مبارك للعروسين
وصايا قبل الزواج لحياة زوجية سعيدة
بقلم: فايز بن سالم السهلي الحربي
نعم للزواج الشرعي ....... لا لحياة العزوبية
أخي المبارك..
اسمح لي بأن أهمس في أذنك بحديث يخصك، نعم هو من شئون حياتك وعلاقاتك الخاصة، لكن لما كان المسلم أخو المسلم لا يقف عن نصحه وإرشاده، ولا يتردد في إنقاذه ما استطاع، أريد أن أقول لك: لماذا تتأخر عن الزواج؟؟؟
لماذا تحرم نفسك الاستقرار؟؟؟
نعم أخي لقد حرمت نفسك من خير متاع الدنيا، وكيف لا يكون الزواج من خير متاع الدنيا ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: (حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة) (1).
وليت شعري أرضيت لنفسك العنوسة عن الزواج، وأنت تعلم وتسمع قول الودود الرحيم سبحانه:-
((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواج لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )).
نعم آيات لقوم يتفكرون في هذا الزواج الذي جعله الله سكن مودة ومحبة ورحمة، فيا لله كم من المودة والمحبة والألفة والرحمة التي تكون في قلب كلا الزوجين، ألم تر إلى الفتاة تكون في بيت أبيها لا تريد الخروج منه، ثم ما أن تدخل بيت زوجها وتبدأ بينهما المودة والرحمة حتى يكون هذا العش الجديد السعيد أحب إليها من بيت أبيها.
ثم أخي ألم تسمع إلى قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم حين نادى الشباب إلى الزواج وحثهم عليه فقال: ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وجاء)) وكيف أيها المحب لو علمت أن المصطفى صلى الله عليه وسلم عاتب من عزف عن الزواج من أجل التعبد فضلا عن ما يدعيه بعض الشباب والفتيات من إكمال الدراسة ونيل الشهادات العليا، فعن أنس رضي الله عنه أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال بعضهم لا أتزوج، وقال بعضهم أصلي ولا أنام، وقال بعضهم أصوم ولا أفطر. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ما بال أقوام يقولون كذا وكذا. لكن أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني) (متفق عليه)
وقد يزداد الأمر سوء حينما يكون هذا العزوف من فتاة شابة وما ذلك إلا لإكمال الدراسات العليا وأخذ الوظيفة المثلى أو الحصول على فتى الأحلام الذي رسمته لنفسها، إما عن طريق أضغاث أحلام أو صور أفلام الغرام.
وما تكون اليقظة منها إلا عندما يفوتها القطار أو بذهاب ريعان الشباب، فكم نقرأ بين الحين والآخر في الصحف اليومية أو المجلات الدورية صرخات امرأة تقول:-
** خذوا شهاداتي ومعطفي وكل مراجعي، وأسمعوني كلمة ماما
قالت إحداهن والبكاء يقطع أحشائها:
لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة فقــد قيل فما نالني من مقالها
فقل للتي كانت ترى في قدوة هي اليوم بين الناس يرثى لحالها
وكل مناها بعض طفل تضمه فهــل ممكن أن تشتريه بمالها أختاه ولو أن المرء منا يدرك ما يتمنى لقلت لك امض على ما تودين أن يكون لك، لكن كما قال الشاعر:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فإن الصغير يكبر، والجديد يقدم ويبلى، والعمر يمضي، والشيخوخة تقبل.
فاحذري أختي المسلمة حتى لا تقعي في شباك العنوسة، وتندمي حين لا ينفع الندم.
وأخيرا أدعوك أخي الشاب وأختي الشابة أن نقول معا بقلب قانع وصدر منشرح، وعقل متزن:
نعم للزواج الشرعي..... لا لحياة العزوبية
من فوائد الزواج
كم في الزواج من فوائد غفل عنها كثير من المسلمين ومنها:-
1- البعد عن الوقوع في الفواحش والمنكرات التي حرمها الله عز وجل، فإن الشاب تتهيج غريزته مع فوران شبابه وطيشه فيكون عندها على خطر مقحم بل على استعداد أن يقع في شباك الرذيلة والدعارة- إلا من رحم الله- فإذا تزوج أمن بإذن الله من ذلك ونجا بنفسه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان فليتق الله في النصف الباقي) (صحيح الجامع الصغير)
2- الزواج مجلبة للمال والرزق الحلال:
قد تقول وكيف يكون ذلك ومع الزواج تزداد المصاريف والنفقات، مأكل ومشرب وإيجار منزل وغير ذلك مما يقصم الظهر ولا استطيع حمله فكيف يكون الزواج مجلبة للمال.
أقول لك رويدا أيها المؤمن بقضاء الله وقدره، واسمع إلى ما يقوي إيمانك ويهدئ من روعك اسمع ولا تتألم إلى قول خليل الرحمن وخير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: (تزوجوا النساء فإنهن يأتين) وفي رواية (يأتينكم بالمال) (رواه الحاكم والدار قطني)
وقال الله عز وجل: (( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإيمائكم أن يكونوا فقرا، يغنهم الله من فضله والله واسع عليم)) (سورة النساء الآية :22)
قال ابن عباس رضي الله عنهما: أرغبهم في التزويج وأمرهم به الأحرار والعبيد ووعدهم عليه الغنى إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله) .
ولعلي أن أهديك هذا الحديث المطمئن لقلبك والشاد لأسرك وهو قوله عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة حق على الله تعالى عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)
3- تكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فبالكثرة تقوى الأمة وتهاب بين الأمم وتكتفي بذاتها عن غيرها إذا استعملت طاقتها فيما وجهها إليه الشرع المطهر. إضافة إلى تحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم القائل: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم) (رواه أبو داوود)
وهناك الكثير الكثير من فوائد الزواج غير أني لم أذكرها مخافة الإطالة والسآمة عليك
راض بالقليل من غير عدل عل القليل يرضي ويقنع
قبل الدخول في عش الزوجية
هذه وصايا ونصائح إليك أخي قبل دخولك في عش السعادة والمودة، عش الزوجية........
أولا: من هي زوجتك .....؟!
من هي الزوجة التي ستكون لك أنسا ومودة ورحمة..؟!
من الزوجة التي ستكون حاملة لهمومك وغمومك..؟!
من الزوجة التي ستكون أمينة سرك وحافظة عهدك..؟!
من الزوجة التي ستكون أما وراعية لفلذات كبدك..؟!
من الزوجة التي ستكون معك فيما بقي من حياتك أو حياتها.؟ نعم إنها أسئلة تدور في أذن كل شاب يريد أن يبني بيته وعشه الذي يتمنى أن يكون عشا عامرا بالسعادة والمحبة ولذيذ العيش.
حقا لك أن تسأل هذه الأسئلة...
إليك هذا الدواء الشافي الكافي في باقة عبقة قالها المصطفى صلى الله عليه وسلم:
روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تنكح المرأة لأربع لجمالها، ولمالها، ولنسبها، ولدينها فاضفر بذات الدين تربت يداك)
فهل علمت من هي زوجتك التي تختار..!!
كلا إنها ليست الغنية كثيرة المال، وليست الجميلة الحسناء، وليست صاحبة النسب العالي.
كلا أخي كلا..
فالغنى بلا دين ضياع ومذلة
والجمال بلا دين تكبر وفساد
والنسب بلا دين سراب وزوال
وكم من الذين تعرفهم ونعرفهم بحثوا عن الغنى والجمال والحسب والنسب ولكنهم بعد فترة من الزمن انقلبوا خاسرين لحياتهم الزوجية.
وكم من الذين تزوجوا من ذات الدين فجمعوا السعادة تحت أطناب بيوتهم
من خير ما يتخذ الإنسان في دنياه كيما يستقيم دينه
قلب شكور ولسـان ذاكر وزوجة صـالحة تعينه
فهل علمت من هي الزوجة التي تختار؟؟
أخي وكما أن الزوج يبحث عن الزوجة الصالحة ومطالب بها، فإنه يجب على ولي أمر المرأة أن يحسن اختيار الرجل المناسب لموليته.
وإنه لمن المؤسف أن يستحوذ السؤال عن المنصب والمكانة والوظيفة على ذهن الولي ويتناسى الدين الذي لا يجوز التنازل عنه البته. وليس اهتمامه بالأمور الأخرى مضر إلا إذا اقتصر عليها وتنازل عن رأس الأمر كله وهو الدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))
وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
حفظه الله..
عن أهم الأمور التي على أساسها تختار الفتاة زوجها فأجاب:.
(أهم الأوصاف التي ينبغي للمرأة أن تختار الخاطب من أجلها هي الخلق والدين، أما المال والنسب فهذا أمر ثانوي لكن أهم شيء أن يكون الخاطب ذا دين وخلق، لأن صاحب الدين والخلق لا تفقد المرأة منه شيئا إن أمسكهَا أمسكها بمعروف وإن سرحهَا سرحها بإحسان ثم إن صاحب الدين والخلق يكون مبارك عليها وعلى ذريتها تتعلم منه الأخلاق والدين، أما إن كان غير ذلك فعليها أن تبتعد عنه لاسيما بعض الذين يتهاونون بأداء الصلاة أو من عرف بشرب الخمر والعياذ بالله، أما الذين لا يصلون أبدا فهم كفار لا تحل لهم المؤمنات ولاهم يحلون لهن، والمهم أن تركز المرأة على الخلق والدين. أما النسب فإن حصل فهذا أولى لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه)). ولكن إذا حصل التكافؤ فهو أفضل).
وسأل رجل الحسن البصري فقال: يا إمام عندي ابنة فلمن أزوجها، فقال له: زوجها التقي فإنه إن أمسكها برها وإن طلقها لم يضرها.
ثانيا: رؤيتك للمخطوبة...
.... (إنه أحرى أن يؤدم بينهما)..
سئل سماحة الشيخ العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله عن عدم رؤية الزوج للمرأة قبل الدخول عليها، وما هو تعليقه حول هذا الموضوع؟
فأجاب:-
((لاشك أن عدم رؤية الزوج للمرأة قبل النكاح، قد يكون من أسباب الطلاق، إذا وجدها خلاف ما وصفت له، ولهذا شرع الله- سبحانه- للزوج أن يرى المرأة قبل الزواج، حيث أمكن ذلك، فقال الرسول صلى الله !ليه وسلم: (إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل، فإن ذلك أحرى إلى أن يؤدم بينهما)
وروى أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه خطب امرأة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خطب امرأة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أ نظرت إليها؟)
وهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على شرعية النظر للمخطوبة قبل النكاح، لأن ذلك أقرب إلى التوفيق وحسن العاقبة.
وهذا من محاسن الشريعة، التي جاعت بكل ما فيه صلاح للعباد، وسعادة للمجتمع في العاجل والآجل، فسبحان الذي شرعها وأحكمها! وجعلها كسفينة نوح، من ثبت عليها نجا ومن خرج عنها هلك ))
أعلمت أخي فوائد النظر إلى المخطوبة قبل النكاح وكيف يجمع المودة بين الزوجين بعد الزواج، ويكفيك أيها المسلم أن تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث على ذلك ورغب فيه ولكن يجب أن تعلم أن النظر إلى المخطوبة لا يعني الخلو بها والاجتماع بها عند غير أهلها أو المقابلة في الحدائق والمنتزهات أو الحديث عبر سماعة الهاتف ساعات تلو الساعات كلا ثم كلا لأن مثل هذا دعوة للرذيلة والفاحشة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)
ولك أن تتخيل حال رجل وامرأة التقيا على غير طريقة شرعية وكان الشيطان ثالثهما يئزهما إلى الحرام أزا.
وبهذا نعلم خطأ الذين يجعلون من أيام الخطبة أيام للخلو والنزهة ولربما للسفر والمتعة.
يقول ابن قدامة في كتابه المغني (ولا يجوز للخاطب الخلوة بالمخطوبة لأنها محرمة، ولم يرد الشرع بغير النظر، ولأنه لا يؤمن مع الخلوة مواقعة المحظور)
يزعم الذين انحرف بهم المسار عن دين الله وشرعه أن مصاحبة الخاطب للمخطوبة، والخلوة بها، والسفر معها، أمر لابد منه لأنه يؤدي إلى تعرف كلا من الخاطبين إلى صاحبه.
من نظر في مسيرة الغرب في هذه المساءلة وجد أن سبيلهم لم يؤد التعارف والتآلف بين الخاطبين، فكثيراً ما يهجر الخاطب خطيبته، بعد أن يفقدها شرفها، وقد يتركها، ويترك في رحمها جنينا تشقى به وحدها، وقد ترميه من رحمها من غير رحمة حتى الذين توصلهم الخطبة إلى الزواج كثيرا ما يكتشف كل من الزوجين أن تلك الخطبة الطويلة لم تكشف له الطرف الآخر. ذلك أن كل واحد منهما كان يتكلف غير طباعه أثناء تلك الفترة حتى إذا استقر بهما المقام بالزواج عاد كل واحد منهما طباعه الحقيقية، ولذلك يصاب كثير من الأزواج بصدمة بعد الزواج يشعر أن الطرف الآخر قد مكر به.
إن لكشف عن أخلاق الطرف الآخر وطباعه يمكن التعرف عليها ممن جاوروا الفتاة وأهلها، أومن عرفهم عن طريق الصداقة والقرابة.
فهل عرفت أخي المبارك كيف يكون النظر للمخطوبة على سنة خير الأنام صلى الله عليه وسلم؟.. إذا عرفت فالزم.
وأسأل الله أن يقر عينك وييسر لك أمرك.
ثالثا:- لا تخطب على خطبة أخيك المسلم...
اعلم بارك الله فيك أنه لا يجوز لك أن تخطب على خطبة أخيك المسلم فقد نهاك المصطفى صلى الله عليه وسلم عن هذا فقال: (لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك)
فاحذر أيها الخاطب أن تخطب أو تهمس إلى امرأة قد خطبها
رجل قبلك حتى ينكح، فتبارك له، ويعوضك الله خيراً منها إن شاء الله، وإن تركها فعند ذلك إن أردت خطبتها فتقدم لها واسأل الله التوفيق والصلاح.
رابعاً:- إياك ثم إياك...
إن من الخطأ الجلل الذهاب إلى الكهان والعرافين والمنجمين وضاربي الودع والرمل من قبل الخاطب أو المخطوبة، لمعرفة نجم الخاطب أو المخطوبة، ولكشف سر هذا الزواج وما يحدث بعده، فإن ذكر له أن فيه خير قدم على الزواج وإن كان العكس حجم عنه. ونسي هؤلاء الجهلة دعاء الاستخارة الشرعية التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه دعاء الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن.
وفات أولئك الجهلة أنه لا يجوز الذهاب إلى السحرة والكهان والعرافين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) وقال أيضا (من أتى كاهنا فسأله عن شيء لم تقبل منه صلاة أربعين ليلة)
فاحذر أيها الأخ المبارك أن تتبع أهواء المضلين عن سبيل الله.
خامسا:- عادة سيئة منتشرة...
لاشك أيها الخاطب أن العادات والتقاليد منها ما هو حسن، وطيب وموافق لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم فهذا لا بأس به إن شاء الله. ومنها ما هو مخالف لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم فهذا معلوم حرمته عند من أراد النجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون.
ومن هذه العادات المنتشرة بين بني الإسلام وللأسف هي:-
خاتم الخطبة (الدبلة)
وهي عادة من عادات النصارى القديمة، حيث كان العريس يضع الخاتم على رأس إبهام العروسة اليسرى، ويقول: باسم الأب، فعلى رأس السبابة ويقول: باسم الابن، فعلى رأس الوسطى، فيقول: باسم روح القدس،وأخيراً يضعه في البنصر - حيث يستقر- ويقول: آمين.
والعجيب أن هناك من المسلمين من أصبح يقلدهم في لبس هذه الدبلة.
بل إن بعض الناس يعتقد أن أمر العقد مرتبط بهذه الدبلة، فإن أبقاها بقيت زوجته، وإن نزعها نزع زوجته من عصمته. ومنهم من إذا سألته: (هل أنت متزوج..؟) قال لكانظر إلى الدبلة إنها في اليسرى). والآخر يقول لك: (انظر إلى الدبلة إنها في اليمنى فأنا خاطب).
فقل لي من أين أتوا بهذه الدبلة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من تشبه بقوم فهو منهم)ونهى أن نحدث في دين الله ما لم يشرع فقال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله:- ما حكم لبس ما يسمى بالدبلة في اليد اليمنى للخاطب واليسرى للمتزوج، علماً أن هذه الدبلة من غير الذهب؟
فأجاب: (لا نعلم لهذا العمل أصلاً في الشرع، والأولى ترك ذلك سواء كانت من الفضة أو غيرها لكن إذا كانت من الذهب فهي حرام على الرجل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن التختم بالذهب)
خير الصداق أيسره
روى مسلم، وأبو داود، والنسائي، عن أبي سلمة رضي الله عنه قال: سألت عائشة، كم كان صداق الرسول صلى الله عليه وسلم، قالت: كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشا، قالت: أتدري ما النش؟ قلت: لا، قالت: نصف أوقية. فتلك خمسمائة درهم.
وعن أبي العجفاء، واسمه هرم بن نسيب، قال: سمعت عمر يقول: ((لا تغلوا صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدق امرأة من بناته، أكثر من اثنتي عشرة أوقية)).
وكما هو معروف، الأوقية أربعون درهم، والدرهم الإسلامي مقداره ربع ريال سعودي، فخمسمائة درهم مجموعها مائة ريال سعودي فضة وخمسة وعشرون ريالا. هذا هو مقدار صداق الرسول صلى الله عليه وسلم لأزواجه وبناته.
والله سبحانه يقول:{ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً).
فالمغالاة في الصداق ليست مكرمة في الدنيا، ولا تقوى في الآخرة، بل إسراف والله لا يحب المسرفين.
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة، فقال( ما هذا ))؟ قال: تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب. قال(بارك الله لك، أولم ولو بشاة)) رواه الجماعة.
هذا صداق عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، مع العلم أنه من أغنياء الصحابة، والمراد بالنواة، هي نواة التمر، وقدرها بعض العلماء بربع دينار، والدينار أربع أسباع جنيه سعودي، وربع الدينار قيمته خمسة درا هم، والدراهم الخمسة، هي ريال وربع ريال سعودي من الفضة، وفي ذلك عبرة لمن اعتبر.
وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير الصداق أيسره) رواه ابن ماجه والحاكم.
فيا سبحان الله العظيم أين هذه الأمثلة العالية الرفيعة مما يسمعه في هذا الزمن من التنافس في غلاء المهور، وكسر ظهور الشباب الذين يريدون الزواج من أجل العفاف؟
رجل يطلب لابنته مهرا بمئات الآلاف، وآخر يشترط لنفسه سيارة أو منزلا، وغيرها من الشروط التي تنفر الشاب من الزواج، حتى إذا تزوج تحمل بالديون الثقال إلى سنين طوال بل إن بعضهم يبلغ ولده إلى سن الحلم وهو حتى الآن لم ينته من تلك الديون. والله المستعان.
وهذا سؤال أوجهه إلى كل ولي أمر ولاه الله رعاية أمة من إيمائه فأقول:
هل تريد أن تكون حياة ابنتك بعد الزواج مع زوجها، حياة سعيدة، بعيدة عن هم الديون والفقر؟.
أم تريد أن تكون حياتها بعد الزواج مع زوجها، حياة ممتلئة بالأحزان والهموم، والمطالبة بالديون، بل ربما حاول زوجها الانفصال عنها حتى يسدد الديون التي كانت من وراء زواجه منها؟
لاشك ولا ريب أن الأب الحنون المؤمن بالله والسائر على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يريد إلا الحياة السعيدة المطمئنة، لابنته ولزوجها.
فإذا كان هذا فاتبع هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم في صداق ابنتك وكن كما قال صلى الله عليه وسلم: (يسروا ولا تعسروا)
وإليك هذه القصة التي سجلها التاريخ، وتحدث الناس بها، إنها قصة ذلك العالم الجليل، النقي التقي، سيد التابعين، وفقيه المدينة النبوية، إنه سعيد بن المسيب (رحمه الله).
(قال ابن كثير في البداية والنهاية: وقد زوج سعيد بن المسيب ابنته، على درهمين لكثير بن أبي وداعة، وكانت من أحسن النساء، وأكثرهم أدبا، وأعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأعرفهم بحق الزوج، وكان زوجها فقير فأرسل إليه خمسة آلاف، وقيل بعشرين ألفاً وقال:استنفق هذه وقد كان عبد الملك خطبها لابنه الوليد فأبى سعيد أن يزوجه بها.)
فرحم الله سعيد بن المسيب فإنه لم يزوج ابنته من أجل المال والرياء والسمعة، وإنما زوجها من أجل الدين والستر والأخلاق الفاضلة والاستقامة وهكذا ينبغي أن يزوج الأولياء مولياتهم إن كانوا رجالاً مؤمنين ناصحين.
وقد سئل فضيلة الشيخ العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله، فيمن يغالون في المهور ويطلبون عند تزويج بناتهم مبالغ كبيرة إضافة إلى المشترطات الأخرى... فهل هذه الأموال حلال أم حرام.
فأجاب:-(المشروع تخفيف المهر وتقليله وعدم المنافسة في ذلك عملا بالأحاديث الكثيرة الواردة في ذلك، وتسهيلا للزواج، وحرصا على عفة الشباب والفتيات، ولا يجوز للأولياء اشتراط أموالا لأنفسهم لأنه لاحق لهم في ذلك، بل الحق للمرأة وحدها إلا الأب خاصة فله أن يشترط مالا يضر بالبنت ولا يعيق تزويجها، وإن ترك ذلك فهو خير له وأفضل، وقد قال تعالى:{وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإيمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم}
وقال صلى الله عليه وسلم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه (خير الصداق أيسره).
وقال صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يزوج بعض أصحابه، امرأة وهبت نفسها له صلى الله عليه وسلم: ((التمس ولو خاتم من حديد)) فلما لم يجد زوجه إياها على أن يعلمها من القرآن سورا عددها الخاطب.
وكانت مهور نسائه صلى الله عليه وسلم خمسمائة درهم تعادل اليوم مائة وثلاثون ريال تقريبا. ومهور بناته أربعمائة درهم تعدل اليوم مائة ريال سعودي تقريبا، وقد قال الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} وكلما كانت التكاليف أقل وأيسر سهل إعفاف الرجال والنساء وقلت الفواحش والمنكرات وكثرت الأمة.
وكلما عظمت التكاليف وتنافس الناس في المهور قل الزواج وكثر السفاح وتعطل الشباب والفتيات إلا من شاء الله.
فنصيحتي لجميع المسلمين في كل مكان تيسير النكاح وتسهيله والتعاون في ذلك والحذر كل الحذر من المطالبة بالمهور الكثيرة والحذر أيضا من التكاليف في الولائم والاكتفاء بالوليمة الشرعية التي لا تكلف الزوجين كثيرا أصلح الله حال المسلمين جميعا ووفقهم للتمسك بالسنة في كل شيء.
في صالة الأفراح
لاشك أن للزواج فرحته وبهجته، وللزواج قيمته ونعمته، وقد جاءت الشريعة الغراء المطهرة لتقرير هذه الحقيقة ولتجعل من ليلة الزفاف ليلة سعادة وأنس ومحبة، في حدود ما سنه لنا خير المرسلين صلى الله عليه وسلم.
فليس الإسلام الذي يمنعك من التمتع في ليلة عرسك وفرحتك. وليس الإسلام الذي يجعل من ليلة عرسك، ليلة جامعة للأحزان.
وأيضاً ...
ليس الإسلام الذي يبيح لك أن تقترف ما تشاء من المعاصي والآثام، بحجة أن هذه هي ليلة الأفراح.
أخي إن هذا الزواج قائم على أمر شرعي منذ التقدم للخطبة إلى أن يشهر الزواج بل وحتى بعد الزواج. فإذا علمت هذا بارك الله فيك فاعلم أيضا أن الوليمة التي تقام لهذا الزواج يجب أن تكون على ما يحبه الله ويرضاه، حتى يبارك للعروسين في زواجهما وفي ذريتهما.
فإليك هذه الوصايا والنصائح من هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم في وليمة العرس، مع ذكر بعض المنكرات الواردة في هذا العصر داخل صالات الأفراح على سبيل الإيجاز لا الحصر والله المستعان:
أولاً: الدعوة إلى الوليمة...
من تدعو إلى حفل عرسك...؟
هل ستدعو الأغنياء والوجهاء..وتنسى الفقراء والمساكين..ولربما تقول لماذا أدعو الفقراء والمساكين،وما الذي أستفيد وأرجو من ورائهم
أقول لك تذكر قول حبيبك صلى الله عليه وسلم حينما قال: (شر الطعام طعام الوليمة، يدعى إليها الأغنياء ويمنعها المساكين ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله)
فهل تريد أن يكون حفل عرسك من شر الطعام.....
ولا تنسى دعوة الصالحين من عباد الله أغنياء كانوا أو فقراء فقد قال رسول الله صلى الله محليه وسلم: (لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي)
و احذر أيها الأخ الكريم من التكلف والمباهاة في كروت الدعوة حتى أن هتاك من الناس من يطبع كرت عرسه وفرحه بمئات الريالات، ونسي أن هذا الفعل من الإسراف والتبذير.
إذا أخي بارك الله فيك أدعو من شئت من أحبابك وخلانك وأقربائك وجيرانك. ولكن احذر التبذير وطرد المساكين.
وينبغي عليك البعد عن استئجار قصور الأفراح الغالية التي ترهقك بكثرة أسعارها، والاقتصار على مكان آخر لا يكلف كثيرا، و احذر بارك الله فيك من الرياء والسمعة في كل ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من سـمَّع سمع الله به، ومن يرَاء يراء الله به).
ثانيا: لا تسرف في طعام الوليمة...
إن مما يحزن ما نراه في كثير من الحفلات من الإسراف والتبذير في المأكولات والمشروبات. وليت شعري هل هذا الإسراف فيه شهامة وكرامة أو نخوة وأصالة، كلا وربي، بل فيه سخط وندامة، ومحاسبة وإهانة.
عجيب حال أمتنا بعد أن كنا جياعا لا نجد ما نأكل، من الله علينا فأغدق علينا نعمه ظاهرة وباطنة، فيا ليتنا صنا هذه النعمة وحفظناها، ولكن أصبح الكثير منا يتفاخر بالإسراف فيها فالله المستعان.
فاحذر أخي من الإسراف في حفل عرسك، واصنع من الطعام قدر الكفاية لمن دعوت، و احذر أخي من سخط الله وعقابه، ولا أظنه يخفاك قول الباري عز وجل {كلوا وشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}وقوله {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا}
ثم إن كان هناك فائض من الطعام بغير قصد منك، فصرفه على المساكين والفقراء، أو إلى الجمعيات الخيرية لجمع الفائض من الطعام.
ثالثا:كيف تحيي ليلة العرس..
لا بأس من إظهار الفرح والسرور في ليلة العرس،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح) وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: زففنا امرأة من الأنصار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يا عائشة أما يكون معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو)).
وإلى مزيد من الإيضاح، اسمع إلى كلام مفتي عام المملكة العربية السعودية، سماحة الشيخ العلامة: عبد العزيز بن باز يحفظه الله، حيث قال في هذه القضية:-
(أما الزواج فيشرع فيه ضرب الدف مع الغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولا مدح لمحرم في وقت من الليل للنساء خاصة لإعلان النكاح والفرق بينه وبين السفاح كما صحت بذلك السنة من النبي صلى الله عليه وسلم.
أما الطبل فلا يجوز ضربه في العرس بل يكتفي بالدف خاصة. ولا يجوز استعمال مكبرات الصوت في إعلان النكاح ويقال فيه من الأغاني المعتادة لما في ذلك من الفتنة العظيمة والعواقب الوخيمة وإيذاء المسلمين.
ولا يجوز أيضا إطالة الوقت في ذلك بل يكتفي بالوقت القليل الذي يحصل به إعلان النكاح لأن إطالة الوقت تفضي إلى إضاعة صلاة الفجر والنوم عن أدائها في وقتها وذلك من أكبر المحرمات ومن أعمال المنافقين) أ. هـ.
والملاحظ هنا أن إحياء الزواج إنما يكون بالدف وانه خاص بالنساء، خالي من كلام الفحش. والرذيلة، نقي من الغيبة والنميمة، ولا يكون في أوقات طويلة وساعات متأخرة من الليل.
ولكن الذي نراه هذه الأيام في كثير من الأفراح شيئا عجيبا.. توضع مكبرات الصوت، ويؤتى بالمطربات ومعهن الطبول والمزامير والعود، وإذا تعبت المطربة وتعب صوتها فإن إلى جانبها آلة التسجيل تفتحها وتضع الموسيقى والغناء، ناهيك عن رقص النساء الكاسيات العاريات، وقد حرم الله سبحانه وتعالى المزامير وحرم آلات الطرب فقال عز وجل {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين *وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبراً كأن لم يسمعها كان في أذنيه وقراً فبشره بعذاب أليم }، يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حينما سئل عن هذه الآية (الغناء، والذي لا إله إلا هو، يرددها ثلاث مرات). وقال قتادة عن هذه الآية: (والله لعله لا ينفق فيه مالا، ولكن شراؤه استحبابه، بحسب المرء من الضلالة أن يختاز حديث الباطل على حديث الحق وما يضره على ما ينفعه).
فأين من يقول إذا نصح عن جلب الغناء والمزامير في ليلة عرسه قال بقلب قاسي:
(أتريد أن يكون فرحنا عزاء)
فيا سبحان الله أ أصبح من يتمسك بما أمر الله به ويتجنب سخط الله أصبح فرحه عزاء؟!
إذا فماذا نقول في عرس صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل قبلهم عرس رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخي والله إن العزاء والتعاسة فيمن لوث ليلة عرسه بهذه المنكرات، ولا تكون هذه المقولة إلا ممن انتكست فطرته وقلت مخافة الله في قلبه.
فاحذر أيها المؤمن بأحكام الله من أن تلوث ليلة عرسك بهذه المنكرات ومزامير الشيطان، سواء عند الرجال أو عند النساء.
وأسأل الله العلي العظيم أن يهدي قلوبنا وينور صدورنا.
رابعاً: منكر عظيم وقبيح...
و احذر من أن تتبع أقوال الوشاة والمقلدين الذين يجرون وراء كل ناهقة وناعقة ويطالبون بأشياء وتقاليد تخالف عاداتنا وتقاليدنا وما مضى عليه آباؤنا من الحياء والغيرة فضلا عما يأمرنا به ديننا الحنيف من التعفف والحياء، ولعل من هذه المنكرات، منكر عظيم وقبيح تتقذر منه النفوس المؤمنة لله وترفضه النفوس التي تربت على الشهامة والحياء والشجاعة والغيرة على المحارم. وهي ما تسمى (بالمنصة أو الزفة) حيث يخرج الرجل مع عروسته ليلة عرسه أو يجلس بجوارها ما رجال ونساء أو نساء فقط من غير محارمهم. لينظر الرجال إلى العروسة وجمالها، وينظر النساء إلى العريس وابتساماته. مما يزيد الطينة بلة أن يقف الرجل مع عروسته بين النساء وهن من غير محارمه فينظر إليهن وهن يرقصن ويتمايلن ويغنين ولربما كن كاشفات عن عوراتهن بلباس الخنا والفجور لباس خالي من المروعة والشيم. أضف إلى ذلك التصوير الذي يكشف عورات نساء المسلمين.
فقل لي بربك أيها المؤمن الغيور:
أين الحياء عند مثل هذه الحال...
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله.
((ومن الأمور المنكرة التي استحدثها الناس في هذا الزمن وضع منصة للعروس بين النساء ويجلس إليها زوجها بحضرة النساء السافرات المتبرجات وربما حضر معه غيره من أقاربه أو أقاربها فن الرجال، ولا يخفى على ذوي الفطرة السليمة والغيرة الدينية ما في هذا العمل من الفساد الكبير وتمكن الرجال الأجانب من مشاهدة الفتيات المتبرجات وما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة. فالواجب منع ذلك والقضاء عليه حسماً لأسباب الفتنة وصيانة للمجتمعات النسائية مما يخالف الشرع المطهر)) أ. هـ .
أخي المقبل على الزواج والله ما أظنك إلا رجلا غيورا على عرضك وأعراض المسلمين محبا للحياء كارها لأعمال أهل السفور...
إذا فلا تتبع مثل هذه المنكرات وحارب أهلها. وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
في مخدع العروس
وهنا ندخل معك أخي الكريم إلى قفصك الذهبي كما يقال. ولهذا أهدي إليك هذه الوصايا عسى أن تتذكرها عند دخولك على عروسك وهي نابعة من منهل الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة رحمهم الله.
أولاً:ملاطفة الزوجة والأنس معها:
وذلك لما فيه من تألف القلوب وانشراح الصدور وذهاب القلق والروع ويكفي في ذلك أن يكون لنا أسوة حسنة في قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث تقول أسماء بنت يزيد بن السكن: (إني قينت ((أي: زينت )) عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئته فدعوته لجلوتها ((أي: للنظر إليها مجلوة مكشوفة)) فجاء، فجلس إلى جانبها، فأتى بعس لبن، فشرب، ثم ناولها النبي صلى الله عليه وسلم فخفضت رأسها واستحيت، قالت أسماء: فانتهرتها، وقلت لها: خذي من يد النبي صلى الله عليه وسلم قالت: فأخذت، فشربت شيئا، ثم قال لها النبي صلى الله عليه وسلم أعطي تربك ((أي: صديقتك )) قالت أسماء فقلت بل خذه فأشرب منه ثم ناولنيه من يدك، فأخذه فشرب منه ثم ناولنيه، قالت: فجلست، ثم وضعته على ركبتي، ثم طفقت أديره واتبعه بشقي لأصيب منه شرب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لنسوة عندي: ناوليهن، فقلن: لا نشتهيه! فقال صلى الله عليه وسلم لا تجمعن جوعا وكذباً).
أخي تكون الملاطفة أيضا بالحديث والمناقشة والضحكة والابتسامة لطرد الوحشة وإدخال الألفة.
ثانيا لا تنسى الدعاء بمثل هذا...
وهو أن يدعوا الله عز وجل بالبركة، وذلك بأن يضع يده على مقدمة رأسها، ويسمي الله تبارك وتعالى، ويقول ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا تزوج أحدكم امرأة، أو اشترى خادما، فليأخذ بناصيتها، وليسم الله عز وجل وليدع اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه).
ثالثا: ابدأ حياتك الزوجية بالصلاة:
لا بأس أن تصلي مع زوجتك ركعتين، وهذا منقول عن بعض السلف رحمهم الله. وذلك لما فيه من الألفة وجمع الشمل. فعن شفيق قال: ((جاء رجل يقال له: أبو حريز، فقال إني تزوجت جارية شابة بكر إني أخاف أن تفركني، فقال عبد الله بن مسعود: (إن الإلف من الله، والفرك من الشيطان، يريد أن يكره إليكم ما أحل الله لكم، فإذا أتتك فآمرها أن تصلي وراءك ركعتين)
وروي أن سلمان الفارسي رضي الله عنه تزوج امرأة، فلما دخل عليها وقف على بابها، فإذا هو بالبيت مستور فقال: ما أدري أ محموم بيتكم أم تحولت الكعبة إلى كندة؟ والله لا أدخل حتى تهتك أستاره!
فلما هتكوها... دخل... ثم عمد إلى أهله فوضع يده على رأسها... فقال: هل أنت مطيعتي رحمك الله؟ قالت قد جلست مجلس من يطاع، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: (إن تزوجت امرأة فليكن أول ما تلتقيان على طاعة الله) فقومي فلنصل ركعتين، فما سمعتيني ادعوا فأمني، فصليا ركعتين وأمنت، فبات عندها، فلما أصبح، جاءه أصحابه، فنتحاه رجل من القوم، فقال: كيف وجدت أهلك؟ فأعرض عنه، ثم الثاني، ثم الثالث، فلما رأى ذلك صرف وجهه إلى القوم وقال: رحمكم الله، فيما المسألة عما غيبت الجدران والحجب والأستار؟! بحسب امرئ أن يسأل عما ظهر، إن أخبر أو لم يخبر.
رابعا: ما يقال حين الجماع
هذه الكلمات إن قلتها قبل جماعك أهلك، وكتب الله بينكما ولدا لم يضره الشيطان أبدا. وهي:
(اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا)
قال صلى الله عليه وسلم: (فإن قضى الله بينهما ولدا، لم يضره الشيطان أبدا).
وصية أم لابنتها في ليلة زفافها
قال أما لابنتها وهي في ليلة دخلتها:
أي بنية: إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك، ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها، وشدة حاجتهما إليها، كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال.
أي بنية: إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح عليك رقيبا ومليكاً، فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكاً، واحفظي له خصالا عشرا، يكن لك ذخرا...
أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواضع عينه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والارعاء على حشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سراً، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره، وأن أفشيت سره لم تأمني غدره..
ثم إياك والفرح بين يديه إذا كان مهتما، والكآبة بين يديه إن كان فرحا.
مسك الختاموفي نهاية المطاف وقبل الوداع، أقول لك إن كنت تريد الحياة الزوجية السعيدة، تريد الاستقرار وراحة البال، تريد ذرية صالحة تحمل بعد الممات الدعوة الصالحة.
تريد أن تجمع السعادة تحت إطناب بيتك فعليك بتقوى الله عز وجل ومراقبته في كل صغيرة وكبيرة ومعرفة مالك وما عليك من حقوق وواجبات.
فمن أتق الله وقاه وكفاه وزاده عزا في الدنيا والآخرة.
أما إذا أردت أن تعشعش التعاسة في بيتك، وتفرخ، فأعص الله!!!
أخي إن المعاصي تهلك دول وشعوب وتزلزل محيطات وقارات، فلا تجعلها تدمر بيتك وتحرق سعادتك.
وقد كان أحد السلف الصالح يقول: (والله إني لأرى أثر المعاصي على دابتي وزوجتي).
فاتق الله في أهلك وكن عونا لهم على طاعة الله وكن عند قول الله تبارك وتعالى:{ يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).
قال ابن كثير: أي تأمر نفسك وأهلك من زوجة وولد وإخوان وقرابة وإيماء وعبيد بطاعة الله. وتنهى نفسك وجميع من تعول، عن معصية الله تعالى. وتعلمهم وتؤدبهم، وأن تقوم عليهم بأمر الله، وتأمرهم به وتساعدهم عليه. فإذا رأيت لله معصية، قذعتهم وزجرتهم عنها. وهذا حق على كل مسلم أن يعلم من هم تحت إمرته ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه.
فأوصيك أخي أن تتقي الله وتحافظ على أوامره وتجتنب نواهيه.
وأسأل الله العلي القدير أن يجمع لك شملك ويجعل التوفيق والرشاد حليفك
وبارك الله لك وبارك عليك وجمعا بينكما في خير
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسول الله
موضوع جدا هام ونافع أردت أن ننتفع به
الباشا
وصايا قبل الزواج لحياة زوجية سعيدة
بقلم: فايز بن سالم السهلي الحربي
نعم للزواج الشرعي ....... لا لحياة العزوبية
أخي المبارك..
اسمح لي بأن أهمس في أذنك بحديث يخصك، نعم هو من شئون حياتك وعلاقاتك الخاصة، لكن لما كان المسلم أخو المسلم لا يقف عن نصحه وإرشاده، ولا يتردد في إنقاذه ما استطاع، أريد أن أقول لك: لماذا تتأخر عن الزواج؟؟؟
لماذا تحرم نفسك الاستقرار؟؟؟
نعم أخي لقد حرمت نفسك من خير متاع الدنيا، وكيف لا يكون الزواج من خير متاع الدنيا ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: (حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة) (1).
وليت شعري أرضيت لنفسك العنوسة عن الزواج، وأنت تعلم وتسمع قول الودود الرحيم سبحانه:-
((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواج لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )).
نعم آيات لقوم يتفكرون في هذا الزواج الذي جعله الله سكن مودة ومحبة ورحمة، فيا لله كم من المودة والمحبة والألفة والرحمة التي تكون في قلب كلا الزوجين، ألم تر إلى الفتاة تكون في بيت أبيها لا تريد الخروج منه، ثم ما أن تدخل بيت زوجها وتبدأ بينهما المودة والرحمة حتى يكون هذا العش الجديد السعيد أحب إليها من بيت أبيها.
ثم أخي ألم تسمع إلى قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم حين نادى الشباب إلى الزواج وحثهم عليه فقال: ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وجاء)) وكيف أيها المحب لو علمت أن المصطفى صلى الله عليه وسلم عاتب من عزف عن الزواج من أجل التعبد فضلا عن ما يدعيه بعض الشباب والفتيات من إكمال الدراسة ونيل الشهادات العليا، فعن أنس رضي الله عنه أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال بعضهم لا أتزوج، وقال بعضهم أصلي ولا أنام، وقال بعضهم أصوم ولا أفطر. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ما بال أقوام يقولون كذا وكذا. لكن أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني) (متفق عليه)
وقد يزداد الأمر سوء حينما يكون هذا العزوف من فتاة شابة وما ذلك إلا لإكمال الدراسات العليا وأخذ الوظيفة المثلى أو الحصول على فتى الأحلام الذي رسمته لنفسها، إما عن طريق أضغاث أحلام أو صور أفلام الغرام.
وما تكون اليقظة منها إلا عندما يفوتها القطار أو بذهاب ريعان الشباب، فكم نقرأ بين الحين والآخر في الصحف اليومية أو المجلات الدورية صرخات امرأة تقول:-
** خذوا شهاداتي ومعطفي وكل مراجعي، وأسمعوني كلمة ماما
قالت إحداهن والبكاء يقطع أحشائها:
لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة فقــد قيل فما نالني من مقالها
فقل للتي كانت ترى في قدوة هي اليوم بين الناس يرثى لحالها
وكل مناها بعض طفل تضمه فهــل ممكن أن تشتريه بمالها أختاه ولو أن المرء منا يدرك ما يتمنى لقلت لك امض على ما تودين أن يكون لك، لكن كما قال الشاعر:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فإن الصغير يكبر، والجديد يقدم ويبلى، والعمر يمضي، والشيخوخة تقبل.
فاحذري أختي المسلمة حتى لا تقعي في شباك العنوسة، وتندمي حين لا ينفع الندم.
وأخيرا أدعوك أخي الشاب وأختي الشابة أن نقول معا بقلب قانع وصدر منشرح، وعقل متزن:
نعم للزواج الشرعي..... لا لحياة العزوبية
من فوائد الزواج
كم في الزواج من فوائد غفل عنها كثير من المسلمين ومنها:-
1- البعد عن الوقوع في الفواحش والمنكرات التي حرمها الله عز وجل، فإن الشاب تتهيج غريزته مع فوران شبابه وطيشه فيكون عندها على خطر مقحم بل على استعداد أن يقع في شباك الرذيلة والدعارة- إلا من رحم الله- فإذا تزوج أمن بإذن الله من ذلك ونجا بنفسه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان فليتق الله في النصف الباقي) (صحيح الجامع الصغير)
2- الزواج مجلبة للمال والرزق الحلال:
قد تقول وكيف يكون ذلك ومع الزواج تزداد المصاريف والنفقات، مأكل ومشرب وإيجار منزل وغير ذلك مما يقصم الظهر ولا استطيع حمله فكيف يكون الزواج مجلبة للمال.
أقول لك رويدا أيها المؤمن بقضاء الله وقدره، واسمع إلى ما يقوي إيمانك ويهدئ من روعك اسمع ولا تتألم إلى قول خليل الرحمن وخير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: (تزوجوا النساء فإنهن يأتين) وفي رواية (يأتينكم بالمال) (رواه الحاكم والدار قطني)
وقال الله عز وجل: (( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإيمائكم أن يكونوا فقرا، يغنهم الله من فضله والله واسع عليم)) (سورة النساء الآية :22)
قال ابن عباس رضي الله عنهما: أرغبهم في التزويج وأمرهم به الأحرار والعبيد ووعدهم عليه الغنى إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله) .
ولعلي أن أهديك هذا الحديث المطمئن لقلبك والشاد لأسرك وهو قوله عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة حق على الله تعالى عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)
3- تكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فبالكثرة تقوى الأمة وتهاب بين الأمم وتكتفي بذاتها عن غيرها إذا استعملت طاقتها فيما وجهها إليه الشرع المطهر. إضافة إلى تحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم القائل: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم) (رواه أبو داوود)
وهناك الكثير الكثير من فوائد الزواج غير أني لم أذكرها مخافة الإطالة والسآمة عليك
راض بالقليل من غير عدل عل القليل يرضي ويقنع
قبل الدخول في عش الزوجية
هذه وصايا ونصائح إليك أخي قبل دخولك في عش السعادة والمودة، عش الزوجية........
أولا: من هي زوجتك .....؟!
من هي الزوجة التي ستكون لك أنسا ومودة ورحمة..؟!
من الزوجة التي ستكون حاملة لهمومك وغمومك..؟!
من الزوجة التي ستكون أمينة سرك وحافظة عهدك..؟!
من الزوجة التي ستكون أما وراعية لفلذات كبدك..؟!
من الزوجة التي ستكون معك فيما بقي من حياتك أو حياتها.؟ نعم إنها أسئلة تدور في أذن كل شاب يريد أن يبني بيته وعشه الذي يتمنى أن يكون عشا عامرا بالسعادة والمحبة ولذيذ العيش.
حقا لك أن تسأل هذه الأسئلة...
إليك هذا الدواء الشافي الكافي في باقة عبقة قالها المصطفى صلى الله عليه وسلم:
روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تنكح المرأة لأربع لجمالها، ولمالها، ولنسبها، ولدينها فاضفر بذات الدين تربت يداك)
فهل علمت من هي زوجتك التي تختار..!!
كلا إنها ليست الغنية كثيرة المال، وليست الجميلة الحسناء، وليست صاحبة النسب العالي.
كلا أخي كلا..
فالغنى بلا دين ضياع ومذلة
والجمال بلا دين تكبر وفساد
والنسب بلا دين سراب وزوال
وكم من الذين تعرفهم ونعرفهم بحثوا عن الغنى والجمال والحسب والنسب ولكنهم بعد فترة من الزمن انقلبوا خاسرين لحياتهم الزوجية.
وكم من الذين تزوجوا من ذات الدين فجمعوا السعادة تحت أطناب بيوتهم
من خير ما يتخذ الإنسان في دنياه كيما يستقيم دينه
قلب شكور ولسـان ذاكر وزوجة صـالحة تعينه
فهل علمت من هي الزوجة التي تختار؟؟
أخي وكما أن الزوج يبحث عن الزوجة الصالحة ومطالب بها، فإنه يجب على ولي أمر المرأة أن يحسن اختيار الرجل المناسب لموليته.
وإنه لمن المؤسف أن يستحوذ السؤال عن المنصب والمكانة والوظيفة على ذهن الولي ويتناسى الدين الذي لا يجوز التنازل عنه البته. وليس اهتمامه بالأمور الأخرى مضر إلا إذا اقتصر عليها وتنازل عن رأس الأمر كله وهو الدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))
وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
حفظه الله..
عن أهم الأمور التي على أساسها تختار الفتاة زوجها فأجاب:.
(أهم الأوصاف التي ينبغي للمرأة أن تختار الخاطب من أجلها هي الخلق والدين، أما المال والنسب فهذا أمر ثانوي لكن أهم شيء أن يكون الخاطب ذا دين وخلق، لأن صاحب الدين والخلق لا تفقد المرأة منه شيئا إن أمسكهَا أمسكها بمعروف وإن سرحهَا سرحها بإحسان ثم إن صاحب الدين والخلق يكون مبارك عليها وعلى ذريتها تتعلم منه الأخلاق والدين، أما إن كان غير ذلك فعليها أن تبتعد عنه لاسيما بعض الذين يتهاونون بأداء الصلاة أو من عرف بشرب الخمر والعياذ بالله، أما الذين لا يصلون أبدا فهم كفار لا تحل لهم المؤمنات ولاهم يحلون لهن، والمهم أن تركز المرأة على الخلق والدين. أما النسب فإن حصل فهذا أولى لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه)). ولكن إذا حصل التكافؤ فهو أفضل).
وسأل رجل الحسن البصري فقال: يا إمام عندي ابنة فلمن أزوجها، فقال له: زوجها التقي فإنه إن أمسكها برها وإن طلقها لم يضرها.
ثانيا: رؤيتك للمخطوبة...
.... (إنه أحرى أن يؤدم بينهما)..
سئل سماحة الشيخ العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله عن عدم رؤية الزوج للمرأة قبل الدخول عليها، وما هو تعليقه حول هذا الموضوع؟
فأجاب:-
((لاشك أن عدم رؤية الزوج للمرأة قبل النكاح، قد يكون من أسباب الطلاق، إذا وجدها خلاف ما وصفت له، ولهذا شرع الله- سبحانه- للزوج أن يرى المرأة قبل الزواج، حيث أمكن ذلك، فقال الرسول صلى الله !ليه وسلم: (إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل، فإن ذلك أحرى إلى أن يؤدم بينهما)
وروى أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه خطب امرأة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خطب امرأة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أ نظرت إليها؟)
وهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على شرعية النظر للمخطوبة قبل النكاح، لأن ذلك أقرب إلى التوفيق وحسن العاقبة.
وهذا من محاسن الشريعة، التي جاعت بكل ما فيه صلاح للعباد، وسعادة للمجتمع في العاجل والآجل، فسبحان الذي شرعها وأحكمها! وجعلها كسفينة نوح، من ثبت عليها نجا ومن خرج عنها هلك ))
أعلمت أخي فوائد النظر إلى المخطوبة قبل النكاح وكيف يجمع المودة بين الزوجين بعد الزواج، ويكفيك أيها المسلم أن تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث على ذلك ورغب فيه ولكن يجب أن تعلم أن النظر إلى المخطوبة لا يعني الخلو بها والاجتماع بها عند غير أهلها أو المقابلة في الحدائق والمنتزهات أو الحديث عبر سماعة الهاتف ساعات تلو الساعات كلا ثم كلا لأن مثل هذا دعوة للرذيلة والفاحشة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)
ولك أن تتخيل حال رجل وامرأة التقيا على غير طريقة شرعية وكان الشيطان ثالثهما يئزهما إلى الحرام أزا.
وبهذا نعلم خطأ الذين يجعلون من أيام الخطبة أيام للخلو والنزهة ولربما للسفر والمتعة.
يقول ابن قدامة في كتابه المغني (ولا يجوز للخاطب الخلوة بالمخطوبة لأنها محرمة، ولم يرد الشرع بغير النظر، ولأنه لا يؤمن مع الخلوة مواقعة المحظور)
يزعم الذين انحرف بهم المسار عن دين الله وشرعه أن مصاحبة الخاطب للمخطوبة، والخلوة بها، والسفر معها، أمر لابد منه لأنه يؤدي إلى تعرف كلا من الخاطبين إلى صاحبه.
من نظر في مسيرة الغرب في هذه المساءلة وجد أن سبيلهم لم يؤد التعارف والتآلف بين الخاطبين، فكثيراً ما يهجر الخاطب خطيبته، بعد أن يفقدها شرفها، وقد يتركها، ويترك في رحمها جنينا تشقى به وحدها، وقد ترميه من رحمها من غير رحمة حتى الذين توصلهم الخطبة إلى الزواج كثيرا ما يكتشف كل من الزوجين أن تلك الخطبة الطويلة لم تكشف له الطرف الآخر. ذلك أن كل واحد منهما كان يتكلف غير طباعه أثناء تلك الفترة حتى إذا استقر بهما المقام بالزواج عاد كل واحد منهما طباعه الحقيقية، ولذلك يصاب كثير من الأزواج بصدمة بعد الزواج يشعر أن الطرف الآخر قد مكر به.
إن لكشف عن أخلاق الطرف الآخر وطباعه يمكن التعرف عليها ممن جاوروا الفتاة وأهلها، أومن عرفهم عن طريق الصداقة والقرابة.
فهل عرفت أخي المبارك كيف يكون النظر للمخطوبة على سنة خير الأنام صلى الله عليه وسلم؟.. إذا عرفت فالزم.
وأسأل الله أن يقر عينك وييسر لك أمرك.
ثالثا:- لا تخطب على خطبة أخيك المسلم...
اعلم بارك الله فيك أنه لا يجوز لك أن تخطب على خطبة أخيك المسلم فقد نهاك المصطفى صلى الله عليه وسلم عن هذا فقال: (لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك)
فاحذر أيها الخاطب أن تخطب أو تهمس إلى امرأة قد خطبها
رجل قبلك حتى ينكح، فتبارك له، ويعوضك الله خيراً منها إن شاء الله، وإن تركها فعند ذلك إن أردت خطبتها فتقدم لها واسأل الله التوفيق والصلاح.
رابعاً:- إياك ثم إياك...
إن من الخطأ الجلل الذهاب إلى الكهان والعرافين والمنجمين وضاربي الودع والرمل من قبل الخاطب أو المخطوبة، لمعرفة نجم الخاطب أو المخطوبة، ولكشف سر هذا الزواج وما يحدث بعده، فإن ذكر له أن فيه خير قدم على الزواج وإن كان العكس حجم عنه. ونسي هؤلاء الجهلة دعاء الاستخارة الشرعية التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه دعاء الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن.
وفات أولئك الجهلة أنه لا يجوز الذهاب إلى السحرة والكهان والعرافين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) وقال أيضا (من أتى كاهنا فسأله عن شيء لم تقبل منه صلاة أربعين ليلة)
فاحذر أيها الأخ المبارك أن تتبع أهواء المضلين عن سبيل الله.
خامسا:- عادة سيئة منتشرة...
لاشك أيها الخاطب أن العادات والتقاليد منها ما هو حسن، وطيب وموافق لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم فهذا لا بأس به إن شاء الله. ومنها ما هو مخالف لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم فهذا معلوم حرمته عند من أراد النجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون.
ومن هذه العادات المنتشرة بين بني الإسلام وللأسف هي:-
خاتم الخطبة (الدبلة)
وهي عادة من عادات النصارى القديمة، حيث كان العريس يضع الخاتم على رأس إبهام العروسة اليسرى، ويقول: باسم الأب، فعلى رأس السبابة ويقول: باسم الابن، فعلى رأس الوسطى، فيقول: باسم روح القدس،وأخيراً يضعه في البنصر - حيث يستقر- ويقول: آمين.
والعجيب أن هناك من المسلمين من أصبح يقلدهم في لبس هذه الدبلة.
بل إن بعض الناس يعتقد أن أمر العقد مرتبط بهذه الدبلة، فإن أبقاها بقيت زوجته، وإن نزعها نزع زوجته من عصمته. ومنهم من إذا سألته: (هل أنت متزوج..؟) قال لكانظر إلى الدبلة إنها في اليسرى). والآخر يقول لك: (انظر إلى الدبلة إنها في اليمنى فأنا خاطب).
فقل لي من أين أتوا بهذه الدبلة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من تشبه بقوم فهو منهم)ونهى أن نحدث في دين الله ما لم يشرع فقال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله:- ما حكم لبس ما يسمى بالدبلة في اليد اليمنى للخاطب واليسرى للمتزوج، علماً أن هذه الدبلة من غير الذهب؟
فأجاب: (لا نعلم لهذا العمل أصلاً في الشرع، والأولى ترك ذلك سواء كانت من الفضة أو غيرها لكن إذا كانت من الذهب فهي حرام على الرجل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن التختم بالذهب)
خير الصداق أيسره
روى مسلم، وأبو داود، والنسائي، عن أبي سلمة رضي الله عنه قال: سألت عائشة، كم كان صداق الرسول صلى الله عليه وسلم، قالت: كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشا، قالت: أتدري ما النش؟ قلت: لا، قالت: نصف أوقية. فتلك خمسمائة درهم.
وعن أبي العجفاء، واسمه هرم بن نسيب، قال: سمعت عمر يقول: ((لا تغلوا صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدق امرأة من بناته، أكثر من اثنتي عشرة أوقية)).
وكما هو معروف، الأوقية أربعون درهم، والدرهم الإسلامي مقداره ربع ريال سعودي، فخمسمائة درهم مجموعها مائة ريال سعودي فضة وخمسة وعشرون ريالا. هذا هو مقدار صداق الرسول صلى الله عليه وسلم لأزواجه وبناته.
والله سبحانه يقول:{ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً).
فالمغالاة في الصداق ليست مكرمة في الدنيا، ولا تقوى في الآخرة، بل إسراف والله لا يحب المسرفين.
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة، فقال( ما هذا ))؟ قال: تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب. قال(بارك الله لك، أولم ولو بشاة)) رواه الجماعة.
هذا صداق عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، مع العلم أنه من أغنياء الصحابة، والمراد بالنواة، هي نواة التمر، وقدرها بعض العلماء بربع دينار، والدينار أربع أسباع جنيه سعودي، وربع الدينار قيمته خمسة درا هم، والدراهم الخمسة، هي ريال وربع ريال سعودي من الفضة، وفي ذلك عبرة لمن اعتبر.
وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير الصداق أيسره) رواه ابن ماجه والحاكم.
فيا سبحان الله العظيم أين هذه الأمثلة العالية الرفيعة مما يسمعه في هذا الزمن من التنافس في غلاء المهور، وكسر ظهور الشباب الذين يريدون الزواج من أجل العفاف؟
رجل يطلب لابنته مهرا بمئات الآلاف، وآخر يشترط لنفسه سيارة أو منزلا، وغيرها من الشروط التي تنفر الشاب من الزواج، حتى إذا تزوج تحمل بالديون الثقال إلى سنين طوال بل إن بعضهم يبلغ ولده إلى سن الحلم وهو حتى الآن لم ينته من تلك الديون. والله المستعان.
وهذا سؤال أوجهه إلى كل ولي أمر ولاه الله رعاية أمة من إيمائه فأقول:
هل تريد أن تكون حياة ابنتك بعد الزواج مع زوجها، حياة سعيدة، بعيدة عن هم الديون والفقر؟.
أم تريد أن تكون حياتها بعد الزواج مع زوجها، حياة ممتلئة بالأحزان والهموم، والمطالبة بالديون، بل ربما حاول زوجها الانفصال عنها حتى يسدد الديون التي كانت من وراء زواجه منها؟
لاشك ولا ريب أن الأب الحنون المؤمن بالله والسائر على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يريد إلا الحياة السعيدة المطمئنة، لابنته ولزوجها.
فإذا كان هذا فاتبع هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم في صداق ابنتك وكن كما قال صلى الله عليه وسلم: (يسروا ولا تعسروا)
وإليك هذه القصة التي سجلها التاريخ، وتحدث الناس بها، إنها قصة ذلك العالم الجليل، النقي التقي، سيد التابعين، وفقيه المدينة النبوية، إنه سعيد بن المسيب (رحمه الله).
(قال ابن كثير في البداية والنهاية: وقد زوج سعيد بن المسيب ابنته، على درهمين لكثير بن أبي وداعة، وكانت من أحسن النساء، وأكثرهم أدبا، وأعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأعرفهم بحق الزوج، وكان زوجها فقير فأرسل إليه خمسة آلاف، وقيل بعشرين ألفاً وقال:استنفق هذه وقد كان عبد الملك خطبها لابنه الوليد فأبى سعيد أن يزوجه بها.)
فرحم الله سعيد بن المسيب فإنه لم يزوج ابنته من أجل المال والرياء والسمعة، وإنما زوجها من أجل الدين والستر والأخلاق الفاضلة والاستقامة وهكذا ينبغي أن يزوج الأولياء مولياتهم إن كانوا رجالاً مؤمنين ناصحين.
وقد سئل فضيلة الشيخ العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله، فيمن يغالون في المهور ويطلبون عند تزويج بناتهم مبالغ كبيرة إضافة إلى المشترطات الأخرى... فهل هذه الأموال حلال أم حرام.
فأجاب:-(المشروع تخفيف المهر وتقليله وعدم المنافسة في ذلك عملا بالأحاديث الكثيرة الواردة في ذلك، وتسهيلا للزواج، وحرصا على عفة الشباب والفتيات، ولا يجوز للأولياء اشتراط أموالا لأنفسهم لأنه لاحق لهم في ذلك، بل الحق للمرأة وحدها إلا الأب خاصة فله أن يشترط مالا يضر بالبنت ولا يعيق تزويجها، وإن ترك ذلك فهو خير له وأفضل، وقد قال تعالى:{وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإيمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم}
وقال صلى الله عليه وسلم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه (خير الصداق أيسره).
وقال صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يزوج بعض أصحابه، امرأة وهبت نفسها له صلى الله عليه وسلم: ((التمس ولو خاتم من حديد)) فلما لم يجد زوجه إياها على أن يعلمها من القرآن سورا عددها الخاطب.
وكانت مهور نسائه صلى الله عليه وسلم خمسمائة درهم تعادل اليوم مائة وثلاثون ريال تقريبا. ومهور بناته أربعمائة درهم تعدل اليوم مائة ريال سعودي تقريبا، وقد قال الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} وكلما كانت التكاليف أقل وأيسر سهل إعفاف الرجال والنساء وقلت الفواحش والمنكرات وكثرت الأمة.
وكلما عظمت التكاليف وتنافس الناس في المهور قل الزواج وكثر السفاح وتعطل الشباب والفتيات إلا من شاء الله.
فنصيحتي لجميع المسلمين في كل مكان تيسير النكاح وتسهيله والتعاون في ذلك والحذر كل الحذر من المطالبة بالمهور الكثيرة والحذر أيضا من التكاليف في الولائم والاكتفاء بالوليمة الشرعية التي لا تكلف الزوجين كثيرا أصلح الله حال المسلمين جميعا ووفقهم للتمسك بالسنة في كل شيء.
في صالة الأفراح
لاشك أن للزواج فرحته وبهجته، وللزواج قيمته ونعمته، وقد جاءت الشريعة الغراء المطهرة لتقرير هذه الحقيقة ولتجعل من ليلة الزفاف ليلة سعادة وأنس ومحبة، في حدود ما سنه لنا خير المرسلين صلى الله عليه وسلم.
فليس الإسلام الذي يمنعك من التمتع في ليلة عرسك وفرحتك. وليس الإسلام الذي يجعل من ليلة عرسك، ليلة جامعة للأحزان.
وأيضاً ...
ليس الإسلام الذي يبيح لك أن تقترف ما تشاء من المعاصي والآثام، بحجة أن هذه هي ليلة الأفراح.
أخي إن هذا الزواج قائم على أمر شرعي منذ التقدم للخطبة إلى أن يشهر الزواج بل وحتى بعد الزواج. فإذا علمت هذا بارك الله فيك فاعلم أيضا أن الوليمة التي تقام لهذا الزواج يجب أن تكون على ما يحبه الله ويرضاه، حتى يبارك للعروسين في زواجهما وفي ذريتهما.
فإليك هذه الوصايا والنصائح من هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم في وليمة العرس، مع ذكر بعض المنكرات الواردة في هذا العصر داخل صالات الأفراح على سبيل الإيجاز لا الحصر والله المستعان:
أولاً: الدعوة إلى الوليمة...
من تدعو إلى حفل عرسك...؟
هل ستدعو الأغنياء والوجهاء..وتنسى الفقراء والمساكين..ولربما تقول لماذا أدعو الفقراء والمساكين،وما الذي أستفيد وأرجو من ورائهم
أقول لك تذكر قول حبيبك صلى الله عليه وسلم حينما قال: (شر الطعام طعام الوليمة، يدعى إليها الأغنياء ويمنعها المساكين ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله)
فهل تريد أن يكون حفل عرسك من شر الطعام.....
ولا تنسى دعوة الصالحين من عباد الله أغنياء كانوا أو فقراء فقد قال رسول الله صلى الله محليه وسلم: (لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي)
و احذر أيها الأخ الكريم من التكلف والمباهاة في كروت الدعوة حتى أن هتاك من الناس من يطبع كرت عرسه وفرحه بمئات الريالات، ونسي أن هذا الفعل من الإسراف والتبذير.
إذا أخي بارك الله فيك أدعو من شئت من أحبابك وخلانك وأقربائك وجيرانك. ولكن احذر التبذير وطرد المساكين.
وينبغي عليك البعد عن استئجار قصور الأفراح الغالية التي ترهقك بكثرة أسعارها، والاقتصار على مكان آخر لا يكلف كثيرا، و احذر بارك الله فيك من الرياء والسمعة في كل ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من سـمَّع سمع الله به، ومن يرَاء يراء الله به).
ثانيا: لا تسرف في طعام الوليمة...
إن مما يحزن ما نراه في كثير من الحفلات من الإسراف والتبذير في المأكولات والمشروبات. وليت شعري هل هذا الإسراف فيه شهامة وكرامة أو نخوة وأصالة، كلا وربي، بل فيه سخط وندامة، ومحاسبة وإهانة.
عجيب حال أمتنا بعد أن كنا جياعا لا نجد ما نأكل، من الله علينا فأغدق علينا نعمه ظاهرة وباطنة، فيا ليتنا صنا هذه النعمة وحفظناها، ولكن أصبح الكثير منا يتفاخر بالإسراف فيها فالله المستعان.
فاحذر أخي من الإسراف في حفل عرسك، واصنع من الطعام قدر الكفاية لمن دعوت، و احذر أخي من سخط الله وعقابه، ولا أظنه يخفاك قول الباري عز وجل {كلوا وشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}وقوله {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا}
ثم إن كان هناك فائض من الطعام بغير قصد منك، فصرفه على المساكين والفقراء، أو إلى الجمعيات الخيرية لجمع الفائض من الطعام.
ثالثا:كيف تحيي ليلة العرس..
لا بأس من إظهار الفرح والسرور في ليلة العرس،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح) وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: زففنا امرأة من الأنصار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يا عائشة أما يكون معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو)).
وإلى مزيد من الإيضاح، اسمع إلى كلام مفتي عام المملكة العربية السعودية، سماحة الشيخ العلامة: عبد العزيز بن باز يحفظه الله، حيث قال في هذه القضية:-
(أما الزواج فيشرع فيه ضرب الدف مع الغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولا مدح لمحرم في وقت من الليل للنساء خاصة لإعلان النكاح والفرق بينه وبين السفاح كما صحت بذلك السنة من النبي صلى الله عليه وسلم.
أما الطبل فلا يجوز ضربه في العرس بل يكتفي بالدف خاصة. ولا يجوز استعمال مكبرات الصوت في إعلان النكاح ويقال فيه من الأغاني المعتادة لما في ذلك من الفتنة العظيمة والعواقب الوخيمة وإيذاء المسلمين.
ولا يجوز أيضا إطالة الوقت في ذلك بل يكتفي بالوقت القليل الذي يحصل به إعلان النكاح لأن إطالة الوقت تفضي إلى إضاعة صلاة الفجر والنوم عن أدائها في وقتها وذلك من أكبر المحرمات ومن أعمال المنافقين) أ. هـ.
والملاحظ هنا أن إحياء الزواج إنما يكون بالدف وانه خاص بالنساء، خالي من كلام الفحش. والرذيلة، نقي من الغيبة والنميمة، ولا يكون في أوقات طويلة وساعات متأخرة من الليل.
ولكن الذي نراه هذه الأيام في كثير من الأفراح شيئا عجيبا.. توضع مكبرات الصوت، ويؤتى بالمطربات ومعهن الطبول والمزامير والعود، وإذا تعبت المطربة وتعب صوتها فإن إلى جانبها آلة التسجيل تفتحها وتضع الموسيقى والغناء، ناهيك عن رقص النساء الكاسيات العاريات، وقد حرم الله سبحانه وتعالى المزامير وحرم آلات الطرب فقال عز وجل {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين *وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبراً كأن لم يسمعها كان في أذنيه وقراً فبشره بعذاب أليم }، يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حينما سئل عن هذه الآية (الغناء، والذي لا إله إلا هو، يرددها ثلاث مرات). وقال قتادة عن هذه الآية: (والله لعله لا ينفق فيه مالا، ولكن شراؤه استحبابه، بحسب المرء من الضلالة أن يختاز حديث الباطل على حديث الحق وما يضره على ما ينفعه).
فأين من يقول إذا نصح عن جلب الغناء والمزامير في ليلة عرسه قال بقلب قاسي:
(أتريد أن يكون فرحنا عزاء)
فيا سبحان الله أ أصبح من يتمسك بما أمر الله به ويتجنب سخط الله أصبح فرحه عزاء؟!
إذا فماذا نقول في عرس صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل قبلهم عرس رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخي والله إن العزاء والتعاسة فيمن لوث ليلة عرسه بهذه المنكرات، ولا تكون هذه المقولة إلا ممن انتكست فطرته وقلت مخافة الله في قلبه.
فاحذر أيها المؤمن بأحكام الله من أن تلوث ليلة عرسك بهذه المنكرات ومزامير الشيطان، سواء عند الرجال أو عند النساء.
وأسأل الله العلي العظيم أن يهدي قلوبنا وينور صدورنا.
رابعاً: منكر عظيم وقبيح...
و احذر من أن تتبع أقوال الوشاة والمقلدين الذين يجرون وراء كل ناهقة وناعقة ويطالبون بأشياء وتقاليد تخالف عاداتنا وتقاليدنا وما مضى عليه آباؤنا من الحياء والغيرة فضلا عما يأمرنا به ديننا الحنيف من التعفف والحياء، ولعل من هذه المنكرات، منكر عظيم وقبيح تتقذر منه النفوس المؤمنة لله وترفضه النفوس التي تربت على الشهامة والحياء والشجاعة والغيرة على المحارم. وهي ما تسمى (بالمنصة أو الزفة) حيث يخرج الرجل مع عروسته ليلة عرسه أو يجلس بجوارها ما رجال ونساء أو نساء فقط من غير محارمهم. لينظر الرجال إلى العروسة وجمالها، وينظر النساء إلى العريس وابتساماته. مما يزيد الطينة بلة أن يقف الرجل مع عروسته بين النساء وهن من غير محارمه فينظر إليهن وهن يرقصن ويتمايلن ويغنين ولربما كن كاشفات عن عوراتهن بلباس الخنا والفجور لباس خالي من المروعة والشيم. أضف إلى ذلك التصوير الذي يكشف عورات نساء المسلمين.
فقل لي بربك أيها المؤمن الغيور:
أين الحياء عند مثل هذه الحال...
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله.
((ومن الأمور المنكرة التي استحدثها الناس في هذا الزمن وضع منصة للعروس بين النساء ويجلس إليها زوجها بحضرة النساء السافرات المتبرجات وربما حضر معه غيره من أقاربه أو أقاربها فن الرجال، ولا يخفى على ذوي الفطرة السليمة والغيرة الدينية ما في هذا العمل من الفساد الكبير وتمكن الرجال الأجانب من مشاهدة الفتيات المتبرجات وما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة. فالواجب منع ذلك والقضاء عليه حسماً لأسباب الفتنة وصيانة للمجتمعات النسائية مما يخالف الشرع المطهر)) أ. هـ .
أخي المقبل على الزواج والله ما أظنك إلا رجلا غيورا على عرضك وأعراض المسلمين محبا للحياء كارها لأعمال أهل السفور...
إذا فلا تتبع مثل هذه المنكرات وحارب أهلها. وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
في مخدع العروس
وهنا ندخل معك أخي الكريم إلى قفصك الذهبي كما يقال. ولهذا أهدي إليك هذه الوصايا عسى أن تتذكرها عند دخولك على عروسك وهي نابعة من منهل الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة رحمهم الله.
أولاً:ملاطفة الزوجة والأنس معها:
وذلك لما فيه من تألف القلوب وانشراح الصدور وذهاب القلق والروع ويكفي في ذلك أن يكون لنا أسوة حسنة في قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث تقول أسماء بنت يزيد بن السكن: (إني قينت ((أي: زينت )) عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئته فدعوته لجلوتها ((أي: للنظر إليها مجلوة مكشوفة)) فجاء، فجلس إلى جانبها، فأتى بعس لبن، فشرب، ثم ناولها النبي صلى الله عليه وسلم فخفضت رأسها واستحيت، قالت أسماء: فانتهرتها، وقلت لها: خذي من يد النبي صلى الله عليه وسلم قالت: فأخذت، فشربت شيئا، ثم قال لها النبي صلى الله عليه وسلم أعطي تربك ((أي: صديقتك )) قالت أسماء فقلت بل خذه فأشرب منه ثم ناولنيه من يدك، فأخذه فشرب منه ثم ناولنيه، قالت: فجلست، ثم وضعته على ركبتي، ثم طفقت أديره واتبعه بشقي لأصيب منه شرب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لنسوة عندي: ناوليهن، فقلن: لا نشتهيه! فقال صلى الله عليه وسلم لا تجمعن جوعا وكذباً).
أخي تكون الملاطفة أيضا بالحديث والمناقشة والضحكة والابتسامة لطرد الوحشة وإدخال الألفة.
ثانيا لا تنسى الدعاء بمثل هذا...
وهو أن يدعوا الله عز وجل بالبركة، وذلك بأن يضع يده على مقدمة رأسها، ويسمي الله تبارك وتعالى، ويقول ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا تزوج أحدكم امرأة، أو اشترى خادما، فليأخذ بناصيتها، وليسم الله عز وجل وليدع اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه).
ثالثا: ابدأ حياتك الزوجية بالصلاة:
لا بأس أن تصلي مع زوجتك ركعتين، وهذا منقول عن بعض السلف رحمهم الله. وذلك لما فيه من الألفة وجمع الشمل. فعن شفيق قال: ((جاء رجل يقال له: أبو حريز، فقال إني تزوجت جارية شابة بكر إني أخاف أن تفركني، فقال عبد الله بن مسعود: (إن الإلف من الله، والفرك من الشيطان، يريد أن يكره إليكم ما أحل الله لكم، فإذا أتتك فآمرها أن تصلي وراءك ركعتين)
وروي أن سلمان الفارسي رضي الله عنه تزوج امرأة، فلما دخل عليها وقف على بابها، فإذا هو بالبيت مستور فقال: ما أدري أ محموم بيتكم أم تحولت الكعبة إلى كندة؟ والله لا أدخل حتى تهتك أستاره!
فلما هتكوها... دخل... ثم عمد إلى أهله فوضع يده على رأسها... فقال: هل أنت مطيعتي رحمك الله؟ قالت قد جلست مجلس من يطاع، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: (إن تزوجت امرأة فليكن أول ما تلتقيان على طاعة الله) فقومي فلنصل ركعتين، فما سمعتيني ادعوا فأمني، فصليا ركعتين وأمنت، فبات عندها، فلما أصبح، جاءه أصحابه، فنتحاه رجل من القوم، فقال: كيف وجدت أهلك؟ فأعرض عنه، ثم الثاني، ثم الثالث، فلما رأى ذلك صرف وجهه إلى القوم وقال: رحمكم الله، فيما المسألة عما غيبت الجدران والحجب والأستار؟! بحسب امرئ أن يسأل عما ظهر، إن أخبر أو لم يخبر.
رابعا: ما يقال حين الجماع
هذه الكلمات إن قلتها قبل جماعك أهلك، وكتب الله بينكما ولدا لم يضره الشيطان أبدا. وهي:
(اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا)
قال صلى الله عليه وسلم: (فإن قضى الله بينهما ولدا، لم يضره الشيطان أبدا).
وصية أم لابنتها في ليلة زفافها
قال أما لابنتها وهي في ليلة دخلتها:
أي بنية: إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك، ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها، وشدة حاجتهما إليها، كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال.
أي بنية: إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح عليك رقيبا ومليكاً، فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكاً، واحفظي له خصالا عشرا، يكن لك ذخرا...
أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواضع عينه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والارعاء على حشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سراً، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره، وأن أفشيت سره لم تأمني غدره..
ثم إياك والفرح بين يديه إذا كان مهتما، والكآبة بين يديه إن كان فرحا.
مسك الختاموفي نهاية المطاف وقبل الوداع، أقول لك إن كنت تريد الحياة الزوجية السعيدة، تريد الاستقرار وراحة البال، تريد ذرية صالحة تحمل بعد الممات الدعوة الصالحة.
تريد أن تجمع السعادة تحت إطناب بيتك فعليك بتقوى الله عز وجل ومراقبته في كل صغيرة وكبيرة ومعرفة مالك وما عليك من حقوق وواجبات.
فمن أتق الله وقاه وكفاه وزاده عزا في الدنيا والآخرة.
أما إذا أردت أن تعشعش التعاسة في بيتك، وتفرخ، فأعص الله!!!
أخي إن المعاصي تهلك دول وشعوب وتزلزل محيطات وقارات، فلا تجعلها تدمر بيتك وتحرق سعادتك.
وقد كان أحد السلف الصالح يقول: (والله إني لأرى أثر المعاصي على دابتي وزوجتي).
فاتق الله في أهلك وكن عونا لهم على طاعة الله وكن عند قول الله تبارك وتعالى:{ يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).
قال ابن كثير: أي تأمر نفسك وأهلك من زوجة وولد وإخوان وقرابة وإيماء وعبيد بطاعة الله. وتنهى نفسك وجميع من تعول، عن معصية الله تعالى. وتعلمهم وتؤدبهم، وأن تقوم عليهم بأمر الله، وتأمرهم به وتساعدهم عليه. فإذا رأيت لله معصية، قذعتهم وزجرتهم عنها. وهذا حق على كل مسلم أن يعلم من هم تحت إمرته ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه.
فأوصيك أخي أن تتقي الله وتحافظ على أوامره وتجتنب نواهيه.
وأسأل الله العلي القدير أن يجمع لك شملك ويجعل التوفيق والرشاد حليفك
وبارك الله لك وبارك عليك وجمعا بينكما في خير
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسول الله
موضوع جدا هام ونافع أردت أن ننتفع به
الباشا
تعليق