حيــــــــــــن كانت مكــة المكــرمة والمدينة المنــورة ــ على ساكنها أفضل الصـــلاة والســـلام ــ مكان الإرتزاق والتكســـب الحلال يسافر إليها أصحاب الحاجة للعمــل بها ومن ثم العــودة بما قسم الله وكغيره كان شــــاعرنا
محمد بن جهاد أو كما كان ـــ رحمه الله ــ يحلو له أن يسمي نفسه [ محمـــــد ملاســـي ] يغــدو إلى مكــة لكســب بعض المـال والعــودة إلى مرابع الصـبا [ قرية العبـــالة ] ــ قرية من قرى وادي العلي من بني ظبيان ــ يشتغـل في زراعة [ بـــلاده ] ويمارس هوايته في قول الشــعر متحاوراً في أغلب الأحيـان مع قريبه وصديق عمـــره وشـــاعره المفضـــل [ علي دغســــان أبو عالي ] عليهمـــا رحمــة الله وذات مرة آب ملاسي من السفر فحمل الشوق صديق عمره [ دغســان ]وذهب للســلام عليه والإستماع لأخباره وتهنيئته بالسلامة والعود الحميـد فكانت تحية دغسان هذه القصيدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ياليت ميــلان اهـل جـده والليـث منثــور
وامـد كفي واهتبش لي في الجيب عـده
وافــوت لاتـغــدي عـظـامي غـرباً ولـومـــه
ومـن اليمـن ياجي بـنـونـا والشـام تـيـنـا
وفي الحـال رد محمد ملاسي فقال :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقــول ملاسي رحت مكـه جالي ثمن ثـور
والثــور مـايصلـح لي انـا من غـيــر عِـــــدّه
والـمـيــه مـاتـقـرب لثــوري غــرباً ولـومـــه
وان عـفــت منها تضـحكـونبي ياشــامتين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي هاتين القصيدتان يتضح لنا روعة [ الشــقر ] وجمــاله ومقدرة الشاعرين على انتقــاء الكلمات الجزلة السهـــلة المباشره التى توضح المعنى وتصل إليه من أقصر الطرق
أنظر إلى روعة الشــقر في قوليهما [ والليث منثور، ثمن ثور ]وكيف أستطاع [ علي دغٍٍســان رحمه ] أن يهئ بكلماته [ والليث منثور ] الرد الرائع المعبــر الوافي بالغرض حين يرد ملاسي بكلمة [ ثمن ثور ] فلم يحد ولم يخرج ولم يتفلسف وإنما جاء مباشرة لما يريده دغســان أولم تكن معظم أموالهم التي يكسبونهارحمهم الله ــ رغم قلتها ــ تصرف على شراء أدوات ووســائل الزراعة .
ثم تأمل في قولهما [ عـــــده ]وهي في البــدء أو البدع بمعنى العدد وفي الرد بمعنى الوسائل أو الأدوات
وتأمل كلمة [ ولومـــه ] فهي بمعنى الوليمة عند دغســان وبمعنى المحراث عند مـلاســي
وأخيراً كلمة [ شـــامتين ] فمعناها عند دغســان تين الشام أو الحمــــاط وعند ملاسي الشـــماته
وتـــــامل في القصـــيدتين وقد جــاءتــا على [ طـــرق اللعب ]
لتجــــــد أنهن كانتــا ذات إنســـيابية موســـيقية رائـــــــعة فلا تنافربين حروفها ولانشــاز في موسيـــقاها حتى أنك لو نزعت أي كلمة من مكــانها لاتضــح الخــلل وأنكشــف الأمــر وتــأمل تســـلســل الأبيــات
فلن تســـتطيع أن تقدم بيتاً أو تأخره عن مكــانه ويبقى المعنى ســـليم ومســــتــقيم لأن القصيدتين تعتمدان وحــدة القصيدة لاوحــدة البيت وقليل من يستطيع فعل هـــذا فكل بيت تالي يكمــل معنى البيت الذي ســبقه ويتممــه
والقصيـدتان في مجمـلها توثيق لأمــر هام من معاناة ذلك العصــر وما يشـغل الناس ومايســيطر على تفكيـرهم من إرتباط بالأرض ومهنة الزراعة والمجـــاهدة في توفيـــر لقمــة العيش والإكتـــفاء الذاتي ولســـان حالهم يقول
كـــل ممــــا تزرع
ولن يمـلأ بطنـك وبطون عيــالك إلا ماتنتجـــه يديك من خيرات أرضك
فلا الهــامبورجر ولا مكدونالز ولا البيتزا هي البديل الطيب والصحي لخير بلدك.
محمد بن جهاد أو كما كان ـــ رحمه الله ــ يحلو له أن يسمي نفسه [ محمـــــد ملاســـي ] يغــدو إلى مكــة لكســب بعض المـال والعــودة إلى مرابع الصـبا [ قرية العبـــالة ] ــ قرية من قرى وادي العلي من بني ظبيان ــ يشتغـل في زراعة [ بـــلاده ] ويمارس هوايته في قول الشــعر متحاوراً في أغلب الأحيـان مع قريبه وصديق عمـــره وشـــاعره المفضـــل [ علي دغســــان أبو عالي ] عليهمـــا رحمــة الله وذات مرة آب ملاسي من السفر فحمل الشوق صديق عمره [ دغســان ]وذهب للســلام عليه والإستماع لأخباره وتهنيئته بالسلامة والعود الحميـد فكانت تحية دغسان هذه القصيدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ياليت ميــلان اهـل جـده والليـث منثــور
وامـد كفي واهتبش لي في الجيب عـده
وافــوت لاتـغــدي عـظـامي غـرباً ولـومـــه
ومـن اليمـن ياجي بـنـونـا والشـام تـيـنـا
وفي الحـال رد محمد ملاسي فقال :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقــول ملاسي رحت مكـه جالي ثمن ثـور
والثــور مـايصلـح لي انـا من غـيــر عِـــــدّه
والـمـيــه مـاتـقـرب لثــوري غــرباً ولـومـــه
وان عـفــت منها تضـحكـونبي ياشــامتين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي هاتين القصيدتان يتضح لنا روعة [ الشــقر ] وجمــاله ومقدرة الشاعرين على انتقــاء الكلمات الجزلة السهـــلة المباشره التى توضح المعنى وتصل إليه من أقصر الطرق
أنظر إلى روعة الشــقر في قوليهما [ والليث منثور، ثمن ثور ]وكيف أستطاع [ علي دغٍٍســان رحمه ] أن يهئ بكلماته [ والليث منثور ] الرد الرائع المعبــر الوافي بالغرض حين يرد ملاسي بكلمة [ ثمن ثور ] فلم يحد ولم يخرج ولم يتفلسف وإنما جاء مباشرة لما يريده دغســان أولم تكن معظم أموالهم التي يكسبونهارحمهم الله ــ رغم قلتها ــ تصرف على شراء أدوات ووســائل الزراعة .
ثم تأمل في قولهما [ عـــــده ]وهي في البــدء أو البدع بمعنى العدد وفي الرد بمعنى الوسائل أو الأدوات
وتأمل كلمة [ ولومـــه ] فهي بمعنى الوليمة عند دغســان وبمعنى المحراث عند مـلاســي
وأخيراً كلمة [ شـــامتين ] فمعناها عند دغســان تين الشام أو الحمــــاط وعند ملاسي الشـــماته
وتـــــامل في القصـــيدتين وقد جــاءتــا على [ طـــرق اللعب ]
لتجــــــد أنهن كانتــا ذات إنســـيابية موســـيقية رائـــــــعة فلا تنافربين حروفها ولانشــاز في موسيـــقاها حتى أنك لو نزعت أي كلمة من مكــانها لاتضــح الخــلل وأنكشــف الأمــر وتــأمل تســـلســل الأبيــات
فلن تســـتطيع أن تقدم بيتاً أو تأخره عن مكــانه ويبقى المعنى ســـليم ومســــتــقيم لأن القصيدتين تعتمدان وحــدة القصيدة لاوحــدة البيت وقليل من يستطيع فعل هـــذا فكل بيت تالي يكمــل معنى البيت الذي ســبقه ويتممــه
والقصيـدتان في مجمـلها توثيق لأمــر هام من معاناة ذلك العصــر وما يشـغل الناس ومايســيطر على تفكيـرهم من إرتباط بالأرض ومهنة الزراعة والمجـــاهدة في توفيـــر لقمــة العيش والإكتـــفاء الذاتي ولســـان حالهم يقول
كـــل ممــــا تزرع
ولن يمـلأ بطنـك وبطون عيــالك إلا ماتنتجـــه يديك من خيرات أرضك
فلا الهــامبورجر ولا مكدونالز ولا البيتزا هي البديل الطيب والصحي لخير بلدك.
تعليق