غض البصر
أدلة وجوب غض البصر:-
قال تعالى: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون)).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما رأيت شيئاً أشبه باللمم ما قال أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا. أدرك ذلك لا محالة. فزنى العينين النظر، وزنى اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه" أخرجه البخاري في كتاب الاستئذان.
فوائد غض البصر:-
قال ابن القيم رحمه الله وفي غض البصر عدة فوائد:-
تخليص القلب من ألم الحسرة، فإن من أطلق نظره دامت حسراته فأخر شيء على القلب إرسال البصر، فإنه يريد ما يشتد طلبه ولا مبرر له عنه ولا وصول له إليه وذلك غاية ألمه وعذابه، قال الأصمعي: رأيت جارية في الطواف كأنها مهاة فجعلت أنظر إلهيا واملأ عيني من محاسنها فقالت لي: يا هذا ما شأنك؟ قلت: وما عليك من النظر، فأنشأت تقول:
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً اتعبتك المنـــاظرٌ
رأيت الذي لا كله أنت قــادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
والنظرة تفعل ف يالقلب ما يفعل السهم في الرمية، فإن لم تقتله جرحته وهي بمنزلة الشرارة من النار، تدمي في الحشيش اليابس فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه كما قيل:-
كل الحوادث مبدؤها من النـظر ومعظم النار من مستغر الشــرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوس ولا وتـــر
والمرء ما دام ذاعين يقبلـــها في أعين الغيد موقوف على الخطر
أن غض البصر يفتح لصحابه طرق العلم وأبوابه ويسهل عليه أسبابه وذلك بسبب نور القلب فإنه إذا استنار ظهرت فيه حقائق المعلومات وانكشفت له بسرعة ونفذ من بعضها إلى بعض. ومن أرسل بصره تكرر عليه قلبه وأظلم وانسد عليه باب العلم وطرقه.
وغض البصر يورث صحة الفراسة فإنها من النور وثمراته وإذا استنار القلب صحة الفراسة لأنه يصير بمنزلة المرأة المجلوة تظهر فهيا المعلومات كما هي، والنظر بمنزلة التنفس فيها، فإذا أطلق العبد نظرة تنفست نفسه الصعداء في مرآة قلبه فطمست نورها كما قيل:-
مرآة قلبك لا تريد صلاحه والنفس فيها دائماً تتن
المجلة الإسلامية ؛؛؛