Unconfigured Ad Widget

Collapse

رسالة إلى غاضب

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • احمد البشيري
    عضو مميز
    • Jun 2002
    • 1513

    رسالة إلى غاضب

    • أيها الغاضب .
    • يا من ثارت ثائرتك وتشنجت أعصابك .
    • يا من فقدت السيطرة على قولك وفعلك .
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
    فإن الغضب انفعال بشري فطري يؤدي إلى ثورة النفس وحملها على الرغبة في البطش والانتقام . ويختلف الغضب من شخص لآخر ، فمن الناس من هو سريع الغضب ، ومنهم من يكون غضبه بطيئاً بسيطاً ، وهناك من يزول غضبه بزوال سبب الغضب ، ومنهم من يستمر غضبه مدة طويلة وإن زال سببه .
    ولأن الغضب سلوك يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي وتربيته السامية التي جاءت لتربية الإنسان على مكارم الأخلاق وفضائل الأعمال ، وحثه على احتمال الآخرين وكف الأذى عنهم ومحاولة كظم الغيظ والعفو عند المقدرة ؛ فإنني أكتب هذه الرسالة إلى كل من تمكن منه الغضب فأقول مستعيناً بالله :

    • يا من اشتد غضبك ، تَذكَّر أنك قد جنيت على نفسك بغضبك حينما تشنجت أعصابك ، واحمرَّ وجهك ، وزاد خفقان قلبك ، وتتابعت أنفاسك ، وانتفخت أوداجك فقبُحت صورتك واضطربت حركتك ، وارتعدت أطرافك وتلجلجت في كلامك ، وربما فَحُشَ كلامك وأشعلت في داخلك شعلة من نار يأكل بعضها بعضاً . فهل يسرك أن تكون على هذه الحال التي هي أقرب لحال الحيوانات المفترسة من حال الإنسان المسلم الذي خلقه الله سبحانه في أحسن تقويم .

    • يا من دعاك الشيطان إلى الانتقام ممن أغضبك بالسب والشتم أو الاعتداء باليد ونحو ذلك تَذكَّر ما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليس الشديد بالصُّرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )) أخرجه البخاري .
    وعليك محاولة رد الغضب والتحكم في أقوالك وأفعالك حتى لا تخطئ في حق غيرك أو تتلفظ بلفظٍ لا يليق بك . وأعلم أن من ملك نفسه عند الغضب كان أقوى إرادة وأكثر قدرةً على ضبط أعصابه وانفعالاته .

    • اعلم أن في ترك الغضب عصمة للإنسان من كيد الشيطان ومكره . ولذلك روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني , قال ((لا تغضب )). فردد مراراً قال : ((لا تغضب)) رواه البخاري .
    ومعنى هذا على المسلم اجتناب أسباب الغضب ودواعيه لأنه عدو خطير للإنسان المسلم حينما ينقاد لهوى النفس الأمارة بالسوء وقواها الشريرة ، حتى قال بعض السلف : (( أقرب ما يكون العبد من غضب الله عز وجل إذا غضب )) . وفي ذلك يقول أبو العتاهية :
    ولم أر في الأعداء حين اختبرتهم *** عدو العقل أعدى من الغضب

    • لا تغفل عن نتائج الغضب المؤسفة وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع لما يترتب عليه من إضمارٍ للسوء ، وزرع الحقد في القلوب ، وإثارة العداوة والبغضاء بين الناس فتكون النتيجة المؤلمة متمثلةً في دمار المجتمع وانعدام الروابط الاجتماعية والأخلاقية بين أفراده ، وبخاصة متى كان انتقاماً للنفس أو استجابة لثورتها – والعياذ بالله - .

    • لا تنس ما أرشد إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها ويؤديها متى ما تعرض للغضب كأن يلزم الغاضب الصمت فلا يتكلم حتى لا ينطق بما قد يندم عليه بعد زوال غضبه ، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : (( إذا غضب أحدكم فليسكت )) قالها ثلاثاً . رواه أحمد والترمذي وأبو داود .
    أو تغيير الحالة التي يكون الإنسان عليها إلى حالة أخرى لما روي عن أبي ذر – رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع )) رواه أحمد وأبو داود .
    ومن ذلك الاستعاذة بالله سبحانه من الشيطان الرجيم لما روي أنه استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ، و أحدهما يسُبُّ صاحبه مغضباً وقد احمر وجهه ، فقال صلى الله عليه وسلم : ((إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )) رواه مسلم وأبو داود والنسائي .
    وأخيراً الوضوء الذي يساعد – بإذن الله – على إطفاء حرارة الغضب وإخماد لهيبه ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خُلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ )) رواه أحمد وأبو داود .
    فاحرص – بارك الله فيك – على ذلك وعوِّد نفسك على هذا العلاج النبوي ؛ وإياك أن تغفل عنه متى ما شعرت بالغضب حتى لا تندم و لات ساعة مندم .

    • يا من اشتعلت جمرة الغضب في قلبك ، تَذكَّر ما جاء في ثواب العفو وفضل كظم الغيظ ، واحرص على ألا يفوتك أجر ذلك وثوابه ، فقد ذكر جل وعلا ذلك في قوله : {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [ آل عمران : 133- 134 ] . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما كظم عَبدٌ لله إلا ملأ جوفه إيماناً )) رواه أحمد .
    كما ورد قوله صلى الله عليه وسلم : (( ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً )) رواه مسلم .
    من هنا كان عليك أن تعمل على التحكم في ثورة النفس ومحاولة تملك الأعصاب وقهر الغضب رغبة في ما عند الله جل وعلا من جزاءٍ حسن وثوابٍ عظيم .

    • تذكَّر أن الغضب لا يكون محموداً إلا في حالة واحدة تتمثل في غضب الإنسان المسلم متى انتهكت محارم الله سبحانه ، أو اعتدي على أمر من أوامره جل وعلا ، أو عُطل حكم من أحكامه . عندها يكون الغضب محموداً ، وعلى المسلم حينها أن يغضب لله وأن يثور على من انتهك محارم الله أو اعتدى على حرمات الدين اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي لم يكن يغضب لنفسه وإنما كان غضبه لله سبحانه . فقد روى مالك والبخاري : (( ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه ، إلا أن تنتهك حرمة الله ، فينتقم لله تعالى )) .

    •• وختاماً :
    اعلم – أخي المسلم – أن في النهي عن الغضب تربية عظيمة للإنسان المسلم الذي متى وفِّق لاجتنابه كان بعيدا بإذن الله عن مكر الشيطان وكيده ، وأن المسلم متى ما تعود على عدم الغضب وكظم الغيظ كان من السهل عليه ومن الميسور إلا يغضب بسرعة وأن يتمكن من التحكم في نفسه وضبط انفعالاته .
    فالله نسأل أن يُجنبنا وإياكم أسباب الغضب ودواعيه وأن يكفينا مكر الشيطان ووساوسه ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .........


    لا تنسونا من صالح الدعاء


    منقول بتصرف


    اخوكم/احمد البشيري
    سبحان الله العظيم عدد خلقـــه
    سبحان الله العظيم مداد كلماتـــه
    سبحان الله العظيم زنة عرشـــه
    سبحان الله العظيم رضى نفســـه










  • عبدالله الزهراني
    إداري ومؤسس
    • Dec 2000
    • 1542

    #2
    أحمد البشيري
    حفظك الله وسدد سهامك إلى عمل كل خير
    لستُ أعلم ما الذي أقوله فوالله لا يحتاج هذا الموضوع إلى تعليق
    ولكن يحتاج إلى تطبيق .
    إي والله إنه لا يحتاج إلا إلى تطبيق .

    تعليق

    • أبو ماجد
      المشرف العام
      • Sep 2001
      • 6289

      #3
      أخي أحمد.............وفقك الله لكل خير

      جزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع الرائع .

      كم من الأخطاء نرتكبها عندما نغضب !! كم من الكبائر التي ترتكب عند الغضب ، كم نسيء إلى أنفسنا عندما نغضب !!!
      كم نرضي عدونا الشيطان .

      --------------- أخوك : أبو ماجد ----------------

      تعليق

      • الفيصل
        عضو مشارك
        • Oct 2002
        • 209

        #4

        كفيت ووفيت يا بشيري وما عندي ما اضيف على موضوعك الهاااااااااااااااااااااام جداً سوى كلمة شكر اوجهها لك بشكل خاص جداً .


        ( طيب واللي عنده سكري وضغط وعلى طول مبرطم يعني مكشر وما يصدق على الله احد يقول له كيف الحال الا وهو ثاير بوجهه تقول له ثأر عنده ) .......> ( ضربة جزاء )

        ردها يا ذيب
        احبب من شئت فانك يوما مفارقه

        تعليق

        • حسن السهيمي
          عضو مميز
          • Jun 2002
          • 1115

          #5
          استاذنا الحبيب / احمد البشيري

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : وبعد

          اود السماح لي بقول كلمة انا مسؤول عنها امام الله سبحانه وتعالى : وهي انني من خلال وجودي في هذا المنتدى العامر برجاله الاخيار قد كوّنت فكرة عن كل عضو تقريبا ووجدت رجالا سخّْروا جهودهم ووقتهم في عمل الخير واصلاح ذات البين والنصح المفيد والحب الصادق للجميع والحرص على ارضاء الجميع بدون تحيز لطرف على حساب الطرف الآخر 0
          والحقيقة ان بالمنتدى كثير ممن تنطبق عليه هذه المواصفات الرائعة 0 ولكن من باب الانصاف فقد وجدتك اخي الحبيب على قمّْة هذا الهرم الجميل فأنت مثال للانسان الواعي الذي يشعر بمن حوله ، مثال للصدق والمنطق ومراعاة المشاعر والتعامل الراقي مع الجميع بدون استثناء 0

          وعندما اقول هذا الكلام فانني لا اقوله مادحاً فقد علمت ان من يتصف بهذه الصفات الحميدة انما ينتظر الاجر والثواب من رب العباد 0

          ولكنني اردت ان اضرب مثالا حياً للقدوة الحسنة واتمنى من الجميع الاقتداء بهذا الانموذج الراقي ولو سرنا على نفس الطريق فلن نختلف ابدا وستقوى شوكتنا بالحق وقبل كل شئ سنتصف بصفات المسلم التي يحثنا عليها ديننا الحنيف ، ناهيك عن كسب احترام الاخرين 0

          وكلي امل في ان نسير على هذا المنهج العظيم0

          ارجو قبول هذه المداخلة بما فيها من اطالة واخطاء فقد كتبتها على عجالة وحرصت على ان اصف مشاعري كما هي بدون تكلف 0

          تحياتي لك أخي أحمد وتمنياتي لك بالمزيد من التوفيق والسداد 0
          [/TABLE]
          أبو/ محمد

          تعليق

          • العامري
            عضو نشيط
            • Jun 2002
            • 406

            #6
            جزاك الله خيرا وغفر لنا و لك و لوالدينا ووالديك
            [ALIGN=LEFT][SIZE=5]" أبـو نـا صــــر "

            تعليق

            Working...