لـمَ يا أبي
مهما قتلوا من الأبرياء .. وشردوا من النساء .. وحاولوا اجتثاث هذا الدين من دمائنا فإن لهم يوماً يندمون فيه
في ليلة قمراء تلتحف السوادْ
والبدر ينشر – جاهداً – أنواره وسط الظلام
والأفق يغفو حالماً بنشيد إشراق الصباح
وكأنه ملَّ الرقادْ
وأنا أفتش في شراييني
بقايا من قصيدة
وأبعثر الأفكار ثم أجمعها على رؤيا جديدة
وأدقُّ باب خواطري
وأهزُّ حبل مشاعري
ويلفني صمت طويلْ
وأظل أسبح في بحار من سهادْ
وفجأةً …
صوت يمزِّق ثوب صمتي قائلاً:
أبت… وتشرق من ثنايا صوته
مليون شمس تزرع النور المبدّدْ
وتذيب إظلاماً تجمَّدْ
يا فرحتي ... يا مهجتي ..
أقبلْ إليَّ بوجهك الغض المنير
أقبلْ إليّ فأنت قنديل السعادة يا ((زهير))
وأنت عنوان الودادْ
لكنه ما كان مبتسماً !!
بل ارتسمت على الوجه الكآبة
ما بال طفلي يائساً .. ويشده حبل الغرابة ؟؟!
فرمى سؤالاً كاد يخنقني كبرق من سحابة
وتغلغلت كلماته أقصى الفؤادْ
لـمَ يا أبي قتلوا الصغير محمدا ؟؟!
لـمَ أوردوه -ولـمْ يبالوا يا أبي- سوء الردى؟؟!
لـمَ يا أبي لم يوقفوا نيرانهم لما تعالى من فم الطفل الندا ؟؟!
أولم يكن مستنجدا ؟؟!
لـمَ يا أبي .. هل كان لصًّا سارقًا سرق المـُدى ؟؟!
هل كان يكذب في الحديث .. ولم يصلِّ المسجدا ؟؟!
هل مدَّ للإجرام –يا أبتِ- يـدا
لـمَ يا أبي .. لـمَ يا أبي ..؟؟
طوفان أسئلة أتى نحوي ليغرقني الكلامْ
وأنا أحدِّقُ في العيون فقد بدا منها الملامْ
وتبخَّرت لغة المدادْ
وأعاد لي طلقاته ..
لـمَ يا أبي ؟؟
أولم يكن طفلاً تسلق في براءات الطفولة؟
أولم يكن يرنو إلى الشمس الجميلة؟
أولم يكن في سننا يلهو ويلعب في مزاحْ
ويظل ينتظر الصباحْ
أولم يكن يشتاق رؤيا المدرسة ..
ويرتب الأغراض في ولـهٍ ويحمل في الحقيبة هندسة
أولم يعانق أمه قبل الذهاب وثغره رسم ابتسامه
ويمد كفاً ناحلاً ويهزُّها بـ[مـع السلامة]
أولم يكن يأتي إليه أبوه من بعد الدوامْ
ويضمه بالحب في فرح وينتشر الوئامْ
ما ذا جرى قل لي جواباً لا أريد بأن يكون من الكلامْ
أو ليس طفلاً مثلنا قد عاش أيام الطفولة والمهادْ ؟
فتركته حتى استراح وقمت أجلسه إليَّ
ورسمت في عينيه بسْماتٍ يغـلِّفها الألـمْ
ونثرت في كفيه ورداً من شذى عطر السقمْ
فسألته ما اسم الصغير ؟؟
فأجابني : يدعى ((محمـدْ)) !!
فسألته : ما ذا يذكرك اسمــه ؟؟
فأجابني وغرابةٌ في وجهه : ذاك اسم سيدنا [[محمـدْ]] !!
فحضنته .. قبلته في وجنتيه ..
وقلت : يا ولدي ..
إن اليهود بغدرهم قد قتَّلوا الأطفالْ ..
قد ذبحوا الرجالْ ..
وأشعلوا في كل شبر من ثرى الأقصى الوبالْ ..
لأنهم – من حقدهم- يتذكرون إذا تبدَّى مسلمٌ
في وجههم .. خاتمَ أنبياء الله سيدنا [[ محمـدْ ]]
وبدأت أشرح قصة الليل البهيمْ
إذا تراكم فوق صفحته السوادْ
وتجمّدت كتـل الظلامْ ..
وتجمعت في دفتيه من الأفاعيل العظامْ
ظلمٌ .. وقهرٌ .. وانتهاكٌ للحرامْ
وتسلُّطٌ .. وتعنُّتٌ .. يئــد السلام .. ويرتقي فيه اللئام ..
سرعان ما يبدو النهار و ينجلي
وبعزمه يغتال أشباح الظلام ويعتلي
ويسد ثغر الليل بالنور المشعشع في الصباحْ
وتُردِّدُ الآفاق (( حيّ على الصلاة)) يتلوه ((حيّ على الفلاحْ))
وينقضي زمن الحدادْ
شعر / صالح سعيد الهنيدي الزهراني
أبو زهير
أبها
مهما قتلوا من الأبرياء .. وشردوا من النساء .. وحاولوا اجتثاث هذا الدين من دمائنا فإن لهم يوماً يندمون فيه
في ليلة قمراء تلتحف السوادْ
والبدر ينشر – جاهداً – أنواره وسط الظلام
والأفق يغفو حالماً بنشيد إشراق الصباح
وكأنه ملَّ الرقادْ
وأنا أفتش في شراييني
بقايا من قصيدة
وأبعثر الأفكار ثم أجمعها على رؤيا جديدة
وأدقُّ باب خواطري
وأهزُّ حبل مشاعري
ويلفني صمت طويلْ
وأظل أسبح في بحار من سهادْ
وفجأةً …
صوت يمزِّق ثوب صمتي قائلاً:
أبت… وتشرق من ثنايا صوته
مليون شمس تزرع النور المبدّدْ
وتذيب إظلاماً تجمَّدْ
يا فرحتي ... يا مهجتي ..
أقبلْ إليَّ بوجهك الغض المنير
أقبلْ إليّ فأنت قنديل السعادة يا ((زهير))
وأنت عنوان الودادْ
لكنه ما كان مبتسماً !!
بل ارتسمت على الوجه الكآبة
ما بال طفلي يائساً .. ويشده حبل الغرابة ؟؟!
فرمى سؤالاً كاد يخنقني كبرق من سحابة
وتغلغلت كلماته أقصى الفؤادْ
لـمَ يا أبي قتلوا الصغير محمدا ؟؟!
لـمَ أوردوه -ولـمْ يبالوا يا أبي- سوء الردى؟؟!
لـمَ يا أبي لم يوقفوا نيرانهم لما تعالى من فم الطفل الندا ؟؟!
أولم يكن مستنجدا ؟؟!
لـمَ يا أبي .. هل كان لصًّا سارقًا سرق المـُدى ؟؟!
هل كان يكذب في الحديث .. ولم يصلِّ المسجدا ؟؟!
هل مدَّ للإجرام –يا أبتِ- يـدا
لـمَ يا أبي .. لـمَ يا أبي ..؟؟
طوفان أسئلة أتى نحوي ليغرقني الكلامْ
وأنا أحدِّقُ في العيون فقد بدا منها الملامْ
وتبخَّرت لغة المدادْ
وأعاد لي طلقاته ..
لـمَ يا أبي ؟؟
أولم يكن طفلاً تسلق في براءات الطفولة؟
أولم يكن يرنو إلى الشمس الجميلة؟
أولم يكن في سننا يلهو ويلعب في مزاحْ
ويظل ينتظر الصباحْ
أولم يكن يشتاق رؤيا المدرسة ..
ويرتب الأغراض في ولـهٍ ويحمل في الحقيبة هندسة
أولم يعانق أمه قبل الذهاب وثغره رسم ابتسامه
ويمد كفاً ناحلاً ويهزُّها بـ[مـع السلامة]
أولم يكن يأتي إليه أبوه من بعد الدوامْ
ويضمه بالحب في فرح وينتشر الوئامْ
ما ذا جرى قل لي جواباً لا أريد بأن يكون من الكلامْ
أو ليس طفلاً مثلنا قد عاش أيام الطفولة والمهادْ ؟
فتركته حتى استراح وقمت أجلسه إليَّ
ورسمت في عينيه بسْماتٍ يغـلِّفها الألـمْ
ونثرت في كفيه ورداً من شذى عطر السقمْ
فسألته ما اسم الصغير ؟؟
فأجابني : يدعى ((محمـدْ)) !!
فسألته : ما ذا يذكرك اسمــه ؟؟
فأجابني وغرابةٌ في وجهه : ذاك اسم سيدنا [[محمـدْ]] !!
فحضنته .. قبلته في وجنتيه ..
وقلت : يا ولدي ..
إن اليهود بغدرهم قد قتَّلوا الأطفالْ ..
قد ذبحوا الرجالْ ..
وأشعلوا في كل شبر من ثرى الأقصى الوبالْ ..
لأنهم – من حقدهم- يتذكرون إذا تبدَّى مسلمٌ
في وجههم .. خاتمَ أنبياء الله سيدنا [[ محمـدْ ]]
وبدأت أشرح قصة الليل البهيمْ
إذا تراكم فوق صفحته السوادْ
وتجمّدت كتـل الظلامْ ..
وتجمعت في دفتيه من الأفاعيل العظامْ
ظلمٌ .. وقهرٌ .. وانتهاكٌ للحرامْ
وتسلُّطٌ .. وتعنُّتٌ .. يئــد السلام .. ويرتقي فيه اللئام ..
سرعان ما يبدو النهار و ينجلي
وبعزمه يغتال أشباح الظلام ويعتلي
ويسد ثغر الليل بالنور المشعشع في الصباحْ
وتُردِّدُ الآفاق (( حيّ على الصلاة)) يتلوه ((حيّ على الفلاحْ))
وينقضي زمن الحدادْ
شعر / صالح سعيد الهنيدي الزهراني
أبو زهير
أبها