أصابنا اليتم من كثرة آبائنا
قيادية ومسؤولة في الرئاسة العامة لتعليم البنات:
منذ 20 عاماً أجبروني على كتابة تعهد بخط يدي بعدم الكتابة للصحف!
أبها: الوطن
بعد صمت دام عشرين سنة وبعد أن تغير مدير التعليم في منطقة (...) وكذلك مديرة الإشراف في (...) وبعد كارثة المدرسة 31 في مكة المكرمة آن الأوان لكي أبوح والحادث المفجع أجبرني على الحديث على الرغم من شرف المسؤولية التي أتحملها الآن في عملي وموقعي.
كل مصيبة تبرأ وكل جرح يندمل إلا مصائبنا نحن مع الرئاسة العامة لتعليم البنات فمعها يبقى الجرح غائراً والألم دائماً ونبقى نذكر خيباتنا وجروحنا وصمتنا!.
... وهاهي الأصوات بدأت تنبري لنا بعد أن استقبلت الجنان ضحايا الجريمة البشعة التي هزت وجدان الأمة وهي حادثة المدرسة 31 في مكة المكرمة.
وبعد أن أخمد الحريق الرمزي ما زال الحريق الحقيقي مشتعلاً في نفس كل مواطن ومواطنة ضد هذه الجهة وهي المسؤولة مسؤولية كاملة عما حدث.
انبرت هذه الأصوات تنادي بإعادة الخناجر إلى غمدها عن الجمل الذي "طاح" والرفق به والتعامل بموضوعية مع الحدث، ثم تتهكم وبسخرية بهذه المرأة التي صمتت دهراً واستغلت الحادثة لتنطق كفراً، وتنبش المخبأ في أدراجها.
هذه الأصوات تريد أن تشير إلى نفسها بأنها وحدها العاقلة وصاحبة القدرة على تحليل الأحداث بهدوء، بعد أن راقبت كل ردود الفعل تلك الطبيعية والجميلة لدى المواطنين في هذا البلد على الرغم مما أثبتته تلك الردود من حميمية ووعي اجتماعي مسؤول أشعرنا بالتلاحم كما لم نشعر به من قبل حين منحنا فرصة التعبير عنه وفرصة الاطلاع عليه ولأول مرة عبر صحفنا المحلية ولاسيما صحيفة الناس والوطن "الوطن".
وبهذه الأصوات أريد أن أقول: إن الرئاسة العامة لتعليم البنات لم تعرفنا أصلاً بهذه المفردة الموضوعية التي تتحدثون عنها عبر مناهجها الدراسية وكأنها كانت تعدنا لسلخها وهكذا يكون السحر قد انقلب على الساحر، مع أننا تعلمنا الموضوعية بأنفسنا ومن قلق مناهجها، ولم أر موضوعاً طرح في هذا الشأن خارجاً عن الموضوعية بل لعله مازال غارقاً في أسطورة الخوف من هذا الجهاز المتسلط على أرزاقنا.
لعلكم لا تعلمون أن الرئاسة لا تسمح لأي من منسوباتها بنشر فضائحها فأنا ومنذ عشرين عاماً وحين تجرأت وكتبت عن مكمن من مكامن الرئاسة من يسمى "مدرسة" تعرضت لتحقيق دام ثلاثة أيام من لجنة مشرفات التربية الدينية وعلى رأسهن مديرة مكتب الإشراف آنذاك توج هذا التحقيق بتعهد أجبرت على توقيعه فحواه ألا أمارس العمل الكتابي في أي صحيفة، وما زال التعهد في ملفي إذا لزم الأمر لفتح ملفات، ولم أكن الوحيدة في هذا الصدد ويكفي أنكم قرأتم أن مديرة المدرسة لا يحق لها الاتصال بالدفاع المدني إلا بإذن من الرئاسة وأزيدكم علما بأن الرئاسة تحظر على المديرة مخاطبة أي جهة غيرها حتى لو كانت البلدية لتشجير مدرسة أو حل قضية عاجلة تخص هذه المؤسسة أو غيرها. وكأن في الخطاب كشف عورة.
ما معنى هذه الوصاية وهذه الأبوة التي تجاوزت الحد حقاً "لقد أصابنا اليتم لكثرة آبائنا" لقد فهموا "القوامة" بالشكل الذي يرغبون وبالشكل الذي يمكنهم من السيطرة على النفوس الشريفة التي يمكن أن تكشفهم، وبالشكل الذي يخدم مناصبهم ومصالحهم وإلا ما معنى أن يعين مندوب تعليم في المحافظات يفهم في "الغنم" ويداوم في "حوشه" أو في مكتبه العقاري أكثر مما يفهم في التربية والتعليم وأكثر مما يداوم في المؤسسة وما معنى أن يقوم هذا وذاك بتأجير منزله أو منزل من "يعزون" عليه كمدارس للرئاسة وبأجور ذات وجهين، ما مؤهلات هؤلاء العلمية أو التربوية أو حتى الإنسانية التي تمنحهم حق التعالي على النساء المؤهلات، إن فساد رؤسائنا انعكس على العملية التربوية والتعليمية بشكل صارخ يجعلنا نشعر "بالخزي" من صمتنا إن لم نطالب بوزارة للتعليم مظلة للبنين والبنات وفق آلية عمل وهيكلة جديدة تكفل احترام هذه المسؤولة العظيمة يكون شعارها محاربة الفساد كأول ما تبدأ به ومن ثم تسلم كل شؤون تعليم المرأة للمرأة نفسها من المؤهلات نفسياً وعلمياً وتربوياً إذ مما يثير الدهشة أن تكون المرأة محل ثقة حين تقوم بأخطر عملية وهي التعليم ولا تمنح هذه الثقة في إدارة هذه العملية.
قيادية ومسؤولة في الرئاسة العامة لتعليم البنات:
منذ 20 عاماً أجبروني على كتابة تعهد بخط يدي بعدم الكتابة للصحف!
أبها: الوطن
بعد صمت دام عشرين سنة وبعد أن تغير مدير التعليم في منطقة (...) وكذلك مديرة الإشراف في (...) وبعد كارثة المدرسة 31 في مكة المكرمة آن الأوان لكي أبوح والحادث المفجع أجبرني على الحديث على الرغم من شرف المسؤولية التي أتحملها الآن في عملي وموقعي.
كل مصيبة تبرأ وكل جرح يندمل إلا مصائبنا نحن مع الرئاسة العامة لتعليم البنات فمعها يبقى الجرح غائراً والألم دائماً ونبقى نذكر خيباتنا وجروحنا وصمتنا!.
... وهاهي الأصوات بدأت تنبري لنا بعد أن استقبلت الجنان ضحايا الجريمة البشعة التي هزت وجدان الأمة وهي حادثة المدرسة 31 في مكة المكرمة.
وبعد أن أخمد الحريق الرمزي ما زال الحريق الحقيقي مشتعلاً في نفس كل مواطن ومواطنة ضد هذه الجهة وهي المسؤولة مسؤولية كاملة عما حدث.
انبرت هذه الأصوات تنادي بإعادة الخناجر إلى غمدها عن الجمل الذي "طاح" والرفق به والتعامل بموضوعية مع الحدث، ثم تتهكم وبسخرية بهذه المرأة التي صمتت دهراً واستغلت الحادثة لتنطق كفراً، وتنبش المخبأ في أدراجها.
هذه الأصوات تريد أن تشير إلى نفسها بأنها وحدها العاقلة وصاحبة القدرة على تحليل الأحداث بهدوء، بعد أن راقبت كل ردود الفعل تلك الطبيعية والجميلة لدى المواطنين في هذا البلد على الرغم مما أثبتته تلك الردود من حميمية ووعي اجتماعي مسؤول أشعرنا بالتلاحم كما لم نشعر به من قبل حين منحنا فرصة التعبير عنه وفرصة الاطلاع عليه ولأول مرة عبر صحفنا المحلية ولاسيما صحيفة الناس والوطن "الوطن".
وبهذه الأصوات أريد أن أقول: إن الرئاسة العامة لتعليم البنات لم تعرفنا أصلاً بهذه المفردة الموضوعية التي تتحدثون عنها عبر مناهجها الدراسية وكأنها كانت تعدنا لسلخها وهكذا يكون السحر قد انقلب على الساحر، مع أننا تعلمنا الموضوعية بأنفسنا ومن قلق مناهجها، ولم أر موضوعاً طرح في هذا الشأن خارجاً عن الموضوعية بل لعله مازال غارقاً في أسطورة الخوف من هذا الجهاز المتسلط على أرزاقنا.
لعلكم لا تعلمون أن الرئاسة لا تسمح لأي من منسوباتها بنشر فضائحها فأنا ومنذ عشرين عاماً وحين تجرأت وكتبت عن مكمن من مكامن الرئاسة من يسمى "مدرسة" تعرضت لتحقيق دام ثلاثة أيام من لجنة مشرفات التربية الدينية وعلى رأسهن مديرة مكتب الإشراف آنذاك توج هذا التحقيق بتعهد أجبرت على توقيعه فحواه ألا أمارس العمل الكتابي في أي صحيفة، وما زال التعهد في ملفي إذا لزم الأمر لفتح ملفات، ولم أكن الوحيدة في هذا الصدد ويكفي أنكم قرأتم أن مديرة المدرسة لا يحق لها الاتصال بالدفاع المدني إلا بإذن من الرئاسة وأزيدكم علما بأن الرئاسة تحظر على المديرة مخاطبة أي جهة غيرها حتى لو كانت البلدية لتشجير مدرسة أو حل قضية عاجلة تخص هذه المؤسسة أو غيرها. وكأن في الخطاب كشف عورة.
ما معنى هذه الوصاية وهذه الأبوة التي تجاوزت الحد حقاً "لقد أصابنا اليتم لكثرة آبائنا" لقد فهموا "القوامة" بالشكل الذي يرغبون وبالشكل الذي يمكنهم من السيطرة على النفوس الشريفة التي يمكن أن تكشفهم، وبالشكل الذي يخدم مناصبهم ومصالحهم وإلا ما معنى أن يعين مندوب تعليم في المحافظات يفهم في "الغنم" ويداوم في "حوشه" أو في مكتبه العقاري أكثر مما يفهم في التربية والتعليم وأكثر مما يداوم في المؤسسة وما معنى أن يقوم هذا وذاك بتأجير منزله أو منزل من "يعزون" عليه كمدارس للرئاسة وبأجور ذات وجهين، ما مؤهلات هؤلاء العلمية أو التربوية أو حتى الإنسانية التي تمنحهم حق التعالي على النساء المؤهلات، إن فساد رؤسائنا انعكس على العملية التربوية والتعليمية بشكل صارخ يجعلنا نشعر "بالخزي" من صمتنا إن لم نطالب بوزارة للتعليم مظلة للبنين والبنات وفق آلية عمل وهيكلة جديدة تكفل احترام هذه المسؤولة العظيمة يكون شعارها محاربة الفساد كأول ما تبدأ به ومن ثم تسلم كل شؤون تعليم المرأة للمرأة نفسها من المؤهلات نفسياً وعلمياً وتربوياً إذ مما يثير الدهشة أن تكون المرأة محل ثقة حين تقوم بأخطر عملية وهي التعليم ولا تمنح هذه الثقة في إدارة هذه العملية.