Unconfigured Ad Widget

Collapse

كم ياقوت لدينا

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الفقيه
    عضو مشارك
    • Nov 2001
    • 151

    كم ياقوت لدينا

    معجم البلدان لياقوت الحموي
    (574هـ/1178م-626هـ/1229م)

    عني القدماء من لغويي العرب بتحديد البلدان والبقاع الكثيرة الواردة في أشعار الأهليين والإسلاميين وأحاديث الرسول عليه السلام، وألفوا فيها منذ زمن بعيد، وكان القائمون بهذه الحركة من الأدباء واللغويين، ولكن سرعان ما دخل في هذا الميدان علماء لا يمتون إلى السابقين بصلة، وعنوا بالبلدان والبقاع، واتخذوا تحديدها علمـًا قائمـًا بذاته، واطلعوا على مؤلفات أهل الحضارات الأجنبية القديمة التي تسمي ذلك البحث "الجغرافية" وأفادوا منها.
    وقد بلغ هذا الفرع اللغوي الجغرافي قمته حين ألف أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي كتابه "معجم البلدان"، الذي قام بطبعه المستشرق فرديناند فستنفد في ليبسك سنة 1866م، في أربعة أجزاء كبار، وآخرين للفهارس والتعليقات، ثم طبع في القاهرة في 8 أجزاء بدون فهارس ولا تعليقات سنة 1906م، ثم في بيروت في 5 أجزاء.
    وكان المؤلف يرمي فيه إلى ما رمى إليه البكري قبله في كتابه "معجم ما استعجم" من تخليص أسماء الأماكن من التصحيف لأهميتها عند أهل العلوم المختلفة.
    أما مادة الكتاب فهي - كما قال مؤلفه في مقدمته - "أسماء البلدان والجبال والوديان والقيعان والقرى والمحال والأوطان والبحار والأنهار والغدران والأنداد والأوثان".
    ولم يقتصر بحثه على بلاد العرب أو الخلافة الإسلامية بل تعداها إلى العالم القديم الذي عرفه المسلمون، وستمد هذه المادة من كتب المؤلفين السابقين في البقاع، ومن كتب الأدب والحديث. وقد رتب الأسماء وفقـًا لحروفها كلها أصلية و مزيدة للمرة الأولى في هذا النوع.
    والكتاب يتأثر باللغويين في ترتيب الأسماء وضبطها وإبانة اشتقاق العربي منها ومعنى الأعجمي وفي تحديد أبعاد الأماكن بما جاورها من البقاع المشهورة والاستشهاد بالشعر على الضبط والتحديد، ويتأثر بالجغرافيين في إبانة أقاليم المواضع وخطوط طولها وعرضها، وبالفلكيين في الكشف عن طالع كل منها تبعـًا للكوكب المستولي عليه، ويأخذ من التاريخ تاريخ المدن والمنسوبين إليها وفتح المسلمين لها، وأميرها في عصر ياقوت الحموي - المؤلف - ، ويستمد من المأثورات الشعبية كثيرًا من القصص والأخبار المتعلقة ببناء المدن وخصائصها وعجائبها.
    كما صدّر ياقوت كتابه بمقدمة جغرافية طويلة اشتملت على خمسة أبواب عالج فيها صورة الأرض وتقسيمها إلى أقاليم ومعاني المصطلحات الشائعة الدوران في الكتاب، وحكم البلاد التي فتحها الإسلام في الفيئ والخراج، وجملا من أخبار بعض البلدان.
    وبهذا يتبين أن الكتاب كنز ثري، فهو جماع للجغرافيا في صورها الفلكية والوصفية واللغوية والرحلات أيضـًا، كما تنعكس فيه الجغرافيا التاريخية إلى جانب الدين والحضارة وعلم الأجناس والأدب الشعبي وذلك في القرون الستة الأولى للهجرة، هذا بالإضافة إلى هذا الحشد الهائل من تراجم الأعلام، بل والشواهد الشعرية التي يقرب عددها من الخمسة ألاف.
    وقد اختصر هذا الكتاب عدد من العلماء، منهم: صفي الدين عبد المؤمن البغدادي في كتاب "مراصد الاطلاع"، و السيوطي في كتاب "مختصر معجم البلدان".
    لكن الكتاب لم يحظ إلى اليوم بتحقيق علمي جدير بقيمته العلمية.
Working...