بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(أمهاتنا) أمهات المؤمنين رضي الله عنهن هؤلاء النساء العظيمات ذوات السير العطرة والتاريخ المجيد ، وكما وصفهن الله تعالى ((يا نساء النبي لستن كأحد من النساء))32 الأحزاب نعم لستن كأحد من النساء ولكن ومع الاسف الكثير منا لا يعرف عنهن إلا القليل ، والحديث عن أمهات المؤمنين يحتاج إلى صفحات وصفحات ولكني هنا سأختصر الحديث عنهن وأكتفي بالتعريف بهن والحكمة من زواج النبي صلى الله عليه وسلم منهن .
وهن كالآتي :
1 - خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
هي أول أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها قبل البعثة وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وهي ثيب أرمله بنت أربعين سنة ، وقد كانت عند أبي هالة بن زرارة أولا ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ ثم خلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد أختارها صلوات الله عليه لسداد رأيها ووفرة ذكائها وكان زواجه بها زواجاً حكيما لأنه كان زواج العقل للعقل فمحمد رسول الله قد هيأه الله لحمل الرسالة وتحمل أعباء الدعوة وقد يسر الله تعالى له هذه المرأة التقية النقية العاقلة الذكية لتعينه على المضي في تبليغ الدعوة ونشر الرسالة ، وقصتها معه عند نزول الوحي عليه لأول مرة مشهورة في التاريخ الإسلامي ، وهي أول من آمن به من النساء رضي الله عنها .
2 - سودة بنت زمعة رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام بعد وفاة خديجة وهي أرملة (السكران بن عمرو الأنصاري) .... والحكمة في اختيارها مع أنها أكبر سناً من رسول الله أنها كانت من المؤمنات المهاجرات ، توفي عنها زوجها بعد الرجوع من هجرة الحبشة الثانية فأصبحت فريدة وحيدة لا معيل لها ولا معين ، ولو عادت إلى أهلها - بعد وفات زوجها - لأكرهوها على الشرك أو عذبوها عذاباً نكرا ليفتنوها عن الإسلام فاختار صلى الله عليه وسلم كفالتها فتزوجها رضي الله عنها.
3 - عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام وكانت بكراً وهي الوحيدة بين نسائه الطاهرات ، فلم يتزوج بكراً غيرها وكانت عائشة أذكى أمهات المؤمنين وأحفظهن بل وكانت أعلم من أكثر الرجال فقد كان كثير من كبار علماء الصحابة يسألونها عن بعض الأحكام التي تشكل عليهم فتحلها لهم رضي الله عنها.
4 - حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام وهي أرملة وكان زوجها (خنيس بن حذافة الأنصاري) قد استشهد في غزوة بدر بعد أن أبلى بلاء حسنا فقد كان من الشجعان الأبطال رضي الله عنه
وقد عرضها أبوها عمر رضي الله عنه على عثمان بعد وفاة زوجته رقية بنت رسول الله فأعرض وعرضها على أبي بكر رضي الله عنه فأعرض لأنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها ولم يكونا ليفشيا سر رسول الله كما قال أبو بكر رضي الله عنه ، ثم تزوجها رسول الله فكان ذلك أعظم إكرام ومنه وإحسان لأبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن أبنته.
5 - زينب بنت خزيمة رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام بعد حفصة بنت عمر وهي أرملة البطل المقدام شهيد الإسلام (عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب) رضي الله عنه الذي استشهد في أول المبارزة في غزوة بدر وقد كانت حين استشهاد زوجها تقوم بواجبها في إسعاف الجرحى ولم يشغلها استشهاد زوجها عن واجبها حتى كتب الله النصر للمؤمنين في أول معركة خاضوها مع المشركين . ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بصبرها وثباتها وجهادها وأنه لم يعد هناك من يعولها خطبها لنفسه وآواها بعد أن انقطع عنها الناصر والمعين . وكانت حين تزوجها رسول الله قد بلغت الستين من عمرها ولم تعمر عند النبي سوى عامين ثم توفاها الله إليه رضي الله عنها.
6 - زينب بنت جحش رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام وهي ثيب وهي ابنة عمته كان قد تزوجها (زيد بن حارثة) رضي الله عنه ثم طلقها فتزوجها رسول الله لحكمة لا تعلوها حكمة وهي إبطال بدعة التبني حيث كان رسول الله قد تبنى زيد في الجاهلية وكانوا يدعونه بزيد بن محمد وقد كان هذا الزواج بأمر من الله تعالى قال تعالى : ((فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولا)) وهكذا انتهى حكم التبني وبطلت تلك العادات الجاهلية ورضي الله عن زينب.
7 - أم سلمة هند المخزومية رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام وهي أرملة (عبد الله بن عبد الأسد) وكان زوجها أبو سلمة من السابقين الأولين إلى الإسلام وهاجر إلى الحبشة وكانت أم سلمة معه واستشهد زوجها في غزوة أحد رضي الله عنه وبقيت هي وأيتامها الأربعة بلا كفيل ولا معيل فلم يرى عليه السلام عزاء ولا كفلا لها ولأولادها غير أن يتزوج بها ولما خطبها لنفسه اعتذرت إليه وقالت : إني مسنة وإني أم أيتام وإني شديدة الغيرة . فقال لها عليه السلام أما الأيتام فأضمهم إليّ وادعوا الله أن يذهب عن قلبك الغيرة ولم يعبأ بالسن فتزوجها عليه السلام بعد موافقتها وكان يستشيرها عليه السلام في أمور المسلمين لسداد رأيها ومن ذلك مشورتها في صلح الحديبية ولها في ذلك قصة يطول شرحها رضي الله عنها.
8 - أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام في السنة السابعة من الهجرة وهي أرملة (عبيد الله بن جحش) مات زوها بأرض الحبشة فزوجها النجاشي للنبي صلى الله عليه وسلم وأمهرها عنه أربعة آلاف درهم وبعث بها إليه مع شرحبيل بن حسنة وكان أبوها أبو سفيان لا يزال على الشرك فلما علم الخبر أقر ذلك الزواج وقال : هو الفحل لا يقدع أنفه ، ومن هنا تظهر لنا الحكمة الجليلة في هذا الزواج فقد كان هذا الزواج سبباً في تخفيف الأذى عن رسول الله وعن أصحابه المسلمين سيما وقد كان أبو سفيان حامل لواء المشركين فكان تزوج رسول الله بابنته سبباً لتأليف قلبه وقلوب قومه .. كما أنه عليه السلام اختارها لنفسه تكريما لها على إيمانها لأنها خرجت من ديارها فارة بدينها ثم بعد أن مات زوجها بقيت وحيدة لا عائل لها خصوصا وإن والدها كان وقتها رأس المشركين . رضي الله عنها.
9 - جويرية بنت الحارث رضي الله عنها
هي جويرية بنت الحارث بن ضرار من بني الصطلق تزوجها عليه السلام وهي أرملة (مسافع بن صفوان) الذي قتل يوم المريسع وترك هذه المرأة فوقعت في أسر المسلمين وكان زوجها من ألد أعداء الإسلام وأكثرهم خصومة للرسول عليه الصلاة والسلام ثم بعد أن وقعت في الأسر أرادت أن تفتدي نفسها فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستعينه بشيء من المال فعرض عليها الرسول الكريم أن يدفع عنها الفداء وأن يتزوج بها فقبلت ذلك فلما علم المسلمون بزواج رسول الله منها قالوا : أصهار رسول الله تحت أيدينا (أي أنهم في الأسر) فأعتقوا جميع الأسرى فلما رأى بنو المصطلق هذا النبل والسمو أسلموا جميعا فكان زواج رسول الله بها بركة عليها وعلى قومها وكانت أيمن امرأة على قومها رضي الله عنها.
10 - صفية بنت حيي رضي الله عنها
هي صفية بنت حيي بن أخطب من بني قريظة ، كان أبوها حيي بن أخطب سيد بني قريظة يهود المدينة وكان من أشد أعداء الإسلام والرسول ، وروي أن رسول الله لما دخل عليها قال لها : لم يزل أبوك من أشد اليهود لي عداوة حتى قتله الله .. فقالت يا رسول الله إن الله يقول في كتابه : ((ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى))تزوجها عليه السلام بعد قتل زوجها في غزوة خيبر وكانت قد وقعت في أسر المسلمين وصارت إلى سهم بعض المسلمين عند تقسيم الغنائم فقال أهل الرأي والمشورة : هذه سيدة بني قريظة لا تصلح إلا لرسول الله فعرضوا الأمر على الرسول الكريم فدعاها وخيرها بين أمرين : أ- إما أن يعتقها ويتزوجا - ب - وإما أن يطلق سراحها فتلحق بأهلها .
فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة له وذلك لما رأته من جلالة قدره وعظمته وحسن معاملته ولما أسلمت أسلم بإسلامها عدد كثير من الناس رضي الله عنها
11 - ميمونة بنت الحارث الهلالية
كان اسمها برة فسماها عليه السلام ميمونة وهي آخر أزواجه صلوات الله عليه وقد قالت فيها عائشة : أما إنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم ، تزوجها رسول الله وهي أرملة (أبي رهم بن عبد العزى) وقد روي أن العباس عم النبي هو الذي رغبه فيها ، ولا يخفى ما في زواجه بها من البر وحسن الصلة وإكرام عشيرتها الذين آزروا الرسول ونصروه رضي الله عنها.
هذه لمحة عن أمهات المؤمنين زوجات الرسول الطاهرات اللواتي أكرمهن الله بصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم.
كَتَبَتها لكم أختكم في الله منار الزهرانية أرجو الله أن ينفع بهذه السير العطرة نساء المسلمين وأن يتخذنهن قدوة في حياتهن وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
نفعنا الله وإياكم بما نقول ونسمع
والله أسأل أن يجعل ما نكتب شاهداً لنا لا علينا يوم لقائه إنه سميع مجيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(أمهاتنا) أمهات المؤمنين رضي الله عنهن هؤلاء النساء العظيمات ذوات السير العطرة والتاريخ المجيد ، وكما وصفهن الله تعالى ((يا نساء النبي لستن كأحد من النساء))32 الأحزاب نعم لستن كأحد من النساء ولكن ومع الاسف الكثير منا لا يعرف عنهن إلا القليل ، والحديث عن أمهات المؤمنين يحتاج إلى صفحات وصفحات ولكني هنا سأختصر الحديث عنهن وأكتفي بالتعريف بهن والحكمة من زواج النبي صلى الله عليه وسلم منهن .
وهن كالآتي :
1 - خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
هي أول أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها قبل البعثة وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وهي ثيب أرمله بنت أربعين سنة ، وقد كانت عند أبي هالة بن زرارة أولا ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ ثم خلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد أختارها صلوات الله عليه لسداد رأيها ووفرة ذكائها وكان زواجه بها زواجاً حكيما لأنه كان زواج العقل للعقل فمحمد رسول الله قد هيأه الله لحمل الرسالة وتحمل أعباء الدعوة وقد يسر الله تعالى له هذه المرأة التقية النقية العاقلة الذكية لتعينه على المضي في تبليغ الدعوة ونشر الرسالة ، وقصتها معه عند نزول الوحي عليه لأول مرة مشهورة في التاريخ الإسلامي ، وهي أول من آمن به من النساء رضي الله عنها .
2 - سودة بنت زمعة رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام بعد وفاة خديجة وهي أرملة (السكران بن عمرو الأنصاري) .... والحكمة في اختيارها مع أنها أكبر سناً من رسول الله أنها كانت من المؤمنات المهاجرات ، توفي عنها زوجها بعد الرجوع من هجرة الحبشة الثانية فأصبحت فريدة وحيدة لا معيل لها ولا معين ، ولو عادت إلى أهلها - بعد وفات زوجها - لأكرهوها على الشرك أو عذبوها عذاباً نكرا ليفتنوها عن الإسلام فاختار صلى الله عليه وسلم كفالتها فتزوجها رضي الله عنها.
3 - عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام وكانت بكراً وهي الوحيدة بين نسائه الطاهرات ، فلم يتزوج بكراً غيرها وكانت عائشة أذكى أمهات المؤمنين وأحفظهن بل وكانت أعلم من أكثر الرجال فقد كان كثير من كبار علماء الصحابة يسألونها عن بعض الأحكام التي تشكل عليهم فتحلها لهم رضي الله عنها.
4 - حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام وهي أرملة وكان زوجها (خنيس بن حذافة الأنصاري) قد استشهد في غزوة بدر بعد أن أبلى بلاء حسنا فقد كان من الشجعان الأبطال رضي الله عنه
وقد عرضها أبوها عمر رضي الله عنه على عثمان بعد وفاة زوجته رقية بنت رسول الله فأعرض وعرضها على أبي بكر رضي الله عنه فأعرض لأنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها ولم يكونا ليفشيا سر رسول الله كما قال أبو بكر رضي الله عنه ، ثم تزوجها رسول الله فكان ذلك أعظم إكرام ومنه وإحسان لأبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن أبنته.
5 - زينب بنت خزيمة رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام بعد حفصة بنت عمر وهي أرملة البطل المقدام شهيد الإسلام (عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب) رضي الله عنه الذي استشهد في أول المبارزة في غزوة بدر وقد كانت حين استشهاد زوجها تقوم بواجبها في إسعاف الجرحى ولم يشغلها استشهاد زوجها عن واجبها حتى كتب الله النصر للمؤمنين في أول معركة خاضوها مع المشركين . ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بصبرها وثباتها وجهادها وأنه لم يعد هناك من يعولها خطبها لنفسه وآواها بعد أن انقطع عنها الناصر والمعين . وكانت حين تزوجها رسول الله قد بلغت الستين من عمرها ولم تعمر عند النبي سوى عامين ثم توفاها الله إليه رضي الله عنها.
6 - زينب بنت جحش رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام وهي ثيب وهي ابنة عمته كان قد تزوجها (زيد بن حارثة) رضي الله عنه ثم طلقها فتزوجها رسول الله لحكمة لا تعلوها حكمة وهي إبطال بدعة التبني حيث كان رسول الله قد تبنى زيد في الجاهلية وكانوا يدعونه بزيد بن محمد وقد كان هذا الزواج بأمر من الله تعالى قال تعالى : ((فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولا)) وهكذا انتهى حكم التبني وبطلت تلك العادات الجاهلية ورضي الله عن زينب.
7 - أم سلمة هند المخزومية رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام وهي أرملة (عبد الله بن عبد الأسد) وكان زوجها أبو سلمة من السابقين الأولين إلى الإسلام وهاجر إلى الحبشة وكانت أم سلمة معه واستشهد زوجها في غزوة أحد رضي الله عنه وبقيت هي وأيتامها الأربعة بلا كفيل ولا معيل فلم يرى عليه السلام عزاء ولا كفلا لها ولأولادها غير أن يتزوج بها ولما خطبها لنفسه اعتذرت إليه وقالت : إني مسنة وإني أم أيتام وإني شديدة الغيرة . فقال لها عليه السلام أما الأيتام فأضمهم إليّ وادعوا الله أن يذهب عن قلبك الغيرة ولم يعبأ بالسن فتزوجها عليه السلام بعد موافقتها وكان يستشيرها عليه السلام في أمور المسلمين لسداد رأيها ومن ذلك مشورتها في صلح الحديبية ولها في ذلك قصة يطول شرحها رضي الله عنها.
8 - أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام في السنة السابعة من الهجرة وهي أرملة (عبيد الله بن جحش) مات زوها بأرض الحبشة فزوجها النجاشي للنبي صلى الله عليه وسلم وأمهرها عنه أربعة آلاف درهم وبعث بها إليه مع شرحبيل بن حسنة وكان أبوها أبو سفيان لا يزال على الشرك فلما علم الخبر أقر ذلك الزواج وقال : هو الفحل لا يقدع أنفه ، ومن هنا تظهر لنا الحكمة الجليلة في هذا الزواج فقد كان هذا الزواج سبباً في تخفيف الأذى عن رسول الله وعن أصحابه المسلمين سيما وقد كان أبو سفيان حامل لواء المشركين فكان تزوج رسول الله بابنته سبباً لتأليف قلبه وقلوب قومه .. كما أنه عليه السلام اختارها لنفسه تكريما لها على إيمانها لأنها خرجت من ديارها فارة بدينها ثم بعد أن مات زوجها بقيت وحيدة لا عائل لها خصوصا وإن والدها كان وقتها رأس المشركين . رضي الله عنها.
9 - جويرية بنت الحارث رضي الله عنها
هي جويرية بنت الحارث بن ضرار من بني الصطلق تزوجها عليه السلام وهي أرملة (مسافع بن صفوان) الذي قتل يوم المريسع وترك هذه المرأة فوقعت في أسر المسلمين وكان زوجها من ألد أعداء الإسلام وأكثرهم خصومة للرسول عليه الصلاة والسلام ثم بعد أن وقعت في الأسر أرادت أن تفتدي نفسها فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستعينه بشيء من المال فعرض عليها الرسول الكريم أن يدفع عنها الفداء وأن يتزوج بها فقبلت ذلك فلما علم المسلمون بزواج رسول الله منها قالوا : أصهار رسول الله تحت أيدينا (أي أنهم في الأسر) فأعتقوا جميع الأسرى فلما رأى بنو المصطلق هذا النبل والسمو أسلموا جميعا فكان زواج رسول الله بها بركة عليها وعلى قومها وكانت أيمن امرأة على قومها رضي الله عنها.
10 - صفية بنت حيي رضي الله عنها
هي صفية بنت حيي بن أخطب من بني قريظة ، كان أبوها حيي بن أخطب سيد بني قريظة يهود المدينة وكان من أشد أعداء الإسلام والرسول ، وروي أن رسول الله لما دخل عليها قال لها : لم يزل أبوك من أشد اليهود لي عداوة حتى قتله الله .. فقالت يا رسول الله إن الله يقول في كتابه : ((ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى))تزوجها عليه السلام بعد قتل زوجها في غزوة خيبر وكانت قد وقعت في أسر المسلمين وصارت إلى سهم بعض المسلمين عند تقسيم الغنائم فقال أهل الرأي والمشورة : هذه سيدة بني قريظة لا تصلح إلا لرسول الله فعرضوا الأمر على الرسول الكريم فدعاها وخيرها بين أمرين : أ- إما أن يعتقها ويتزوجا - ب - وإما أن يطلق سراحها فتلحق بأهلها .
فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة له وذلك لما رأته من جلالة قدره وعظمته وحسن معاملته ولما أسلمت أسلم بإسلامها عدد كثير من الناس رضي الله عنها
11 - ميمونة بنت الحارث الهلالية
كان اسمها برة فسماها عليه السلام ميمونة وهي آخر أزواجه صلوات الله عليه وقد قالت فيها عائشة : أما إنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم ، تزوجها رسول الله وهي أرملة (أبي رهم بن عبد العزى) وقد روي أن العباس عم النبي هو الذي رغبه فيها ، ولا يخفى ما في زواجه بها من البر وحسن الصلة وإكرام عشيرتها الذين آزروا الرسول ونصروه رضي الله عنها.
هذه لمحة عن أمهات المؤمنين زوجات الرسول الطاهرات اللواتي أكرمهن الله بصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم.
كَتَبَتها لكم أختكم في الله منار الزهرانية أرجو الله أن ينفع بهذه السير العطرة نساء المسلمين وأن يتخذنهن قدوة في حياتهن وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
نفعنا الله وإياكم بما نقول ونسمع
والله أسأل أن يجعل ما نكتب شاهداً لنا لا علينا يوم لقائه إنه سميع مجيب
تعليق