التلفزيون السعودي العجوز
باسثناء نشرة الاخبار الرئيسية، فأن ابســط ما يمكـن ان يخرج به أي متابع عابر لقناتي التلفزيون السعودي الاولى والثانية، هو افتقارها للحد الادنى من حرفيات العمل الاعلامي المعمول بها في معظم القنوات التلفزيونية
إذ لا زالت طـرق التقديم والعرض والاعداد للبرامج، تأخذ بالاسلوب الكلاسيكي القديم الذي رافق مسيرة الاعـلام المــرئي عند دخــوله لأول مرة ايام الابيض والاسود. وإن وجدت بعض التعديلات الطفيفة، فهي محصورة في الوجوه الرياضية والدورة البرامجية الرمضانية. ما يترك بالتالي مساحة رمادية واسعة، يتعذر معها فهم الطريقة التي يفكر بها القائمون على شؤون وشجون التلفزيون، الذين اعتادوا تكرار تبريرات ذات صلة بملكيـــة الــدولــة ومعــــــاناة ضعــف المخصصــــات والتجهيــزات الفنيـــة المتطورة، كي يبررو القصور وقدرة المنافسة المحدودة. وذلك أمـر غير صحيــح بطبيعة الحال، تدعمه تجارب التلفزيونات الحكومية الأخرى، كالتلفزيون الكويتي والمصري والامارتي
ويكفينا للاستدلال تأمل الخارطة الفرنسية المجددة لقراءة الاحوال الجوية ومقارنتها بمثيلاتها، لندرك المواهب الابداعية الفذة للتلفزيون. فتلك الخارطة تشبه الى حد كبير خرائط المخطوطات القديمة، وتذكرنا بعصور الاكتشافات الجغرافية والرحالة المكتشفون، ما لم يكن الهدف منها تأكيد الانتماء للتراث وتوفير رمز يختصر ثبات الثقافة المتجذرة امام الثقافة الدخيلة
ولعل السابق هين اذا ما حاولنا الانتقال لمحطة ثانية، نستطيع من خلالها تفسير عبوس وتجهم المذيعين الذكور، وارتباك وخوف المذيعات الاناث، والأول مقبول للفقرات الاخبارية الجادة دون غيرها، وربما اثر في جعل مثل هذا السلوك بمثابة العرف والعــــادة الاعلاميــــة، حجـــم الاقبال الجماهيري على مشاهدة الاخبار، والاعتقاد بأن الوجه الحافل بتعابير صارمة كحد السكــين يجلب الشهرة، لارتبــاطه بوجـوه الفــــرسان ومعيار تقييم الرجل الفحل الشجاع كما تقدمه الذاكرة الشعبية للانسان المحلي
وأيا كانت الاسباب تعتبر المنصة الاخبارية سلمه اولى نحو مستقبل اعلامي مشرق للمذيع السعودي، ليس بسبب الاعداد المتميز، وانما لأن المواطنيين السعوديين وبنسبة عالية جداً، يهتمون بمتابعة التغطيات الاخبارية للشؤون المحلية اللصيقة، التي لا تشغل حيزاً لدى بقية القنوات التلفزيونية، ما يجعل اسم المذيع رناناً ولامعاً بمجـرد ظهوره لمرات قليلة مقدماً للاخبار. (............................)
ودائماً الاخبار خط احمر لا ينبغي التفكير فيه مطلقاً، ويبدوا ان الارتباك والخوف ، يعـــود الى الاحساس بفقدان الفاعلية (....................................................
.....................................................
....................................................)الديكور ايضاً طــــامة كــبرى لا ادري كيـف لم ينتبه لها المسؤولون بالتلفزيون. واليكم (برنــــــامج المملكة هذا الصباح) كمثال يطـــل علينـــا كــل صباح، فيمــا يشبــه الفضيحــة اليومية، فالــذوق الــرديء يتجول متسكعاً في المكان، ويشعر المشاهد بالضيق والكأبة، وياليت المذيعين يخففون عنه، بل هم يزيـدون الطين بله، بهيئاتهم الصنمية وتقاريرهم المستهلكة واسلوبهم المفتقد للتجديد، وكأنهم ممثلون مبتدئون في تمثيلية مملة
رغم ان وزارة الاعلام يصدر منها كذلك مجلة الاعلام، والاخيرة كانت بحق عمل اعلامي خلاق واكثر من رائع، قاده ورسم خطوطه الاولى قبل سنوات قليلة المخضرم د. عبدلله المناع، بينما تمتلى مستودعات الوزارة نفسهـــا بمطبوعــات قيمـــة كلف اصدارها مبالغ ضخمة، وهناك ميزانيات لانتاج برامج اثبتت تفوقها بالتعاون مع شركات اعلامية كبرى كـ (آرا) و (العالمية ). وبرامج ناجحة حازت تقديراً عربياً كما حدث للاعلامي الذكي د. سعود المصيبيح
بالتالي فالمسالة لا علاقة لها بالموارد المالية او الافتقار للامكانات الفنية أو الابداعيــــــة مثلمـــا يشاع ، والحقيقيــة توجزها المقولة التنظيمية (ابحث عن الادارة ). والادارة معمرة وعجوز تجاوزت اعمار اعضاءها المؤثرين في الخدمة حاجز الـ 30 عاماً او يزيد. وهم يحملون معهم نظريات اعلامية دب في أوصالها الرعاش والزهايمـــر، واصبحت من مخلفات الماضي. نحن بحاجة لدماء شابة وافكار جريئة للادارة تبث النشـــاط والحيوية في البرامح السعودية البــاردة وبالذات المباشرة منها ؟
بقلم بدر بن سعود
كاتب وصحافي سعودي
المصدر ايلاف
_______________________________________________
منقول
تم التعديل بواسطة أبو ماجد
باسثناء نشرة الاخبار الرئيسية، فأن ابســط ما يمكـن ان يخرج به أي متابع عابر لقناتي التلفزيون السعودي الاولى والثانية، هو افتقارها للحد الادنى من حرفيات العمل الاعلامي المعمول بها في معظم القنوات التلفزيونية
إذ لا زالت طـرق التقديم والعرض والاعداد للبرامج، تأخذ بالاسلوب الكلاسيكي القديم الذي رافق مسيرة الاعـلام المــرئي عند دخــوله لأول مرة ايام الابيض والاسود. وإن وجدت بعض التعديلات الطفيفة، فهي محصورة في الوجوه الرياضية والدورة البرامجية الرمضانية. ما يترك بالتالي مساحة رمادية واسعة، يتعذر معها فهم الطريقة التي يفكر بها القائمون على شؤون وشجون التلفزيون، الذين اعتادوا تكرار تبريرات ذات صلة بملكيـــة الــدولــة ومعــــــاناة ضعــف المخصصــــات والتجهيــزات الفنيـــة المتطورة، كي يبررو القصور وقدرة المنافسة المحدودة. وذلك أمـر غير صحيــح بطبيعة الحال، تدعمه تجارب التلفزيونات الحكومية الأخرى، كالتلفزيون الكويتي والمصري والامارتي
ويكفينا للاستدلال تأمل الخارطة الفرنسية المجددة لقراءة الاحوال الجوية ومقارنتها بمثيلاتها، لندرك المواهب الابداعية الفذة للتلفزيون. فتلك الخارطة تشبه الى حد كبير خرائط المخطوطات القديمة، وتذكرنا بعصور الاكتشافات الجغرافية والرحالة المكتشفون، ما لم يكن الهدف منها تأكيد الانتماء للتراث وتوفير رمز يختصر ثبات الثقافة المتجذرة امام الثقافة الدخيلة
ولعل السابق هين اذا ما حاولنا الانتقال لمحطة ثانية، نستطيع من خلالها تفسير عبوس وتجهم المذيعين الذكور، وارتباك وخوف المذيعات الاناث، والأول مقبول للفقرات الاخبارية الجادة دون غيرها، وربما اثر في جعل مثل هذا السلوك بمثابة العرف والعــــادة الاعلاميــــة، حجـــم الاقبال الجماهيري على مشاهدة الاخبار، والاعتقاد بأن الوجه الحافل بتعابير صارمة كحد السكــين يجلب الشهرة، لارتبــاطه بوجـوه الفــــرسان ومعيار تقييم الرجل الفحل الشجاع كما تقدمه الذاكرة الشعبية للانسان المحلي
وأيا كانت الاسباب تعتبر المنصة الاخبارية سلمه اولى نحو مستقبل اعلامي مشرق للمذيع السعودي، ليس بسبب الاعداد المتميز، وانما لأن المواطنيين السعوديين وبنسبة عالية جداً، يهتمون بمتابعة التغطيات الاخبارية للشؤون المحلية اللصيقة، التي لا تشغل حيزاً لدى بقية القنوات التلفزيونية، ما يجعل اسم المذيع رناناً ولامعاً بمجـرد ظهوره لمرات قليلة مقدماً للاخبار. (............................)
ودائماً الاخبار خط احمر لا ينبغي التفكير فيه مطلقاً، ويبدوا ان الارتباك والخوف ، يعـــود الى الاحساس بفقدان الفاعلية (....................................................
.....................................................
....................................................)الديكور ايضاً طــــامة كــبرى لا ادري كيـف لم ينتبه لها المسؤولون بالتلفزيون. واليكم (برنــــــامج المملكة هذا الصباح) كمثال يطـــل علينـــا كــل صباح، فيمــا يشبــه الفضيحــة اليومية، فالــذوق الــرديء يتجول متسكعاً في المكان، ويشعر المشاهد بالضيق والكأبة، وياليت المذيعين يخففون عنه، بل هم يزيـدون الطين بله، بهيئاتهم الصنمية وتقاريرهم المستهلكة واسلوبهم المفتقد للتجديد، وكأنهم ممثلون مبتدئون في تمثيلية مملة
رغم ان وزارة الاعلام يصدر منها كذلك مجلة الاعلام، والاخيرة كانت بحق عمل اعلامي خلاق واكثر من رائع، قاده ورسم خطوطه الاولى قبل سنوات قليلة المخضرم د. عبدلله المناع، بينما تمتلى مستودعات الوزارة نفسهـــا بمطبوعــات قيمـــة كلف اصدارها مبالغ ضخمة، وهناك ميزانيات لانتاج برامج اثبتت تفوقها بالتعاون مع شركات اعلامية كبرى كـ (آرا) و (العالمية ). وبرامج ناجحة حازت تقديراً عربياً كما حدث للاعلامي الذكي د. سعود المصيبيح
بالتالي فالمسالة لا علاقة لها بالموارد المالية او الافتقار للامكانات الفنية أو الابداعيــــــة مثلمـــا يشاع ، والحقيقيــة توجزها المقولة التنظيمية (ابحث عن الادارة ). والادارة معمرة وعجوز تجاوزت اعمار اعضاءها المؤثرين في الخدمة حاجز الـ 30 عاماً او يزيد. وهم يحملون معهم نظريات اعلامية دب في أوصالها الرعاش والزهايمـــر، واصبحت من مخلفات الماضي. نحن بحاجة لدماء شابة وافكار جريئة للادارة تبث النشـــاط والحيوية في البرامح السعودية البــاردة وبالذات المباشرة منها ؟
بقلم بدر بن سعود
كاتب وصحافي سعودي
المصدر ايلاف
_______________________________________________
منقول
تم التعديل بواسطة أبو ماجد
تعليق