرفة التي سميتها غرفة الأحزان حتى أعيش عيشة تلك الفتاة وأموت كما ماتت .. وها أنا ذا أموت راضيا اليوم مسرورا وقد تبت إلى الله وثقتي بربي أن الله عز وجل لا يخلف ما وعدني، ولعل ما قاسيت من العذاب والعناء وكابدت من الألم والشقاء كفارة لخطيئتي

    ابو عادل
    سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ورضى نفسه ومداد كلماته
  • البيرق
    عضو نشيط
    • Jun 2002
    • 412

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الله أكبر عندما تتشابك الدموع في الخدود ، الله أكبر عندما تضطرم نار الحرقة على شهوة لحظة ونزوة برهه ، الله أكبر عندما تلهب نار الأسى جوفا من الدهر على جريرة ، الله أكبر عندما تفتت الحسرة كبد المذنب .
    الله أكبر عندما تزل القدم ، الله أكبر عندما تغرغر النفس وتبلغ الحلقوم ، الله أكبر من قبر وظمته وظلمته وسراط وحساب ونار وجنة وخلود ونعيم وجحيم .

    اللهم إني أسألك لي ولأخي أبو عادل ولكل مسلم أن تهدينا سراطك المستقيم وترزقنا الثبات عليه إلى أن نلقاك راضي علينا غير غضبان .

    وفقك الله ربي وسدد على درب الخير خطاك أسلوب أدبي جميل رائع قمة في التفنن وسموا في الطرح وعلوا في النهج خضت بنا غمار الحسرة وسبحت بنا في بحور الحرقة على الذنب ونبهتنا إلى جرم المعصية ، نصيحة وموعضة إسلامية في أسلوب رقراق وثوب خلاب ، فرحم الله حالي وحالك وستر عيوبنا وغفر ذنوبنا وشرح صدورنا إنه ولي ذلك والقادر عليه .

    أخوك البيرق
    أخي صبرا على ألم الفراق
    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،كلانا للنوى والشوق باقي
    إذا افترقت هياكلنا وبانت
    ،،،،،،،،،،،،،فروحي نحو روحك في عناقي

    تعليق

    • ابو عادل
      عضو نشيط
      • Sep 2002
      • 461

      #3
      اخي الكريم البيرق :
      مرورك على الموضوع اسعدني كتب الله لك الاجر وحمانا جميعا ً من العثرات والزلات واتباع هوى النفس وكما تعلم اخي الكريم ان من يعطي نفسه هواها يكون دليله الشيطان فالنفس الامارة بالسوء والشيطان قرينان لايفترقان وانظر الى الضحايا في هذه القصة المحزنة الأب والام المحزونان وام البنت بل والرجل والضحية الكبرى البنت المسكينة التي لا ذنب لها ، انظر اخي الكريم الى مضاعفات الذنب والخطيئة عصمنا الله جميعا ً من الوقوع في ذلك انه ولي ذلك والقادر عليه ... اكرر لك اخي الكريم شكري وتقديري .
      ..............ابو عادل
      سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ورضى نفسه ومداد كلماته

      تعليق

      Working...