السلام عليكم
عضو جديد ليس له من الشعر شيء إلاّ أنه مجرد هاوي شعر.
أرجو قبوله بينكم
المشاركة الأولى
المايدي بن ظاهر
الشاعر المشهور أبن ظاهر الماجدي يمثل ظاهرة غير عادية في دنيا الإمارات لما يمتاز به من خصوبة الفكر وروعة الحكمة والمثل وصدق التصوير.
وفي أحدى قصائده الناطقة بأبداع المعاني وجوهر الأمثال, يتحدث الشاعر أبن ظاهر في الأخلاق والصداقة والصفاء الذي يطهّر الحياة من أوشاب النميمة والوشاة, ويسلط الأضواء على الساعين بالقطيعة بين الناس ويرى أن من نقل إليك نقل عنك, ويشبّه الإنسان في بحر الحياة بسفينة لا تلزمها ألا الدّفة كما لا يلزم الجواد ألا العنان ولا النساء ألا الرجال ولا الرجال ألا المعاني الفاضلة.
ثم يوجه أبن ظاهر عتابه إلى زلات الشيب التي تسبب له السِّهاد والعزوف عن الطعام وبياض العوارض ووهن القوى الأمر الذي يجل عن التسامح والغفران. ثم هو ينتقل إلى مضارب الخيام ولقاء الأحبة في تلك البقاع الخضراء, فيصور أروع التصوير نزول الودق وسقي الديار وأغداق المزن على تلك المغاني, ويعددها بلدة بلدة, وموضعاً موضعاً, حتى لكأنك تشاهد الإمارات من أقصاها إلى أقصاها..
وهو المتوفى قبل 300 سنة.
يقول المايدي أبيات شِعِرٍ=يداد الجيل عدلات المباني
مداراتٍ تِكن لِلعارفينْ=عِروف الجيل فَطنٍ في المعاني
ولمَّا قال لِي في الوجه ذمٍّ=هِذرني في القفا لمَّا شناني
فلا ذمّيت ليْ يومٍ صِديقٍ=ولا أشني عدوٍّ ما شناني
أخاف إمْن الروات السامعينْ=وِقول الناس شان الله فلاني
ولا جافيت خِلٍّ لِي مْودٍّ=وَلا صافيت حدٍّ ما اهتواني
ولكنّي إذا منّي بِليتْ=فلا البلوى يِجوز إلْها التِواني
أنا والله مانا بالعجولْ=على الهذران كود إلّي بَلاني
بِخَالٍ مِن مساعية النمومْ=يِصبح بالعلوم أوِ بالمشاني
فلا يهواه لِي يومٍ صديقْ=ويفرح بي إذا شوقي جفاني
إذا يو بالرضا مِتواسيينْ=ولا من صوبنا يعناه عاني
إذا رِضي الصديقْ عن الصديقْ=يِموت الواش في مجراه طاني
وهذا مثل قول الأوّلينْ=مَعْ الحفّاظ وصفٍ من زماني
ويزداد الصديقْ ابنا معزّه=وإلى مات العدو قلنا هواني
وخلّينا البغيض يموت غيض=ويِيبس مثل شن الليهباني
بَلاَ الله موشيٍ سبّ الفراقي=بِذاياتٍ يِتمّن له زماني
على الحضره يلاقيني بطيبْ=وفي الغيبات هذّارٍ شناني
أيِظنّْ أنَّ الكلام أوزون حقٍّ=وجورٍ من وزون المسلماني
عليَّ الله مطّلعٍ وِكيلٍ=ولا غير الآلهْ رفيع شاني
إلهي ينتقم مِظَّالمين=يبيّن بالعدو من وين كاني
فلا يِلزم عليّ إلا أقول=مِقالٍ بالخفا أو بالبياني
فلا لزم السفين إلاّ السنادْ=ولا لزم الجواد إلاّ العناني
ولا لزم الحريم إلاّ الرجالْ=ولا لزم الرجال إلاّ المعاني
ولا لزم الطّليب عن الطّليبْ=بِقلّ الطّيب ضربٍ بالسناني
ألا يا صاحبي عطني نباكْ=تباني اعفْ عنهم من أواني
وأخليهم على تبعي رضاكْ=بنوّ الخير ما يَا بالبياني
فعلّمني بمضمونٍ وكيدٍ=فربّت كيف هذا الأمر كاني
فهذا منك لو مِلْوَاشِيينْ=فعلّمني إيلنّ الدهر فاني
أنا ويّاك في ولفٍ جميعٍ=ويفرّقْ بيننا صرف الزماني
أنا والله لو مَنتْ الطّليبْ=وعجّل بالذي مِيناه حاني
ويحفر له جليبٍ في كثيبْ=رثيث الحال مِشليَّ الدفاني
ولو دوّرتْ في طول الزمانْ=فلا يومٍ أراك وْلا تراني
أنا معسر ومطلوبي عليكْ=وبيسٍ بالتمادي والتماني
أبا منك الوفا بالزام حقٍّ=وتوغل لك معي شيًّ تراني
يرجّع بالوفا قرمٍ طويلٍ=إلى أن القوي يحناه حاني
ويدني الشيبْ من عقب الشبابْ=فلمّا به دهاكم ما دهاني
تجيني منك زلاّتٍ كثيرْ=وغِفران الخطا أوّل وثاني
فلمّا بي تغمضْ الواشيينْ=وتجفاني وتغفل عن حِساني
فلمّا بالمقال أو بالسنانْ=وقولٍ منك بالحسنى يزاني
وأشوى من مجفاتٍ تِكون=وكثر الهجر منك إلّي سباني
فهذا منك حالٍ ما يجوز=تهزم الناس والديره أماني
تخليني سهير العين دومٍ=لكنّْ بْها شِفا ملح الذراني
وكبدٍ ما لها في الزاد نوّْ=وزادٍ ليس للمهجور هاني
وشربي ما هماي وما غديرْ=لكنّه فيه ماي الحنظلاني
سقاني ايّاه الشوق المصدْ=فلا غفرتء ذنوبي إلّي سقاني
كسر قلبي وخلاّني وجيعٍ=وينعت للكسير المويماني
وخلاّني كما طفلٍ صغيرٍ=من الفرقا بكاه أبكى هواني
سقا الله دار ريّان الشبابْ=من الغيم الهميم المسفهاني
أغرّ المزن مسودّْ السناح=وتسمع رععدها مِلبعدْ داني
ثقيلٍ غيمها وشل السحابْ=وداقلها الصبا شرتاه وآني
شعيل البرق من حد المغيبْ=وهبّ إلْها سهيليًّ يماني
يظل السبع فيها ما يسير=ولا يسري إيلين الصبح باني
لفت والليل منتصف الوقوتْ=وساعة ما حلا نوم الهداني
ورِوْيِتْ لرض من شرقٍ وغربٍ=وأسقت كل ما حازتء عماني
من افيوي الجنوبْ إلى الشمال=من الظفره إلى سيفة إدهاني
وِرِوْى الرمل مع سيح الغريفْ=ووادي المِكنْ دَاناه المِداني
على نزوه وما حاز الهبابْ=ووادي الجرن واسقانا زماني
على رمل الحويمي والغدير=وسيح اليلح مخضر المباني
وأسقت من فلاح إلى العذيبْ=مجوج الماء ثمانٍ في ثماني
على نهلا وعثْمر والغويل=على وادي سلام وسيهجاني
إلى كفّا وما حاز الخرير=مشرقةٍ تباحيل الدّباني
على المزرع وخطّا والهزوعْ=مهايفةٍ إلى مريال ثاني
على كلبا وما حاز الجبالْ=من البلدان من قاصي وداني
وجاد الجود منها في الشمال=على البدوان ساحبة الجناني
وجاه السيل من روس الجبال=وجلّ إغفاه وِمتلت المغاني
وسوّت لرض عشبٍ زين لونْ=يشوّقْ رايده ليْ جاه عاني
وجابو حيّ شوقي من بعيدْ=وبنّو في مغانيها المباني
وطاب النوم من عقب الهموم=وجابو صاحبي مِلبعدْ داني
حِسين الصور مجلودْ الخصور=لكنّه من ظبى سيح اليماني
سوى عينٍ لكنها عين ريمْ=وعنقس مثلما عنق الدماني
وراس اسمر جانيٍ سبيبْ=كما الغربيب واجنا منه جاني
وصلّو يا حضور على الرسولْ=عدد ما لاح برّاق اليماني
عضو جديد ليس له من الشعر شيء إلاّ أنه مجرد هاوي شعر.
أرجو قبوله بينكم
المشاركة الأولى
المايدي بن ظاهر
الشاعر المشهور أبن ظاهر الماجدي يمثل ظاهرة غير عادية في دنيا الإمارات لما يمتاز به من خصوبة الفكر وروعة الحكمة والمثل وصدق التصوير.
وفي أحدى قصائده الناطقة بأبداع المعاني وجوهر الأمثال, يتحدث الشاعر أبن ظاهر في الأخلاق والصداقة والصفاء الذي يطهّر الحياة من أوشاب النميمة والوشاة, ويسلط الأضواء على الساعين بالقطيعة بين الناس ويرى أن من نقل إليك نقل عنك, ويشبّه الإنسان في بحر الحياة بسفينة لا تلزمها ألا الدّفة كما لا يلزم الجواد ألا العنان ولا النساء ألا الرجال ولا الرجال ألا المعاني الفاضلة.
ثم يوجه أبن ظاهر عتابه إلى زلات الشيب التي تسبب له السِّهاد والعزوف عن الطعام وبياض العوارض ووهن القوى الأمر الذي يجل عن التسامح والغفران. ثم هو ينتقل إلى مضارب الخيام ولقاء الأحبة في تلك البقاع الخضراء, فيصور أروع التصوير نزول الودق وسقي الديار وأغداق المزن على تلك المغاني, ويعددها بلدة بلدة, وموضعاً موضعاً, حتى لكأنك تشاهد الإمارات من أقصاها إلى أقصاها..
وهو المتوفى قبل 300 سنة.
يقول المايدي أبيات شِعِرٍ=يداد الجيل عدلات المباني
مداراتٍ تِكن لِلعارفينْ=عِروف الجيل فَطنٍ في المعاني
ولمَّا قال لِي في الوجه ذمٍّ=هِذرني في القفا لمَّا شناني
فلا ذمّيت ليْ يومٍ صِديقٍ=ولا أشني عدوٍّ ما شناني
أخاف إمْن الروات السامعينْ=وِقول الناس شان الله فلاني
ولا جافيت خِلٍّ لِي مْودٍّ=وَلا صافيت حدٍّ ما اهتواني
ولكنّي إذا منّي بِليتْ=فلا البلوى يِجوز إلْها التِواني
أنا والله مانا بالعجولْ=على الهذران كود إلّي بَلاني
بِخَالٍ مِن مساعية النمومْ=يِصبح بالعلوم أوِ بالمشاني
فلا يهواه لِي يومٍ صديقْ=ويفرح بي إذا شوقي جفاني
إذا يو بالرضا مِتواسيينْ=ولا من صوبنا يعناه عاني
إذا رِضي الصديقْ عن الصديقْ=يِموت الواش في مجراه طاني
وهذا مثل قول الأوّلينْ=مَعْ الحفّاظ وصفٍ من زماني
ويزداد الصديقْ ابنا معزّه=وإلى مات العدو قلنا هواني
وخلّينا البغيض يموت غيض=ويِيبس مثل شن الليهباني
بَلاَ الله موشيٍ سبّ الفراقي=بِذاياتٍ يِتمّن له زماني
على الحضره يلاقيني بطيبْ=وفي الغيبات هذّارٍ شناني
أيِظنّْ أنَّ الكلام أوزون حقٍّ=وجورٍ من وزون المسلماني
عليَّ الله مطّلعٍ وِكيلٍ=ولا غير الآلهْ رفيع شاني
إلهي ينتقم مِظَّالمين=يبيّن بالعدو من وين كاني
فلا يِلزم عليّ إلا أقول=مِقالٍ بالخفا أو بالبياني
فلا لزم السفين إلاّ السنادْ=ولا لزم الجواد إلاّ العناني
ولا لزم الحريم إلاّ الرجالْ=ولا لزم الرجال إلاّ المعاني
ولا لزم الطّليب عن الطّليبْ=بِقلّ الطّيب ضربٍ بالسناني
ألا يا صاحبي عطني نباكْ=تباني اعفْ عنهم من أواني
وأخليهم على تبعي رضاكْ=بنوّ الخير ما يَا بالبياني
فعلّمني بمضمونٍ وكيدٍ=فربّت كيف هذا الأمر كاني
فهذا منك لو مِلْوَاشِيينْ=فعلّمني إيلنّ الدهر فاني
أنا ويّاك في ولفٍ جميعٍ=ويفرّقْ بيننا صرف الزماني
أنا والله لو مَنتْ الطّليبْ=وعجّل بالذي مِيناه حاني
ويحفر له جليبٍ في كثيبْ=رثيث الحال مِشليَّ الدفاني
ولو دوّرتْ في طول الزمانْ=فلا يومٍ أراك وْلا تراني
أنا معسر ومطلوبي عليكْ=وبيسٍ بالتمادي والتماني
أبا منك الوفا بالزام حقٍّ=وتوغل لك معي شيًّ تراني
يرجّع بالوفا قرمٍ طويلٍ=إلى أن القوي يحناه حاني
ويدني الشيبْ من عقب الشبابْ=فلمّا به دهاكم ما دهاني
تجيني منك زلاّتٍ كثيرْ=وغِفران الخطا أوّل وثاني
فلمّا بي تغمضْ الواشيينْ=وتجفاني وتغفل عن حِساني
فلمّا بالمقال أو بالسنانْ=وقولٍ منك بالحسنى يزاني
وأشوى من مجفاتٍ تِكون=وكثر الهجر منك إلّي سباني
فهذا منك حالٍ ما يجوز=تهزم الناس والديره أماني
تخليني سهير العين دومٍ=لكنّْ بْها شِفا ملح الذراني
وكبدٍ ما لها في الزاد نوّْ=وزادٍ ليس للمهجور هاني
وشربي ما هماي وما غديرْ=لكنّه فيه ماي الحنظلاني
سقاني ايّاه الشوق المصدْ=فلا غفرتء ذنوبي إلّي سقاني
كسر قلبي وخلاّني وجيعٍ=وينعت للكسير المويماني
وخلاّني كما طفلٍ صغيرٍ=من الفرقا بكاه أبكى هواني
سقا الله دار ريّان الشبابْ=من الغيم الهميم المسفهاني
أغرّ المزن مسودّْ السناح=وتسمع رععدها مِلبعدْ داني
ثقيلٍ غيمها وشل السحابْ=وداقلها الصبا شرتاه وآني
شعيل البرق من حد المغيبْ=وهبّ إلْها سهيليًّ يماني
يظل السبع فيها ما يسير=ولا يسري إيلين الصبح باني
لفت والليل منتصف الوقوتْ=وساعة ما حلا نوم الهداني
ورِوْيِتْ لرض من شرقٍ وغربٍ=وأسقت كل ما حازتء عماني
من افيوي الجنوبْ إلى الشمال=من الظفره إلى سيفة إدهاني
وِرِوْى الرمل مع سيح الغريفْ=ووادي المِكنْ دَاناه المِداني
على نزوه وما حاز الهبابْ=ووادي الجرن واسقانا زماني
على رمل الحويمي والغدير=وسيح اليلح مخضر المباني
وأسقت من فلاح إلى العذيبْ=مجوج الماء ثمانٍ في ثماني
على نهلا وعثْمر والغويل=على وادي سلام وسيهجاني
إلى كفّا وما حاز الخرير=مشرقةٍ تباحيل الدّباني
على المزرع وخطّا والهزوعْ=مهايفةٍ إلى مريال ثاني
على كلبا وما حاز الجبالْ=من البلدان من قاصي وداني
وجاد الجود منها في الشمال=على البدوان ساحبة الجناني
وجاه السيل من روس الجبال=وجلّ إغفاه وِمتلت المغاني
وسوّت لرض عشبٍ زين لونْ=يشوّقْ رايده ليْ جاه عاني
وجابو حيّ شوقي من بعيدْ=وبنّو في مغانيها المباني
وطاب النوم من عقب الهموم=وجابو صاحبي مِلبعدْ داني
حِسين الصور مجلودْ الخصور=لكنّه من ظبى سيح اليماني
سوى عينٍ لكنها عين ريمْ=وعنقس مثلما عنق الدماني
وراس اسمر جانيٍ سبيبْ=كما الغربيب واجنا منه جاني
وصلّو يا حضور على الرسولْ=عدد ما لاح برّاق اليماني
تعليق