Unconfigured Ad Widget

Collapse

محاسبة النفس

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • احمد البشيري
    عضو مميز
    • Jun 2002
    • 1513

    محاسبة النفس

    أقسام محاسبة النفس

    محاسبة النفس نوعان:

    نوع قبل العمل********** ونوع بعده.

    النوع الأول: محاسبة النفس قبل العمل فهو أن يقف العبد عند أول همه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه. قال الحسن رحمه الله: رحم الله عبداً وقف عند همه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر.

    النوع الثاني : محاسبة النفس بعد العمل.

    وهو ثلاثة أنواع:

    أحدها : محاسبة النفس على طاعة قصرت فيها في حق الله تعالى، فلم تؤدها على الوجه الذي ينبغي.

    وحق الله تعالى في الطاعة ستة أمور وهي:

    1- الإخلاص في العمل.
    2- النصيحة لله فيه.
    3- متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيه.
    4- شهود مشهد الإحسان فيه.
    5- شهود منة الله عليه فيه.
    6- شهود تقصيره فيه.

    فيحاسب العبد نفسه هل وفى هذه المقامات حقها؟
    وهل أتى بها جميعاً في هذه الطاعة؟

    الثاني : أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيراً من فعله.

    الثالث : أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد لم فعله؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا وعاجلها؟ فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به.

    الأسباب المعينة على محاسبة النفس:

    هناك أساب تعين الإنسان على محاسبة نفسه وتسهل عليه ذلك منها:

    1- معرفته أنه كلما اجتهد في محاسبة نفسه اليوم استراح من ذلك غداً، وكلما أهملها اليوم اشتد عليه الحساب غداً.

    2- معرفته أن ربح محاسبة النفس ومراقبتها هو سكنى الفردوس، والنظر إلى وجه الرب سبحانه، ومجاورة الأنبياء والصالحين وأهل الفضل.

    3- النظر فيما يؤول إليه ترك محاسبة النفس من الهلاك والدمار، ودخول النار والحجاب عن الرب تعالى ومجاورة أهل الكفر والضلال والخبث.

    4- صحبة الأخيار الذين يحاسبون أنفسهم ويطلعونه على عيوب نفسه، وترك صحبة من عداهم.

    5- النظر في أخبار أهل المحاسبة والمراقبة من سلفنا الصالح.

    6- زيارة القبور والتأمل في أحوال الموتى الذين لا يستطيعون محاسبة أنفسهم أو تدرك ما فاتهم.

    7- حضور مجالس العلم والوعظ والتذكير فإنها تدعو إلى محاسبة النفس.

    8- قيام الليل وقراءة القرآن والتقرب إلى الله تعالى بأنواع الطاعات.

    9- البعد عن أماكن اللهو والغفلة فإنها تنسي الإنسان محاسبة نفسه.

    10- ذكر الله تعالى ودعاؤه بأن يجعله من أهل المحاسبة والمراقبة، وأن يوفقه لكل خير.

    11- سوء الظن بالنفس،فإن حسن الظن بالنفس ينسي محاسبة النفس، وربما رأى الإنسان ـ بسب حسن ظنه بنفسه ـ عيوبه ومساوئه كمالاً.

    أخي الحبيب :

    حق على الحازم المؤمن بالله واليوم الآخر ألا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها في حركاتها وسكناتها وخطواتها ، فكل نفس من العمر جوهرة نفيسة يمكن أن يشتري بها كنز من الكنوز لا يتناهى نعيمه أبد الآباد. فإضاعة هذه الأنفاس، أو اشتراء صاحبها ما يجلب هلاكه خسران عظيم، لا يسمح بمثله إلا أجهل الناس وأحمقهم وأقلهم عقلاً، وإنما يظهر له حقيقة هذا الخسران يوم التغابن (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمد بعيداً) [أل عمران:30].

    أخي الكريم :

    كان توبة بن الصمة من المحاسبين لأنفسهم فحسب يوماً، فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها، فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم، فصرخ وقال: يا ويلني! ألقى ربي بأحد وعشرين ألف ذنب؟ كيف وفي كل يوم آلاف من الذنوب؟ ثم خر مغشياً عليه فإذا هو ميت، فسمعوا قائلاً يقول: (يا لك ركضة إلى الفردوس الأعلى).

    كيفية محاسبة النفس:

    ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن محاسبة النفس تكون كالتالي:

    أولاً: البدء بالفرائض، فإذا رأى فيها نقصاً تداركه.

    ثانياً : المناهي، فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية.

    ثالثاً : محاسبة النفس على الغفلة ويتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله.

    رابعاً: محاسبة النفس على حركات الجوارح، كلام اللسان، ومشي الرجلين، وبطش اليدين، ونظر العينين، وسماع الأذنين، ماذا أردت بهذا؟ ولمن فعلته؟ وعلى أي وجه فعلته.

    فوائد محاسبة النفس:

    ولمحاسبة النفس فوائد جمة منها:

    1- الإطلاع على عيوب النفس، ومن لم يطلع على عيب نفسه لم يمكنه إزالته.

    2- التوبة والندم وتدارك ما فات في زمن الإمكان.

    3- معرفة حق الله تعالى فإن أصل محاسبة النفس هو محاسبتها على تفريطها في حق الله تعالى.

    4- انكسار العبد وزلته بين يدي ربه تبارك وتعالى.

    5- معرفة كرم الله سبحانه وتعالى وعفوه ورحمته بعباده في أنه لم يعجل عقوبتهم مع ما هم عليه من المعاصي والمخالفات.

    6- مقت النفس والإزراء عليها، والتخلص من العجب ورؤية العمل.

    7- الاجتهاد في الطاعة وترك العصيان لتسهل عليه المحاسبة فيما بعد.

    8- رد الحقوق إلى أهلها، وحسن الخلق، وهذه من أعظم ثمرات محاسبة النفس.

    قطار العمر

    أخي المسلم:

    قال الفضيل لرجل: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة. قال له: أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تصل!!
    وقال أبو الدرداء : إنما أنت أيام، كلما مضى منك يوم مضى بعضك.
    فيا أبناء العشرين ! كم مات من أقرانكم وتخلفتم؟!
    ويا أبناء الثلاثين! أصبتم بالشباب على قرب من العهد فما تأسفتم؟
    ويا أبناء الأربعين! ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم!!
    ويا أبناء الخمسين ! تنصفتم المائة وما أنصفتم!!
    ويا أبناء الستين ! أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم، أتلهون وتلعبون ؟ لقد اسرفتم!!
    وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أعذر الله إلى من بلغه ستين سنة).

    أخي الحبيب :

    كم صلاة أضعتها؟ .. كم جمعة تهاونت بها؟ .. كم صيام تركته؟ … كم زكاة بخلت بها؟ … كم حج فوته؟ … كم معروف تكاسلت عنه؟ … كم منكر سكت عليه؟ … كم نظرة محرمة أصبتها؟ … كم كلمة فاحشة تكلمت بها؟ … كم أغضبت والديك ولم ترضهما؟ … كم قسوت على ضعيف ولم ترحمه؟ .. كم من الناس ظلمته؟ … كم من الناس أخذت ماله؟ ..

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع؟ فقال: (إن المفلس من آمتي يأتي يوم القيامةبصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار) [مسلم].

    إنا لنفرح بالأيام نقطـــعها *** وكل يوم مضى يدني من الأجـــــل
    فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً *** فإنما الربح والخسران في العمل
    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



    اخوكم/احمد البشيري
    سبحان الله العظيم عدد خلقـــه
    سبحان الله العظيم مداد كلماتـــه
    سبحان الله العظيم زنة عرشـــه
    سبحان الله العظيم رضى نفســـه










Working...