الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ولا إله إلا الله إله الأولين والآخرين وقيوم السماوات والأرضين ومالك يوم الدين الذي لا فوز إلا في طاعته ولا عز إلا في التذلل لعظمته ولا غنى إلا في الافتقار إلى رحمته ولا هدى إلا في الاستهداء بنوره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة قامت بها الأرض والسماوات وخلقت لأجلها جميع المخلوقات وبها أرسل الله تعالى رسله وأنزل كتبه وشرع شرائعه ولأجلها نصبت الموازين ووضعت الدواوين وقام سوق الجنة والنار وبها انقسمت الخليقة إلى المؤمنين والكفار والأبرار والفجار فهي منشأ الخلق والأمر والثواب والعقاب وهي الحق الذي خلقت له الخليقة وعنها وعن حقوقها السؤال والحساب وعليها يقع الثواب والعقاب وعليها نصبت القبلة وعليها أسست الملة ولأجلها جردت سيوف الجهاد وهي حق الله على جميع العباد فهي كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام وعنها يسأل الأولون والآخرون فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين ماذا كنتم تعبدون وماذا أجبتم المرسلين فجواب الأولى بتحقيق لا إله إلا الله معرفة وإقرارا وعملا وجواب الثانية بتحقيق أن محمدا رسول الله معرفة وإقرارا وانقياد وطاعة وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه وسفيره بينه وبين عباده المبعوث بالدين القويم والمنهج المستقيم أرسله الله رحمة للعالمين وإماما للمتقين وحجة على الخلائق أجمعين أرسله على حين فترة من الرسل فهدى به إلى أقوم الطرق وأوضح السبل وافترض على العباد طاعته وتعزيزه وتوقيره ومحبته والقيام بحقوقه وسد دون جنته الطرق فلن تفتح لأحد إلا من طريقه فشرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره وجعل ألذله والصغار على من خالف أمره وكما أن الذلة مضروبة على من خالف أمره فالعزة لأهل طاعته ومتابعته قال الله سبحانه ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين آل عمران 139 وقال تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين المنافقون 8 وقال تعالى فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون
أما بعد
نعمت الوقت وقيمته في الحياة دفعتني إلى كتابه ما أعرفه من اهتمام الإسلام البالغ في الكتاب والسنة بالوقت.
فالمسلمين في القرون الأولى – وهي خير القرون – حرصوا علي أوقاتهم أكثر من حرصهم علي دراهمهم ودنانيرهم. مما كان حصاده علما نافعا.وعملا صالحا. وجهادا مبرورا.وفتحا مبينا. وحضارة راسخة الجذور.
ومن يعيش اليوم في دنيا المسلمين يري من إضاعة الأوقات وتبذير
الأعمار.ما جاوز حد السفه إلى العته, حتى غدوا في ذيل القافلة وقد كانوا
يمسكون بالزمام.فلا عملوا لعمارة دنياهم, شأن أهل الدنيا, ولا لعمارة اخترتهم شأن أهل الدين بل خربوا الدارين, وحرموا الحسنيين ولو فقهوا لعملوا للدنيا كأنهم يعشون أبدا, وعملوا للآخرة كأنهم يموتون غدا.وجعلوا شعارهم الدعاء القرآني (ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)
فعسي أن يعلمهم الزمان, وينبههم اختلاف الليل والنهار, إن كانوا من أولي الألباب
(إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل النهار لآيات لأولي الألباب (190) الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار (191)
وقد عني القرآن والسنة بالوقت من نواح شتى، وبصورة عديدة.
وبقوله تعالى: (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا)، أي: جعل الليل يخلف النهار والنهار يخلف الليل، فمن فاته عمل في أحدهما، حاول أن يتداركه في الأخر.
ولبيان أهمية الوقت، أقسم الله تعالى في مطالع سور عديدة من القرآن المكي بأجزاء معينة منه، مثل الليل والنهار، والفجر، والضحى والعصر، كما في قوله تعالى: (والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى)، (والفجر، وليال عشر)، (والضحى، والليل إذا سجى)، (والعصر، إن الإنسان لفي خسر).
ومن المعروف لدى المفسرين، وفي حس المسلمين: أن الله إذا أقسم بشيء من خلقه، فذلك ليلفت أنظارهم إليه، وينبههم على جليل منفعته وآثاره.
وجاءت السنة النبوية تؤكد قيمة الوقت، وتتقرر مسؤولية الإنسان عنه أمام الله يوم القيامة، حتى إن الأسئلة الأربعة الأساسية التي توجه إلى المكلف يوم الحساب يخص الوقت منها سؤالان رئيسان. فعن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أي أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به)
وهكذا يسأل الإنسان عن عمره عامة، وعن شبابه خاصة، والشباب جزء من العمر، ولكن له قيمة متميزة باعتباره سن الحيوية الدافقة، والعزيمة الماضية.
شعائر الإسلام وآدابه تؤكد قيمة الوقت:
وجاءت الفرائض الإسلامية، ولآداب الإسلامية، تثبت هذا المعنى الكبير: قيمة الوقت والاهتمام بكل مرحلة منه، وكل جزء فيه، وتوقظ في الإنسان الوعي، والانتباه إلى أهمية الوقت مع حركة الكون، ودورة الفلك، وسير الشمس والكواكب، واختلاف الليل والنهار.فحينما ينصدع الليل، ويسفر نقابه عن وجه الفجر، يقوم داعي الله يملأ الآفاق، ويسكب في مسمع الزمان، منبها للغافلين، موقظا للنائمين: أن يقوموا ليتلقوا الصباح الطهور من يد الله......... (( حي على الصلاة، على الفلاح )) (( الصلاة خير من النوم )) ، فتجيبه الألسنة الذاكرة ، والقلوب الشاكرة ، والأيدي المتوضئة الطاهرة: (( صدقت وبررت )) ، وتحل كل (( عقد الشيطان )) حيث تقوم بسرعة إلى الصلاة .
وحين يقوم قائم الظهيرة ينتزع الناس من براثن أعمالهم، وروتين حياتهم، ليقفوا بين يدي خالق هم، ورازقهم ومدير أمرهم، دقائق معدودات، يخففون فيها من غلواء التصارع على المادة، والاستغراق في طلب الدنيا، وذلك في صلاة وسط النهار: صلاة الظهر.
وتبدأ الشمس تميل للمغيب، ينادي المنادي مرة ثالثة، داعيا إلى صلاة العصر.
وحين يختفي قرص الشمس، ويغيب وجهها من الأفق، ينادي داعي الله مرة رابعة موذنا لصلاة آخر النهار وأول الليل: صلاة المغرب.
وحين يغيب الشفق، يرتفع الصوت الرباني بالأذان الأخير للصلاة الخاتمة ليوم المسلم: صلاة العشاء.
وفي كل أسبوع يجيء يوم الجمعة، لينادي فيه المنادي نداء جديدا.
وفي مطلع كل شهر يبزغ الهلال، فيستقبله المسلم مهللا مكبرا داعيا ربه، مناجيا هذا الوليد الجديد: الله أكبر. . . الله أكبر. . . الله أكبر. . الحمد لله الذي خلقك، وقدرك منازل، وجعلك آية للعالمين. اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى. هلال خير ورشد. . ربي وربك الله.
وفي شهر رمضان من كل عام حيث تفتح أبواب الجنة و تغلق أبواب جهنم ينادي منادي آخر من السماء وليس من الأرض يا بغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر
وبعد هذه السياحة الروحية في شهر رمضان تتبعها سياحة أخري: مادية وروحيه معا, هي سياحة الحج التي تبدأ اشهره بمجرد انتهاء رمضان ( الحج اشهر معلومات، فمن فرض فيهن الحج فلأرفث ولا فسوق ولا جدال في الحج. وما فعلوا من خير يعلمه الله, وتزودوا فان خير الزاد التقوي, واتقون يا أولي الاباب)
وقد كان بعض السلف يسمون ((الصلوات الخمس ميزان اليوم, ويسمون الجمعة ميزان الأسبوع ويسمون رمضان ميزان السنة, ويسمون الحج ميزان العمر))
وبجانب هذا وذاك فريضة الزكاة التي تجب كل حول وعند كل حصاد وبهذا يظل المسلم منتبها لمسيرة الزمن مراقبا لحركية.
وللوقت خصائص ليست لغيره يجب ان ندركها. وان نتعامل معه على ضوئها:
أولا: سرعة انقضائه
ثانيا: أنما مضي منه لا يعود ولا يعوض
ثالثا: انه أنفس واغلي ما يملكه الإنسان
ولما كان الوقت سريع الانقضاء ،وكان ما مضى منه لا يرجع ،ولا يعوض بشي كان الوقت أنفس واثمن ما يملك الإنسان وترجع نفاسه الوقت إلي انه وعاء لكل الأعمال وكل إنتاج فهو في الواقع راس مال الإنسان الحقيقي ,
وإذا كان للوقت كل هذه الأهمية, حتى انه ليعود هو الحياة حقا, فان علي الإنسان المسلم واجبات نحو وقته, منها الحرص علي الاستفادة من الوقت ,اغتنام الفراغ , المسارعة في الخيرات,الاعتبار بمرور الأيام ,تحري الأوقات الفاضلة
وفي ختام هذا الباب كلمة للقتلة
وإذا كان هذا هو حرص سلفنا على الوقت ، وتقدير قيمته وخطره ، فان مما يدمي القلب، ويمزق الكبد أسى وأسفا : ما نراه اليوم عند المسلمين من إضاعة للأقوات فاقت حد التبذير إلى التبديد. والحق أن السفه في إنفاق الأوقات أشد خطراَ من السفه في إنفاق الأموال، وإن هؤلاء المبذرين المبددين لأوقاتهم، لأحق بالحجر عليهم من المبذرين لأموالهم، لأن المال إذا ضاع قد يعوض، والوقت إذا ضاع لا عوض له. ومن العبارات التي أصبحت مألوفة لكثرة ما تدور على الألسنة، ومات قال في المجالس والأندية عبارة:" قتل الوقت" فنرى هؤلاء المبذرين أو المبددين يجلسون الساعات الطوال من ليل أو نهار حول مائدة النرد، أورقعة الشطرنج،أو لعبة الورق، أوغير ذلك مما يحل أو يحرم ـ لا يبالون ، لاهين عن ذكر الله وعن الصلاة ، وعن واجبات الدين والدنيا، فإذا سألتهم عن عملهم هذا وما وراءه من ضياع ، قالوا لك بصريح العبارة: إنما نريد أن نقتل الوقت! وما يدري هؤلاء المساكين أن من قتل وقته فقد قتل في الحقيقة نفسه ! فهي جريمة انتحار بطي ترتكب على مرأى ومسمع من الناس, ولا يعاقب احد عليها!وكيف يعاقب عليها من لا يشعر بها ولا يدري مدي خطرها؟!
أما بعد
نعمت الوقت وقيمته في الحياة دفعتني إلى كتابه ما أعرفه من اهتمام الإسلام البالغ في الكتاب والسنة بالوقت.
فالمسلمين في القرون الأولى – وهي خير القرون – حرصوا علي أوقاتهم أكثر من حرصهم علي دراهمهم ودنانيرهم. مما كان حصاده علما نافعا.وعملا صالحا. وجهادا مبرورا.وفتحا مبينا. وحضارة راسخة الجذور.
ومن يعيش اليوم في دنيا المسلمين يري من إضاعة الأوقات وتبذير
الأعمار.ما جاوز حد السفه إلى العته, حتى غدوا في ذيل القافلة وقد كانوا
يمسكون بالزمام.فلا عملوا لعمارة دنياهم, شأن أهل الدنيا, ولا لعمارة اخترتهم شأن أهل الدين بل خربوا الدارين, وحرموا الحسنيين ولو فقهوا لعملوا للدنيا كأنهم يعشون أبدا, وعملوا للآخرة كأنهم يموتون غدا.وجعلوا شعارهم الدعاء القرآني (ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)
فعسي أن يعلمهم الزمان, وينبههم اختلاف الليل والنهار, إن كانوا من أولي الألباب
(إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل النهار لآيات لأولي الألباب (190) الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار (191)
وقد عني القرآن والسنة بالوقت من نواح شتى، وبصورة عديدة.
وبقوله تعالى: (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا)، أي: جعل الليل يخلف النهار والنهار يخلف الليل، فمن فاته عمل في أحدهما، حاول أن يتداركه في الأخر.
ولبيان أهمية الوقت، أقسم الله تعالى في مطالع سور عديدة من القرآن المكي بأجزاء معينة منه، مثل الليل والنهار، والفجر، والضحى والعصر، كما في قوله تعالى: (والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى)، (والفجر، وليال عشر)، (والضحى، والليل إذا سجى)، (والعصر، إن الإنسان لفي خسر).
ومن المعروف لدى المفسرين، وفي حس المسلمين: أن الله إذا أقسم بشيء من خلقه، فذلك ليلفت أنظارهم إليه، وينبههم على جليل منفعته وآثاره.
وجاءت السنة النبوية تؤكد قيمة الوقت، وتتقرر مسؤولية الإنسان عنه أمام الله يوم القيامة، حتى إن الأسئلة الأربعة الأساسية التي توجه إلى المكلف يوم الحساب يخص الوقت منها سؤالان رئيسان. فعن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أي أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به)
وهكذا يسأل الإنسان عن عمره عامة، وعن شبابه خاصة، والشباب جزء من العمر، ولكن له قيمة متميزة باعتباره سن الحيوية الدافقة، والعزيمة الماضية.
شعائر الإسلام وآدابه تؤكد قيمة الوقت:
وجاءت الفرائض الإسلامية، ولآداب الإسلامية، تثبت هذا المعنى الكبير: قيمة الوقت والاهتمام بكل مرحلة منه، وكل جزء فيه، وتوقظ في الإنسان الوعي، والانتباه إلى أهمية الوقت مع حركة الكون، ودورة الفلك، وسير الشمس والكواكب، واختلاف الليل والنهار.فحينما ينصدع الليل، ويسفر نقابه عن وجه الفجر، يقوم داعي الله يملأ الآفاق، ويسكب في مسمع الزمان، منبها للغافلين، موقظا للنائمين: أن يقوموا ليتلقوا الصباح الطهور من يد الله......... (( حي على الصلاة، على الفلاح )) (( الصلاة خير من النوم )) ، فتجيبه الألسنة الذاكرة ، والقلوب الشاكرة ، والأيدي المتوضئة الطاهرة: (( صدقت وبررت )) ، وتحل كل (( عقد الشيطان )) حيث تقوم بسرعة إلى الصلاة .
وحين يقوم قائم الظهيرة ينتزع الناس من براثن أعمالهم، وروتين حياتهم، ليقفوا بين يدي خالق هم، ورازقهم ومدير أمرهم، دقائق معدودات، يخففون فيها من غلواء التصارع على المادة، والاستغراق في طلب الدنيا، وذلك في صلاة وسط النهار: صلاة الظهر.
وتبدأ الشمس تميل للمغيب، ينادي المنادي مرة ثالثة، داعيا إلى صلاة العصر.
وحين يختفي قرص الشمس، ويغيب وجهها من الأفق، ينادي داعي الله مرة رابعة موذنا لصلاة آخر النهار وأول الليل: صلاة المغرب.
وحين يغيب الشفق، يرتفع الصوت الرباني بالأذان الأخير للصلاة الخاتمة ليوم المسلم: صلاة العشاء.
وفي كل أسبوع يجيء يوم الجمعة، لينادي فيه المنادي نداء جديدا.
وفي مطلع كل شهر يبزغ الهلال، فيستقبله المسلم مهللا مكبرا داعيا ربه، مناجيا هذا الوليد الجديد: الله أكبر. . . الله أكبر. . . الله أكبر. . الحمد لله الذي خلقك، وقدرك منازل، وجعلك آية للعالمين. اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى. هلال خير ورشد. . ربي وربك الله.
وفي شهر رمضان من كل عام حيث تفتح أبواب الجنة و تغلق أبواب جهنم ينادي منادي آخر من السماء وليس من الأرض يا بغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر
وبعد هذه السياحة الروحية في شهر رمضان تتبعها سياحة أخري: مادية وروحيه معا, هي سياحة الحج التي تبدأ اشهره بمجرد انتهاء رمضان ( الحج اشهر معلومات، فمن فرض فيهن الحج فلأرفث ولا فسوق ولا جدال في الحج. وما فعلوا من خير يعلمه الله, وتزودوا فان خير الزاد التقوي, واتقون يا أولي الاباب)
وقد كان بعض السلف يسمون ((الصلوات الخمس ميزان اليوم, ويسمون الجمعة ميزان الأسبوع ويسمون رمضان ميزان السنة, ويسمون الحج ميزان العمر))
وبجانب هذا وذاك فريضة الزكاة التي تجب كل حول وعند كل حصاد وبهذا يظل المسلم منتبها لمسيرة الزمن مراقبا لحركية.
وللوقت خصائص ليست لغيره يجب ان ندركها. وان نتعامل معه على ضوئها:
أولا: سرعة انقضائه
ثانيا: أنما مضي منه لا يعود ولا يعوض
ثالثا: انه أنفس واغلي ما يملكه الإنسان
ولما كان الوقت سريع الانقضاء ،وكان ما مضى منه لا يرجع ،ولا يعوض بشي كان الوقت أنفس واثمن ما يملك الإنسان وترجع نفاسه الوقت إلي انه وعاء لكل الأعمال وكل إنتاج فهو في الواقع راس مال الإنسان الحقيقي ,
وإذا كان للوقت كل هذه الأهمية, حتى انه ليعود هو الحياة حقا, فان علي الإنسان المسلم واجبات نحو وقته, منها الحرص علي الاستفادة من الوقت ,اغتنام الفراغ , المسارعة في الخيرات,الاعتبار بمرور الأيام ,تحري الأوقات الفاضلة
وفي ختام هذا الباب كلمة للقتلة
وإذا كان هذا هو حرص سلفنا على الوقت ، وتقدير قيمته وخطره ، فان مما يدمي القلب، ويمزق الكبد أسى وأسفا : ما نراه اليوم عند المسلمين من إضاعة للأقوات فاقت حد التبذير إلى التبديد. والحق أن السفه في إنفاق الأوقات أشد خطراَ من السفه في إنفاق الأموال، وإن هؤلاء المبذرين المبددين لأوقاتهم، لأحق بالحجر عليهم من المبذرين لأموالهم، لأن المال إذا ضاع قد يعوض، والوقت إذا ضاع لا عوض له. ومن العبارات التي أصبحت مألوفة لكثرة ما تدور على الألسنة، ومات قال في المجالس والأندية عبارة:" قتل الوقت" فنرى هؤلاء المبذرين أو المبددين يجلسون الساعات الطوال من ليل أو نهار حول مائدة النرد، أورقعة الشطرنج،أو لعبة الورق، أوغير ذلك مما يحل أو يحرم ـ لا يبالون ، لاهين عن ذكر الله وعن الصلاة ، وعن واجبات الدين والدنيا، فإذا سألتهم عن عملهم هذا وما وراءه من ضياع ، قالوا لك بصريح العبارة: إنما نريد أن نقتل الوقت! وما يدري هؤلاء المساكين أن من قتل وقته فقد قتل في الحقيقة نفسه ! فهي جريمة انتحار بطي ترتكب على مرأى ومسمع من الناس, ولا يعاقب احد عليها!وكيف يعاقب عليها من لا يشعر بها ولا يدري مدي خطرها؟!
تعليق