يدخل الفريق الأهلاوي الأول لكرة القدم اليوم منعطفا هاما ومصيريا عندما يستضيف نظيره الأهلي الأماراتي إيابا لبطولة الأندية الآسيوية المدمجة بملعب الأمير عبدالله الفيصل بفرحة تأهل واحدة منصبة ومتجهة نحو الفوز فقط.. بعد أن كسب الأماراتيون جولة الذهاب بثلاثة اهداف مقابل هدفين للأهلي في (8) أكتوبر الجاري لتضع هذه النتيجة الأهلي السعودي وجماهيره اليوم في مهمة فوز فقط حتى يتمكن من بلوغ المرحلة الثانية من هذه البطولة الآسيوية.
ظروف مختلفة ومتباينة الى حد كبير تدور في دواخل (الأهليين) قبل هذه المواجهة من حيث حسابات الاعداد والاسلحة النفسية قبل العناصرية التي شهدت تغييرا كبيرا في الأيام الماضية في كل الاصعدة.
فالأهلي السعودي المستضيف يمر بمرحلة نفسية قد لاتكون مستقرة بسبب خسارة الفريق الشاب تحت سن الـ(23) عاما فرصة حصد بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد والتي ألقت بظلالها على استعدادات الفريق الأول في الأسبوع الماضي عندما شهدت جل الاستعدادات شدا نفسيا وأجواء مليئة بالانتقادات والتبريرات حول مسببات خسارة الفريق الشاب وانعكس ذلك على المساحة المتبقية من الفريق الأول وطالت حالات الإحباط اللاعبين والأجهزة الفنية والادارية بعد ان كان الفريق قاب قوسين او أدنى من احراز البطولة.. ومن حيث التغييرات الفنية فقد أعطت جاهزية السنغالي ديالو والمصري المتألق محمد بركات وعودة محمد الحسين راحة نفسية لمدرب الفريق ديمتري والذي افتقد لهذا الثلاثي في موقعة الذهاب بجانب التركيز الذهني الذي سيتولد لبقية اللاعبين لتفرغهم لمشاركة الفريق الأول بعد ان انقضت مسابقة كأس الأمير (فيصل).
ولعل المعائق النفسي السلبي الذي يقف أمام الأهلي السعودي يعد من أبرز العوائق والهاجس الوحيد لرجال الأهلي والأجهزة الفنية والادارية العاملة بعد ان اتضح ذلك خلال آخر التدريبات والمباريات الودية أمام وج والتي اعتمد بعدها إغلاق تدريبات الفريق من أجل ايجاد اجواء أفضل للاعبين.
ولعل أبرز الهواجس الأهلاوية التي ستطغى على هذه المواجهة وضعية خط الدفاع وتحديدا منطقة العمق والتي كشفت عن حالة إرتباك واضحة وغير مستقرة وستشهد هذا اليوم ضغوطا جماهيرية كبيرة مع كل اخطائها اذا ماحدث لاسيما في ظل وجود اسم بارز في خط المقدمة الأماراتي ممثلا في علي كريمي والذي اوجد ثغرات عدة في جولة الذهاب ونال وكشف كل العيوب الخلفية للأهلي بمفرده الأمر الذي يتوجب على الأهلاويين ان يضعوا جل تركيزهم وروحهم منصبة حول الجماعية وتنظيف المنطقة واللعب بشعار (لا للاخطاء) او التقليل منها.. في الوقت الذي يدخل مدرب الفريق ديمتري في مساحة مسؤولية واسعة واختبار امكانيات حقيقي يبدأ بايجاد ادوات علاجية تحتوي الخطر الدفاعي وفي نفس الوقت أسلحة هجومية تفرز التأهل وتسجل حالة الفوز الوحيدة.
ويتوقع ان يزج ديمتري بالرباعي شلية والحسين والشهري والعبدلي اذا ما أدخل تغييرات عناصرية في متوسطي الدفاع ويأتي في منطقة الوسط كل من الزهراني والشنيف والسويد وبركات وفي المقدمة المشعل وديالو مع احتمالية اجراء تغييرات طفيفة في طريقة اللعب او أحد العناصر في منطقة التحضير الأولى.
في المقابل يأتي الأهلي الأماراتي بنفسيات مستقرة وهادئه جدا بعد ان كسب الأهلي منافسة التقليدي الشباب في الدوري بثلاثة أهداف توجت جاهزية الأهلي الأماراتي لهذه المواجهة لاسيما بعد ان دعم الفريق خطوطه بالجزائري العالمي موسى صايب ليحل بديلا لليبيري الموقوف سيب ويه ويشكل مثلثاً مع كريمي والمغربي الصفوي في خط الهجوم.. أما منطقة الدفاع فمن المنتظر ان تشهد ضغوطا عدة من قبل الأهلي السعودي على محمد قاسم وأحمد عبيد متوسطا الدفاع واللذان عانيا من هذه الضغوطات في جولة الذهاب.
وبشكل عام أظهرت المباراة الماضية أفضلية الأهلي السعودي أمام الأماراتي في دبي بعد ان امتلك الأول زمام السيطرة والهجوم والثاني فرض اساليب الدفاع والاعتماد على الهجوم المرتد والذي أوجد ركلتي جزاء.
وتكمن قوة الأهلي الأماراتي الحقيقة في هذا اللقاء في الثنائي كريمي وصايب واذا ما احتوى الأهلي السعودي هذين اللاعبين برقابة لصيقة من قبل الزهراني والشنيف من منطقة الوسط فإن خطورة الأهلي السعودي ومهمته ستكون أسهل مقارنة بورقة محمد بركات سريعة الاستجابة للغة الحسم بجانب تحركات ديالو ولغة المشعل التهديفية وتبقى الورقة الأهم والمرجحة هي جماهير الأهلي.
تعليق