أجريت تجارب عديدة في الطب الجراثيمي حيث حفظت عدة مواد مثل بذور القمح وقطعة لحم وسمكة وبيضة دجاج في أوعية زجاجية فيها عسل مصفى ثم إن العلماء حفظوا أيضا مثل تلك المواد من قمح ولحم وبيض في وعاذ زجاجي آخر يحوي مادة سكرية عادية.. فوجد العلماء أن العسل قد حافظ على هذه المواد عندما كشفت تلك الأوعية الزجاجية بعد أربع سنوات..بينما ظهرت عوامل الفساد والتفسخ في البيئة السكرية بعد ثمانية أيام فقط مما أثبت أن العسل ليس مجرد مواد سكرية حلوة وإنما فيه خصائص غذائية شفائية أخرى . مما جعل العلماء يسمون النحل صيدليات مجنحة تقدم للإنسان الغذاء والدواء معا.
العسل
إنها تجارب ودراسات بدأت منذ أكثر من قرن من الزمان ..كانت تهدف إلى دراسة العسل ..حيث أنه كان معروفا لدى أكثر الناس بل ولدى غير قليل ممن يعيشون في الأوساط العلمية أن العسل كالحليب يحمل الجراثيم الضارة وينقل التلوث ويلحق به الفساد سريعا.. وكانت التجارب الحديثة متمركزة على إحضار عسل مصفى توضع فيه طائفة من عدة جراثيم ضارة ولقد كان متوقعا أن تتوالد الجراثيم وأن تنتشر سمومها كما يحدث ذلك في الحليب مثلا . ولكن الذي حدث كان غير ذلك تماما مما أثار دهشة علمية ومفاجأة في أوساط البحوث : ذلك أن تلك الجراثيم الضارة التي وضعت في العسل مالبثت أن ماتت جميعا .. مات بعضها في عدة ساعات فقط بينما ماتت البقية منها _ لشدة مقاومتها _ بعد أيام معدودات . ثم وضعت في العسل جراثيم الحمى النمشية ( التيفوس ) فماتت بعد ثمان وأربعين ساعة .. كما وضعت فيه جراثيم حمى الأمعاء ( التيفوئيد ) فماتت بعد أربع وعشرين ساعة أما جراثيم الإلتهاب الرئوي فماتت بعد وضعها في العسل في اليوم الرابع . أما جراثيم ( الدزنتاريا ) فقد قضى عليها بعد عشر ساعات فقط وكذلك الحال في عدة أنواع من الجراثيم التي تسبب الإسهال الشديد.
إن العسل يحوي فيما يحتوي على مايسمى علميا بالماء الأوكسجيني الذي يقضي على كثير من الجراثيم الحية الضارة . كما أن لدى النحلة غددا خاصة في المريء تفرز خميرة هي (جلوكوزا أو كسيدزا) وهي أساسية في استحضار بعض أنواع البنسلين ..كما أن العسل غني بالبوتاسيوم وهي مادة شرهة متعطشة تساعد على امتصاص الماء الضروري لحياة الجراثيم وبذلك يساعد العسل في القضاء على الجراثيم الضارة .
وفي ضوء ماتقدم : تبين الحادثة النبوية _ حين نصح الرسول عليه الصلاة والسلام بتناول العسل _ والتي يتجمع فيها عاملان تربويان : ـ
عامل الثقة بصدق الله سبحانه وتعالى حين خبر الرسول صلى الله عليه وسلم _وحيا عن الله _ بأن العسل فيه شفاء للناس وهذه حقيقة علمية أكدتها اليوم البحوث المعملية بعد نزول القرآن بأربعة عشر قرنا.
والعامل الثاني هو الرغبة النبوية في متابعة التجريب وعد م اليأس المبدئي .. ولاسيما إذا كان المبدأ الفرضي ذا مصدر صادق وهو من الله تعالى .
عن أبي سعيد أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يارسول الله , أخي يشتكي بطنه , فقال صلى الله عليه وسلم : اسقه عسلا ثم أتى الثانية فقال : اسقه عسلا ثم أتاه الثالثة فقال : صدق الله وكذب بطن أخيك ...اسقه عسلا , فسقاه فبرأ
بعدهذا يتساءل الانسان العاقل فيقول من علم النحلة أن تقصد الزهور والثمرات وأن تختار أحسنها وأن تتجنب الأذى والقذر؟
ثم أيضا من جعل فيها مصنع غذاء وصيدلية دواء؟
إنه الله تعالى وحده إذا يقول (( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون * ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون )) آية 68 _69 من سورة النحل
من كتاب الإنسان في القرآن والسنة للأستاذة مصباح رضوان
العسل
إنها تجارب ودراسات بدأت منذ أكثر من قرن من الزمان ..كانت تهدف إلى دراسة العسل ..حيث أنه كان معروفا لدى أكثر الناس بل ولدى غير قليل ممن يعيشون في الأوساط العلمية أن العسل كالحليب يحمل الجراثيم الضارة وينقل التلوث ويلحق به الفساد سريعا.. وكانت التجارب الحديثة متمركزة على إحضار عسل مصفى توضع فيه طائفة من عدة جراثيم ضارة ولقد كان متوقعا أن تتوالد الجراثيم وأن تنتشر سمومها كما يحدث ذلك في الحليب مثلا . ولكن الذي حدث كان غير ذلك تماما مما أثار دهشة علمية ومفاجأة في أوساط البحوث : ذلك أن تلك الجراثيم الضارة التي وضعت في العسل مالبثت أن ماتت جميعا .. مات بعضها في عدة ساعات فقط بينما ماتت البقية منها _ لشدة مقاومتها _ بعد أيام معدودات . ثم وضعت في العسل جراثيم الحمى النمشية ( التيفوس ) فماتت بعد ثمان وأربعين ساعة .. كما وضعت فيه جراثيم حمى الأمعاء ( التيفوئيد ) فماتت بعد أربع وعشرين ساعة أما جراثيم الإلتهاب الرئوي فماتت بعد وضعها في العسل في اليوم الرابع . أما جراثيم ( الدزنتاريا ) فقد قضى عليها بعد عشر ساعات فقط وكذلك الحال في عدة أنواع من الجراثيم التي تسبب الإسهال الشديد.
إن العسل يحوي فيما يحتوي على مايسمى علميا بالماء الأوكسجيني الذي يقضي على كثير من الجراثيم الحية الضارة . كما أن لدى النحلة غددا خاصة في المريء تفرز خميرة هي (جلوكوزا أو كسيدزا) وهي أساسية في استحضار بعض أنواع البنسلين ..كما أن العسل غني بالبوتاسيوم وهي مادة شرهة متعطشة تساعد على امتصاص الماء الضروري لحياة الجراثيم وبذلك يساعد العسل في القضاء على الجراثيم الضارة .
وفي ضوء ماتقدم : تبين الحادثة النبوية _ حين نصح الرسول عليه الصلاة والسلام بتناول العسل _ والتي يتجمع فيها عاملان تربويان : ـ
عامل الثقة بصدق الله سبحانه وتعالى حين خبر الرسول صلى الله عليه وسلم _وحيا عن الله _ بأن العسل فيه شفاء للناس وهذه حقيقة علمية أكدتها اليوم البحوث المعملية بعد نزول القرآن بأربعة عشر قرنا.
والعامل الثاني هو الرغبة النبوية في متابعة التجريب وعد م اليأس المبدئي .. ولاسيما إذا كان المبدأ الفرضي ذا مصدر صادق وهو من الله تعالى .
عن أبي سعيد أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يارسول الله , أخي يشتكي بطنه , فقال صلى الله عليه وسلم : اسقه عسلا ثم أتى الثانية فقال : اسقه عسلا ثم أتاه الثالثة فقال : صدق الله وكذب بطن أخيك ...اسقه عسلا , فسقاه فبرأ
بعدهذا يتساءل الانسان العاقل فيقول من علم النحلة أن تقصد الزهور والثمرات وأن تختار أحسنها وأن تتجنب الأذى والقذر؟
ثم أيضا من جعل فيها مصنع غذاء وصيدلية دواء؟
إنه الله تعالى وحده إذا يقول (( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون * ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون )) آية 68 _69 من سورة النحل
من كتاب الإنسان في القرآن والسنة للأستاذة مصباح رضوان