Unconfigured Ad Widget

Collapse

إعجاز القرآن الكريم

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الوجيه
    عضو مشارك
    • Apr 2002
    • 323

    إعجاز القرآن الكريم

    المعجزة لغة : ما أُعجز به الخصم عند التحدي (القاموس المحيط) وهي أمر خارق للعادة يعجز البشر متفرقين ومجتمعين عن الإتيان بمثله يجعله الله على يد من يختاره لنبوته ، ليدل على صدقه وصحة رسالته.
    والقرآن الكريم كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو المعجزة العظمى الباقية على مرور الدهور والأزمان ، المعجز للأولين والآخرين إلى قيام الساعة .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ما من الأنبياء نبي إلا أُعطي من الآيات على ما مثله آمن البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليّ ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة (رواه البخاري : كتاب فضل آيات القرآن) ، (ومسلم ، كتاب الإيمان) .
    وليس المراد في هذا الحديث حصر معجزاته صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم ، بل المراد أن القرآن الكريم هو المعجزة التي اختص بها دون غيره ، لأن كل نبي أعطي معجزة خاصة به ، تحدى بها من أُرسل إليهم ، وكانت معجزة كل نبي تقع مناسبة لحال قومه ، ولهذا لما كان السحر فاشياً في قوم فرعون ، جاءهم موسى عليه السلام بالعصا على صورة ما يصنع السحرة ، لكنها تلقف ما صنعوا ، ولم يقع ذلك بعينه لغيره .
    ولما كان الأطباء في غاية الظهور ، جاء عيسى عليه السلام بما حيّر الأطباء من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ، وكل ذلك من جنس عملهم ولكن لم تصل إليه قدرتهم.
    ولما كانت العرب أرباب الفصاحة والبلاغة والخطابة ؛ جعل الله عز وجل معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل حكيم حميد) (فصلت:42) .
    وتتميز معجزة القرآن الكريم عن سائر المعجزات ؛ لأنه حجة مستمرة باقية على مر العصور ، والبراهين التي كانت للأنبياء انقرض زمانها في حياتهم ولم يبق منها إلا الخبر عنها ، أما القرآن الكريم فلا يزال الحجة البالغة ، لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة] .
    والقرآن الكريم آية بينة ، معجزة من وجوه متعددة من جهة اللفظ ، ومن جهة النظم والبلاغة في دلالة اللفظ على المعنى ، ومن جهة معانيه التي أمر بها ومعانيه التي أخبر بها عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وملائكته ، وغير ذلك من الوجوه الكثيرة التي ذكر كل عالم ما فتح الله عليه به منها ، ومن وجوه الإعجاز في القرآن الكريم .
    1. الإعجاز البياني والبلاغي :
    من الإعجاز القرآني ما اشتمل عليه من البلاغة والبيان والتركيب المعجز ، الذي تحدى به الإنس والجن أن يأتوا بمثله فعجزوا عن ذلك قال تعالى : (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ) (الإسراء:88).
    وقال تعالى : (أم يقولون تقوّله بل لا يؤمنون ، فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين) (الطور:33-34).
    فلم يستطيعوا الإتيان بمثله - وأنى لهم ذلك - ولم يكونوا من الصادقين :
    وتحداهم أن يأتوا بعشر سوره مثله.. (أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سوره مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين) (هود:13) .
    وعجزوا أيضاً عن ذلك : فأفسح لهم في التحدي (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله ، وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين) (البقرة:23-24) .
    وثبت التحدي في هذه الآية للعرب المعاصرين لنزول القرآن الكريم ولمن يأتي بعدهم إلى آخر الزمان .
    وأكد التحدي ، وقطع بعجزهم حيث قال : (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ، ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) (الإسراء:88) .
    2. الإخبار عن الغيوب :
    مما يدل على أن القرآن الكريم معجزة من عند الله العلي القدير ، أنه اشتمل على أخبار كثير من الغيوب التي لا علم لأحد من المخلوقين بها ، ولا سبيل لبشر أن يعلمها .
    والإخبار بالغيب أنواع :
    النوع الأول : غيوب الماضي ، وتتمثل في قصص الأنبياء والسابقين وأقوامهم ، وما أخبر به الله عن ماضي الأزمان وبداية الخلق .
    النوع الثاني : غيوب الحاضر : حيث أخبر الله عز وجل رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بغيوب حاضرة مثل كشف أسرار المنافقين ، والأخطاء التي وقع فيها بعض المسلمين ، أو غير ذلك مما لا يعلمه إلا الله وأطلع عليه رسوله صلى الله عليه وسلم .
    النوع الثالث : غيوب المستقبل ، أخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأمور لم تقع ، ثم وقعت كما أخبر ، وعلى أمور سوف تحدث في الأزمان والقرون التالية والتي سوف تأتي بعد ذلك ، مما يجتهد العلماء في فهمه وتأويله .
    الإعجاز التشريعي :
    جاء القرآن الكريم لهداية الإنس والجن، على أن يتبعوه ويعملوا بتشريعاته ، التي تفي بحاجات جميع البشر في كل زمان ومكان، لأن الذي أنزله هو العليم بكل شيء ،خالق البشر ، الخبير بما يصلحهم وما يفسدهم ، وما ينفعهم وما يضرهم ، فإذا شرع أمراً جاء في أعلى درجات الحكمة والخبرة ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) (الملك:14) .
    ويزداد الوضوح عند التأمل في أحوال الأنظمة والقوانين البشرية التي يظهر عجزها عن معالجة المشكلات البشرية ومسايرة الأوضاع والأزمنة والأحوال ، مما يضطر أصحابها إلى الاستمرار في التعديل والزيادة والنقص ، فيلغونَ غداً ما وضعوه اليوم ، لأن الإنسان محل النقص والخطأ ، والجهل بأعماق النفس البشرية ، وبما يحدث في أوضاع الإنسان وأحواله المختلفة ، وبما يصلح البشرية في كل عصر ، فهذا هو الدليل الحي الشاهد على عجز جميع البشر عن الإتيان بأنظمة تصلح الخلق وتقوم أخلاقهم ، وعلى أن القرآن الكريم كفيل برعاية مصالح العباد دون خلل . وهدايتهم إلى كل ما يصلح أحوالهم في الدنيا والآخرة إذا تمسكوا به واهتدوا بهديه.
    قال تعالى : (إن هذا القرآن يهدي للتي هو أقوم ويبشر ا لمؤمنين الذي يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً) (الإسراء:9) .
    وإجمالاً فإن الشريعة الإسلامية الغراء التي جاء بها كتاب الله تعالى مدارها على ثلاث مصالح :
    المصلحة الأولى : درء المفاسد عن ستة أشياء : حفظ الدين ، والنفس والعقل والبدن والعرض والمال .
    المصلحة الثانية : جلب المصالح في جميع الميادين وسد كل ذريعة تؤدي إلى الضرر .
    المصلحة الثالثة : الجري على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات ، ولم يترك القرآن الكريم جانباً من الجوانب التي يحتاجها البشر في الدنيا والآخرة إلا ووضع لها القواعد وهدى إليها بأقوم الطرق وأعدلها ، وإذا دققنا النظر وأمعنا الفكر لوجدنا أن به الحلول لجميع المشاكل العالمية التي عجز البشر عن إيجاد الحلول الحاسمة لها .
    3. الإعجاز العلمي الحديث :
    ويتصل بما ذكر من إعجاز القرآن الكريم في إخباره عن الأمور الغيبية المستقبلية ، نوع جديد كشف عنه العلم في العصر الحديث ، مصداقاً لقوله تعالى : (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ، أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) (فصلت:53) .
    وقد تحقق هذا الوعد في الأزمنة الأخيرة ، فرأى الناس آيات الله في الآفاق ، وفي جسم الإنسان وأجسام باقي المخلوقات وأجهزته الحيوية ، بأدق الأجهزة وأحدث الوسائل ، التي لم يتم اختراعها إلا في العصر الحديث .
    المراجع :
    - كتاب "الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى " ، سعيد بن علي القحطاني .
    - "مناهل العرفان في علوم القرآن" ، للزرقاني .
    - "كتاب الإيمان" ، عبد المجيد الزنداني .
    - "أضواء البيان" ، للشنقيطي .
    كَـفَى بِـكَ داءً أن تَـرى المَـوتَ شافِيَا *** وحَسْــبُ المَنايــا أنْ يَكــنَّ أمانِيـا
    تَمنَّيتَهــا لَمُّــا تَمنَّيــتَ أنْ تَــرَى *** صَدِيقًــا فأعيــا أو عَــدُوّا مُداجِيـا
    إِذا كُــنتَ تَــرضَى أن تَعيشَ بِذلَّـة *** فَــلا تَســتَعِدَّنَّ الحُســامَ اليَمانِيــا
    وَلا تَســـتَطِيَلنَّ الرِمـــاحَ لِغــارةٍ *** وَلا تَســـتَجِيدنَّ العِتــاقَ المَذاكيــا
    فَمـا يَنفَـعُ الأُسْـدَ الحَيـاءُمنَ الطَـوى *** وَلا تُتقَــى حَــتَّى تَكُـونَ ضَوارِيـا

    DANGERHAND@HOTMAIL.COM
Working...