قصيدة للعشماوي......... صرخةٌ من بائسٍ عراقي
«إلى أهل البصائر والنُّهَى»
{ ضجَّتْ نجومُ الليل من حسراتي
وشكا الفُراتُ إلىَّ من عَبَراتي
وجرتْ عليَّ عيونُ دجلةَ أَدْمُعاً
لما رأتني واهنَ الخُطواتِ
واستفظع القمرُ المنيرُ حكايتي
فبدا كسيفَ الوجه في الظلماتِ
وبكتْ عليَّ الشمس حين تهشَّمتْ
نظرات مَشْرقها على نظراتي
حتى شفاه الفجر لم تَرْسُمْ لنا
لما رأتني، ساحرَ البَسَماتِ
واستوحشتْ بغدادُ لمَّا أبصرتْ
ما خطَّت المأساةُ في قَسَماتي
بغدادُ هارون الرشيدِ تلفَّعتْ
بسوادها، وبكتْ على الحُرُماتِ
وكأنها لم ترسم التاريخَ في
أهدابها صوراً من العَزَماتِ
وكأنها لم تزدهرْ بعلومها
يوماً، ولم ترفعْ مقام دُعاةِ
وكأنَّ عينَ المجد ما اكتحلتْ بها
واستمتعتْ بزهورها النَّضِراتِ
وكأنَّ أهدابَ الرَّصافةِ ما رأتْ
سِرْبَ المها، وهوادجَ الخَفِرَاتِ
وكأنَّ فرسان المبادىء ما بنوا
قممَ الشموخ، وهم على الصَّهواتِ
يا إخوة الإسلام، يا أهل النُّهَى
في الأرض، يا من تسمعون شَكَاتي
للفقر وجهٌ يا أحبَّةُ كالحٌ
وفمٌ يردِّد أسوأ الكلماتِ
أمَّا يداه فَقُدَّتا من صخرةٍ
والصوت صوتٌ موحش النَّبَراتِ
صورٌ يحسُّ بها فقيرٌ بائسٌ
مازال يشكو من وجوهٍ قُساةِ
يا إخوةَ الإسلام، دونكم اللَّظى
مازال يحرق «دِجْلتي» و«فُراتي»
بيني وبينكم السِّياج، فما أرى
إلا طوابيراً من البَعَثاتِ
سلكوا إلى التفتيش ألفَ طريقةٍ
وأَبَوا سلوكَ مسالكِ الرَّحَماتِ
هذا الحصارُ، جريمةٌ رُسِمَتْ لنا
في شكلِ أوراقٍ ومؤتمراتِ
ما ذنبُ أرملةٍ تكفكفُ دمعَها
ودموعَ أبناءٍ لها وبنات؟؟
ماذنبُ أطفالٍ صغارٍ أصبحوا
كهياكل الأشباح في الطرقات؟
يلقون بَرْدَ شتائهم وصقيعَه
ورياحَه الهوجاءَ شِبْهَ عُراةِ
ما ذنب ُ شعبٍ جائعٍ، ولسانه
مازال يمدح قائدَ النَّزوَاتِ؟!
إنَّ الذي تستهدفون عراقنا
من أجله، يختال في الشُّرُفاتِ
حاصرتمونا باسمه، وهو الذي
بيد الحصار قضى على رغباتي
أوَّاه من جور الحصار، ومن يدٍ
تغتالني وتنام فوق رفاتي
ياغربُ يا عقلاءَه، يا من لهم
من رحمة الإنسان قَدْرُ نَوَاةِ
يا إخوةَ! الإسلام، يا أهلَ النُّهى
لا تخنقوا بسكوتكم عَبَراتي
أنسيتموا أنَّا نعاني ضعفَ ما
عانيتموا من عاشق النكَباتِ؟
أنتم ترون، وتسمعون، ونحن في
قلب اللَّظى نُصْلى بجور طُغَاةِ
نحيا على وَجَلٍ حياةَ معذَّبٍ
يحظى بماءٍ آسنٍ وفُتاتِ
يكفي بأنفسنا أكتئاباً أننا
نلقاه في الرَّوحاتِ والغدواتِ
أقلامنا يَبِسَتْ على أوراقنا
لم تكتحلْ يوماً. بحبرٍ دَوَاةِ
إنَّا نرى غَزْوَ الكويتِ جريمةً
نَكْرَاء، ساقتْنا إلى الأَزَماتِ
ونرى انتهاكَ حقوق جارٍ آمنٍ
جُرْماً يخالف مُحكمَ الآياتِ
خَطَراتُ أنفسنا، ونَبْضُ قلوبنا
لا تستجيب لهذه النَّْعَراتِ
فَعلامَ يجعلنا الحصار فريسةً
للفقر والأمراضِ والعَثَراتِ
قلبي يناديكم بصادقِ نَبْضِه:
لا تكسروا باسم العدوِّ قَنَاتي
أحبابنا لاتصرفوا نظراتكم
فستُبصرون البؤس في قسماتي }.
شعر / عبدالرحمن صالح العشماوي
ابوسهيل
«إلى أهل البصائر والنُّهَى»
{ ضجَّتْ نجومُ الليل من حسراتي
وشكا الفُراتُ إلىَّ من عَبَراتي
وجرتْ عليَّ عيونُ دجلةَ أَدْمُعاً
لما رأتني واهنَ الخُطواتِ
واستفظع القمرُ المنيرُ حكايتي
فبدا كسيفَ الوجه في الظلماتِ
وبكتْ عليَّ الشمس حين تهشَّمتْ
نظرات مَشْرقها على نظراتي
حتى شفاه الفجر لم تَرْسُمْ لنا
لما رأتني، ساحرَ البَسَماتِ
واستوحشتْ بغدادُ لمَّا أبصرتْ
ما خطَّت المأساةُ في قَسَماتي
بغدادُ هارون الرشيدِ تلفَّعتْ
بسوادها، وبكتْ على الحُرُماتِ
وكأنها لم ترسم التاريخَ في
أهدابها صوراً من العَزَماتِ
وكأنها لم تزدهرْ بعلومها
يوماً، ولم ترفعْ مقام دُعاةِ
وكأنَّ عينَ المجد ما اكتحلتْ بها
واستمتعتْ بزهورها النَّضِراتِ
وكأنَّ أهدابَ الرَّصافةِ ما رأتْ
سِرْبَ المها، وهوادجَ الخَفِرَاتِ
وكأنَّ فرسان المبادىء ما بنوا
قممَ الشموخ، وهم على الصَّهواتِ
يا إخوة الإسلام، يا أهل النُّهَى
في الأرض، يا من تسمعون شَكَاتي
للفقر وجهٌ يا أحبَّةُ كالحٌ
وفمٌ يردِّد أسوأ الكلماتِ
أمَّا يداه فَقُدَّتا من صخرةٍ
والصوت صوتٌ موحش النَّبَراتِ
صورٌ يحسُّ بها فقيرٌ بائسٌ
مازال يشكو من وجوهٍ قُساةِ
يا إخوةَ الإسلام، دونكم اللَّظى
مازال يحرق «دِجْلتي» و«فُراتي»
بيني وبينكم السِّياج، فما أرى
إلا طوابيراً من البَعَثاتِ
سلكوا إلى التفتيش ألفَ طريقةٍ
وأَبَوا سلوكَ مسالكِ الرَّحَماتِ
هذا الحصارُ، جريمةٌ رُسِمَتْ لنا
في شكلِ أوراقٍ ومؤتمراتِ
ما ذنبُ أرملةٍ تكفكفُ دمعَها
ودموعَ أبناءٍ لها وبنات؟؟
ماذنبُ أطفالٍ صغارٍ أصبحوا
كهياكل الأشباح في الطرقات؟
يلقون بَرْدَ شتائهم وصقيعَه
ورياحَه الهوجاءَ شِبْهَ عُراةِ
ما ذنب ُ شعبٍ جائعٍ، ولسانه
مازال يمدح قائدَ النَّزوَاتِ؟!
إنَّ الذي تستهدفون عراقنا
من أجله، يختال في الشُّرُفاتِ
حاصرتمونا باسمه، وهو الذي
بيد الحصار قضى على رغباتي
أوَّاه من جور الحصار، ومن يدٍ
تغتالني وتنام فوق رفاتي
ياغربُ يا عقلاءَه، يا من لهم
من رحمة الإنسان قَدْرُ نَوَاةِ
يا إخوةَ! الإسلام، يا أهلَ النُّهى
لا تخنقوا بسكوتكم عَبَراتي
أنسيتموا أنَّا نعاني ضعفَ ما
عانيتموا من عاشق النكَباتِ؟
أنتم ترون، وتسمعون، ونحن في
قلب اللَّظى نُصْلى بجور طُغَاةِ
نحيا على وَجَلٍ حياةَ معذَّبٍ
يحظى بماءٍ آسنٍ وفُتاتِ
يكفي بأنفسنا أكتئاباً أننا
نلقاه في الرَّوحاتِ والغدواتِ
أقلامنا يَبِسَتْ على أوراقنا
لم تكتحلْ يوماً. بحبرٍ دَوَاةِ
إنَّا نرى غَزْوَ الكويتِ جريمةً
نَكْرَاء، ساقتْنا إلى الأَزَماتِ
ونرى انتهاكَ حقوق جارٍ آمنٍ
جُرْماً يخالف مُحكمَ الآياتِ
خَطَراتُ أنفسنا، ونَبْضُ قلوبنا
لا تستجيب لهذه النَّْعَراتِ
فَعلامَ يجعلنا الحصار فريسةً
للفقر والأمراضِ والعَثَراتِ
قلبي يناديكم بصادقِ نَبْضِه:
لا تكسروا باسم العدوِّ قَنَاتي
أحبابنا لاتصرفوا نظراتكم
فستُبصرون البؤس في قسماتي }.
شعر / عبدالرحمن صالح العشماوي
ابوسهيل
تعليق