أخي الحبيب،
لدي موضوع شخصي لا علاقة لأحد به سواي وأحببت أن أستشيرك فيه فلعلي أجد عندك مشورة غير التي وجدتها. لن أطيل عليك الموضوع ولكن قد عرضت لي وظيفة غير التي أشغلها الآن وهذه الوظيفة من خارج الخطوط السعودية وتستوجب الاستقالة، لذا فالموضوع حساس والقرار صعب وأحببت أن تشاركني القرار حتى أخرج بنتيجة هي خير لديني ومعاشي وعاقبة أمري. حتى لا أطيل، فإني سأذكر مميزات وشروط الوظيفة في النقاط التالية:
الوظيفة خارج مدينة جدة وبالتحديد هي في مدينة جيزان (جنوب المملكة العربية السعودية)
الحد الأدنى لشغل الوظيفة هو عامان ويسمح لي بالتمديد باتفاق ورضى الطرفين
الراتب لا بأس به بالنسبة لشخص في وضعي وحالتي المادية (ليس بالراتب العالي ولا حتى المتوسط ولكنه أعلى من راتبي الحالي إجمالا)
العمل في منطقة داخلية ولا يسمح لي فيها باصطحاب أهلي (وعليه فإني سأتغيب عن أهلي لمدة عامان)
سيتم توفير سكن داخلي لي والحمد لله (الحد الأدنى هو مكان فرشة النوم فقط، وبالإمكان التنسيق مع أصحاب العمل على توفير غرفة صغيرة خاصة ولكن بدون وعد)
العمل سبعة أيام في الأسبوع وعلى مدى كامل السنتين (ومن هنا فإنه يمنع منعا باتا السفر لي خارج جيزان بل خارج حدود الشركة طوال مدة العقد)
ليست هناك أي إجازة خلال مدة العقد وعليه فإنه لن يسمح لي برؤية زوجتي وأطفالي لمدة سنتين
لن يكون الموضوع مقبولا إن زاد عدد اتصال أهلي بي لأكثر من مرة في الشهر، بل وقد تقفل السماعة في وجه أهلي عند الاتصال
لن يكون هناك أي ضمانات صحية وكل ما في الأمر أنه يجب علي تحمل ما يصيبني من أمراض وبأنه لن يؤخذ بي إلى المستشفى إلا في الحالات الشديدة
وقت العمل مرن ومطاط ومطلوب مني العمل خلال أي ساعة من ساعات النهار أو الليل، فعندما يكون هناك احتياج للعمل ليلا فإنني مطالب بالعمل طوال الليل حتى وإن كنت أعمل طوال النهار الذي يسبقه
لن يكون من المقبول أبدا أبدا أن أمتنع عن العمل أو حتى أبدي عدم الرغبة في العمل حتى وإن كانت حالتي النفسية لا تسمح بذلك، حتى وإن وصلني خبر وفاة أحد أقاربي لا سمح الله، حتى وإن تعرضت لاضطهاد من بأي شكل من الأشكال، المطلوب هو العمل في كل الأوقات وبلا تردد
لن يكون هناك أي تسامح مع الأخطاء ويفترض أن أؤدي العمل على الوجه الأكمل ومن أول يوم أصل فيه،
لن أستطيع أن أحدد ما أرغب في أكله، والمفروض أن آكل مما يأكلون حتى وإن لم يعجبني، فلن يتم حساب لأكلي أبدا أبدا
إن ذهب أفراد الشركة إلى نزهة أو رحلة فقد يسمح لي بالذهاب معهم ولكن ليس للفسحة ولا حتى الابتسامة بل للعمل فقط
لا يسمح لي أن أعبر عن مشاعري من فرح وحزن ورغبة في الكلام، وليس من المفترض أن أتكلم مع أحد من أفراد الشركة مالم هو يبادرني الكلام ويسألني
لن يسمح لي بالخروج وحدي أبدا
لن يسمح لي بالتحدث في الهاتف وعلي أن أشتري بطاقة هاتف هذا إن سمحوا لي باستخدام هاتفهم
مطلوب مني تقبل السب والشتم من جميع أعضاء الشركة حتى الصغار منهم وعدم الرد عليهم أو حتى إظهار التضايق
أعضاء الشركة يعيشون في بيئة مختلطة ومطلوب مني التعايش مع هذا الأمر بل وحتى مع الشركات الأخرى التي لها علاقة بهذه الشركة
في الحقيقة المزايا كثيرة والشروط كثيرة وقبل مدة قصيرة كنت أسأل أحد الزملاء كما أسألكم الآن ولكني فوجئت منه بكلمة صارخة مع أني لم أكمل له الشروط، فقد صرخ في وجهي قائلا: هل أنت حيوان؟
تعجبت من كلامه فهو زميل يحترمني ولم أسمع منه مثل هذه الكلمة من قبل، وبدا علي الانزعاج مما قاله وأحس زميلي بذلك! فبدأ يعتذر قائلا: أنا آسف ولكني لم أتمالك نفسي أمام هذه الشروط التي والله حتى الحمار لن يقبل بها فإما أنك تمزح أو أنك ولا مؤاخذة .... وسكت.
أخي الحبيب أنا في حيرة من أمري ...
فمع أني رجل ولست امرأة ...
وسأذهب إلى جيزان وهي مدينة في بلادي ...
لهم نفس التقاليد والطعام والشراب والملبس ...
إلا أني جوبهت بتهم كثيرة من زملائي وأهلي ....
فمنهم من قال لي بأني حيوان!
ومنهم من قال لي بأني حمار!
ومنهم من قال لي بأني بلا أحاسيس!
ومنهم من أراد ضربي!
ومنهم من أراد أن يأخذ بي إلى مستشفى المجانين!
أعدت التفكير ووجد الكثير والكثير والكثير والكثير والكثير والكثير غيري يعملون في مثل هذه الوظيفة !!!!!!!!!!
بل ومنهم نساء وليسوا رجال !!!!!!!!!!!!
بل ومنهم من ذهبت إلى بلاد زيمبابوي وهي لا تعلم عن عادات وتقاليد زيمبابوى شيئا !!!!!!!!!!!!!
بل ومنهم من ذهبت واستمرت في عملها لأكثر من ست سنوات ثم عادت ووجدت طفلها ذي الثلاث أعوام أصبح يافعا يلعب ولقيها بكلمة "أمي، أمي" ولكنها خرجت من فمه وليست من قلبه وأحست بأن قلبها قد تقطع وقتها وتمنت أن لو لم تعمل .............. خادمة.
بكت بحرقة شديدة، ضمت صغيرها إلى صدرها بشدة ولكن ذراعاه كانتا ذابلتين ... فهو لم يحس لم هي تضمه بهذه القوة ... ولم يكن لديه إحساس في احتياجه هو بأن يضمها ... وقد كان متعجبا من موقفها
بكت بشدة أكثر وسقطت مغشيا عليها ... تجمع الناس من حولها .... صرخوا بالطبيب ... حضر الطبيب بعد وقت غير قصير ... عاينها ... رفع رأسه إليهم وقال: مات الحمار! مات الحيوان
نعم الوظيفة هي خادمة
ألا نتق الله في من يعمل تحتنا؟
ألا نستشعر أنهم بشر ... أنهم يحسون ... أنهم يمرضون ... أنه قد تأتي عليها أوقات لا ترغب في أداء العمل فيها ...
أنها تحتاج لمن يعلمها أمر دينها
أنها تحتاج إلى أن تجلس معها زوجتك، تكلمها، تخفف عنها حدة الغربة ..........
فهي في غربة وطن
وغربة أهل
وغربة ثقافة
وغربة لغة
وغربة طعام
وغربة حنان
بل وربما غربة دين
كم فرحت تلك المسكينة حينما علمت بأن مخدوميها من بلاد الحرمين وبأن مقلتاها ستكتحل برؤية الكعبة المشرفة وبأنها ستتعلم الصلاة الصحيحة والدين الصحيح بل وسترجع إلى بلادها ربما قادرة على الفتوى ..............زززز
ثم تبخرت كل آمالها ................ ولم يبق لها إلا آلامها ............ بل وتلام إن أظهرتها .............
جزاك الله خيرا على مشورتك ونصحك لي، فأنا لا أريد أن أكون حيوانا ولا حمارا ولكني مع ذلك لا أرغب في أن يبقى في بيتي حيوانا أو حمارا لمدة سنتين أو أكثر ................................
لدي موضوع شخصي لا علاقة لأحد به سواي وأحببت أن أستشيرك فيه فلعلي أجد عندك مشورة غير التي وجدتها. لن أطيل عليك الموضوع ولكن قد عرضت لي وظيفة غير التي أشغلها الآن وهذه الوظيفة من خارج الخطوط السعودية وتستوجب الاستقالة، لذا فالموضوع حساس والقرار صعب وأحببت أن تشاركني القرار حتى أخرج بنتيجة هي خير لديني ومعاشي وعاقبة أمري. حتى لا أطيل، فإني سأذكر مميزات وشروط الوظيفة في النقاط التالية:
الوظيفة خارج مدينة جدة وبالتحديد هي في مدينة جيزان (جنوب المملكة العربية السعودية)
الحد الأدنى لشغل الوظيفة هو عامان ويسمح لي بالتمديد باتفاق ورضى الطرفين
الراتب لا بأس به بالنسبة لشخص في وضعي وحالتي المادية (ليس بالراتب العالي ولا حتى المتوسط ولكنه أعلى من راتبي الحالي إجمالا)
العمل في منطقة داخلية ولا يسمح لي فيها باصطحاب أهلي (وعليه فإني سأتغيب عن أهلي لمدة عامان)
سيتم توفير سكن داخلي لي والحمد لله (الحد الأدنى هو مكان فرشة النوم فقط، وبالإمكان التنسيق مع أصحاب العمل على توفير غرفة صغيرة خاصة ولكن بدون وعد)
العمل سبعة أيام في الأسبوع وعلى مدى كامل السنتين (ومن هنا فإنه يمنع منعا باتا السفر لي خارج جيزان بل خارج حدود الشركة طوال مدة العقد)
ليست هناك أي إجازة خلال مدة العقد وعليه فإنه لن يسمح لي برؤية زوجتي وأطفالي لمدة سنتين
لن يكون الموضوع مقبولا إن زاد عدد اتصال أهلي بي لأكثر من مرة في الشهر، بل وقد تقفل السماعة في وجه أهلي عند الاتصال
لن يكون هناك أي ضمانات صحية وكل ما في الأمر أنه يجب علي تحمل ما يصيبني من أمراض وبأنه لن يؤخذ بي إلى المستشفى إلا في الحالات الشديدة
وقت العمل مرن ومطاط ومطلوب مني العمل خلال أي ساعة من ساعات النهار أو الليل، فعندما يكون هناك احتياج للعمل ليلا فإنني مطالب بالعمل طوال الليل حتى وإن كنت أعمل طوال النهار الذي يسبقه
لن يكون من المقبول أبدا أبدا أن أمتنع عن العمل أو حتى أبدي عدم الرغبة في العمل حتى وإن كانت حالتي النفسية لا تسمح بذلك، حتى وإن وصلني خبر وفاة أحد أقاربي لا سمح الله، حتى وإن تعرضت لاضطهاد من بأي شكل من الأشكال، المطلوب هو العمل في كل الأوقات وبلا تردد
لن يكون هناك أي تسامح مع الأخطاء ويفترض أن أؤدي العمل على الوجه الأكمل ومن أول يوم أصل فيه،
لن أستطيع أن أحدد ما أرغب في أكله، والمفروض أن آكل مما يأكلون حتى وإن لم يعجبني، فلن يتم حساب لأكلي أبدا أبدا
إن ذهب أفراد الشركة إلى نزهة أو رحلة فقد يسمح لي بالذهاب معهم ولكن ليس للفسحة ولا حتى الابتسامة بل للعمل فقط
لا يسمح لي أن أعبر عن مشاعري من فرح وحزن ورغبة في الكلام، وليس من المفترض أن أتكلم مع أحد من أفراد الشركة مالم هو يبادرني الكلام ويسألني
لن يسمح لي بالخروج وحدي أبدا
لن يسمح لي بالتحدث في الهاتف وعلي أن أشتري بطاقة هاتف هذا إن سمحوا لي باستخدام هاتفهم
مطلوب مني تقبل السب والشتم من جميع أعضاء الشركة حتى الصغار منهم وعدم الرد عليهم أو حتى إظهار التضايق
أعضاء الشركة يعيشون في بيئة مختلطة ومطلوب مني التعايش مع هذا الأمر بل وحتى مع الشركات الأخرى التي لها علاقة بهذه الشركة
في الحقيقة المزايا كثيرة والشروط كثيرة وقبل مدة قصيرة كنت أسأل أحد الزملاء كما أسألكم الآن ولكني فوجئت منه بكلمة صارخة مع أني لم أكمل له الشروط، فقد صرخ في وجهي قائلا: هل أنت حيوان؟
تعجبت من كلامه فهو زميل يحترمني ولم أسمع منه مثل هذه الكلمة من قبل، وبدا علي الانزعاج مما قاله وأحس زميلي بذلك! فبدأ يعتذر قائلا: أنا آسف ولكني لم أتمالك نفسي أمام هذه الشروط التي والله حتى الحمار لن يقبل بها فإما أنك تمزح أو أنك ولا مؤاخذة .... وسكت.
أخي الحبيب أنا في حيرة من أمري ...
فمع أني رجل ولست امرأة ...
وسأذهب إلى جيزان وهي مدينة في بلادي ...
لهم نفس التقاليد والطعام والشراب والملبس ...
إلا أني جوبهت بتهم كثيرة من زملائي وأهلي ....
فمنهم من قال لي بأني حيوان!
ومنهم من قال لي بأني حمار!
ومنهم من قال لي بأني بلا أحاسيس!
ومنهم من أراد ضربي!
ومنهم من أراد أن يأخذ بي إلى مستشفى المجانين!
أعدت التفكير ووجد الكثير والكثير والكثير والكثير والكثير والكثير غيري يعملون في مثل هذه الوظيفة !!!!!!!!!!
بل ومنهم نساء وليسوا رجال !!!!!!!!!!!!
بل ومنهم من ذهبت إلى بلاد زيمبابوي وهي لا تعلم عن عادات وتقاليد زيمبابوى شيئا !!!!!!!!!!!!!
بل ومنهم من ذهبت واستمرت في عملها لأكثر من ست سنوات ثم عادت ووجدت طفلها ذي الثلاث أعوام أصبح يافعا يلعب ولقيها بكلمة "أمي، أمي" ولكنها خرجت من فمه وليست من قلبه وأحست بأن قلبها قد تقطع وقتها وتمنت أن لو لم تعمل .............. خادمة.
بكت بحرقة شديدة، ضمت صغيرها إلى صدرها بشدة ولكن ذراعاه كانتا ذابلتين ... فهو لم يحس لم هي تضمه بهذه القوة ... ولم يكن لديه إحساس في احتياجه هو بأن يضمها ... وقد كان متعجبا من موقفها
بكت بشدة أكثر وسقطت مغشيا عليها ... تجمع الناس من حولها .... صرخوا بالطبيب ... حضر الطبيب بعد وقت غير قصير ... عاينها ... رفع رأسه إليهم وقال: مات الحمار! مات الحيوان
نعم الوظيفة هي خادمة
ألا نتق الله في من يعمل تحتنا؟
ألا نستشعر أنهم بشر ... أنهم يحسون ... أنهم يمرضون ... أنه قد تأتي عليها أوقات لا ترغب في أداء العمل فيها ...
أنها تحتاج لمن يعلمها أمر دينها
أنها تحتاج إلى أن تجلس معها زوجتك، تكلمها، تخفف عنها حدة الغربة ..........
فهي في غربة وطن
وغربة أهل
وغربة ثقافة
وغربة لغة
وغربة طعام
وغربة حنان
بل وربما غربة دين
كم فرحت تلك المسكينة حينما علمت بأن مخدوميها من بلاد الحرمين وبأن مقلتاها ستكتحل برؤية الكعبة المشرفة وبأنها ستتعلم الصلاة الصحيحة والدين الصحيح بل وسترجع إلى بلادها ربما قادرة على الفتوى ..............زززز
ثم تبخرت كل آمالها ................ ولم يبق لها إلا آلامها ............ بل وتلام إن أظهرتها .............
جزاك الله خيرا على مشورتك ونصحك لي، فأنا لا أريد أن أكون حيوانا ولا حمارا ولكني مع ذلك لا أرغب في أن يبقى في بيتي حيوانا أو حمارا لمدة سنتين أو أكثر ................................