الرحيل عالم معتم يصعب علينا جميعا ترجمة لغته وتحديد ابعاده ومعرفة اتجاهاته ومداراته. عندما نتكلم عن الرحيل قد لا تسعفنا مفردات لغات احياء كوننا للتعبير الصادق عن عواطفنا تجاه من منحه الرحيل تأشيرة الوداع الأبدية. ولكن عندما يكون الرحيل رحيل مؤقت فان بمقدورنا منازلته وخوض تحدياته.
كل كائن مهدد بالرحيل .... فقد تعودنا ذلك مرارا وتكرارا...تشرق شمس نهارنا وهي تهددنا برحيله وانكساره...ولكن لا يخيفنا ذلك كثيرا...فان رحيلها يعدنا باشراقة يوم جديد. يقبل علينا البدر باطلالته البهية فنستبشر قدومه ونستأنس بصحبته ... كم تغزل به الشعراء وكم كان ينتظر اطلالته الأخلاء...ومع ذلك نعلم انه يهددنا برحيله وفراق ليله ... نودعه بشوق ولهفة ونعلم يقينا انه يعدنا بقدومه واطلالته... كذلك الصيف و روعة لياليه... الخريف وتساقط اوراق اشجاره... الشتاء وشدة برودة ايامه وصقيع لياليه... الربيع وحُسن ازهاره و وروده... نستشعر الرحيل في كل ذلك... ولكن هل ترك لنا الرحيل شيئ من ذكريات اؤلئك؟؟؟
لكنني اجد رحيل الأحبة عالم آخر يختلف عن كل ذلك........
رغم انني اسميه رحيلا .... الا انه رحيل جسديٌ فقط ... حيث يبقي اكثر من ذلك...قد يرحل بعض الأحبة ولكن قبل ذلك نجده قد ترك لنا ما نقتات به بعد رحيله .... ذكريات عطرة جميلة... تنسينا حرقة الوداع ... وتخفف العناء والالتياع.... تشعرنا بوجوده رغم ابتعاده.... وبحبه رغم عناده!!!
كان رحيل ابا صالح قصدي بذلك... التقيته صدفة دون موعد مسبق ولأول مرة بعد رحيله ... تناثرت امامي القوافي والأبيات ولم انل منها سوى القليل والقليل جدا....
يذكرني الرحيل رحيل بـــــدر *** به يشقى المحب لمن ينادي
لك الأشواق انثـــــرها فتثقل *** سحابا منه يهـــتف كل وادي
لمثلك ان رحلت يتيه فكــــــرٌ *** ويبقى البوح بعدك في حدادِ
عرفتك بارعا في كل نــــــادٍ *** مع مـــر الثواني بازديـــــــــادِ
خطابك فيه يصهل كل حرفٍ *** فيطرب ناشدٌ مغنىً وشــــادِ
رحلت ولم تزدني غير شوقٍ *** لأرحل دون راحلـــــتي وزادي
ولكن منك يبقى ذكــــــرياتٌ *** اذا ضاقت بها القى مـــدادي
فلا امل يساورني بقــــــــاء *** اذا الأيام تنـــــــــذر بالشـداد
ولا امـــــــل يساورني حياة *** اذا يمــناك تمسك بالزنــــــادِ
كل كائن مهدد بالرحيل .... فقد تعودنا ذلك مرارا وتكرارا...تشرق شمس نهارنا وهي تهددنا برحيله وانكساره...ولكن لا يخيفنا ذلك كثيرا...فان رحيلها يعدنا باشراقة يوم جديد. يقبل علينا البدر باطلالته البهية فنستبشر قدومه ونستأنس بصحبته ... كم تغزل به الشعراء وكم كان ينتظر اطلالته الأخلاء...ومع ذلك نعلم انه يهددنا برحيله وفراق ليله ... نودعه بشوق ولهفة ونعلم يقينا انه يعدنا بقدومه واطلالته... كذلك الصيف و روعة لياليه... الخريف وتساقط اوراق اشجاره... الشتاء وشدة برودة ايامه وصقيع لياليه... الربيع وحُسن ازهاره و وروده... نستشعر الرحيل في كل ذلك... ولكن هل ترك لنا الرحيل شيئ من ذكريات اؤلئك؟؟؟
لكنني اجد رحيل الأحبة عالم آخر يختلف عن كل ذلك........
رغم انني اسميه رحيلا .... الا انه رحيل جسديٌ فقط ... حيث يبقي اكثر من ذلك...قد يرحل بعض الأحبة ولكن قبل ذلك نجده قد ترك لنا ما نقتات به بعد رحيله .... ذكريات عطرة جميلة... تنسينا حرقة الوداع ... وتخفف العناء والالتياع.... تشعرنا بوجوده رغم ابتعاده.... وبحبه رغم عناده!!!
كان رحيل ابا صالح قصدي بذلك... التقيته صدفة دون موعد مسبق ولأول مرة بعد رحيله ... تناثرت امامي القوافي والأبيات ولم انل منها سوى القليل والقليل جدا....
يذكرني الرحيل رحيل بـــــدر *** به يشقى المحب لمن ينادي
لك الأشواق انثـــــرها فتثقل *** سحابا منه يهـــتف كل وادي
لمثلك ان رحلت يتيه فكــــــرٌ *** ويبقى البوح بعدك في حدادِ
عرفتك بارعا في كل نــــــادٍ *** مع مـــر الثواني بازديـــــــــادِ
خطابك فيه يصهل كل حرفٍ *** فيطرب ناشدٌ مغنىً وشــــادِ
رحلت ولم تزدني غير شوقٍ *** لأرحل دون راحلـــــتي وزادي
ولكن منك يبقى ذكــــــرياتٌ *** اذا ضاقت بها القى مـــدادي
فلا امل يساورني بقــــــــاء *** اذا الأيام تنـــــــــذر بالشـداد
ولا امـــــــل يساورني حياة *** اذا يمــناك تمسك بالزنــــــادِ