جميعكم شاهد وقرأ وسمع في الأسابيع الماضية ما تناقلته أجهزة الإعلام المختلفة عن قضية هامة شغلت الرأي العام العالمي بمختلف توجهاته ودياناته ومذاهبه وثقافاته عندما ثارت ثائرتهم جميعاً ضد نظام طالبان الحاكم في أفغانستان منذ أن أصدر الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان فتواه الشهيرة التي أقضت مضاجع العالم وقلبت الرأي العام العالمي كله ضد حركة طالبان مع أن هذا العالم لم يكن في صف طالبان منذ أن تسلّم السلطة في أفغانستان عام 1996م.. هذه الفتوى التي قضت بتدمير تماثيل باميان البوذية الواقعة في جبال كوش الهندوسية في أفغانستان والتي يعود تاريخ نحتها على التلال الصخرية هناك إلى القرن الخامس الميلادي على أيدي فنانين يونان.. وقد استند الملا محمد عمر في فتواه على أن هذه التماثيل هي أصنام كانت آلهة للكفار ومازالت تعبد حتى يومنا هذا وأن لا إله حقاً إلا الله عز وجل.. وما أن صدرت الفتوى حتى تحرك العالم أجمع بكافة مستوياته وهيئاته المختصة وبدأت الوساطات التي وصلت إلى مستوى رؤساء الدول مروراً بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي أنان ورفض حركة طالبان الاستجابة لمطلبه وبزيارة وفد المؤتمر الإسلامي لأفغانستان وانتهاءً بتدمير التمثالين وغيرها مما خلفته الحضارات غير الإسلامية في أفغانستان..
وليس حديثنا هنا في >فواصل< لبحث صحة فتوى الملا محمد عمر وما قامت به الحركة من عدمه ولا لمشروعية بقاء هذه الأصنام من عدمه فقد قتل الموضوع بحثاً وتنظيراً وفتاوى بين مؤيد ومعارض ولن نضيف له جديداً لأن ما كان قد كان ولن يعيد بحثنا تماثيل بوذا إلى مكانها إن رفضنا فتوى طالبنا وتصرفها ولن نزيدها دماراً إن وافقناهم الرأي ولكننا سنعرض إلى جملة أحداث رافقت الأزمة >إن كانت أزمة في الحقيقة!< والتي ستقودنا إلى جملة من الأسئلة التي تبحث في عقولكم عن أجوبة ترد إلى رؤوسنا عقولنا التي لم نعد ندري على أي مقعدٍ نقعدها ولا لمن نجعلها تصغي ولا عمن نديرها رفضاً لأن حابل الأمور قد اختلط بنابلها في عالم فوضوي طغت سياساتها المتقلّبة لحساب الدول والأنظمة على قيمه وإنسانيته وفضائله تغريراً بالشعوب التي لا تملك من أمر عقولها وأنفسها شيئاً..
^ قبل فتوى الملا محمد عمر بأيام قليلة بثت إحدى القنوات الفضائية العربية حواراً تليفزيونياً مسجلاً لإحدى مذيعات القناة مع السيد كوفي أنان الأمين العام الحالي لهيئة الأمم المتحدة وفي معرض إجابته عن سؤال لها عن مدى تدخل الدول العظمى في قرارات الأمم المتحدة قال السيد أنان بصراحة شديدة إن الدول العظمى لها تأثير كبيرعلى قرارات هيئة الأمم وأن الهيئة الموقرة تراعي توجهات هذه الدول لأنها ببساطة شديدة وإن كانت لاتتدخل مباشرة في صنع القرار فإنها ستستخدم حق الفيتو لنقضه فمن باب أولى فالسيد أنان وهيئته الموقرة يقدمون لهذه الدول كل مبررات الـ >نعم< قبل أن يصفعهم حق النقض >الفيتو< من قبل هذه الدول بـ >لا< قاسية تنسف كل جهودهم لتصبح على رأي السيد أنان.. >هيئة الأمم العظمى المنفصلة< وليس للمتحدة أو للاتحاد مكان في التسمية هنا..
^ حصل السيد كويشيرو ماتسورا المدير العام لمنظمة اليونسكو التابعة لهيئة الأمم المتحدة على تعهد من 54 دولة إسلامية بمعارضة فتوى الملا محمد عمر..
^ العالم كله وقف معارضاً لقرار تدمير التماثيل وطالب حركة طالبان بالعدول عنه وتعهدت كثير من الدول بإنقاذ هذه التماثيل وتحمل تكاليفها وتكاليف الحفاظ على ما يرونه ثروة وإرثاً تاريخياً يجب الحفاظ عليه..
^ منذ عام 1996م والعالم كله يرفض الاعتراف بحركة طالبان كنظام حاكم شرعي في أفغانستان.. ولم يلتفت إلى آلاف الضحايا التي تموت في أفغانستان جراء المجاعات والفقر الشديد في ظل فرض الدول الغربية لعقوبات صارمة على أفغانستان في الوقت الذي تعاني فيه من مجاعة أتت على آلاف الضحايا تحت سمع وبصر العالم الذي لم يتحرك للحفاظ على البشر.
^ اتهمت حركة طالبات بأنها قامت بتدمير التماثيل البوذية نكاية بالأقلية الشيعية التي تعيش في المنطقة.
^ اتهمت حركة طالبان بأنها تغتصب النساء الأفغانيات وتبيعهن في أسواق النخاسة في الباكستان.
^ نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية في نسختها الصادرة بالعربية في عددها الصادر بتاريخ 13 مارس 2001م تقريراً جاء فيه >...ومعروف عن حركة طالبان إصدارها الفتاوى الصارمة بشكل يثير الصدمة. فمنذ تسلمها السلطة عام 1996م فرض هؤلاء المحاربون الأصوليون نمطاً متشداً من الإسلام على أفغانستان فمنعوا التليفزيون والتصوير وأجبروا الرجال على إطالة اللحي ومنعوا النساء من الالتحاق بالمدارس أو العمل. كمارفضوا بشكل ينم عن التحدي تسليم أسامة بن لادن الذي يشتبه في أنه إرهابي، كما ذكر أنهم جنوا الأرباح من محاصيل الأفيون الهائلة في البلاد وقد تعرضوا لنبذ المجتمع الدولي بسبب قمعهم لأفراد شعبهم وقد يكون من المفارقات أن قرارهم شن هجوم على عمل من الحجارة أثار أكبر موجة من السخط... إلخ< وقد اتفقت معهم كثير من الدول والهيئات والأشخاص فيما ذهبوا إليه وغير هذه الأحداث التي أثارت العالم ضد طالبان ولم يلتفتوا لها ودمرت التماثيل بالفعل والغريب أن البعض اتهمهم بأن قرارهم التدميري هذا هو غطاء لتهريب الآثار الأفغانية وبيعها وقيسوا على هذه النقائض ما تشاءون.
^ كل هذه الأحداث وغيرها تثير في ذهن أي عاقل مجموعة من الأسئلة التي تبحث عن إجابة عاقلة.. حيادية.. لا تهادن لحساب أي أحد..
^ كيف يمكن لأي عاقل أن يثق في نزاهة قرارات هيئة الأمم المتحدة وأنها ستقف إلى جانب قضاياه المصيرية خاصة في الدول الفقيرة ودول العالم الثالث بالذات بعد اعتراف أمينها العام بتحكم الدول العظمى في قراراتها وكيف له أن يثق في قرارات وتوجهات أي منظمة تنبثق من هيئة الأمم طالما أن عرض الشرعية الدولية ينتهك على مرأى ومسمع العالم؟!
^ مادامت التماثيل البوذية قائمة في بلاد الإسلام ومن الممكن أن تعبد من دون الله هناك بما أن الديانة البوذية لازالت معتنقة في الكثيرمن دول شرق آسيا وغيرها.. كيف يمكن أن تلام حركة طالبان على هدمها وتدميرها حتى لو كان بقاؤها سينقذ أفغانستان اقتصادياً ويجعل العالم يعترف بها رسمياً كنظام حاكم لأفغانستان كما يردد البعض أو حتى كما أراد وفد المؤتمر الإسلامي إقناع طالبان به ولم تستجب له وأتموا تدمير التماثيل؟
^ كيف يمكن لعاقل أن يصدق أن من يرفض اعتراف العالم به رسمياً ولا يقبل بوساطة الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة ولا رؤساء الدول ولا الأموال التعويضية الطائلة المدفوعة لنقل التماثيل من أفغانستان حفاظاً عليها.. هونفسه ذات الشخص الذي يجني أمواله من تهريب الآثار والاتجار بالمخدرات وبيع النساء في سوق النخاسة.. كيف إذاً ينصر الدين وتعلى كلمة الحق ويزهق الباطل لوجه الله.. كيف؟!!
^ هذا العالم المتحضر.. الإنساني.. التقدمي.. نصير الثقافة.. المحافظ على الآثار وعلى الحيوانات النادرة من الانقراض.. حافظ التاريخ الحجري من الزوال.. ماذا لو دبت الحياة في تمثالي بوذا وعاثا فساداً وتقتيلاً في كل مسلمي أفغانستان هل سيثور من أجلهم؟! هل سيحمي إنسانيتهم من الفناء والإبادة؟! هل سيستيقظ ضميره >الحي!< من أجلهم كما استيقظ من أجل الحجارة البوذية؟! وإن استيقظ >ولن يفعلها< لماذا ظل نائماً وآلاف الأفغانيين المساكين المسلمين.. المسالمين يموتون برداً وجوعاً وهم محاصرون من قبل الدول الغربية التي >تشتبه!< أن أسامة بن لادن الذي >يشتبه< بأنه إرهابي وحكومة طالبان ترفض تسليمه لهم؟! ولماذا تظل دول العالم الثالث وحدها عرضة للحصار وللدمار لمجرد أن أمريكا أو بريطانيا مثلاً >تشتبه!< بأن فحيمه والمقرحي فجرا طائرة البان إم على لوكيربي فيحاصر الشعب الليبي عشر سنوات ويقتل من يقتل ويرمل من يرمل وييتم من ييتم.. ولأنها >تشتبه!< أن السودان خبأت أسامة بن لادن فتدمر مصنعاً للدواء فيها وتحاصر شعبها وتقتل من تقتل؟! حتى متى هم >يشتبهون< ونحن نقتّل وتذهب دماؤنا هدراً؟! حتى متى هم يشتبهون!< ونحن نقتل وتثبت براءتنا ولايزال كثيرمن الأنظمة العربية وحتى الإسلامية تسبح بحمدهم وتسوق رقابنا على مقاصل نازيتهم وفاشيتهم واشتباهاتهم المشبوهة؟!
^ أليس المسجد الأقصى إرثاً أيديولوجياً وثقافياً وإنسانياً له قيمته التاريخية الممتدة لآلاف السنين الضاربة في عمق التاريخ والحضارة الإنسانية.. لماذا لم يثر العالم ثورته للحجارة البوذية عندما أحرقه الصهاينة؟! لماذا لم يثر العالم وتاريخ الحضارة العربية والإسلامية يقذف به التتار والصليبيون في نهري دجلة والفرات حتى لبس ماؤهما وشاحاً أسود حداداً على موت ضمائر العالم المتحضر وليس على إغراق التاريخ الإنساني وحرقه في الحملات الصليبية التتارية؟! لماذا لم يثر العالم المتحضر عندما دمّر المتعصبون الهندوس جامع بابري في الهند عام 1991م؟! أم أن الحياة بكل معطياتها ملك لأي أحد غير المسلمين؟! إن كانت هذه هي الحضارة وهذا هو التحضر وهذه هي الحرية وهذه هي الديمقراطية العالمية.. طز!! لا نريدها..
^ متى تتحرك الأنظمة العربية والإسلامية لتخبر الغرب المتغطرس بأننا نحن الشعوب العربية والإسلامية بشرٌ نشاطرهم العيش على نفس الكوكب.. ولنا فيه مثل ما لهم فيه فقط.. لا نريد أن نسيطر عليهم ولكن نريد أن نصبح مثلهم على الأقل.. لانريد أن نحاصر أمريكا لأننا >نشتبه!< بأنها تخبئ عنا أحداً أو تتآمر ضدنا ولكن نريد أن نملك حق رفض أن يحاصرنا أحد.. أي أحد؟!
^ هذا الحصارالذي قتل المسلمين في أفغانستان برداً وجوعاً في ثلاث سنوات مجاعة نجمت عن حصارها الاقتصادي العربي وحرمها حتى من توفير إمكانات تعليم المرأة وغيرها من السلبيات التي يراها حتى بعض المسلمين الأغبياء تطرفاً وتشدداً وأصولية ممن أصبحوا أبواقاً للغرب اللعين تنفخ في عقول البلهاء منّا.. فيصدقوا ويهرفوا بما لا يعرفون.. دون أن يفكروا أن يرسلوا لهم >بطانية..أو رغيف خبز< وإن كتب الله لهم بها الحياة وأنقذهم من الموت وكسر حصار الطغاة عليهم فليرى بعدها هل سيعلمون نساءهم أم لا؟!
^ أسأل الله أن يجعل الله عز وجل ما عملته حكومة طالبان في موازين حسناتهم يوم يلقونه.. هو ولي ذلك والقادر عليه.. وأن يخلص نواياهم لوجهه تعالى وإن نصر الله لقريب بإذن الله.. هو وحده القادر على رفع البلاء عنهم بإذنه تعالى.. عليه التكلان.. أما نحن فبأسنا بيننا شديد والله وحده يعلم متى يكون الخلاص..
^ حسبنا الله ونعم الوكيل..
وليس حديثنا هنا في >فواصل< لبحث صحة فتوى الملا محمد عمر وما قامت به الحركة من عدمه ولا لمشروعية بقاء هذه الأصنام من عدمه فقد قتل الموضوع بحثاً وتنظيراً وفتاوى بين مؤيد ومعارض ولن نضيف له جديداً لأن ما كان قد كان ولن يعيد بحثنا تماثيل بوذا إلى مكانها إن رفضنا فتوى طالبنا وتصرفها ولن نزيدها دماراً إن وافقناهم الرأي ولكننا سنعرض إلى جملة أحداث رافقت الأزمة >إن كانت أزمة في الحقيقة!< والتي ستقودنا إلى جملة من الأسئلة التي تبحث في عقولكم عن أجوبة ترد إلى رؤوسنا عقولنا التي لم نعد ندري على أي مقعدٍ نقعدها ولا لمن نجعلها تصغي ولا عمن نديرها رفضاً لأن حابل الأمور قد اختلط بنابلها في عالم فوضوي طغت سياساتها المتقلّبة لحساب الدول والأنظمة على قيمه وإنسانيته وفضائله تغريراً بالشعوب التي لا تملك من أمر عقولها وأنفسها شيئاً..
^ قبل فتوى الملا محمد عمر بأيام قليلة بثت إحدى القنوات الفضائية العربية حواراً تليفزيونياً مسجلاً لإحدى مذيعات القناة مع السيد كوفي أنان الأمين العام الحالي لهيئة الأمم المتحدة وفي معرض إجابته عن سؤال لها عن مدى تدخل الدول العظمى في قرارات الأمم المتحدة قال السيد أنان بصراحة شديدة إن الدول العظمى لها تأثير كبيرعلى قرارات هيئة الأمم وأن الهيئة الموقرة تراعي توجهات هذه الدول لأنها ببساطة شديدة وإن كانت لاتتدخل مباشرة في صنع القرار فإنها ستستخدم حق الفيتو لنقضه فمن باب أولى فالسيد أنان وهيئته الموقرة يقدمون لهذه الدول كل مبررات الـ >نعم< قبل أن يصفعهم حق النقض >الفيتو< من قبل هذه الدول بـ >لا< قاسية تنسف كل جهودهم لتصبح على رأي السيد أنان.. >هيئة الأمم العظمى المنفصلة< وليس للمتحدة أو للاتحاد مكان في التسمية هنا..
^ حصل السيد كويشيرو ماتسورا المدير العام لمنظمة اليونسكو التابعة لهيئة الأمم المتحدة على تعهد من 54 دولة إسلامية بمعارضة فتوى الملا محمد عمر..
^ العالم كله وقف معارضاً لقرار تدمير التماثيل وطالب حركة طالبان بالعدول عنه وتعهدت كثير من الدول بإنقاذ هذه التماثيل وتحمل تكاليفها وتكاليف الحفاظ على ما يرونه ثروة وإرثاً تاريخياً يجب الحفاظ عليه..
^ منذ عام 1996م والعالم كله يرفض الاعتراف بحركة طالبان كنظام حاكم شرعي في أفغانستان.. ولم يلتفت إلى آلاف الضحايا التي تموت في أفغانستان جراء المجاعات والفقر الشديد في ظل فرض الدول الغربية لعقوبات صارمة على أفغانستان في الوقت الذي تعاني فيه من مجاعة أتت على آلاف الضحايا تحت سمع وبصر العالم الذي لم يتحرك للحفاظ على البشر.
^ اتهمت حركة طالبات بأنها قامت بتدمير التماثيل البوذية نكاية بالأقلية الشيعية التي تعيش في المنطقة.
^ اتهمت حركة طالبان بأنها تغتصب النساء الأفغانيات وتبيعهن في أسواق النخاسة في الباكستان.
^ نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية في نسختها الصادرة بالعربية في عددها الصادر بتاريخ 13 مارس 2001م تقريراً جاء فيه >...ومعروف عن حركة طالبان إصدارها الفتاوى الصارمة بشكل يثير الصدمة. فمنذ تسلمها السلطة عام 1996م فرض هؤلاء المحاربون الأصوليون نمطاً متشداً من الإسلام على أفغانستان فمنعوا التليفزيون والتصوير وأجبروا الرجال على إطالة اللحي ومنعوا النساء من الالتحاق بالمدارس أو العمل. كمارفضوا بشكل ينم عن التحدي تسليم أسامة بن لادن الذي يشتبه في أنه إرهابي، كما ذكر أنهم جنوا الأرباح من محاصيل الأفيون الهائلة في البلاد وقد تعرضوا لنبذ المجتمع الدولي بسبب قمعهم لأفراد شعبهم وقد يكون من المفارقات أن قرارهم شن هجوم على عمل من الحجارة أثار أكبر موجة من السخط... إلخ< وقد اتفقت معهم كثير من الدول والهيئات والأشخاص فيما ذهبوا إليه وغير هذه الأحداث التي أثارت العالم ضد طالبان ولم يلتفتوا لها ودمرت التماثيل بالفعل والغريب أن البعض اتهمهم بأن قرارهم التدميري هذا هو غطاء لتهريب الآثار الأفغانية وبيعها وقيسوا على هذه النقائض ما تشاءون.
^ كل هذه الأحداث وغيرها تثير في ذهن أي عاقل مجموعة من الأسئلة التي تبحث عن إجابة عاقلة.. حيادية.. لا تهادن لحساب أي أحد..
^ كيف يمكن لأي عاقل أن يثق في نزاهة قرارات هيئة الأمم المتحدة وأنها ستقف إلى جانب قضاياه المصيرية خاصة في الدول الفقيرة ودول العالم الثالث بالذات بعد اعتراف أمينها العام بتحكم الدول العظمى في قراراتها وكيف له أن يثق في قرارات وتوجهات أي منظمة تنبثق من هيئة الأمم طالما أن عرض الشرعية الدولية ينتهك على مرأى ومسمع العالم؟!
^ مادامت التماثيل البوذية قائمة في بلاد الإسلام ومن الممكن أن تعبد من دون الله هناك بما أن الديانة البوذية لازالت معتنقة في الكثيرمن دول شرق آسيا وغيرها.. كيف يمكن أن تلام حركة طالبان على هدمها وتدميرها حتى لو كان بقاؤها سينقذ أفغانستان اقتصادياً ويجعل العالم يعترف بها رسمياً كنظام حاكم لأفغانستان كما يردد البعض أو حتى كما أراد وفد المؤتمر الإسلامي إقناع طالبان به ولم تستجب له وأتموا تدمير التماثيل؟
^ كيف يمكن لعاقل أن يصدق أن من يرفض اعتراف العالم به رسمياً ولا يقبل بوساطة الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة ولا رؤساء الدول ولا الأموال التعويضية الطائلة المدفوعة لنقل التماثيل من أفغانستان حفاظاً عليها.. هونفسه ذات الشخص الذي يجني أمواله من تهريب الآثار والاتجار بالمخدرات وبيع النساء في سوق النخاسة.. كيف إذاً ينصر الدين وتعلى كلمة الحق ويزهق الباطل لوجه الله.. كيف؟!!
^ هذا العالم المتحضر.. الإنساني.. التقدمي.. نصير الثقافة.. المحافظ على الآثار وعلى الحيوانات النادرة من الانقراض.. حافظ التاريخ الحجري من الزوال.. ماذا لو دبت الحياة في تمثالي بوذا وعاثا فساداً وتقتيلاً في كل مسلمي أفغانستان هل سيثور من أجلهم؟! هل سيحمي إنسانيتهم من الفناء والإبادة؟! هل سيستيقظ ضميره >الحي!< من أجلهم كما استيقظ من أجل الحجارة البوذية؟! وإن استيقظ >ولن يفعلها< لماذا ظل نائماً وآلاف الأفغانيين المساكين المسلمين.. المسالمين يموتون برداً وجوعاً وهم محاصرون من قبل الدول الغربية التي >تشتبه!< أن أسامة بن لادن الذي >يشتبه< بأنه إرهابي وحكومة طالبان ترفض تسليمه لهم؟! ولماذا تظل دول العالم الثالث وحدها عرضة للحصار وللدمار لمجرد أن أمريكا أو بريطانيا مثلاً >تشتبه!< بأن فحيمه والمقرحي فجرا طائرة البان إم على لوكيربي فيحاصر الشعب الليبي عشر سنوات ويقتل من يقتل ويرمل من يرمل وييتم من ييتم.. ولأنها >تشتبه!< أن السودان خبأت أسامة بن لادن فتدمر مصنعاً للدواء فيها وتحاصر شعبها وتقتل من تقتل؟! حتى متى هم >يشتبهون< ونحن نقتّل وتذهب دماؤنا هدراً؟! حتى متى هم يشتبهون!< ونحن نقتل وتثبت براءتنا ولايزال كثيرمن الأنظمة العربية وحتى الإسلامية تسبح بحمدهم وتسوق رقابنا على مقاصل نازيتهم وفاشيتهم واشتباهاتهم المشبوهة؟!
^ أليس المسجد الأقصى إرثاً أيديولوجياً وثقافياً وإنسانياً له قيمته التاريخية الممتدة لآلاف السنين الضاربة في عمق التاريخ والحضارة الإنسانية.. لماذا لم يثر العالم ثورته للحجارة البوذية عندما أحرقه الصهاينة؟! لماذا لم يثر العالم وتاريخ الحضارة العربية والإسلامية يقذف به التتار والصليبيون في نهري دجلة والفرات حتى لبس ماؤهما وشاحاً أسود حداداً على موت ضمائر العالم المتحضر وليس على إغراق التاريخ الإنساني وحرقه في الحملات الصليبية التتارية؟! لماذا لم يثر العالم المتحضر عندما دمّر المتعصبون الهندوس جامع بابري في الهند عام 1991م؟! أم أن الحياة بكل معطياتها ملك لأي أحد غير المسلمين؟! إن كانت هذه هي الحضارة وهذا هو التحضر وهذه هي الحرية وهذه هي الديمقراطية العالمية.. طز!! لا نريدها..
^ متى تتحرك الأنظمة العربية والإسلامية لتخبر الغرب المتغطرس بأننا نحن الشعوب العربية والإسلامية بشرٌ نشاطرهم العيش على نفس الكوكب.. ولنا فيه مثل ما لهم فيه فقط.. لا نريد أن نسيطر عليهم ولكن نريد أن نصبح مثلهم على الأقل.. لانريد أن نحاصر أمريكا لأننا >نشتبه!< بأنها تخبئ عنا أحداً أو تتآمر ضدنا ولكن نريد أن نملك حق رفض أن يحاصرنا أحد.. أي أحد؟!
^ هذا الحصارالذي قتل المسلمين في أفغانستان برداً وجوعاً في ثلاث سنوات مجاعة نجمت عن حصارها الاقتصادي العربي وحرمها حتى من توفير إمكانات تعليم المرأة وغيرها من السلبيات التي يراها حتى بعض المسلمين الأغبياء تطرفاً وتشدداً وأصولية ممن أصبحوا أبواقاً للغرب اللعين تنفخ في عقول البلهاء منّا.. فيصدقوا ويهرفوا بما لا يعرفون.. دون أن يفكروا أن يرسلوا لهم >بطانية..أو رغيف خبز< وإن كتب الله لهم بها الحياة وأنقذهم من الموت وكسر حصار الطغاة عليهم فليرى بعدها هل سيعلمون نساءهم أم لا؟!
^ أسأل الله أن يجعل الله عز وجل ما عملته حكومة طالبان في موازين حسناتهم يوم يلقونه.. هو ولي ذلك والقادر عليه.. وأن يخلص نواياهم لوجهه تعالى وإن نصر الله لقريب بإذن الله.. هو وحده القادر على رفع البلاء عنهم بإذنه تعالى.. عليه التكلان.. أما نحن فبأسنا بيننا شديد والله وحده يعلم متى يكون الخلاص..
^ حسبنا الله ونعم الوكيل..