صنائع المعروف تقي مصارع السوء
إليكم هذا الموقف الذي أصرت فيه الأم على الإحسان إلى من أساء إليها فوقاها الله السوء كما قال صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء"... (21)
وقد جعلها الكاتب تحت عنوان "قصة من الأزمة".
"جمع ما استطاع مما قل وزنه وزاد ثمنه، ثم كدس في سيارته أمه وزوجته وأبناءه، ثم انطلق نحو الحدود الجنوبية للبلاد بعد أن اشتد على الناس البلاء، وخاف الكثير منهم على أعراضهم وأنفسهم، وعندما وصل مدينة "الوفرة" وهي من المناطق الحدودية رأى جندياً عراقياً بكامل سلاحه، واستغرب عندما لم يفعل لهم شيئا ؛ ً بل دلهم على الطريق المؤدي للحدود السعودية، فانطلقوا نحو الطريق الذي دلهم عليه، وقبل أن تلوح لهم علامات الوصول للحدود قالت أمه له: يا ولدي ما الذي سوف نفعله بهذا الطعام الذي أخذناه معنا، ونحن مقبلون على خير وفير، لماذا لا نرجع إلى الجندي المسكين ونعطيه هذا الطعام؟ فغضب الولد وقال: كيف نعطيه الطعام يا أماه، وهو ممن جاء ليقتلنا ويهتك أعراضنا، ويدخل الرعب في قلوبنا؟! (22)
فأصرت الأم على أن يعود للجندي ليعطيه الطعام، وأصر جميع من في السيارة على عدم العودة، فلما رأت الأم إصرارهم هددته بعدم الرضا إذا لم يعد، ولما رأى الابن إصرارها عاد للجندي وقال له رغبة أمه، ولكن الجندي شك في الأمر وطلب منهم أن يأكلوا أمامه، فلما أكلوا من حيث اختار لهم اطمأن للطعام، وأخذه منهم، وشكرهم على صنيعهم، ثم فاجأهم بقوله: ما دمتم قد أحسنتم إلي، وأسديتم لي هذا المعروف، فاسلكوا الطريق المخالف للطريق الذي دللتكم عليه في المرة الأولى، لأنه يوصلكم إلى حقل ألغام، فتعجب الجميع لهذا الحفظ الرباني بسبب عمل الخير".
وهكذا هي سنة الله، فهو يحفظ عباده الصالحين، بسبب أعمالهم الصالحة، وخير شاهد لذلك ما جاء في سورة الكهف عن حفظ الوالدين من ابنهما عندما قتله الخضر، وحفظ اليتيمين ومعرفتهما لكنزهما بسبب صلاح والديهما، فهل من معتبر؟!!!
وهل نسعى دائماً إلى بذل المعروف والإحسان حتى لمن أساء:
(ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) (23)
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان.
ابو أنس
منقول
إليكم هذا الموقف الذي أصرت فيه الأم على الإحسان إلى من أساء إليها فوقاها الله السوء كما قال صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء"... (21)
وقد جعلها الكاتب تحت عنوان "قصة من الأزمة".
"جمع ما استطاع مما قل وزنه وزاد ثمنه، ثم كدس في سيارته أمه وزوجته وأبناءه، ثم انطلق نحو الحدود الجنوبية للبلاد بعد أن اشتد على الناس البلاء، وخاف الكثير منهم على أعراضهم وأنفسهم، وعندما وصل مدينة "الوفرة" وهي من المناطق الحدودية رأى جندياً عراقياً بكامل سلاحه، واستغرب عندما لم يفعل لهم شيئا ؛ ً بل دلهم على الطريق المؤدي للحدود السعودية، فانطلقوا نحو الطريق الذي دلهم عليه، وقبل أن تلوح لهم علامات الوصول للحدود قالت أمه له: يا ولدي ما الذي سوف نفعله بهذا الطعام الذي أخذناه معنا، ونحن مقبلون على خير وفير، لماذا لا نرجع إلى الجندي المسكين ونعطيه هذا الطعام؟ فغضب الولد وقال: كيف نعطيه الطعام يا أماه، وهو ممن جاء ليقتلنا ويهتك أعراضنا، ويدخل الرعب في قلوبنا؟! (22)
فأصرت الأم على أن يعود للجندي ليعطيه الطعام، وأصر جميع من في السيارة على عدم العودة، فلما رأت الأم إصرارهم هددته بعدم الرضا إذا لم يعد، ولما رأى الابن إصرارها عاد للجندي وقال له رغبة أمه، ولكن الجندي شك في الأمر وطلب منهم أن يأكلوا أمامه، فلما أكلوا من حيث اختار لهم اطمأن للطعام، وأخذه منهم، وشكرهم على صنيعهم، ثم فاجأهم بقوله: ما دمتم قد أحسنتم إلي، وأسديتم لي هذا المعروف، فاسلكوا الطريق المخالف للطريق الذي دللتكم عليه في المرة الأولى، لأنه يوصلكم إلى حقل ألغام، فتعجب الجميع لهذا الحفظ الرباني بسبب عمل الخير".
وهكذا هي سنة الله، فهو يحفظ عباده الصالحين، بسبب أعمالهم الصالحة، وخير شاهد لذلك ما جاء في سورة الكهف عن حفظ الوالدين من ابنهما عندما قتله الخضر، وحفظ اليتيمين ومعرفتهما لكنزهما بسبب صلاح والديهما، فهل من معتبر؟!!!
وهل نسعى دائماً إلى بذل المعروف والإحسان حتى لمن أساء:
(ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) (23)
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان.
ابو أنس
منقول
تعليق