بسم الله الرحمن الرحيم
((ورقــات حائرة ))
الأولـى :
فكرت في احتضان المسافة علّها تقتل اللوعة ،فوجدت نفسي عقيمة لا تنجب ما تطمح إليه. ألقيت الفكرة جانبًا،واعتليت منبر الصمت .وكما هي العادة كان وقوفي سكونًا رغم ما بداخلي من صيحات ترغب في القدوم نحو عالم الوجود ،كنت عازمًا عل أن أكون سجنًا وسجينًا .
الثـانية :
اللون الأخضر يشبهك إلى حد ما ،غير أن أوراقك لا تسقط في فصل الخريف .رفاقك يا صديقي يرون فيك وفاء السموأل ..شجاعة العبسي ..مجنون ليلى يلمحونه ينشد أشعاره بين عينيك ،وأنا أقف على التل أرقب الفلاحين وهم يذيبون نصبهم بترديد أشعارك العذبة ،وهناك أيها الحبيب أعود وأمقت حالاً لاتستطيع الإفصاح عن حبه لك.
الثالثـة :
فتحت النافذة أملاً في نسمة هواء باردة أغسل بها همًا تعلق بي منذ الأزل ،أبصرت طفلاً يتلاعب بالطين ..تساءلت كيف استطاع هذا الطفل مداعبة نفسه وأنا مذ عرفتها ( أي نفسي ) أسير وفق رغباتها ،لا أعرف عزيمة ولا إصرارًا ، كل ما لدي من عناوين الرجولة لا يقوى على الظهور ينـزوي خلف الأكمة حتى يأتيه الفرج ،وإلى أن يأتي أتمنى أن أجد في الطين كنـزي المفقود .
الرابـعة :
لن أصور لكِ ـ رغم مقدرتي على ذلك ـ مرارة الحزن وحرقة الندم ،ولن أبحث في حديثي إليك عن وجع آخر .كل ما في الأمر أيتها الحبيبة أنني أرقب حتى هذه اللحظة زفرة أزين بها عالمي الباحث عن قوة يعيد بها ما كان .ولكِ أن تتصوري ـ يا أجمل النساء ابتسامة ـ معنى أن ينشد الإنسان المحال.
الخامـسة :
قفوا أمام المرآة وتذكروا أن رؤية العيوب أولا طريق موصل إلى إدراك ما في أنفسكم من جمــــــال .