Unconfigured Ad Widget

Collapse

جعل أمه تمد يدها

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • عبدالله عبدربه الزهراني
    عضو مميز
    • Dec 2001
    • 3637

    جعل أمه تمد يدها


    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

    أجمعين ...

    جعل أمة تمد يدها أمام المساجد


    من صميم الحياة ....

    كانت ترى فيه السعادة كل السعادة ، ترى فيه الدنيا كلها ولا ترى في

    الدنيا سواه ، وكذلك كان ؛ لأنه وحيدها ؛ وهي كذلك ! كانت وحيدته ؛

    إذ أنهما كما يقول أهل هذا الزمان ( مقطوعان من شجرة ) ! وترجمتها :

    أنهما لا قريب لهما ولا نسيب ولا صهر ولا حبيب !.

    مات زوجها ولم يترك وراءه لها سوى بيت من الطين ؛ يقبع في زاوية

    خجولة من حيٍّ قديم من أحياء الرياض ! ؛ ليس في بيتها ما يرد العين

    إلاَّ أثاثٌ إذا رأيته عرفت من أول نظرة أنه لم يعد يصلح إلاَّ لزمن ولَّى

    أصحابه قبل عشرين عاماً ؛ أما أصحاب زماننا فيأنفون أن يجلسوا على

    مثله ؛ لأن ثيابهم أنظف من قلوبهم ! أما أولئك السابقون فبعكسنا تماماً

    كانت قلوبهم أنظف من ثيابهم !... وترك لها في هذا البيت

    طفلاً رضيعاً في أشهره الأولى .. فكان كل متاعها في الدنيا :

    بيتاً من الطين ؛ وطفلاً كوجه الصبح الحزين ؛ وحفنةً تأتيها كل عام لا

    تملأ الكفَّ من مال يسمى ( الضمان الاجتماعي) تُقيم به صُلْبها وصُلب

    صغيرها وتدخر ما بقي منه للأيام الشديدة في حياتهما وما أكثرها .

    رعته حتى أدخلته المدرسة ؛ وفي أول يوم غدا فيه إلى مدرسته يحمل

    على رأسه حقيبة صغيرة ينوء بحملها ! ليس فيها إلاَّ

    (..جزء عم .. والهجاء .. والحساب .. وقلم الرصاص .. و ! كسرة من خبز

    يابس هي إفطاره )! يجر خلفه طرف ( شماغه ) وطاقيته تتوسط

    رأسه الصغير .



    رأته ففاضت عيناها فرحاً بصغيرها الذي يستقبل أول أيام المستقبل .



    كان ديدنها أن تغدو معه كل صباح إلى مدرسته سيراً على الأقدام ؛

    وتنتظره في حر الشمس ظهراً حتى يعود فتتلقاه بالقُبل .. تطبعها على

    خديه وتحمل عنه حقيبته ويعودان للبيت ... فرحةٌ غامرة .. عمرت قلبها

    عندما سمعت بنبأ نجاحه في المرحلة الابتدائية .. بل كانت تخبر كل من

    تلقاه في طريقها أنَّ ابنها حمل الشهادة (الصفراء )! .


    * * *

    مرت السنون ؛ وإذ به يحمل الشهادة الجامعية ! من أعرق جامعات

    المملكة في قلب العاصمة ! ولا يزال مع وحيدته الحبيبة في بيت الطين !

    وكانت فرحة ممزوجة بالألم والأمل معاً ؛ تلك التي كان سببها ..

    استئذانه حبيبته أن يفارقها ويفارق بلاده للسفر في بعثة لمواصلة

    دراسته العليا في بلاد الغرب ؛ يأتي بعدها حاملاً أعلى الشهادات .

    كاد قلبها ينخلع من البكاء عندما أغلقت عليه باب سيارة الأجرة التي

    ستوصله إلى مطار الرياض ليغيب بعدها عن حبيبته الغالية ست سنوات

    كاملات ! لا يعرف من أخبارها شيئاً إلاَّ بواسطة رسائل الجيران الأخيار ؛

    الذين تطلب منهم جارتهم العجوز كتابتها لابنها الذي سافر بقلبها

    معه ... كانت تضم صورته التي تزّين شهاداته السابقة على صدرها كل

    ليلة وتبلها بالدموع حتى يغلبها النوم .. فتنام لتراه يتراءى لها في

    المنام ! هكذا هي طوال سنواتها العجاف ؛ كان الله في عونها .

    * * *
    مرت السنوات .. وإذ بها تتلقى رسالة من ابنها ( الدكتور ) .. يخبرها

    فيها أنه قاب قوسين أو أدنى من رحلة العودة .. لم تسعها صحراء نجدٍ

    كلها من فرحها .

    دعت الله كثيراً أن يبقيها حتى تراه .. وودعت النوم .. ترقباً لمجيئه ...


    في يوم .. غلبتها عيناها ضحوةً ؛ فإذا باب بيت الطين الذي لم يكن

    ليغلق كما تُغلق أبوابنا اليوم يُفتح وتظهر منه مقدمة حقيبتين كبيرتين ..

    يدخل بعدها رجل قارب الثلاثين من عمره يلبس ملابساً لم يكن لبسها

    معتاداً في ذلك الوقت إلاَّ قليلاً ..
    (جاكيت .. وملحقاته من كرافته ..وحذاء يلمع لمعان البرق ) ..

    حضنته بين يديها الضعيفتين وغابت عن الدنيا ! ؛ بكاءٌ متبادل أزعج

    الجيران الواقفين في (..حوش ) المنزل الذين أتوا للترحيب والتهنئة

    بقدوم الابن الضيف (.. الدكتور ).


    * * *

    وتمر السنون ! وينتقل بها إلى منزل اشتراه .. يليق به وبمنصبه ؛ أما

    هي فلا يليق بها ! ؛ ويودعان بيت الطين إلى غير رجعة ؛ ذلك أنه باعه

    بثمن بخس دراهم معدودة وكان فيه من أزهد الزاهدين ! .. أما هي !

    فكأنها قطعت قطعةً من قلبها وألقتها .. وتراءى لها منظر الجيران

    الطيبين ..لكنها صبرت ابتغاء رضاه ! بعد رضا الله تعالى .

    * * *
    أتته في يومٍ ؛ تعرض عليه الزواج من بنت (فلان ) .. امرأة

    ديّنة ..صالحة .. عفيفة .. محتشمة .. مطيعة ...تخدم في بيتها بنشاط

    بنات ذلك الزمان .. وهي مع ذلك .......!

    - ضحك وربت بيده على كتفها وقال : لم يحن الوقت بعد ...

    * * *
    حان الوقت ! وتزوج امرأة من طبقته هو ! ذات منصب وجمال .. لكنها

    كانت أنموذجاً من النساء بارعاً في التكبر والغرور والازدراء لأُمّه والاحتقار

    لها ولكلامها .. ولبسها .. و ..

    * * *
    صبرت الأم صبر أيوب !! ولم تشأ أن تجرح مشاعر ابنها ؛ فلم تخبره

    بشيء مما يقع لها معها .

    كانت تلك المرأة تسومها سوء العذاب كل يوم ! . حتى إذا قدم الدكتور

    من عمله انفردت به في غرفتها .. وسردت له أحداث النهار كله ؛ وكيف

    أنها عانت من أمه وعانت وعانت و ... هكذا كان الحال كل يومٍ !!!.

    كان يعجب أشد العجب إذا سأل أمه عن زوجته : كيف هي ؟ فتثني

    عليها خيراً ما استطاعت ؛ كل ذلك اتقاء ما يجرح شعوره ويسبب

    غضبه !... نفد صبره .. ونفد (بالدال إيمانه ..

    ونفد ما كان في قلبه من بقايا رحمة عاد بها معه من بلاد الغرب على

    استحياء .. فوقف على رأس أُمّه وهي تغسل ثيابها في (..حوش )

    المنزل ! – وتلك الأفعى وراءه بشعرها الطويل المنثور على ظهرها -

    وقال لها بصوت الآمر :- يا أمي .. إما أن تراعي منصب

    زوجتي وتستقبلي زميلاتها بثياب حسنة وكلام زين ولا تجلسي معهم

    في الصالة .. وإلاَّ ....التفتت الأم العجوز ! خلفها وظنت أنه يخاطب أحداً

    غيرها ؛ فلما لم تجد إلاَّ نفسها في فناء المنزل ؛ علمت أنها هي

    المقصودة بالكلام لوحدها فأظلمت الدنيا في عينيها .. واتكأت على ما

    بقي في جسمها من قوة .... ودخلت ملحقها الصغير ورمت بنفسها

    على فراشها ؛ وخبأت رأسها في مخدتها وبكت حتى كاد أن ينشق

    قلبها ..

    * * *
    زادت الأفعى في خبثها ؛ وزادت أُذُن الدكتور في سماعها ! . حتى

    كانت الطامة الكبرى وقاصمة الظهر :-

    كم مرة قلت لك أن عقلية العجائز هذه لم تعد تناسبنا .. صارت قديمة..

    تفهمين ؟..حتى التلفون تردين عليه ؟
    ..ما بقي شيء ما تدخلتي فيه في هذا البيت النكد ؟! الله يستر

    عليك نحن لم نعد نصلح لك ؛ ولا أنتِ تصلحين لنا .. -

    (حملت الأم في يدها كيساً من القماش أودعته ما لديها من ثياب ..

    وخرجت حتى إذا وقفت بباب القصر المنيف ! التفتت إليه ودموعها تسطع

    على خديها في ظهيرة تشوي الوجوه ) ؛
    وقالت : - سامحك الله يا ولدي .. والله ما عملت لكم إلاَّ كل خير أنت

    وزوجتك .. ووالله ما أذكر أني جرحتها بشيء .. سامحكم الله ..ثم

    شهقت شهقة ملؤها القهر .. وذهبت إلى حيث لا تعلم .

    ((((((((((( آآآآآآآآآآه يالقهر ))))))))))))


    حاول أن يوقظ ضميره فيلحق بها ؛ فمنعته الأفعى .. الرقطاء الجميلة

    الناعمة الملمس .. فلم يفعل .

    * * *

    منقـــــــــــــــــــول للعبره


    فسبحان الله ... فهل من المعقول ان يكثر مثل هؤلاء الأبناء ...

    فمهما وصل إليه من العلم ... هل يتنكر لأمه ... هل ينكر لمن حضنته ...

    وسهرت عليه ... وحرمت نفسها من الأكل من أجله ... فتجد الأم يؤثر

    إبنها عليها فتطعمه ثم تطعم نفسها ... فتجد من الأبناء مثل هذا الجاحد

    لا حول ولا قوة إلا بالله



    اخوكم/ عبدالله بن عبدربه
    [align=center][align=center]


    ثلاث سنين تعقبها سنه (")ألم وهموم ومواجع تزيد
    zzahrani2121@hotmail.com
    0555876406
    [/align]
    [/align]
  • الوليد
    عضو نشيط
    • Mar 2002
    • 1054

    #2
    أولا وقبل كل شئ فعلينا الا نستغرب حدوث مثل هذه الأفعال من الأبن العاق لوالديه....نعم هناك أناس أستبدلوا رضاء الوالدين برضاء الزوجة وأهلها...أصبحت هي الأم والأب وجميع الأهل...يا عزيزي الزوجة تسير مثلما سيرتها فان أهملت لها الرباط طغت وتكبرت وأرتقت على الأكتاف وليس من السهل أنزالها...وان وجهتها الى الطريق الصحيح من البداية مشت معه بكل سهولة...فالخلل يكمن في ذلك الولد الذي أختار رضى زوجته على رضى امه...ولكن علينا الا ننسى أنه اؤلئك النفر هم قللة ولله الحمد والمنة...أنا اعرف أحد الأخوان عاش يتيما مع أمه وأخوانه في منزل واحد...وعندما كبر وحصل على الوظيفة التي يستيطع أن يكتسب منها أكل عيشة تزوج وأحضر والدته وأخوانه للعيش معه...وهذا هو الرجل الحقيقي...نعم أنه رجل يغيب عن منزله ما يقارب سبعة أيام في الأسبوع لكي يحصل على معاش يستطيع معه أن يصرف على أخوانه ووالدته وزوجته...فالحمد لله أن الدنيا لا تزال بخير.



    الوليد

    تعليق

    Working...