Unconfigured Ad Widget

Collapse

ما الذي أبكاك يا عمر ؟؟

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • حديث الزمان
    عضوة مميزة
    • Jan 2002
    • 2927

    ما الذي أبكاك يا عمر ؟؟

    أتى شابان إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمام عمر ، قال عمر : ما هذا ؟ قالوا : هذا قتل أبانا . قال : أقتلت أباهم ؟ قال نعم قتلته ، قال : كيف قتلته ؟

    قال دخل بجمله في أرضي فزجرته فلم يجزر فأرسلت عليه حجراً وقع على رأسه فمات .
    قال عمر : القصاص ...

    قال الرجل يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة لأذهب الى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأخبرهم بأنك سوف تقتلني ، ثم أعود إليك والله ليس لهم عائل إلا الله ثم انا ، قال عمر : من يكفلك أن تذهب للبادية ؟ فسكت الناس كلهم لأنهم لا يعرفون اسمه ولا خيمته ولا قبيلته .. ولأن القاضي عمر فمن يستطيع ان يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يمكن أن يفكر في وساطة عند عمر ؟ فسكت الصحابة وعمر متأثر لأنه وقع في حيرة هل يقدم فيقتل الرجل فوراً وأطفاله يموتون جوعاً ؟ أو يتركه يذهب بلا كفالة فيضيع دم القتيل ؟

    ونكس عمر رأسه والتفت إلى الشابين فقال : اتعفون عنه ؟ قالا لا من قتل أبانا لا بد أن يقتل يا أمير المؤمنين . قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ، فقام أبو ذر الغفاري بشيبته وزهده وصدقه رضى الله عنه قال يا أمير المؤمنين أنا أكفله ، قال عمر : هو قتل ، قال ولو كان قتلاً . قال عمر أتعرفه ؟ قال ما أعرفه . قال عمر : كيف تكفله ؟ قال رأيت فيه سمات المؤمنين فعلمت انه لم يكذب وسيأتي ان شاء الله ، قال عمر أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك !

    قال الله المستعان يا أمير المؤمنين فذهب الرجل .

    وبعد ثلاث ليال لم ينس عمر الموعد ، يعد الأيام عداً وفي العصر نادى في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان واجتمع الناس واتى ابو ذر وجلس أمام عمر . قال عمر : أين الرجل ؟ قال ما ادري يا أمير المؤمنين . وتلفت ابو ذر الى الشمس وكأنها تمر سريعة على غير عادتها وسكت الصحابة جميعاً وعليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله لأن عمر سينفذ حكم الله بلا هوادة حتى وإن كان لأبي ذر مكانةً عاليةً في قلب عمر .

    وقبل الغروب بلحظات وإذا بالرجل يأتي ...

    فكبر عمر وكبر معه المسملون . فقال عمر أيها الرجل أما أنك لو بقيت في باديتك ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك . قال الرجل يا أمير المؤمنين والله ما علي منك ولكن علي من الذي يعلم السر وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية وجئت لأقتل .

    فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان ؟ قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه ،قال عمر : الله أكبر ودموعه تسيل على لحيته رضي الله عنه .


    فائده :

    1- عمر هو عمر ... هو الفاروق ... لا يتساهل ولا يماري ولا يحابي في حكم الله أحداً .

    2- صدق الرجل وخوفه من الله انقذه من القصاص .

    3- العفو عند المقدره صوره الشابان في أجمل صوره ... غفر الله لهما .

    4- موقف ابو ذر رضي الله عنه هو موقف بطولي يخلده التأريخ لأنه اقدم على ذلك أمام عمر وعرض رقبته للسيف ولأنه صدق الرجل لأنه هو في نفسه صادقاً مؤمناً بالله .


    * أي قلب ترهب به الأعداء ... ويبكيك على الضعفاء يا أمير المؤمنين ؟




    المصدر : فضيلة الشيخ عائض القرني ( بتصرف ) .

    لكل بداية .. نهاية
  • عبدالله رمزي
    إداري
    • Feb 2002
    • 6605

    #2
    الأخت رهف

    موضوعك جميل جداً والحقيقه أنك عقبت عليه تعقيباً صادقاً

    ولو اردنا أن نضيف نحتاج الى صفحات ...


    لايخشى في الله لومة لائم
    الوفاء
    الصدق
    العفو
    الايمان
    الخوف من الله
    عدم المحاباه
    العطف

    فكلها اشتملت عليها القصه وكل منها يحتاج الى بحث كامل.

    اين قضائنا من قضاء الفاروق ؟
    اتضنين أن فيه من ينصف . ويراقب الله ؟

    قليل هم إن وجدوا.

    ابوسهيل
    ما كل من يبعد به الوقت ناسيك ... بعض البشر قدام عينك وينساك

    تعليق

    • عبدالله الزهراني
      إداري ومؤسس
      • Dec 2000
      • 1542

      #3
      لماذا نحن لا نبكِ لماذا؟ أم أن قلوبنا كالحجارة أم أشد قسوة ؟؟
      ولا حول ولا قوة إلا بالله ... أتدرون ما السبب ؟؟؟
      ... والله إنها الذنوب والذنوب لا غير .
      فها نقلع حتى نبكي مثلما بكى عمر .. رضي الله عن عمر ورضي الله عنك يا أبا ذر ... ( رضي الله عنهم ورضوا عنه .....)
      =========
      كتب الله لك الأجر يا رهف وجعل قلبنا مرهفة ومرققة لسماع مثل هذه الدروس العملية الحية ,ونعمل بها و التي تركت المجاملة والتزييف وحب التملق .
      ========
      أبو علي /// ودمتم .

      تعليق

      • أبو ماجد
        المشرف العام
        • Sep 2001
        • 6289

        #4
        أختي رهف .............وفقها الله

        أولئك قوم صدقوا مع الله ، ففتح الله على يديهم مشارق الأرض ومغاربها .
        ما ينقصنا يا أختي هو الصدق ، فإذا صدقنا صدق إيماننا وصلحت قلوبنا وأعمالنا وتعاملاتنا .


        --------------------- أخوك : أبو ماجد ---------------------

        تعليق

        • بنت الاسلام
          عضو مشارك
          • Aug 2002
          • 184

          #5
          الأخت رهف ........................................ وفقك الله

          جزاك الله كل خير يارهف على ايراد هذه القصة التي تحمل من معاني الإيمان الصادق الشيئ الكثير والكثير فأين نحن من صدق ايمان عمر الفاروق وصدق أبو ذر رضي الله عنهما بل أين نحن من إيمان الأعرابي فإنه وصل درجة االإحسان لانه علم واستيقن أن الله يعلم السر وأخفى وأن الله يراه من حيث هو لا يراه ،، وأيضا موقف الشابان .. والعفو عند المقدر واستشعار المواقف الصادقة ،،، فرحم الله عمر ورحم الله أبا ذر وغفر الله للاعرابي و أثاب الشابين وأحسن اليهما ......................

          فكم في هذه القصة من دروس وعبر نحن عنها غافلون وقاصرون فاللهم ارحمنا برحمتك يا عزيز يا كريم ، اللهم ارزقنا ايمانا صادقا يارب العالمين ،

          ودمتم ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
          اللهم اجعل خير اعمالنا خواتمهاوخير ايامنا يوم نلقاك .

          تعليق

          Working...