تاريخ المملكة العربية السعودية - منقول
تعود تسمية الدولة السعودية إلى جد الأسرة الحاكمة، وهو سعود بن محمد بن مقرن. ويمكن تقسيم تاريخ الدولة إلى ثلاث مراحل مميزة هي:
أ- الدولة السعودية الأولى (1157هـ- 1233هـ الموافق 1744م- 1818م):
تبدأ هذه الدولة بقبول الإمام محمد بن سعود لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، إذ وفد الشيخ على الأمير محمد بن سعود في الدرعية، وتعاهدا على تطهير جزيرة العرب من البدع والخرافات التي انتشرت بها، ونشر كلمة التوحيد في سائر أرجاء الجزيرة العربية.
فبدأت بذلك الدعوة الإصلاحية من الدرعية، التي كان يحكمها آل سعود آنذاك، واتجه الشيخ وأتباعه لنشر الدعوة خارجها. ولقيت الدعوة في ذلك صراعاً عنيفاً من الداخل والخارج، وكانت أشد المعارك الداخلية التي واجهها الأمير محمد بن سعود، هي معركته ضد أمير الرياض دهام بن دواس. فقد استمر الصراع طويلاً، ولم يتم فتح الرياض إلا بعد وفاة محمد بن سعود عام 1187 هـ، وتلاه فتح عنيزة، ومعظم منطقة القصيم.
وفي عهد الأمير عبدالعزيز بن محمد بن سعود، كان اتساع الدولة سريعاً. فأصبحت منطقة نجد كلها خاضعة لابن سعود. ثم توفي الإمام محمد بن عبدالوهاب عام 1206 هـ، وامتدت طموحات الأمير عبدالعزيز، ففتح الأحساء والقطيف، ووصل إلى كربلاء. كما فتح الحجاز، بعد أن تم توقيع الصلح بينه وبين الشريف سرور بن مساعد. وفي عام 1218 هـ/ 1803 م توفي الأمير عبدالعزيز بن محمد، فخلفه الأمير سعود الكبير الذي اتسعت الدولة - أيضاً - في عهده، وامتدت إلى معظم بلاد الجزيرة، ودانت له اليمن، وعمان.
وبعد أن أصبح الحجاز تحت حكم آل سعود، تحقق أمن الناس، وتوافرت السلع والخدمات، وأمن الحجيج في سيرهم بالقضاء على قطاع الطريق، واختفت كل الموبقات من حول الأماكن المقدسة.
وقد انتهت الدولة السعودية الأولى في عام (1233هـ/1818م) باستسلام الإمام عبدالله بن سعود لإبراهيم باشا ومع ذلك أرسله إلى مصر، فقابل حاكمها محمد علي باشا، الذي أُعجب بشجاعته، ثم أرسله إلى الأستانة حيث أعدم بعد محاكمة صورية عام (1818م).
ب- الدولة السعودية الثانية (1238هـ- 1309هـ الموافق 1823م-1891م):
تبدأ من استعادة الأمير تركي بن عبدالله آل سعود كثيراً من ملك آبائه بمساعدة ابنه فيصل، الذي تولى الحكم بعد أبيه (1250 - 1282 هـ/ 1834 - 1848م) واستطاع أن يستعيد نجداً كلها، وينشر الأمن والسلام بها. وبعد وفاته، حدث صراع على السلطة بين أبنائه، مما أضعف جانبهم، وقوى جانب ابن رشيد، الذي تمكن من السيطرة على نجد، وولى عليها عبدالرحمن بن فيصل، الذي لم يقبل الخضوع لابن رشيد. فدارت عدة معارك بينهما، انتهت برحيل الأمير عبدالرحمن إلى الكويت، ونزوله في ضيافة آل الصباح عام 1309 هـ 1891 م، وانتهت بذلك الدولة السعودية الثانية.
ج- الدولة السعودية الثالثة (1319هـ الموافق 1901م):
يرتبط ظهور الدولة السعودية الثالثة أو المملكة العربية السعودية (الآن) بالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي، الذي أصر على استعادة ملك آبائه وأجداده، فاتجه إلى الرياض، وخاض أولى معاركه ضد آل الرشيد، ولكنه خسر المعركة عام (1318هـ/1898م). ثم أعاد الكرة ومعه أربعون رجلاً من خلصائه الأشداء، ومن بينهم: أخوه محمد، وابن عمه عبدالله بن جلوي، وعبدالعزيز بن مساعد، واستعاد الرياض بعد أن قتل أميرها عجلان بتاريخ (5 شوال 1319هـ/1899م). وعرف الناس بعودة الملك عبدالعزيز فالتفوا حوله، وتوالت انتصارته، حتى استولى على الخرج، والأفلاج، وسـدير، والوشم، وعنيزة، وبريدة. وواصل جهاده حتى دانت له الأحساء وغيرها من المدن، ثم حائل، وعسير، ثم الحجاز. وفي عام 1351 هـ 1932 م أصدر الملك عبدالعزيز مرسوماً ملكياً بتوحيد أجزاء المملكة المختلفة تحت اسم: المملكة العربية السعودية.
ويعد الملك عبدالعزيز أحد أبرز زعماء هذا العصر، وقد جاهد طيلة واحد وثلاثين عاماً، في سبيل توحيد أجزاء هذه البلاد، التي كانت تعيش حالة من الفوضى والاضطراب، حتى تم له تأسيس المملكة العربية السعودية، فكان ذلك بداية لانطلاقة حضارية، وتحولات اقتصادية، وثقافية، واجتماعية لم تشهد الجزيرة العربية مثيلاً لها منذ ما يزيد على ألف عام. أمضى الملك عبدالعزيز، أكثر من خمسين عاماً، كرس خلالها جهوده للنهوض بالبلاد في كل الميادين، والمجالات. وتوفي - رحمه الله - في الثاني من شهر ربيع الأول من عام 1373 هـ، الموافق للتاسع من نوفمبر 1953م، بعد أن أرسى دعائم الأمن، والاستقرار في البلاد، وبنى قواعد الإصلاح والتطور التي وضعت المملكة على مشارف المستقبل المشرق. وتسلم مقاليد الحكم من بعده أبناؤه البررة - رحمهم الله -: جلالة الملك سعود (1373-1384هـ الموافق 1953-1964م)، وجلالة الملك فيصل (1384-1395هـ الموافق 1964-1975م)، ثم جلالة الملك خالد (1395-1402هـ الموافق 1975-1982م)، الذين ساروا على نهج والدهم العظيم من حيث التمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ومواصلة مسيرة البناء والتعمير، وإقامة أوثق العلاقات مع الدول العربية، والإسلامية، والصديقة، ودعم الاستقرار والسلام العالميين. وشهدت البلاد نهضة شاملة وعم الرخاء جميع أنحاءها، وأصبحت المملكة تتمتع بمكانة دولية مرموقة واقتصاد قوي، في الوقت الذي تضاعف دخلها من البترول، الذي تم تسخير موارده في تطوير البلاد.
وبعد وفاة جلالة الملك خالد -رحمه الله-، بايعت الأسرة المالكة والشعب السعودي ولي العهد الأمير فهد بن عبدالعزيز آل سعود ملكاً على البلاد، وسمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد، وذلك في يوم الأحد 21 شعبان 1402 هـ الموافق 13 يونيو 1982 م. وفـي اليوم نفسه، أصدر الملك فهد أمراً بتعيين صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير عبدالله نائباً لرئيس مجلس الوزراء، ورئيساً للحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.
وقد عرف الملك فهد بن عبدالعزيز الذي اختار لنفسه لقب " خادم الحرمين الشريفين" بإسهاماته المتعددة في نهضة البلاد، وتقدمها في مختلف المجالات، منذ أن كان وزيراً للمعارف، ثم وزيراً للداخلية، فنائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، ثم نائباً لرئيس مجلس الوزراء وولياً للعهد، بالإضافة إلى ترؤسه العديد من الهيئات العليا، المشرفة على أهم قطاعات التنمية والتطور في البلاد. كما عرف الملك فهد بخبراته العميقة في شؤون السياسة، والإدارة، والقيادة. وهو يتمتع بصفات قيادية فريدة، أكسبته محبة شعبه، وإخلاصه وتفانيه في العمل معه على النهوض بالبلاد في مختلف المجالات.
تعود تسمية الدولة السعودية إلى جد الأسرة الحاكمة، وهو سعود بن محمد بن مقرن. ويمكن تقسيم تاريخ الدولة إلى ثلاث مراحل مميزة هي:
أ- الدولة السعودية الأولى (1157هـ- 1233هـ الموافق 1744م- 1818م):
تبدأ هذه الدولة بقبول الإمام محمد بن سعود لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، إذ وفد الشيخ على الأمير محمد بن سعود في الدرعية، وتعاهدا على تطهير جزيرة العرب من البدع والخرافات التي انتشرت بها، ونشر كلمة التوحيد في سائر أرجاء الجزيرة العربية.
فبدأت بذلك الدعوة الإصلاحية من الدرعية، التي كان يحكمها آل سعود آنذاك، واتجه الشيخ وأتباعه لنشر الدعوة خارجها. ولقيت الدعوة في ذلك صراعاً عنيفاً من الداخل والخارج، وكانت أشد المعارك الداخلية التي واجهها الأمير محمد بن سعود، هي معركته ضد أمير الرياض دهام بن دواس. فقد استمر الصراع طويلاً، ولم يتم فتح الرياض إلا بعد وفاة محمد بن سعود عام 1187 هـ، وتلاه فتح عنيزة، ومعظم منطقة القصيم.
وفي عهد الأمير عبدالعزيز بن محمد بن سعود، كان اتساع الدولة سريعاً. فأصبحت منطقة نجد كلها خاضعة لابن سعود. ثم توفي الإمام محمد بن عبدالوهاب عام 1206 هـ، وامتدت طموحات الأمير عبدالعزيز، ففتح الأحساء والقطيف، ووصل إلى كربلاء. كما فتح الحجاز، بعد أن تم توقيع الصلح بينه وبين الشريف سرور بن مساعد. وفي عام 1218 هـ/ 1803 م توفي الأمير عبدالعزيز بن محمد، فخلفه الأمير سعود الكبير الذي اتسعت الدولة - أيضاً - في عهده، وامتدت إلى معظم بلاد الجزيرة، ودانت له اليمن، وعمان.
وبعد أن أصبح الحجاز تحت حكم آل سعود، تحقق أمن الناس، وتوافرت السلع والخدمات، وأمن الحجيج في سيرهم بالقضاء على قطاع الطريق، واختفت كل الموبقات من حول الأماكن المقدسة.
وقد انتهت الدولة السعودية الأولى في عام (1233هـ/1818م) باستسلام الإمام عبدالله بن سعود لإبراهيم باشا ومع ذلك أرسله إلى مصر، فقابل حاكمها محمد علي باشا، الذي أُعجب بشجاعته، ثم أرسله إلى الأستانة حيث أعدم بعد محاكمة صورية عام (1818م).
ب- الدولة السعودية الثانية (1238هـ- 1309هـ الموافق 1823م-1891م):
تبدأ من استعادة الأمير تركي بن عبدالله آل سعود كثيراً من ملك آبائه بمساعدة ابنه فيصل، الذي تولى الحكم بعد أبيه (1250 - 1282 هـ/ 1834 - 1848م) واستطاع أن يستعيد نجداً كلها، وينشر الأمن والسلام بها. وبعد وفاته، حدث صراع على السلطة بين أبنائه، مما أضعف جانبهم، وقوى جانب ابن رشيد، الذي تمكن من السيطرة على نجد، وولى عليها عبدالرحمن بن فيصل، الذي لم يقبل الخضوع لابن رشيد. فدارت عدة معارك بينهما، انتهت برحيل الأمير عبدالرحمن إلى الكويت، ونزوله في ضيافة آل الصباح عام 1309 هـ 1891 م، وانتهت بذلك الدولة السعودية الثانية.
ج- الدولة السعودية الثالثة (1319هـ الموافق 1901م):
يرتبط ظهور الدولة السعودية الثالثة أو المملكة العربية السعودية (الآن) بالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي، الذي أصر على استعادة ملك آبائه وأجداده، فاتجه إلى الرياض، وخاض أولى معاركه ضد آل الرشيد، ولكنه خسر المعركة عام (1318هـ/1898م). ثم أعاد الكرة ومعه أربعون رجلاً من خلصائه الأشداء، ومن بينهم: أخوه محمد، وابن عمه عبدالله بن جلوي، وعبدالعزيز بن مساعد، واستعاد الرياض بعد أن قتل أميرها عجلان بتاريخ (5 شوال 1319هـ/1899م). وعرف الناس بعودة الملك عبدالعزيز فالتفوا حوله، وتوالت انتصارته، حتى استولى على الخرج، والأفلاج، وسـدير، والوشم، وعنيزة، وبريدة. وواصل جهاده حتى دانت له الأحساء وغيرها من المدن، ثم حائل، وعسير، ثم الحجاز. وفي عام 1351 هـ 1932 م أصدر الملك عبدالعزيز مرسوماً ملكياً بتوحيد أجزاء المملكة المختلفة تحت اسم: المملكة العربية السعودية.
ويعد الملك عبدالعزيز أحد أبرز زعماء هذا العصر، وقد جاهد طيلة واحد وثلاثين عاماً، في سبيل توحيد أجزاء هذه البلاد، التي كانت تعيش حالة من الفوضى والاضطراب، حتى تم له تأسيس المملكة العربية السعودية، فكان ذلك بداية لانطلاقة حضارية، وتحولات اقتصادية، وثقافية، واجتماعية لم تشهد الجزيرة العربية مثيلاً لها منذ ما يزيد على ألف عام. أمضى الملك عبدالعزيز، أكثر من خمسين عاماً، كرس خلالها جهوده للنهوض بالبلاد في كل الميادين، والمجالات. وتوفي - رحمه الله - في الثاني من شهر ربيع الأول من عام 1373 هـ، الموافق للتاسع من نوفمبر 1953م، بعد أن أرسى دعائم الأمن، والاستقرار في البلاد، وبنى قواعد الإصلاح والتطور التي وضعت المملكة على مشارف المستقبل المشرق. وتسلم مقاليد الحكم من بعده أبناؤه البررة - رحمهم الله -: جلالة الملك سعود (1373-1384هـ الموافق 1953-1964م)، وجلالة الملك فيصل (1384-1395هـ الموافق 1964-1975م)، ثم جلالة الملك خالد (1395-1402هـ الموافق 1975-1982م)، الذين ساروا على نهج والدهم العظيم من حيث التمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ومواصلة مسيرة البناء والتعمير، وإقامة أوثق العلاقات مع الدول العربية، والإسلامية، والصديقة، ودعم الاستقرار والسلام العالميين. وشهدت البلاد نهضة شاملة وعم الرخاء جميع أنحاءها، وأصبحت المملكة تتمتع بمكانة دولية مرموقة واقتصاد قوي، في الوقت الذي تضاعف دخلها من البترول، الذي تم تسخير موارده في تطوير البلاد.
وبعد وفاة جلالة الملك خالد -رحمه الله-، بايعت الأسرة المالكة والشعب السعودي ولي العهد الأمير فهد بن عبدالعزيز آل سعود ملكاً على البلاد، وسمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد، وذلك في يوم الأحد 21 شعبان 1402 هـ الموافق 13 يونيو 1982 م. وفـي اليوم نفسه، أصدر الملك فهد أمراً بتعيين صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير عبدالله نائباً لرئيس مجلس الوزراء، ورئيساً للحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.
وقد عرف الملك فهد بن عبدالعزيز الذي اختار لنفسه لقب " خادم الحرمين الشريفين" بإسهاماته المتعددة في نهضة البلاد، وتقدمها في مختلف المجالات، منذ أن كان وزيراً للمعارف، ثم وزيراً للداخلية، فنائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، ثم نائباً لرئيس مجلس الوزراء وولياً للعهد، بالإضافة إلى ترؤسه العديد من الهيئات العليا، المشرفة على أهم قطاعات التنمية والتطور في البلاد. كما عرف الملك فهد بخبراته العميقة في شؤون السياسة، والإدارة، والقيادة. وهو يتمتع بصفات قيادية فريدة، أكسبته محبة شعبه، وإخلاصه وتفانيه في العمل معه على النهوض بالبلاد في مختلف المجالات.