Unconfigured Ad Widget

Collapse

صائـــم لــم يفطـر

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • عبدالله الكناني
    عضو مؤسس
    • Jan 2001
    • 66

    صائـــم لــم يفطـر

    صـــائـــم لم يفطــــر
    معاذ بن سعد ، ليس صحابياً جليلاً ولا تابعياً من كبار التابعين !! لا .. هو فتى فى عمر الزهور لم يتجاوز التاسعة من عمره ، ولكن همته كهمة الأبطال ،

    على الرغم من صغر سنه إلا أنه كان ممن اجتهدوا فى حفظ القرآن ، ظهر نبوغه منذ كان عمره أربع سنوات حيث حفظ وهو فى هذه السن عشرين سورة .

    كان محباً لوالديه مطيعاً لهما إذا دخل المنزل قبّل يدي أمه وإذا تمكن قبّل رجليها !! كيف لا يكون كذلك وهو الذى نشأ على حب القرآن .

    دخل المدرسة فأحبته المدرسة إدارة ومعلمين وطلاباً ، سأل المعلم يوماً من صلى الفجر اليوم فى جماعة فأجاب معاذ : أنا فأعطاه المدرس هدية فرح بها فرحاً شديداً .. أعطته إدارة المدرسة يوماً دفتراً لجمع التبرعات للشيشان وكانت قيمة الدفتر 200 ريال فأخذه وجمع التبرعات من والديه وأقاربه وجماعة المسجد حتى بلغ مجموعة ما جمعه 250 ريالاً .. تأثر به أبناء الجيران فالتحقوا بحلقة القرآن وأصبح أكثر جلوسهم فى المسجد ، كان يقول لبعض أصحابه : نحن جميعاً سوف نموت وسيأتى بعدنا جيل آخر .. فتى لم يتجاوز التاسعة ويذكر أصحابه بالموت ..
    كان يقول لأمه : أريد أن أصبح مثل الشيخ ابن باز أو آل الشيخ ، وفى رمضان ، يذهب إلى المسجد يصلى العصر ثم يجلس يقرأ القرآن حتى قبيل المغرب ثم يساعد فى ترتيب الإفطار للصائمين ويفطر معهم ثم يصلى المغرب ويجلس حتى يصلى العشاء والتراويح .. وذات يوم بقى فى المسجد من صلاة الظهر إلى بعد التراويح دون أن يستأذن والديه ، فلما عاد غضب منه أبوه وقرر عدم أخذه معهم إلى السوق ، وعندما رجعوا توقعوا أن يجدوه غاضباً متذمراً ، غير أنه كان قد فتح المذياع وأخذ يتابع فى المصحف صلاة التراويح فى الحرم المكى ، ولكن رمضان هذا العام لم يكن رمضاناً عادياً بالنسبة لمعاذ وبالذات يوم الاثنين الثاني عشر منه وفى صلاة العصر ؟‍ كيف لم يكن عادياً ؟‍ اقرأ ولا تحبس عينيك أن تذرف الدمع ، ففى ذلك اليوم وعندما أذن المؤذن لصلاة العصر تطهر معاذ وكان صائماً وتوجه إلى المسجد وعند باب المسجد خلع نعليه ودخل وما هو إلا قليل حتى طرأ طارئ أو تذكر حاجة له خارج النعال وسحب نعليه وفجأة وبدون مقدمات إذا بالرفوف تهوى على معاذ ويصطك رأسه بالأرض وكان أحد الناس قادماً فرأى المشهد وصرخ بأعلى صوته ، فخرج من فى المسجد ليستطلعوا الخطب ورفعوا حاملة الرفوف فإذا معاذ مضرج بدمه فُحمل إلى المستشفى أسبوعاً ثم توفاه الله .

    فلله درك يا معاذ فقد كنت نعم الفتى ، وكيف لا تكون كذلك ووالداك قد حرصا على تربيتك على القرآن وعلى حب القرآن نحسبهما كذلك ولا نزكى على الله أحداً .

    وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه
    عبدالله الكناني
    alknane40@hotmail.com
Working...