Unconfigured Ad Widget

Collapse

نعاس ..!

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • السوادي
    إداري
    • Feb 2003
    • 2219

    نعاس ..!

    يروى أن قومـًا خرجوا إلى الصحراء ، في اليوم التاسع والعشرين من شهر رمضان ، علهم يرون بزوغ القمر الذي يحمل تباشير العيد ، فيومٌ ينقص عليهم في هاتيك الأيام يعدل عشرين رمضان في أيامنا هذه ..!
    كان من ضمن القوم الباحثين عن الأمل رجل يدعى (نعاس ) ، هو رجل لم تكن منزلته بين قومه هي المنزلة التي يرنو إليها ، ليس من أوسطهم بل أقل من ذلك ، أقل ..!
    ما كاد يصل القوم إلى تلك الصحراء حتى اعتلوا (تبـّـةً ) في كبدها كي يكونوا هم والقمر وجهـًا لوجهٍ ..
    أخذ كل رجل فيهم يفتح عينه قدر (فنجان ) ويحدق طويلاً من أجل أن يفوز بالبشارة ..
    وبعد طول عناءٍ دب الياس في قلوب بعضهم حتى أنهم هموا بالانصراف ..
    لكن كان لنعاس رأيٌ آخر ، هي البشارة ولا شك ، القمر بزغ وغدًا يوم عيد ..
    يلتفت القوم إلى نعاس يهنئونه على حدة بصره وفوزه بالبشارة ، يهنئونه حتى وإن كان لدى بعضهم شيء من التحفظ على بشارته ،فوضع الشاهد ليس هو الوضع الذي يعول عليه ، لكن ليس أمامهم إلاّ السكوت والرضى بالأمر الواقع فالبشارة أتت في وقتها المناسب ، وأي بشارة إنها يوم ينقص عليهم فصيامهم لم يكن في أيام كأيامنا فـ (المكيفات ) لدينا وليس لديهم ما يقيهم حر الهجير ..!
    بدأ بعضهم بالتكبير والتهليل والتهنئة ، وانشرحت أساريرهم بالعيد السعيد ..

    أما نعاس فقد هاله الأمر فهو في وضعٍ لم يعتد على مثلة كيف لا وهو محط أنظار أهله وقومه بما قدمه لهم من فرج ومن تنفيس كرب ..
    فالثناء والمديح الذي ناله لم يتوقعه يومـًا ، ولم يكن ليخطر له على بالٍ ..
    شعر وكأنه خُلِق من جديد ، وحدثته نفسه أن يؤكد المكانة التي حجزها لأول مرةٍ في حياته ..
    كيف ؟
    ينادي بأعلى صوته في قومه بعد أن انصرف بعضهم أو كادوا : توقفوا ، هذه بشارة ثانية ، إنني أرى قمرًا آخر يبزغ بجوار الأول ..!!
    إيه ، يا نعاس لقد قلبت الأمر رأسـًا على عقب فمن تأكيد على عيد إلى تأكيدٍ على يوم نتمم به الثلاثين من شهر رمضان ، يقولها كبير القوم بعد أن تجرع الخيبة التي يطلقون عليها (خيبة الأمل ) ..!
    هذا (نعاس ) وهذه قصته ، بنى وهدم وهو لم يبرح مكانه بعد ..
    السوادي..
  • ابن مرضي
    إداري
    • Dec 2002
    • 6171

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأستاذ السوادي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فالله وحده يعلم كم فرحت برؤية قلمك ، فهو مشجع لي شخصيا للتواجد برغبة وليس لأداء الواجب ..!

    مسكين نعاس هذا ، ومساكين أمثاله ، وهم ليسوا قليل !

    ذكرتني بموضوعك هذا نكتة قد سمعتها :" رجل من قبيلة ما ، قرر الطبيب قطع رجله ، فطلب أن تقطع وهو ساجد ، لإنقطاعه إلى الله . تمت العملية حسب طلبه وهو لم يتحرك ! صفق الناس اعجابا ، فما كان منه إلا أن طلب من الطبيب أن يقطع رجله الأخرى ليستمر التصفيق ويزيدالأعجاب..! "

    نعاس خسر ؛ أي نعم ، لكن خسارته تهون مع خسارة صاحبنا الذي ضحى برجليه ..!

    ليت أحدهم تذكر أن هناك مثلا أصيلا يقول:" إذا مُدحت فاقتصر ، وإذا شُتمت فانتعر " .


    سلمت يمينك إذا جعلتنا نقف لنفكر .
    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

    تعليق

    • جنوبي جنوبي
      عضو مشارك
      • Sep 2005
      • 187

      #3
      لم أفهم شيء فالسوادي يبدع وبن مرضي يرد
      لغة تحتاج الى ترجمة لي ولامثالي من الذين لايفقهون
      لغة صماء برموز غامضة لكن مع الخيل ياشقرا



      اللهم اغفرلي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم

      تعليق

      • أبو ماجد
        المشرف العام
        • Sep 2001
        • 6289

        #4
        مسكين نعاس يا أباهاني ، أساء حيث أراد أن يحسن !!
        ولكن تظل الأعمال بالنيات " إنما الأعمال بالنيات "


        أسعدتني والله رؤية حروفك يا أباهاني فلا تطل الغياب ، فمثلك نفتقده ونحتاجه دومًا .

        تعليق

        • السوادي
          إداري
          • Feb 2003
          • 2219

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ابن مرضي
          ليت أحدهم تذكر أن هناك مثلا أصيلا يقول:" إذا مُدحت فاقتصر ، وإذا شُتمت فانتعر " .
          موضوع كامل أفردته من أجل الوصول إلى مضمون هذه العبارة فكان العجز حليفي ..
          هنا يتجلى الفرق بين الكاتب الحق والمدعي ..

          أبا أحمد :
          كثيرًا ما أشعر بـ (أسى ) يخيم مع أخته (الحرقة ) بين أحرفك ، ولأنني أعرف قدر المعاناة وشدة الصدمة الناتجتين عن (الخيبة ) ، أغبطك على رباطة الجأش والإصرار على أن يتحقق شيءٌ مما تهدف إليه ..
          واصل ، فالليل مظلم والأمل في مشكاة تحملها قد لا نعرف قيمتها ، فنلتف حولها كالفراش ، فمنا من يحترق ومنا من يحوم دون وعي ..!
          السوادي

          تعليق

          • السوادي
            إداري
            • Feb 2003
            • 2219

            #6
            جنوبي جنوبي :
            حياك الله مع الخيل كنتَ أو وحيدًا ..
            سعدتُ بزيارتك وتعقيبك ..
            فأهلاً ، أهلاً بك ..
            السوادي

            تعليق

            • السوادي
              إداري
              • Feb 2003
              • 2219

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أبو ماجد
              مسكين نعاس يا أباهاني ، أساء حيث أراد أن يحسن !!
              نعم يا أبا ماجد ، نعاس أطرب سمعه الثناء ، فرغب في المزيد فكان حاله كمن كحّل فأعمى ..!
              لك مني تحية تليق وهذا الحضور المبهج لي حقـًا ..
              السوادي

              تعليق

              • أبو أحمد
                عضو مميز
                • Sep 2002
                • 1770

                #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                قال أبو دلامة : كنت مع مروان أيام الضحاك الحروري . فخرج فارس منهك فدعا إلى البراز فخرج إليه رجل فقتله ثم ثان ثم تالث فانقبض الناس عنه وجعل يدنو ويهدر كالفحل المغتلم فقال مروان : من يخرج إليه وله عشرة ألاف ؟ قال: فما سمعت عشرة ألاف هانت علي الدنيا وسخوت بنفسي في سبيل عشرة ألاف وبرزت إليه فإذا عليه فرو قد بله المطر فارمعل ثم أصابته الشمس فاقفعل . دله عينان تتقدان كأنهما جمرتان فلما رآني فهم الذي أخرجني فأقبل نحوي وهو يرتجز ويقول :

                وخارج أخرجه حب الطمع ===== فر من الموت وفي الموت وقع
                من كان ينوي أهله فلا رجع

                فلما رأيته قنعت رأسي ووليت هارباً ومروان يقول : من هذا الفاضح ؟ لا يفوتكم ! فدخلت في غمار الناس .


                أخي السوادي هذا أبو دلامة طمع بعشرة ألاف ولم يظفر بها ولم يحفظ على كرامته بل رجع مقنعاً مغطى الرأس كذلك نعاس لم يبقى على الخبر الأول بل نشوة الثناء المبالغ فيه الذي نأله وهو ليس أهلاً له جعله يناقض قوله الأول وهنا لنا وقفه إن أصحاب نعاس كانوا سبب في خطأه حيث يعلمون من حاله وأعطوه فوق حجمه فكانت خيبة الأمل على الجميع من جرأ ذلك الثناء الذي لم يعهده منهم نعاس ولكن نقول ما قال الشاعر ما كل ما يتمنى المرء يدركه .

                تعليق

                • ابن مرضي
                  إداري
                  • Dec 2002
                  • 6171

                  #9
                  مشاعر متداخلة تنتابني في مثل هذا الموقف ، ومع مثل هذا الموضوع ، استغرب حينا واتألم أحيانا أخرى كثيرة !

                  عندما تعطى لنا مثل هذه الدروس ، لماذا لا نقف عندها ؟! مع أنه كان يمكن أن نتعلم ونستفيد ونستنتج من هذا الدرس ! كما هو الحال هنا مع الأستاذ ( أبو أحمد ) الذي رأى أن جماعة ( نعاس ) كان لهم نصيبهم من الخطأ في الأعتماد على (نعاس ) ، أو حتى مصاحبته ، ناهيك عن الأعتماد على معلومته ، أو التصديق بخبره . ولكن هيهات فلم يقف هنا إلا القلة ، أما البقية فقد ذهبوا مع قصيدة لعمرو بن كلثوم .


                  لا أدري لماذا لا نحاول الأستفادة من مثل هذه المواضيع العميقة والملئة بكل شيء ؛ الأسلوب البليغ ، الفن الرفيع ، الأختصار البديع .. الى آخر ما ينشده المرء من فنون الكتابة وأساليبها وغاياتها !

                  يا هل ترى أننا نفضل المواد السطحية، ونهرب من الجدية ، ونميل الى الأشياء الهامشية ! أم ماذا؟

                  لا أعلم ، فالأجابة ليست عندي ، ولا أريدها أن تكون !
                  كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                  تعليق

                  • السوادي
                    إداري
                    • Feb 2003
                    • 2219

                    #10
                    برز أبو دلامة ، يدفعه بريق الدراهم ..
                    لم يثبت لأن الموت كان إليه من الدراهم أقرب ..
                    تقنّع ، وهرب ، واندس ..
                    فكرت كثرًا ، وتمعنت في هذه القصة ،ة وقلت في نفسي ماذا لو لعبت الصدفة دورها ، وطعن أبو دلامة الفارس في مقتل ، فمن المعروف أن (طعنة ) الذليل هي الطعنة ..
                    أقول ماذا لو لعبت الصدفة دورها ، كيف سيكون وضع أبي دلامة ؟
                    أتراه سيبقى مهرجـًا أم أنه سينتقل نقلة نوعية تجعله من الفرسان في المقدمة ..
                    نعاس دافعه حب الثناء ، وأبو دلامة دفعته الدراهم التي يصعب على غيره مقاومتها فكيف به ..!
                    قد يكون بين نعاس وأبي دلامة (رابط ) يعجز الكثير عن استنتاجه ..
                    أبا أحمد سعدت بمداخلتك أيما سعادة ، فشكرًا لك ..
                    السوادي

                    تعليق

                    • عبدالله رمزي
                      إداري
                      • Feb 2002
                      • 6605

                      #11


                      أخي الفاضل / السوادي
                      بارك الله فيك وفي قلمك المعطاء .. صديقك من صدقك لا من صدّقك ...
                      الحقيقة أن الموضوع يحتاج إلى عودة مستمرة لكي نستفيد مما يكتب هنا من هذه القصص الجميلة ..


                      لكن لي رأي آخر
                      ألا ترون أن نعاس وأصحابه أحسن حالاً من الذين لم يخرجوا لرؤية القمر
                      حتى لو فشلوا في محاولتهم إلا أنهم حاولوا ومع تكرار المحاولة ربما ينجحون فيي رؤية القمر ومن ثم يفوزون بالمشاهدة ...

                      وأقل ما في الأمر أن اصحاب نعاس خرجوا للمساندة والمؤازرة ... لأن اليد الواحدة لاتصفق ..


                      لكن قصة أبو دلامة وحبه للمادة وطمعه هما الذان أخرجاه للمبارزة ..... شيء رائع أن يكون هناك ما يدعو للمجازفة .....

                      لكن دعوني اسألكم سؤالاً .... من هو الفارس الذي برز ولم يقف في وجهه إلا أبو دلامة ..؟..

                      أعتقد أن الفارس هو من بدأ بالظهور أولاً وسيبقى فارساً ومع مرور الأيام سيصبح خصماً لاندّ له ..

                      سعيد بما قرأت

                      عبدالله رمزي
                      ما كل من يبعد به الوقت ناسيك ... بعض البشر قدام عينك وينساك

                      تعليق

                      • فارس الأصيل
                        عضو مميز
                        • Feb 2002
                        • 3319

                        #12
                        جبهات مفتوحة ودروس واقعية وأخرى خيالية تصل لأبعد مما نتصور .. نسبة التفكير لدينا كبشر تتغير من ضيق محدود إلى واسع خيالي إلى مقلد لا ينتمي لأي العقلين بل مع الأسبق ..
                        لدي من كبار السن من أجلس معهم وأستأنس لحديثهم حين تروى القصص والحكايات أحيانا تفتح لي في الأفق البعيد بابا فأرى أنه بعيد ولو حاولت الدخول منه لفوت على نفسي متعت البقاء لأستمع لبقية الحديث فلا يحط بنا راحل حتى يأخذنا آخر في جولة أخرى لكن الذي لفت انتباهي كثيرا مؤخرا أن (سحق الناوي ) لم يعد أحد يترقبه فلا أدري هل هو اليأس أم لأشياء كثيرة حلت محلة فغدت عقولنا تخرج من جماجمها لتتبع شيئا آخر أم أن هذا الناوي هو رمز لما يسقي مهنة المنتظر ..
                        قد لا أدري إلى وصلت بحديثي أعلاه لكني حتما في ظل هذه الكوبة التي خطت أناملها ببطئ على هذا المتصفح أعطتني رؤيا فإني أحاول الوصول للباب المفتوح في أفقي لكني أعرف أني سأضيع الكثير في طريقي فاعذروني ..

                        السوادي .. لا تبطء علينا

                        تحية عاطرة
                        هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                        كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                        مدونتي
                        أحمد الهدية

                        تعليق

                        Working...