Unconfigured Ad Widget

Collapse

هتلر الجزء الثاني

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • احمد السريفي
    عضو مميز
    • Sep 2001
    • 1688

    هتلر الجزء الثاني

    هتلر هو زعيم آخر من الذين أثروا بشكل ملحوظ على سيرورة القرن العشرين. لم يكفه انه أشعل ـ عن قصد أو عن غير قصد ـ الحرب العالمية الثانية،بل ذهب إلى أبعد من ذلك، إلى معاداة اليهود، وهذه المعاداة وحدها كافية لجعله أكثر الشخصيات عرضة للديماغوجية الإعلامية الغربية.
    وإذا كان البشر، ومنهم المؤرخون والاحصائيون والعادون على الأصابع ومستخدمو الآلات الحاسبة، لا يزالون حتى اليوم يتناقشون في عدد يهود الهولوكوست، دون ان يصلوا إلى رقم واحد متفق عليه، فإننا لا نعتقد أن هتلر قد فكّر، حتى في أبهى تجليات أحلامه، بالسيطرة على العالم كله.
    ألمانيا كانت دائما فريسة الصراعات الأوروبية، وكان شعبها مقسما بين النمسا وسويسرا والبلاد المنخفضة والمقاطعات البروسية التي كانت الدول الأوروبية المتجاورة تتناهشها كلما أتيحت لها الفرصة. وألمانيا نفسها لم تكن دولة استعمارية. فحين كانت دول أصغر منها واقل أهمية كهولندا تستعمر بلدانا في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية منذ القرن السابع عشر على الأقل، كان الألمان يبحثون عن قائد يوحد صفوفهم. وقد وجدوه في بسمارك في العام 1880، وصارت لهم مستعمرات صغيرة في أفريقيا متأخرين عن سواهم ب 200 سنة على الأقل. ثم جاءت الحرب العالمية الأولى التي أعادت ألمانيا مئة سنة إلى الوراء، اقتصاديا وبشريا، اثر تقاسم مقاطعاتها شرقا وغربا.
    نعتقد أن هتلر كان يبغي فعلا إقامة دولة واحدة لسائر الناطقين باللغة الألمانية. ولكن المعادلات الدولية، واضطراره إلى التحالف مع إيطاليا واليابان، تضافرت كلها لتحويل ذلك إلى حرب عالمية ثانية.
    والحال أن دولة ألمانية قوية وموحدة هي بالفعل خدمة للإنسانية. فالشعب الألماني من أذكى شعوب العالم. ومنه الفلاسفة والمفكرون والموسيقيون والعلماء. ولكن طاقاته كانت ضائعة ومشتتة على الدوام، حتى ليبدو أن ثمة قوة خفية كانت تعمل دائما على منع وحدة هذا الشعب.
    إن نظرة واحدة إلى أسماء كبار علماء الذرة والفيزياء والبرنامج الفضائي في الولايات المتحدة الأميركية تكفي للدلالة على أن معظمهم من أصل ألماني، وأكثرهم هاجروا إلى الولايات المتحدة أثناء أو بعد الحرب العالمية الثانية.
    محاولة هتلر لم تكن مختلفة عن محاولة بسمارك قبله ب 60 عاما، ولكنها حصلت في ظروف مختلفة، وفي زمن كان اليهود قد بدأوا يحتلون مراكز متقدمة في النظام العالمي.

    * * * * *

    ولد ادولف هتلر في 20 نيسان 1889 في برونو ( النمسا)، وهي بلدة صغيرة على ضفة نهر الإن الذي يجري من ألمانيا. وبعد ولادته بمدة قصيرة انتقلت عائلته إلى مدينة لينز في النمسا أيضا. وهناك دخل المدرسة الابتدائية، وكان تلميذا متفوقا، إلا انه بعد انتقاله إلى المدرسة الثانوية تكاسل ولم ينجح في دروسه، مما أثار حفيظة والده الذي كان راغبا في أن يكون ابنه موظفا حكوميا على غراره. ومن أهم أسباب انحدار مستواه الدراسي اهتمامه بالفنون ورغبته في أن يكون فنانا.
    عام 1907 انتقل هتلر إلى فيينا (النمسا) في محاولة منه لتحقيق حلمه الفني. ولكن محاولته انتهت سريعا عندما رسب في امتحان الدخول إلى كلية الفنون الجميلة. غير انه بعد وفاة والدته في العام نفسه قرر البقاء في فيينا ، وبعد عام تقدم إلى امتحان الدخول وفشل فيه أيضا.
    لم يستطع هتلر أن يحصل على وظيفة، بل كان يقوم بأعمال متفرقة لم تكف للإنفاق على مسكنه وطعامه. فكان يقيم في غرف رخيصة بالإيجار أو يقضي لياليه على مقاعد الحدائق العامة، ويعتمد على الحسنات في تامين الوجبات الغذائية الأساسية.
    كان هتلر نمساويا من الناطقين بالألمانية. وأثناء إقامته في فيينا كره غير الألمان لأنه اعتبر نفسه ألمانيا، وقد سخر من الحكومة النمساوية التي كانت تعترف بثمان لغات رسمية، وآمن انه ما من حكومة يمكن أن تبقى في السلطة إذا حاولت معاملة كل الجماعات الاثنية بالتساوي، وانه لا بد في النهاية من تفضيل بعض على البعض الآخر.
    عام 1913 انتقل هتلر إلى ميونيخ في ألمانيا، وعندما بدأت الحرب العالمية الأولى تطوع للخدمة في الجيش الألماني. وحارب ببسالة وتلقى تنويهين إلا انه رفع إلى رتبة عريف فقط. وعند نهاية الحرب كان هتلر يعالج في إحدى المستشفيات لإصابته بعمى مؤقت، نتيجة ما يرجح انه كان قنبلة من الغاز المسموم.
    سلخت معاهدة فرساي التي وقعت في نهاية الحرب معظم الأقاليم الألمانية، وفرضت عليها نزع السلاح ودفع تعويضات هائلة. وعندما عاد الجيش إلى ألمانيا كانت البلاد في حالة يائسة، تعاني من الإفلاس ومن البطالة.
    عام 1919 انتسب هتلر إلى حزب العمال الألماني الذي ما لبث أن صار اسمه "حزب العمال الوطني الاشتراكي الألماني"، ومن حروفه الأولى تكونت كلمة "نازي".
    دعا الحزب إلى اتحاد كافة الناطقين بالألمانية في وطن قومي واحد، بقيادة حكومة مركزية قوية، والى إلغاء معاهدة فرساي. وما لبث هتلر أن صار رئيسا للحزب وراح الناطقون بالألمانية من كافة البلدان ينتمون إليه بالآلاف، مدفوعين بخطبه النارية.
    اثر نجاحه الملحوظ في تجنيد أعضاء جدد للحزب قام هتلر بإنشاء "قوات العاصفة" (ذات القمصان الرمادية)، بمثابة جيش للحزب هدفه قتال الجماعات الداعية إلى التشكيك في "الوحدة النازية".
    في 9 تشرين الثاني 1923 قاد هتلر ألفين من قوات العاصفة لاحتلال مقاطعة بافاريا واستبدال حكومتها، ولكن المحاولة فشلت والقي القبض على هتلر وحوكم ثم سجن لمدة خمس سنوات بتهمة الخيانة. وفي السجن ألف هتلر كتابه الشهير "كفاحي"، وقد ضمنه كل معتقداته ورؤيته لمستقبل ألمانيا.
    أطلق سراح هتلر بعد تسعة اشهرن فعاد إلى بناء الحزب من جديد. ولكن السلطات الألمانية كانت قد فرضت حظرا على مطبوعات الحزب ومنعت رئيسه من إلقاء خطب في الأمكنة العامة. غير أن ذلك لم يمنع هتلر من كسب أعضاء جدد. ثم أسس منظمة "القوات الخاصة" من مجموعات من المقاتلين المدربين والمعدين للالتحاق السريع بوحداتهم عندما تدعو الحاجة.
    ومع بداية العام 1929 كان الحزب النازي قد صار واحدا من أهم أحزاب الأقلية في المجلس النيابي الألماني. وجاء الكساد الاقتصادي الذي ضرب العالم سنة 1930 ليزيد من مشاكل ألمانيا، إذ كان عليها، إضافة إلى متاعبها الاقتصادية، أن تسدد ديونا وتعويضات فرضت عليها في الحرب العالمية الأولى. وقد عارض هتلر وحزبه النازي دفع تلك التعويضات، قائلا إن اليهود والشيوعيين هم الذين تسببوا بخسارة ألمانيا للحرب، واعدا بتنظيف ألمانيا منهم وبتوحيد كل الناطقين بالألمانية في أوروبا وسائر مقاطعاتهم في دولة واحدة.
    في انتخابات 1932 نال الحزب النازي ما يقارب ال 40% من الأصوات وصار اكبر حزب في ألمانيا. وفي 30 كانون الثاني 1933 قام الرئيس الألماني بول فون هايندنبرغ بتعيين هتلر مستشارا على ألمانيا. وما لبث أن صار حاكما فرديا وحصر السلطات كلها بيده. وبوفاة الرئيس الألماني (1934) صار هتلر الزعيم الأوحد وأعطى نفسه لقب "فوهرر" (القائد).
    عرفت فترة حكم هتلر لألمانيا بعهد "الرايخ الثالث"، وأتاحت الفرصة لبث معتقداته بين الألمان بما يشبه غسل الأدمغة. وقد قاد حزبه حملة مركزة هدفها إقناع كل الناطقين بالألمانية بتكوين عرق آري متفوق على سواه. وكانت خطة هتلر أن يخلي بلاده من كل اليهود والغجر والسود والمعاقين والمتخلفين عقليا. وقد سما خطته " الحل الأخير".
    بدأت الحرب العالمية الثانية عندما اجتاحت ألمانيا الأراضي البولندية (1939) كمقدمة لتوحيد كافة الناطقين بالألمانية. وقد أدت الظروف والأوضاع الدولية آنذاك إلى تحالف إيطاليا واليابان مع ألمانيا، مقابل التحالف الفرنسي ـ الأميركي ـ البريطاني ـ السوفياتي. ما أدى إلى نهاية الحرب بهزيمة قاسية لهتلر وحلفاؤه بعد خمس سنوات من القتال الذي راح ضحيته ملايين البشر، واستعملت خلاله القنابل الذرية للمرة الأولى في العالم.
    لم يحتما هتلر صدمة الهزيمة، فانتحر وهو مركز قيادته تحت الأرض في 30 نيسان 1945، وبعد سبعة أيام أعلنت ألمانيا الاستسلام






    نار ونور

  • الوليد
    عضو نشيط
    • Mar 2002
    • 1054

    #2
    شكرا لك اخي احمد على هذا الموضوع الرائع...موضوع تاريخي مفيد...فهو يحكي حياة الفقر والعناء...الى حياة السلطة...ومن رجل عاش معظم حياته في الشارع....الى حاكم دولة...ومقاتل من الدرجة الاولى...ولكن ماذكرته حول وفاته فهناك اختلاف بين المؤرخين...فمنهم من يقول انه انتحر هو وعشيقته...ومنهم من يقول انه اختفى ولم يعثروا على اثر له.


    الوليد

    تعليق

    • أبو ماجد
      المشرف العام
      • Sep 2001
      • 6289

      #3
      أخي أحمد السريفي ................وفقه الله

      أشكرك على هذا الموضوع القيّم ، من المعروف أن هذا الرجل شّهت صورته إلى أبعد حد بفعل الصهيونية ، لأنه كان يكره اليهود ، ونحن بالرغم من أننا لا نتفق معه في معتقداته وتوجهاته ، إلا أننا نقول إن تارخه تعرض للكثير من النزوير .

      ------------------- أخوك : أبو ماجد ----------------

      تعليق

      • السروي
        عضو مميز
        • Mar 2002
        • 1584

        #4
        أخي الفاضل احمد السريفي سلمه الله

        لك جزيل الشكر على طرح مثل هذه المواضيع التأريخية ، والتي غيرت مجرى التألايخ في فترة من الفترات .
        أما بخصوص الهوليكوست أو المحرقة النازية لليهود ، فإن أعلب الإحصاءات تدل على أن مجمل الذين أحرقهم هتلر هم مابين العشرين إلى خمسة وعشري ألف يهودي ، ونتمنى لوكان العدد أكبر من ذلك ، وقد تكون الحسنة الوحيدة التي فعلها هتلر .
        أما قولك بأن شرارة الحرب العالمية الثانية كانت باجتياح الآراضي البولندية ، فهذا لم يكن ياعزيزي ، بل كان الإجتياح للأراضي البولونية ( بوبونيا ) التي كانت تطالب بفرض رسوم على العبور من مضيق بولونيا ، فما كان من هتلر إلا أن أجتاح بولونيا بكاملها ، وكانت هي الشرارة الأولى لبداية الحرب والتحالفات والله الموفق .
        اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب، أهزم اليهودواقذف الرعب في قلوبهم اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وخالف بين آرائهم,اللهم أذل شارون ودمره وأنصاره ومستشاريه،اللهم أهلك جيشه وشعبه ومزقهم كل ممزق ولا تدع منهم حياً يرزق،اللهم عليك ببوش وعصابته من لصوص الأوطان والثروات،اللهم أرسل عليهم الرياح العاتية والأعاصير الفتاكة , والقوارع المدمرة ،اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل وأجعل كيدهم في تضليل،اللهم صب عليهم العذاب صباً،اللهم أقلب البحر عليهم ناراًوالجو شهباً وإعصاراًاللهم أسقط طائراتهم ودمر مدمراتهم ياكريم .

        تعليق

        Working...