اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى جَمِيعِ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَمِسْكِ خِتَامِهِمْ رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى هَدْيِهِمْ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِمْ اِلَى يَوْمِ الدِّين اَمَّا بَعْد؟ يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{اَلْحَاقَّةُ؟ مَاالْحَاقَّةُ؟ وَمَااَدْرَاكَ مَاالْحَاقَّةُ؟ كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَة(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَى هَذِهِ الْقَوَارِعِ الْقُرْآنِيَّةِ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُفِيقَ الْغَافِلُونَ سَرِيعاً؟ قَبْلَ اَنْ تَنْقَطِعَ اَنْفَاسُهُمْ فَيَمُوتُونَ مَوْتاً اَبَدِيَّا تَامّاً؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَى هَذِهِ الْقَوَارِعِ وَالْآيَاتِ الْمَكِّيَّةِ الَّتِي نَزَلَتْ فِي بِيئَةٍ اتَّخَذَتْ مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً شَتَّى؟ نَزَلَتْ فِي بِيئَةٍ تَغَطْرَسَ فِيهَا الْمُتَكَبِّرُونَ وَالْعُتَاةُ وَالظَّالِمُون؟ وَسَخَّرُوا عِبَادَ اللهِ لَهُمْ كَمَا يُسَخَّرُ الْحَيَوَان؟ بَلِ الْحَيَوَانُ يُسَخَّرُ مَعَ الْاَمْرِ بِالرِّفْقِ بِهِ؟ وَاَمَّا هَؤُلَاءِ فَاِنَّهُمْ سَخَّرُوا الْعَبِيدَ وَالْاِمَاءَ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ دُونَ رَحْمَةٍ؟ حِينَمَا سَلَبُوهُمْ كَرَامَتَهُمُ الْاِنْسَانِيَّة؟ نَعَمْ سَلَبُوهُمْ كُلَّ الْقِيَمِ الَّتِي هِيَ مِنْ ضَرُورِيَّاتِ الْاِنْسَانِ وَمِنْ حَاجِيَاتِه؟ وَلَايُمْكِنُ اَنْ يَعِيشَ اِنْسَاناً بِمَعْنَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ اِلَّا بِهَذِهِ الْقِيَم؟ فَتَاْتِي الْآيَاتُ قَوَارِعَ مُزَلْزِلَة{اَلْحَاقَّةُ؟ مَاالْحَاقَّةُ؟ وَمَااَدْرَاكَ مَاالْحَاقَّةُ؟ كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَة (اِنَّهَا آيَاتٌ بُدِئَتْ بِهَا هَذِهِ السُّورَة؟ نَعَمْ بِآيَتَيْن؟ وَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَتَاَلَّفُ مِنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَة{اَلْحَاقَّة(لِاَنَّ فِيهَا الْاِنْذَار؟ وَالْاِنْذَارُ يَتَطَلَّبُ اَنْ تَكُونَ الصِّيغَةُ بَلِيغَة؟ وَاَنْ تَكُونَ حُرُوفُهَا قَلِيلَة؟ لِاَنَّ الْوَقْتَ لَايَحْتَمِلُ التَّمَهُّلَ وَلَا التَّاَنِّي؟ لِاَنَّكَ اَخِي اِذَا رَاَيْتَ اِنْسَاناً يَكَادُ اَنْ يَقَعَ فِي حُفْرَةٍ فِي الدُّنْيَا؟ اَوْ حُفْرَةٍ فِي جَحِيمِ جَهَنَّمَ؟ اَوْ يَكَادُ اَنْ تَدْهَسَهُ سَيَّارَة؟ اَوْ يَكَادُ اَنْ يَقَعَ عَلَى رَاْسِهِ لِيُدْهَسَ هُوَ وَرَاْسُهُ فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَاُمُّهُ هَاوِيَة{كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَة؟ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَة( فَاِنَّكَ اَخِي هُنَا تَخْتَصِرُ الْكَلِمَةَ الَّتِي بِهَا يَتَنَبَّهُ؟ فَتَقُولُ لَهُ مَثَلاً؟ اَلْحُفْرَةَ الْحُفْرَة؟ اَوِ السَّيَّارَةَ السَّيَّارَة؟ بِمَعْنَى اِحْذَرِ الْحُفْرَة؟ وَ احْذَرِالسَّيَّارَة؟ فَهَلْ يَجُوزُ لَكَ اَخِي هُنَا اَنْ تُطْنِبَ اَوْ تَسْتَرْسِلَ فِي الْكَلَامِ لَهُ بِقَوْلِكَ مَثَلاً اَيُّهَا الْاُسْتَاذُ الْفَاضِل؟ اَيُّهَا السَّيِّدُ الْمُحْتَرَم؟ لَاتُؤَاخِذْنِي؟ فَاِنِّي سَاَنْصَحُكَ؟ وَسَاَدْعُوكَ بِالَّتِي هِيَ اَحْسَنُ مِنَ الْقَوْلِ اللَّيِّنِ وَالْهُوَيْنَى وَالرِّفْقِ الَّذِي مَادَخَلَ فِي شَيْءٍ اِلَّا زَانَه وَمَانُزِعَ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا شَانَه؟ وَلَمْ يَعُدْ يَنْقُصُكَ اَخِي اِلَّا اَنْ تَدْعَكَ لَهُ اَعْضَاءَهُ التَّنَاسُلِيَّةَ بِالْحِنَّاءِ وَالْعَسَلِ وَزَيْتِ الزَّيْتُونِ كَمَا يَفْعَلُ الْهُنُود؟ اِنَّهُ الرِّفْقُ الْمُسْتَهْتِرُ الْفَوْضَوِيُّ الْاِبَاحِيُّ الَّذِي يَاْتِينَا غَالِباً فِي هَذِهِ الْاَيَّامِ بِالتَّسَيُّبِ وَالْفَوْضَى وَالِانْحِلَالِ الْخُلُقِيِّ مِنْ قُيُودِ الْفَضِيلَة؟ فَهَلْ هَذَا الْكَلَامُ وَقْتُهُ الْآنَ اَخِي؟ هَلْ هَذَا الْكَلَامُ فِي مَحَلّهِ الْآنَ اَخِي؟ طَبْعاً وَبِالتَّاْكِيدِ فَاِنَّكَ اَخِي قَبْلَ اَنْ تَتَكَلَّمَ اَوْ تَفْرَغَ مِنْ كَلَامِكَ؟ فَاِنَّ صَاحِبَ الْحُفْرَةِ سَيَقَعُ فِي الْحُفْرَةِ وَقَدْ يُقْضَى عَلَيْه؟ وَهَلْ سَمَاحَةُ الْاِسْلَامِ وَقْتُهَا الْآنَ اَخِي وَاللهُ تَعَالَى اَمَرَ بِالشِّدَّةِ عَلَى اَعْدَاءِ اللهِ قَبْلَ اَنْ يَاْمُرَ بِسَمَاحَةِ الْاِسْلَامِ مِنْ اَجْلِنَا نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ وَلَيْسَ مِنْ اَجْلِ اَعْدَاءِ اللهِ الَّذِين لَمْ يَتْرُكُوا سِلَاحاً ثَقِيلاً وَلَاخَفِيفاً وَلَا مُحَرَّماً دَوْلِيّاً اِلَّا وَاسْتَعْمَلُوهُ فِي مُمَارَسَةِ الْاِجْرَامِ عَلَى هَذَا الشَّعْبِ السُّورِيِّ الْمَظْلُومِ الضَّعِيف بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ اَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ(وَكَيْفَ سَنَرْحَمُ بَعْضَنَا؟ وَكَيْفَ سَنَرْحَمُ هَذَا الشَّعْبَ الضَّعِيفَ الْمَغْلُوبَ عَلَى اَمْرِهِ اِذَا تَرَكْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا بِالرَّحْمَةِ فِي قُلُوبِهِمْ يَقْتُلُونَهُ وَيُنَكِّلُونَ بِهِ تَنْكِيلاً وَلَمْ نَكُنْ اَشِدَّاءَ عَلَيْهِمْ كَمَا اَمَرَ اللهُ كَمَا هُمْ اَشِدَّاءُ عَلَى ضُعَفَائِنَا؟ فَهَلْ قَالَ اللهُ عَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ اَنَّهُمْ اَشِدَّاءُ عَلَى الضُّعَفَاءِ مِنْ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ بِقَسْوَةٍ شَدِيدَةٍ فِي قُلُوبِهِمْ تَزِيدُهُمْ شِدَّةً فِي الْخِيَانَةِ وَالذُّلِّ وَالْهَوَانِ وَالتَّقَاعُسِ وَالتَّخَاذُلِ عَنْ نُصْرَتِهِمْ وَحِمَايَتِهِمْ؟ وَلِذَلِكَ تَاْتِي هَذِهِ السُّورَة{اَلْحَاقَّة(وَلْنَنْظُرْ اَخِي مَعاً اِلَى مَدِّهَا؟ وَاِلَى جَرْسِهَا الْمُوسِيقِيِّ اِنْ صَحَّ التَّعْبِيرُ؟ وَاِلَى اِيقَاعِهَا؟ وَاِلَى جَوَابِ جَوَابِهَا؟ وَاِلَى قَرَارِهَا؟ فَاِنَّكَ اَخِي تَرَى فِيهَا الْعَجَبَ الْعُجَاب؟ فَكَيْفَ نَتَعَامَلُ مَعَ الْقُرْآن؟ مَعَ الْاَسَفِ الشَّدِيد؟ فَاِنَّنَا لَانَتَعَامَلُ مَعَ هَذَا الْقُرْآنِ كَمَا يَسْتَحِقُّ هَذَا الْقُرْآنُ اَنْ يُتَعَامَلَ مَعَه؟ وَاَمَّا لِمَاذَا لَانَتَاَثَّرُ بِهِ؟ فَلِاَنَّنَا جَهِلْنَا لُغَتَنَا الْاُمَّ وَهِيَ اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ وَمَافِيهَا مِنْ تَذَوُّقَاتٍ وَمَافِيهَا مِنْ اِثَارَاتٍ نَفْسِيَّةٍ وَسَكَنَاتٍ رُوحِيَّة؟ وَمَعَ الْاَسَفِ؟ فَاِنَّنَا اَغْفَلْنَا كُلَّ ذَلِك؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ كَيْفَ تُقْرَا{اَلْحَا~~~~~~قَّة(سُبْحَانَ الله؟ اِنَّهُ مَدُّ حَرْفِ الْحَاءِ مَعَ الْاَلِف؟ وَكَاَنَّكَ اَخِي تَحْمِلُ ثِقْلاً عَظِيماً كَالَّذِي يَرْفَعُ الْاَثْقَالَ اِلَى اَعْلَى قَدْرَ قُدْرَتِهِ الْجَسَدِيَّةِ وَعَافِيَتِهِ الْجِسْمِيَّة؟ نَعَمْ يَرْفَعُهَا وَيَرْفَعُهَا وَيَرْفَعُهَا وَيَمُدُّهَا اِلَى اَعْلَى مَايُسْتَطَاعُ بِمَدِّ لَازِمٍ كَلْمِيٍّ مُثَقَّل بِمِقْدَارِ سِتَّةِ اَذْرُعٍ مِنْ كُلِّ ذِرَاعٍ قَوِيٍّ مَفْتُولٍ بِالْعَضَلَات؟ عَفْواً اَقْصِدُ بِمِقْدَارِ سِتِّ مَدَّاتٍ اَوْ حَرَكَاتٍ خَاضِعَةٍ لِعِلْمِ التَّجْوِيدِ الْمَعْرُوفِ وَهُوَ اَقْصَى الْمُدُودِ فِيه؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى حَالِكَ حِينَمَا تَقْرَاُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ وَكَاَنَّكَ تَرْفَعُ ثِقْلاً{اَلْحَا~~~~~~(عَلَيْكَ اَنْ تَتَمَهَّلَ اَخِي هُنَا قَلِيلاً؟ لِاَنَّكَ شَعَرْتَ بِالتَّعَبِ وَالْمَشَقَّةِ وَاَنْتَ تَرْفَعُ الْاَثْقَال؟ ثُمَّ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَجِدَ طَرِيقَةً سَلِيمَةً لَاتُؤْذِي بِهَا نَفْسَكَ حَتَّى تَضَعَ الْاَثْقَالَ عَلَى الْاَرْضِ مِنْ جَدِيدٍ بِشَكْلٍ سَلِيمٍ غَيْرِ عَشْوَائِيٍّ وَلَايُحْدِثُ تَشَنُّجاً فِي عَضَلَاتِكَ وَلَاخَلَلاً فِي تَوَازُنِكَ؟ فَجَاءَتِ الْقَافُ الْمُشَدَّدَة؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ جَاءَتْ بَعْدَهَا التَّاءُ الْمَرْبُوطَةُ الَّتِي تَقِفُ عَلَيْهَا اَخِي بِمَا يُسَمَّى بِهَاءِ السَّكْتِ السَّاكِنَة؟ فَحِينَمَا قُلْتَ اَخِي{اَلْحَا~~~~~~(فَاِنَّكَ هُنَا رَفَعْتَ الْحِمْلَ الثَّقِيل؟ وَبِالنَّتِيجَةِ فَاِنَّكَ تَحْتَاجُ بَعْدَ ذَلِكَ اِلَى اَنْ تَسْتَرِيح؟ فَيَاْتِيكَ الْفَرَجُ مِمَّا يُسَمَّى بِالِاسْتِقْرَار{اَلْحَا~~~~~~قّهْ(مَنْ مِنَّا يُفَكِّرُ فِي ذَلِكَ اَخِي؟ وَلَاسِيَّمَا حِينَمَا تَقْرَاُ اَخِي هَذِهِ الْكَلِمَةَ كَذَلِكَ بِالْاِمَالَةِ حِينَمَا يُوقَفُ عَلَيْهَا{اَلْحَا~~~~~~ِقّهْ(بِكَسْرِ حَرْفِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِه؟ وَكُلُّ ذَلِكَ يُثِيرُ فِي اَنْفُسِنَا مَشَاعِرَ جَمَّةً لِمَنْ يَتَذَوَّقُ حَرَكَاتِ الْقُرْآنِ وَحُرُوفَ الْقُرْآنِ وَشَدَّ الْحَرْفِ وَالْقَافَ الْمُشَدَّدَة؟ وَكَاَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ تَقُولُ لَكَ اَخِي؟ هَذَا الْقُرْآنُ حَقٌّ ثَابِتٌ؟ وَحَقٌّ يَقِينِيٌّ ثَقِيلُ التَّكْلِفَةِ؟ فَمَنْ خَالَفَهُ اَصَابَهُ اللهُ بِالْهَلَاكِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ فَمَا هِيَ هَذِهِ الْحَاقّة وَ{مَاالْحَا~~~~~~قَّة(اِنَّهُ سُؤَالٌ يُفِيدُ تَهْوِيلَهَا؟ وَيَالَهَوْلِ اَمَارَاتِهَا الصُّغْرَى وَالْكُبْرَى وَاَحْدَاثِهَا وَنَتَائِجِهَا وَتَدَاعِيَاتِهَا؟ اِنَّهُ سُؤَالٌ يُفِيدُ شِدَّتَهَا وَقُوَّةَ وَقْعِهَا عَلَى النُّفُوس{وَمَااَدْرَاكَ مَاالْحَا~~~~~~قَّهْ(نَعَمْ اِنَّهُ سُؤَالٌ بَعْدَ سُؤَال؟ فِيهِ مِنَ التَّهْوِيلِ؟ وَفِيهِ مِنَ التَّشْدِيدِ وَالرُّعْبِ وَالْخَوْفِ الشَّدِيد{اَلْحَاقَّة؟ مَاالْحَاقَّة؟ وَمَا اَدْرَاكَ مَاالْحَاقَّة( وَهَلْ تَدْرِي اَخِي مَاهِيَ هَذِهِ الْحَاقَّة(اِنَّهُ اسْمٌ مِنْ اَسْمَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ فِيهِ يُحِقُّ اللهُ الْحَقَّ؟ وَفِيهِ يُبْطِلُ الْبَاطِلَ؟ وَفِيهِ يَقِفُ الظَّالِمُونَ الْعُتَاةُ الْمُتَجَبِّرُونَ سَفَّاكُو الدِّمَاءِ قَاتِلُو الْاَنْفُسِ بِغَيْرِ حَقّ؟ يَقِفُونَ يَوْمَ الْحَقِّ اَمَامَ الْحَقِّ؟ لِيَاْخُذَ كُلُّ ذِي حَقّ حَقَّهُ؟ وَلِيُعَاقَبَ كُلُّ ظَالِمٍ عَلَى مَاقَدَّمَتْ يَدَاه {وَمَااَدْرَاكَ مَاالْحَاقة(لَاتَسْتَطِيعُ يَامُحَمَّدٌ عَلَيْكَ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ رَغْمَ فَصَاحَتِكَ وَرَغْمَ بَلَاغَتِكَ؟اَنْ تَتَصَوَّرَ بَلَاغَةَ هَذِهِ الْحَاقَّةِ عَلَى حَقِيقَتِهَا؟ اِلَّا اِذَا رَاَيْتَهَا مُعَايَنَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَجْهاً لِوَجْهٍ{وَمَااَدْرَاكَ مَاالْحَاقّة(وَهُنَا لَمْ يَقُلْ لَهُ وَلَا لَنَا سُبْحَانَهُ اَلْحَاقَّةُ كَذَا وَكَذَا وَكَذَا؟ وَذَلِكَ حَتَّى يَتْرُكَهَا سُبْحَانَهُ عَلَى حَالِهَا مِنَ الْهَوْلِ وَالْخَوْفِ وَالرُّعْبِ الَّذِي يَفُوقُ الْوَصْفَ وَالتَّخَيُّلَ وَالتَّوَقّعَاتِ مِمَّا لَاعَيْنٌ رَاَتْ وَلَا اُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ مِنْ نَعِيمِ الْجَنَّةِ اَوْ جَحِيمِ جَهَنَّم؟ وَاِنَّمَا ذَكَرَ بَعْدَ ذَلِكَ سُبْحَانَهُ مَصِيرَ الْاَقْوَامِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْحَاقَّة؟ نَعَمْ مَصِيرُهُمْ فِي الدُّنْيَا؟ وَمَصِيرُهُمْ فِي الْآخِرَة {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَة(فَمَا هِيَ قِصَّةُ هَذِهِ الْقَارِعَةِ اَيْضاً وَهِيَ اسْمٌ جَدِيدٌ كَذَلِكَ هُنَا؟ اِنَّهُ اسْمٌ جَدِيدٌ لِيَوْمِ الْقِيَامَة؟ اِنَّهُ الْقَارِعَة؟ وَهِيَ مَاْخُوذَةٌ مِنَ الْقَرْعِ؟ حِينَمَا تَضْرِبُ اَخِي الْحَدَّادُ شَيْئاً صُلْباً بِمِثْلِهِ؟ كَحَدِيدٍ صُلْبٍ مَثَلاً حِينَمَا تَضْرِبُ عَلَيْهِ بِحَدِيدٍ صُلْبٍ مِثْلِهِ وَهُوَ الْمِطْرَقَةُ الْحَدِيدِيَّة؟ فَيُحْدِثُ صَوْتاً مُزْعِجاً؟ وَهَذَا الصَّوْتُ هُوَ بِالضَّبْطِ مَايُسَمَّى بِالْقَرْع؟ وَلِذَلِكَ سُمِّيَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بِالْقَارِعَةِ؟ لِاَنَّهَا الْمِطْرَقَةُ الصُّلْبَةُ الَّتِي تَقْرَعُ الْقُلُوبَ الْقَاسِيَةَ الصُّلْبَةَ وَتَجْعَلُهَا تَرْتَجِف؟ فَيَا اَيَّتُهَا الْقُلُوبُ الْغَافِلَة؟ اِسْتَيْقِظِي مِنَ الْآن؟ فَاِنَّ الْاِسْتِيقَاظَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَايَنْفَعُكِ؟ وَاِنَّ النَّدَمَ هُنَاكَ لَايُجْدِيكِ؟ اِنَّهَا الدُّنْيَا هُنَا دَارُ الْعَمَل؟ وَدَارُ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَار؟ وَدَارُ الْعَوْدَةِ اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَهِيَ الْوَحِيدَةُ الَّتِي تَنْفَعُكِ اِذَا حَصَلَ كُلُّ ذَلِكَ فِيهَا وَلَيْسَ فِي الدَّارِ الْآخِرَة؟ فَيَا اَيُّهَا التَّائِهُونَ اسْتَيْقِظُوا قَبْلَ فَوَاتِ الْاَوَان؟ وَيَااَيُّهَا السَّاهُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَادَّةِ وَفِي غَمَرَاتِ هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ اَسْاَلُكُمْ بِالله؟ هَلْ سَتُخَلَّدُونَ فِيهَا؟ وَاللهِ اِنِّي رَاَيْتُ اَشْخَاصاً كَانُوا يَتَكَبَّرُونَ وَيَتَجَبَّرُونَ؟ وَكُنَّا وَنَحْنُ صِغَارٌ نَخَافُ اَنْ نَمُرَّ مِنْ جَانِبِهِمْ اَوْ بِقُرْبِهِمْ خَوْفاً مِنْ بَطْشِهِمْ وَعُدْوَانِهِمْ؟ وَاَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ اَصْبَحُوا يَتَوَكَّؤُونَ عَلَى الْعَصَا وَيَرْتَجِفُونَ وَيَهْتَزُّون؟ وَقَدْ اَصْبَحُوا عُمْيَاناً لَايُبْصِرُون؟ اِنَّهُ الْمُنْتَقِم؟ اِنَّهُ اللهُ الْجَبَّار؟ فَمَتَى سَتَسْتَيْقِظُونَ اَيَّهَا الظَّالِمُون؟ هَلْ بَعْدَ فَوَاتِ الْاَوَان؟ اَمَا آنَ لَكُمْ اَنْ تَسْتَيْقِظُوا وَتَصْحُوا مِنْ غَفْلَتِكُمْ؟ اَمَا آنَ لَكُمْ اَنْ تَتَّعِظُوا؟ كَمْ تَحْدُثُ مِنْ حَوَادِث؟ كَمْ تُرَاقُ مِنْ دِمَاء؟ كَمْ تُنْتَهَكُ مِنْ اَعْرَاض؟ كَمْ تُهَانُ كَرَامَةُ الْاِنْسَان؟ عَادَتْ دَاحِسُ وَالْغَبْرَاءُ اِلَيْنَا مِنْ جَدِيدٍ؟ حَتَّى اَصْبَحْنَا نَقْتُلُ بَعْضَنَا مِنْ اَجْلِ السُّلْطَة؟ لَا بَلْ كُنَّا فِي الْمَاضِي يَقْتُلُ بَعْضُنَا كَمَا حَدَثَ فِي مِصْرَ حَيْثُ قُتِلَ اَكْثَرُ مِنْ اَرْبَعَةٍ وَسَبْعِينَ شَابّاً فِي عُمْرِ الْوَرْدِ مِنْ اَجْلِ الْكُرَة؟ نَعَمْ وَكُلٌّ يُفَسِّرُ الْاَحْدَاثَ عَلَى حَسَبِ هَوَاهُ وَهَذَا فِي الظَّاهِر؟ وَاَمَّا الْبَوَاطِنُ وَالْخَفَايَا فَلَا يَعْلَمُهَا اِلَّا الله؟ وَكَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَى مُنْصِفِينَ وَاِلَى مَوْضُوعِيِّينَ؟ يُقَيِّمُونَ الْاَحْدَاثَ كَمَا هِيَ؟ دُونَ اَنْ يَمِيلُوا ذَاتَ الْيَمِينِ وَلَا اِلَى ذَاتِ الشِّمَالِ؟ لِتَعُودَ اِلَى اُمَّتِنَا كَرَامَتُهَا وَعِزَّتُهَا وَقِيَادَتُهَا وَسِيَادَتُهَا لِلْعَالَمِ؟ بِسِيَادَةٍ قَائِمَةٍ عَلَى الْعَدْلِ وَالْاَمْنِ وَالرَّحْمَةِ وَالرَّخَاءِ وَالسَّلَام{كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَة(فَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَة؟ اِنَّ مِنْ اَكْبَرِ الْمَصَائِبِ اَخِي هُوَ التَّكْذِيبُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْاِنْسَانَ يَتَقَوْقَعُ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا عَلَى هَذِهِ الْمُدَّةِ وَعَلَى هَذِهِ السَّنَوَاتِ الَّتِي يَعِيشُهَا؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَعْتَقِدُ اَنَّهُ سَيَمُوتُ وَيَكُونُ تُرَاباً وَانْتَهَتِ الْمَسْاَلَةُ عِنْدَ هَذَا الْحَدِّ وَانْتَهَى الْاَمْر؟ هَكَذَا يَقُولُ الْمَادِّيُّون؟ وَهَكَذَا يَقُولُ الْمُلْحِدُون؟ وَهَذَا هُوَ جَوَابُهُمْ لِلرُّسُل ِجَمِيعاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَانَحْنُ بَمَبْعُوثِين{وَقَالُوا اَاِذَا ضَلَلْنَا فِي الْاَرْضِ اَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيد؟ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُون؟ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ(وَهَلِ انْتَهَى الْاَمْرُ عِنْدَ هَذَا الْحَدِّ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْمَادِّيُّونَ الْمُلْحِدُون؟ لَا وَرَبِّي؟ لَا وَرَبِّ مُحَمَّد؟ لَنْ تُفْلِتُوا مِنْ عِقَابِ اللهِ وَعَذَابِهِ الْاَبَدِيِّ اِنْ لَمْ تَتُوبُوا اَبَداً؟ بَلْ{ ثُمَّ اِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُون(اَلْمَرْجِعُ وَالْمَآلُ اِلَى اللهِ اَيُّهَا الْمَسَاكِين؟ فَلَا الْمَالُ يَنْفَعُكُمْ؟ وَلَا الْوَلَدُ يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً؟ وَلَا سُلْطَانُكَ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاَمَّا مَنْ اُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ اُوتَ كِتَابِيَهْ؟ وَلَمْ اَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ؟ يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةْ؟ مَااَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْsهَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ؟ خُذُوهُ فَغُلُّوهْ؟ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهْ؟ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةِ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهْ؟ اِنَّهُ كَانَ لَايُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ وَلَايَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين؟ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَهُنَا حَمِيم؟ وَلَا طَعَامٌ اِلَّا مِنْ غِسْلِين؟ لَايَاْكُلُهُ اِلَّا الْخَاطِئُون {فَاَمَّا ثَمُودُ فَاُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَة(نَعَمْ اُهْلِكُوا جَمِيعاً بِصَيْحَةٍ فَوْقَ مَا كَانَ يُتَصَوَّرُ فِي عُقُولِ الْبَشَرِ مَهْمَا تَقَدَّمَ عِلْمُ طَبَقَاتِ الصَّوْتِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَالْفَضَاءِ الدَّاخِلِيِّ وَالْخَارِجِيّ؟ وَانْظُرْ اَخِي اِلَى الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ كَيْفَ اَوْجَزَ وَاخْتَصَرَ مَصِيرَ ثَمُود؟ وَكَيْفَ اَهْلَكَهُمُ اللهُ بِالطَّاغِيَةِ وَانْتَهَى الْاَمْر؟ لِاَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا عُتَاةً مُجْرِمِينَ كَقَوْمِ عَاد؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ فُصِّلَتْ{وَاَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْاَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ اَشَدُّ مِنَّا قُوَّة؟ اَوَلَمْ يَرَوْا اَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ اَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُون؟ فَاَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي اَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ اَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُون(اَيْنَ الْاَتْبَاع؟ اَلْكُلُّ سَيَتَخَلَّى عَنِ الْآخَرِ وَلَايُفَكِّرُ اِلَّا فِي نَجَاةِ نَفْسِه؟ اَلْكُلُّ سَيَقُولُ نَفْسِي نَفْسِي{وَاَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى؟ فَاَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون؟ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا(هَلْ نَجَّيْنَاهُمْ بِاِيمَانِهِمْ فَقَطْ مِنْ دُونِ تَقْوَاهُمْ؟كَلَّا بَلْ{وَكَانُوا يَتَّقُون(فَلَايَكْفِيكَ اِيمَانُكَ اَخِي مِنْ دُونِ تَقْوَاكَ حَتَّى تَنْجُوَ مِنْ عَذَابِ الله؟ وَالتَّقْوَى كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ اَخِي هِيَ امْتِثَالُ اَوَامِرِ اللهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيهِ وَعَلَى رَاْسِهَا الْاِشْرَاكُ بِاللهِ وَالْقَتْلُ وَالْاِجْرَام؟ نَعَمْ اَخِي؟ نَجَاتُنَا مِنْ عَذَابِ اللهِ لَيْسَتْ بِالْاِيمَانِ وَحْدَهُ؟ فَلَابُدَّ اَنْ يَقْتَرِنَ الْاِيمَانُ وَيَجْتَمِعَ مَعَ تَقْوَى اللهِ فِيكَ وَفِينَا اَخِي لِتَحْصَلَ النَّجَاةُ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة؟ وَانْظُرْ اَخِي اِلَى عَادٍ قَوْمِ هُود؟ وَانْظُرُوا اَيُّهَا الشَّبِّيحَةُ الْمُجْرِمُونَ كَيْفَ اخْتَصَرَ اللهُ اِهْلَاكَ قَوْمِ ثَمُودَ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ الطَّاغِيَة؟ وَكَيْفَ فَصَّلَ اللهُ سُبْحَانَهُ فِي الْحَدِيثِ عَنْ هَلَاكِ عَادٍ قَوْمِ هُود؟ لِاَنَّهُمْ كَانُوا اَشَدَّ طُغْيَاناً مِنْ ثَمُودَ قَوْم ِصَالِح؟ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هُودٌ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{وَاِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِين(نَعَمْ تَقْتُلُونَ وَتَسْفِكُونَ الدِّمَاءَ وَتَنْتَهِكُونَ الْاَعْرَاضَ وَتَفْعَلُونَ كُلَّ شَيْءٍ يَخْدُمُ اِجْرَامَكُمْ؟ وَلِذَلِكَ يَجِبُ اَنْ تَكُونَ عُقُوَبَتُكُمْ اَشَدَّ كَمَا سَيَاْتِي* فَيَااَيُّهَا الْمَادِّيُّونَ وَالْمُلْحِدُون؟ نَعَمْ يَااَيُّهَا الْمُجْرِمُون؟ نَعَمْ يَااَيُّهَا الْجَزَّارُون؟ وَيَاسَفَّاكِي الدِّمَاء؟ هَلْ ظَنَنْتُمْ اَنَّ الْحَرْبَ الَّتِي اَعْلَنْتُمُوهَا وَانْتَصَرْتُمْ فِيهَا عَلَى هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءِ سَتَتَوَقَّفُ وَتَنْتَهِي عِنْدَ هَذَا الْحَدّ؟ اَقُولُ لَكُمْ مُنْذُ الْآن؟ عَلَيْكُمْ اَنْ تَسْتَعِدُّوا لِلْحَرْبِ وَالْمَعْرَكَةِ الْكُبْرَى قَاصِمَةِ ظُهُورِكُمْ مَعَ اللهِ وَمَلَائِكَةِ تَعْذِيبِه؟ لِاَنَّكُمْ اِذَا بَطَشْتُمْ وَاعْتَدَيْتُمْ عَلَى النَّاسِ؟ فَاِنَّكُمْ تَعْتَدُونَ عَلَيْهِمْ بِبَطْشٍ ظَالِمٍ جَبَّارٍ فِي السُّجُونِ وَخَارِجِهَا؟ فَيَامَنْ تَقْتُلُونَ وَتَتَفَنُّنُونَ فِي اَسَالِيبِ الْقَتْلِ وَالْتَّعْذِيبِ وَهَتْكِ الْاَعْرَاضِ وَالْاِعْدَامَاتِ الْجَمَاعِيَّةِ الْمَيْدَانِيَّةِ وَتَسْفِكُونَ الدِّمَاء؟ هَلْ تُرِيدُونَ تَحَدِّي الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ شَدِيدِ الْعِقَابِ سُبْحَانَهُ بِاِبَادَتِكُمْ لِلنَّسْلِ الْبَشَرِيِّ بِمَا تُسَمُّونَهُ التَّطْهِيرَ الْعِرْقِيَّ وَالطَّائِفِيّ؟ هَلْ تَسْتَطِيعُونَ اِلَى ذَلِكَ التَّحَدِّي سَبِيلاً وَاللهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى اَنْ يُعَوِّضَ الْمَظْلُومِينَ فِي بُطُونِ الْحُبَالَى مِنَ التَّوَائِمِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي سَتَنْتَقِمُ مِنْكُمْ فِي الْاَجْيَالِ الْقَادِمَةِ عَنْ كُلِّ قَتِيلٍ تَقْتُلُونَهُ جُوعاً اَوْ حَرْقاً اَوْ تَعْذِيباً حَتَّى الْمَوْتِ اَوْ تَدْمِيراً لِلْبُيُوتِ عَلَى رُؤُوسِ اَصْحَابِهَا؟ فَاِنِ اسْتَطَعْتُمُ الْاِفْلَاتَ وَالْهَرَبَ مِنْ عِقَابِهِمْ؟ فَاَيْنَ سَتَهْرُبُونَ مِنَ الله؟ فَكَمَا كَانَتْ هَذِهِ الْمَعْرَكَةُ مَعَ الْاَجْسَادِ الَّذِينَ تَقُومُونَ بِتَعْذِيبِهَا صَبْراً حَتَّى الْمَوْتِ؟ فَاِنَّ الْمَعْرَكَةَ الْقَادِمَةَ سَتَكُونُ مَعَ اَجْسَادِكُمْ اَيْضاً؟ وَسَيَاْتِي الدَّوْرُ عَلَيْهَا فِي تَعْذِيبِهَا اَيْضاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَوْ تَرَى اِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَاَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيق؟ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ اَيْدِيكُمْ وَاَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيد {وَلَوْ تَرَى اِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا اَيْدِيهِمْ اَخْرِجُوا اَنْفُسَكُمْ؟ اَلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُون{*وَاَمَّا عَادٌ فَاُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَة(وَانْظُرْ اَخِي اِلَى كَلِمَةِ صَرْصَرْ؟ وَاسْتَمِعْ مَعِي اِلَى جَرْسِهَا الْمُوسِيقِي؟ صَرْ؟ صَرْ ؟عَلَى وَزْن فَعْلَلْ؟وَكَلِمَةُ صَرْصَرْ هِيَ بِمَعْنَى الرِّيحِ الشَّدِيدَةِ الْبَارِدَةِ الَّتِي تُحْرِقُ بِبُرُودَتِهَا وَلَاتُنْعِش؟ لِاَنَّ الْبُرُودَةَ اِذَا زَادَتْ عَنْ حَدِّهَا؟ فَاِنَّهَا تُحْرِقُ كَمَا حَدَثَ فِي الْخَمْسِينِيَّاتِ فِي الْقَرْنِ الْمَاضِي حِينَمَا مَرَّتْ عَاصِفَةٌ ثَلْجِيَّةٌ عَلَى مُحَافَظَةِ اِدْلِبْ فَاَحْرَقَتْ اَشْجَارَ الزَّيْتُونِ فِيهَا؟ لِاَنَّ شِدَّةَ الْبَرْدِ اَخِي تُحْرِقُ وَلَا تُخَفّفُ مِنْ وَطْاَةِ حَرِّ الطَّقْسِ وَارْتِفَاعِ دَرَجَةِ الْحَرَارَة؟ بَلْ تُعْطِي مَفْعُولاً عَكْسِيّاً مُتَوَافِقاً تَمَاماً مَعَ الْحَرَائِقِ الَّتِي تَنْتُجُ عَنِ ارْتِفَاعِ دَرَجَةِ الْحَرَارَةِ كَمَا يَحْدُثُ فِي الْغَابَاتِ مَثَلاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا كَمَا نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ الْمُحْرِقِ؟ فَاِنَّنَا نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا وَشِدَّةِ بَرْدِهَا الْمُحْرِقِ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى اَهْلَكَ هَؤُلَاءِ{بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَة(وَكَلِمَةُ عَاتِيَة بِمَعْنَى شَدِيدَة؟ فَكَانَ جَزَاؤُهُمْ جَزَاءً وِفَاقاً قَبِيحاً مُوَافِقاً لِاَعْمَالِهِمُ الْقَبِيحَةِ وَمِنْ جِنْسِ اَعْمَالِهِمْ الْاِجْرَامِيَّةِ؟ لِاَنَّهُمْ كَانُوا طُغَاةً عُتَاةً يَسْتَحِقُّونَ هَذِهِ الرِّيحَ الْعَاتِيَة؟ نَعَمْ لَقَدْ عَتَوْا فِي الْاَرْضِ وَتَكَبَّرُوا؟ فَلَابُدَّ اَنْ تَكُونَ الْعُقُوبَةُ تُنَاسِبُ عُتُوَّهُمْ هَذَا؟ وَالْعُتُوُّ بِمَعْنَى الشِّدَّةِ وَالتَّجَبُّر؟ لِاَنَّ الظَّالِمَ يَكُونُ عَاتِياً شَدِيداً فِي جَبَرُوتِهِ وَطُغْيَانِهِ وَتَسَلُّطِهِ عَلَى النَّاس؟ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَه{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ اَيَّامٍ حُسُومَا(نَعَمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ اَيَّامٍ حُسُوماً وَهُمْ يَتَعَذَّبُونَ دُونَ اَنْ يَمُوتُوا وَهَذَا فِي الدُّنْيَا؟ وَاَمَّا فِي الْآخِرَة{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَايُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا؟ وَلَايُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا؟ كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُور(فَمَاذَا كَانَتْ تَفْعَلُ بِهِمْ هَذِهِ الرِّيحُ طَوَالَ هَذِهِ الْمُدَّة؟ كَانَتْ تَحْمِلُهُمْ اِلَى اَعْلَى السَّمَاءِ؟ ثُمَّ تَرْمِي بِهِمْ اِلَى الْاَرْضِ عَلَى رُؤُوسِهِمْ فَيَتَكَسَّرُونَ وَيَتَحَطَّمُون؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَمُوتُوا بَعْدُ لِتَسْتَمِرَّ مُعَانَاتُهُمْ مِنَ الْاَلَمْ وَمِنَ التَّعْذِيب؟ لِاَنَّ كُلَّ مُتَكَبِّرٍ وَكُلَّ جَبَّارٍ فِي الْاَرْضِ لَابُدَّ اَنْ يُحَطّمَهُ اللهُ وَيُكَسِّرَهُ وُيُرْغِمَ اَنْفَهُ اِلَى التَّرَابِ اِذْلَالاً وَقَهْراً وَتَنْكِيلاً وَانْتِقَاماً وَعِبْرَةً لِلْمُعْتَبِرِين؟ وَلَكِنْ تَحْطِيماً مَعْنَوِيّاً اَوّلاً؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَحْطِيماً مَادِّيّاً وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ وَمَهْمَا طَالَ الزَّمَنُ؟ لِيَذُوقَ الْعَذَابَ الَّذِي اَذَاقَهُ لِغَيْرِهِ وَلَوْ عَلَى مَرَاحِل؟ وِفْقاً لِاِرَادَةِ اللهِ وَمَشِيئَتِهِ وَحِكْمَتِهِ الَّتِي يُرِيدُ بِهَا سُبْحَانَهُ لِلظَّالِمِ اَنْ يَنْتَفِشَ وَيَنْتَفِشَ وَيَنْتَفِشَ حَتَّى يُصْبِحَ مِنْطَاداً عَظِيماً يَنْكِزُهُ اللهُ نَكْزَةً خَفِيفَةً بِرَاْسِ اِبْرَةٍ صَغِيرَةٍ جِدّاً؟ فَاِذَا بِهِ يَذْهَبُ طَائِراً بِسُرْعَةِ الْبَرْقِ اِلَى اضْمِحْلَالٍ فِي نَارِ جَهَنَّمَ؟ ثُمَّ يُؤْتَى بِمِنْفَاخٍ فِي نَارِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَنْتَفِشَ جِسْمُ الظَّالِمِ مِنْ جَدِيد؟ لِتَزِيدَ الْمَسَاحَاتُ الْكَبِيرَةُ فِي حُرُوقِهِ وَتَعْذِيبِهِ وَمُعَانَاتِهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {اِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَاب( فَيَقُولُ الْمُنْتَقِمُ الْجَبَّارُ لِهَذَا الْكَافِرِ اللَّعِين؟ لَقَدِ اسْتَطَعْتُ اَنْ اَتَغَلَّبَ عَلَيْكَ بِرَاْسِ اِبْرَةٍ صَغِيرٍ جِدّاً؟ وَلَنْ تَسْتَطِيعَ اَنْتَ اَنْ تَتَغَلَّبَ عَلَيَّ اِلَّا بِهَذِهِ الْاِبْرَةِ اَيْضاً؟ فَيَقُولُ الْمُجْرِمُ الظَّالِم؟ وَكَيْفَ السَّبِيلُ اِلَى ذَلِكَ يَارَبّ؟ فَيَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{اِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَاتُفَتَّحُ لَهُمْ اَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَايَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاط(بِمَعْنَى حَتَّى تَسْتَطِيعَ اَيُّهَا الْمُجْرِمُ اللَّعِينُ اَنْ تُدْخِلَ الْجَمَلَ الْكَبِيرَ فِي ثُقْبِ الْاِبْرَةِ الصَّغِير؟ وَقَدْ طَلَبْتُ مِنْكَ فِي الدُّنْيَا مِنْ اَوَامِرِي وَنَوَاهِيَّ مَاهُوَ اَهْوَنُ مِنْ ذَلِكَ بِكَثِيرٍ جِدّاً وَلَكِنَّكَ لَمْ تَفْعَلْ؟ وَلِذَلِكَ{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ اِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُون؟ خَاشِعَةً اَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّة؟ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ اِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُون(وَاَمَّا الْمُؤْمِنُ؟ فَاِنَّهُ يَسْتَطِيعُ اَنْ يُدْخِلَ الْبَعِيرَ وَالْجَمَلَ فِي ثُقْبِ الْاِبْرَةِ الضَّيِّق؟ بَلْ يَسْتَطِيعُ اَنْ يُدْخِلَ حِمْلَ بَعِيرٍ وَجَمَلٍ مَعاً اَيْضاً مِنْ اَعْمَالِهِ الصَّالِحَةِ فِي ثُقْبِ الْاِبْرَةِ الضَّيِّقِ؟ بِفَضْلِ صَبْرِهِ عَلَى ضِيقِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمُنَغّصَاتِهَا وَشَقَائِهَا وَتَعَاسَتِهَا وَبُؤْسِهَا وَتَعَبِهَا بِمَا يَجْعَلُهُ يَدْخُلُ اِلَى ثُقْبِ الْاِبْرَةِ الضَّيِّقِ بِمُعَانَاةٍ هَائِلَةٍ وَتَعَبٍ وَجِهَادٍ شَدِيدٍ صَابِراً مُحْتَسِباً اَجْرَهُ عَلَى الله؟ ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهُ اِلَى فَرَجِ الْجَنَّة؟ وَمَابَعْدَ الضِّيقِ اِلَّا الْفَرَجُ وَلَوْ كَانَ ضِيقاً اَضْيَقَ مِنْ ثُقْبِ الْاِبْرَة؟ وَلَوْ كَانَ حَجْمُهُ كَحَجْمِ بَابِ الْمَغَارَةِ الَّذِي نَزَلَتْ عَلَيْهِ صَخْرَةٌ فَسَدَّتْهُ؟ فَانْزَاحَ شَيْئاً فَشَيْئاً بِدَعْوَةٍ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فِي الْقِصَّةِ الْمَعْرُوفَة؟وَهَذَا هُوَ ضِيقُ الدُّنْيَا؟ وَاَمَّا فِي الْآخِرَةِ فَاِنَّهُ يَجْتَازُ اِلَى الْجَنَّةِ عَلَى صِرَاطٍ قِيلَ اِنَّهُ اَضْيَقُ مِنْ ثُقْبِ الْاِبْرَةِ وَاَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ وَاَدَقُّ مِنَ الشَّعْرَةِ وَاللهُ اَعْلَم؟ وَذَلِكَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنْ مِنْكُمْ اِلَّا وَارِدُهَا؟ كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّا؟ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّا{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ اَيَّامٍ حُسُومَا(وَكَلِمَةُ حُسُومَاً بِمَعْنَى مُتَتَابِعَة؟ وَيُقَالُ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ حَسَمْتُهُمْ بِمَعْنَى اَهْلَكْتُهُمْ؟ وَيُقَالُ اَيْضاً حَسَمْتُ الْجُرْحَ اِذَا قَطَعْتُ عَنْهُ النَّزِيف؟ وَمِنْهُ سُمِّيَ السَّيْفُ بِالْحُسَامِ لِاَنَّهُ قَدْ يَحْسِمُ اَمْرَ الْمَعْرَكَةِ هَزِيمَةً اَوْ نَصْراً؟ وَالْمَعْنَى اَنَّ هَذَا الْحَسْمَ كَانَ فِي نِهَايَةِ هَذَا التَّوْقِيتِ الَّذِي وَقَّتَهُ اللهُ لَهُمْ مِنْ اَجْلِ حَسْمِ اَمْرِ اِهْلَاكِهِمْ نِهَائِيّاً؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَيْكَ اَنْ تَنْظُرَ اَخِي يَامَنْ تَتَحَقَّقُ مِنْكَ الرُّؤْيَةُ؟ اُنْظُرْ اِلَى هَؤُلَاءِ؟ وَكَيْفَ كَانُوا عَمَالِقَةً وَطَوِيلِي الْقَامَةِ وَاَشِدَّاءَ وَبَطَّاشِينَ وَجَبَّارِينَ فِي الْاَرْضِ {وَاَنَّهُ اَهْلَكَ عَاداً الْاُولَى؟ وَثَمُودَ فَمَا اَبْقَى؟ وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ اِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ اَظْلَمَ وَاَطْغَى؟ وَالْمُؤْتَفِكَةَ اَهْوَى؟ فَغَشَّاهَا مَاغَشَّى؟ فَبِاَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى؟ اَزِفَتِ الْآزِفَة؟ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَة{اَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَاد؟ اِرَمَ ذَاتِ الْعِمَاد؟ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَاد؟ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَاد؟ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْاَوْتَاد؟ اَلَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَاد؟ فَاَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَاد؟ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَاب؟ اِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد{فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى؟ كَاَنَّهمْ اَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَة(نَعَمْ مَنِ الَّذِي صَرَعَهُمْ؟ اِنَّهُ الله؟ مَنِ الَّذِي انْتَقَمَ مِنْهُمْ؟ اِنَّهُ الله؟ مَنْ هُوَ الله؟ اِنَّهُ اَعْدَلُ الْعَادِلِين {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى(وَيَالَيْتَ الْاَمْرَ اقْتَصَرَ عَلَى صَرْعَى بَلْ{كَاَنَّهُمْ اَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَة(كَانَتِ الرِّيحُ تَدْخُلُ مِنْ اَفْوَاهِهِمْ وَتَخْرُجُ مِنْ اَدْبَارِهِمْ مَعَ اَحْشَائِهِمْ؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمْ رِيحاً اُخْرَى شَدِيدَةً جِدّاً فَقَذَفَتْهُمْ فِي الْبَحْرِ{فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَة{لَا؟ بَلِ انْتَهَى اَمْرُهُمْ؟ وَلَاتَرَى لَهُمْ اَثَراً اِلَّا مَسَاكِنَهُمُ الْخَاوِيَةَ الَّتِي{تَمُرُّونَ عَلَيْهَا مُصْبِحِينَ؟ وَبِالَّيْلِ اَفَلَا تَعْقِلُونَ( يَا كُفَّارَ قُرَيْشٍ فِي مَكَّةَ وَاَمْثَالِهِمْ مِنَ الْجَبَابِرَةِ الطُّغَاةِ الظَّالِمِينَ وَالشَّبِّيحَةِ الْمُجْرِمِينَ وَاَنْتُمْ تَمُرُّونَ عَلَى مَصَارِعِ عَادٍ وَثَمُود؟ وَكَانَتْ مَصَارِعُ ثَمُودَ فِي شَمَالِ الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّةِ مَابَيْنَ الْحِجَازِ وَالشَّام؟ وَاَمَّا عَادٌ فَقَدْ كَانُوا فِي الْاَحْقَافِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاذْكُرْ اَخَا عَادٍ اِذْ اَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْاَحْقَاف {وَكَلِمَةُ اَحْقَاف هِيَ جَمْعٌ مُفْرَدُهُ حِقْفٌ وَهُوَ الْكَثِيبُ مِنَ الرِّمَال؟ وَكَانَتْ بِلَادُهُمْ رَمْلِيَّة؟ وَهِيَ الَّتِي تَقَعُ مَابَيْنَ عَدَنْ وَحَضْرَمَوْت{فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَة( بَلِ انْتَهَى اَمْرُهُمْ جَمِيعاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنِّي اُطَالِبُ السُّلُطَاتِ السُّورِيَّةَ وَالْاُرْدُنِيَّةَ وَالسُّعُودِيَّةَ وَالْيَمَنِيَّةَ اَنْ تَكُونَ مَصَارِعُ عَادٍ وَثَمُودَ مَرْكَزاً لِجَذْبِ السُّيَّاحِ مِنْ جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ لِيَاْخُذُوا مِنْهَا الْعِبْرَةَ وَالْمَوْعِظَةَ وَعَلَيْهِمْ تَاْمِينُ كُلِّ مُسْتَلْزَمَاتِ الرَّاحَةِ لَهُمْ وَاَنْ يُلْزِمُوهُمْ بِكَثْرَةِ الِاسْتِغْفَارِ طِيلَةَ فَتْرَةِ اِقَامَتِهِمْ خَوْفاً مِنْ اَنْ يُصِيبَهُمْ مَااَصَابَ مَنْ قَبْلَهُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ الظَّالِمِينَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون( ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ نَاْتِي اِلَى هَذِهِ الشَّخْصِيَّةِ الَّتِي تَمَثَّلَتِ الْاُلُوهِيَّةَ؟ وَالَّتِي ادَّعَتْ اَنَّهَا هِيَ الْاِلَهُ الْاَعْلَى ؟وَالَّتِي قَالَتْ{يَاقَوْمِ اَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْاَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي اَفَلَا تُبْصِرُون؟ بَلْ اَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِين(قَاتَلَكَ اللهُ يِافِرْعَوْنُ الْكَلْبُ الْخِنْزِيرُ النَّجِس؟ هَلْ يُقَالُ هَذَا الْكَلَامُ لِمِثْلِ مُوسَى فِي طَهَارَتِهِ وَشَرَفِهِ{ مَهِينٌ وَلَايَكَادُ يُبِين؟ فَلَوْلَا اُلْقِيَ عَلَيْهِ اَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَب( نَعَمْ؟ اِنَّهَا مَقَايِيسُ الْمَادِّيِّين؟ اِنَّهُ الذَّهَب؟ اِنَّهُ الدُّولَار؟ اِنَّهُ الْيُورُو؟ اِنَّهُ الدِّرْهَم؟ اِنَّهُ الدِّينَار؟ نَعَمْ؟ رَبَطُوا حَيَاتَهُمْ بِذَلِكَ كُلّهِ؟ وَطَافُوا حَوْلَهُ كَمَا طَافَ بَنُو اِسْرَائِيلَ حَوْلَ الْعِجْلِ الَّذِي صَنَعُوهُ مِنَ الْحُلِيِّ وَاَضَلَّهُمْ بِذَلِكَ السَّامِرِيّ{فَاَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَار(فَاِذَا كَانَ بَنُو اسْرَائِيلَ فِي الْمَاضِي طَافُوا بِاَجْسَامِهِمْ حَوْلَ هَذَا الْعِجْلِ؟ فَاِنَّنَا الْيَوْمَ نَرَى النَّاسَ النَّفْعِيِّينَ اَصْحَابَ الْمَصَالِحِ الْخَاصَّةِ الْاَنَانِيَّةِ الشَّخْصِيَّةِ الطَّمَّاعَةِ بِلَاحُدُود؟ قَدْ اَصْبَحُوا يَطُوفُونَ حَوْلَ الْمَادَّةِ بِقُلُوبِهِمْ وَبِاَرْوَاحِهِمْ وَبِعُقُولِهِمْ وَبِاَفْكَارِهِمْ؟ فَاَيْنَ يَكُونُ النَّفْعُ وَاَيْنَ يَكُونُ الْمَالُ هُنَا تَكُونُ الْمَصْلَحَةُ عِنْدَهُمْ وَلَوْ عَلَى حِسَابِ شَقَاءِ الْبَشَرِيَّةِ وَتَعَاسَتِهَا وَدَمَارِهَا اِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي مِنْهُمْ مِمَّنْ صَحَتْ ضَمَائِرُهُمْ وَتَغَلَّبُوا بِهَا عَلَى الشَّرِّ فِي اَنْفُسِهِمُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ الله بِمَعْنَى اَنْ يَرَاهُمْ سُبْحَانَهُ عَلَى الْحَالَةِ الَّتِي يُحِبُّهَا حَتَّى يُحِبَّهُمْ سُبْحَانَهُ وَيُحِبُّونَه فَهَنِيئاً لَهُمْ بِرِضْوَانِ اللهِ عَلَيْهِمْ وَهَنِيئاً لَهُمْ بِمِسْكِ الْخَاتِمَةِ السَّعِيدَةِ فِي جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ اِذَا اسْتَمَرُّوا عَلَى مُحَارَبَةِ الشَّرِّ فِي اَنْفُسِهِمْ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا يَمْلِكُونَ الْمَلَايِين؟ نَعَمْ اَخِي اِنَّهُ الطَّاغِيَةُ الَّذِي{حَشَرَ فَنَادَى؟ فَقَالَ اَنَا رَبُّكُمُ الْاَعْلَى؟ فَاَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْاُولَى؟ اِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى(فَمَنْ هُوَ هَذَا الطَّاغِيَةُ اللَّئِيمُ وَمَاذَا فَعَل{وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَة؟ فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَاَخَذَهُمْ اَخْذَةً رَابِيَة(نَعَمْ اِنَّهَا الْخَاطِئَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِين[مَنِ احْتَكَرَ فَهُوَ خَاطِىء(وَالْخَاطِئَةُ هِيَ الذَّنْبُ الْاَكْبَرُ كَالشِّرْكِ بِالله؟ وَمِنْهَا اَيْضاً كَبَائِرُ الذُّنُوبِ وَالْمُوبِقَات؟ وَمِنْهَا اسْتِغْلَالُ النَّاس؟ وَمِنْهَا اِهَانَةُ النَّاس؟ وَمِنْهَا اسْتِعْبَادُ النَّاسِ وَاِذْلَالُهُمْ{وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ(وَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ قَالَ اللهُ فِيهِمْ{وَكَمْ اَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوح{وَالْمُؤْتَفِكَاتُ(وَهِيَ قُرَى قَوْمِ لُوط{وَالْمُؤْتَفِكَةَ اَهْوَى؟ فَغَشَّاهَا مَاغَشَّى؟ فَبِاَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى(ثُمَّ يُخَاطِبُنَا الْقُرْآنُ مُهَدِّداً وَمُتَوَعِّداً{هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْاُولَى(اِنَّهُ اِنْذَارٌ اِلَيْكُمْ يَااُمَّةَ مُحَمَّد؟ لِتَسْتَقِيمُوا عَلَى الْمَنْهَجِ الَّذِي اُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّد؟ حَتَّى لَاتَنْحَرِفُوا عَنْهُ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ؟ فَلَسْتُمْ اَفْضَلَ حَالاً مِنَ الْاُمَمِ السَّابِقَة؟ وَاِذَا كَانَ اللهُ قَدْ اَعْفَاكُمْ مِنَ الْعُقُوبَةِ الَّتِي عَاقَبَهُمْ بِهَا؟ فَلَنْ يُعْفِيَكُمْ مِنْ قَتْلِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً؟ وَمِنْ تَسْلِيطِ بَعْضِكُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ؟ حَتَّى تَعُودَ دَاحِسُ وَالْغَبْرَاءُ بِاَنْكَى وَاَمَرَّ مِمَّا كَانَتْ؟ نَكَالاً مِنَ اللهِ وَانْتِقَاماً{وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَة(وَكَلِمَةُ مُؤْتَفِكَات جَمْعٌ مُفْرَدُهُ مُؤْتَفِكَة؟ مَاْخُوذَةٌ مِنَ الْاِفْكِ وَالْكَذِبِ الَّذِي كَذَّبَ بِهِ الْقَوْمُ نَبِيَّهُمْ لُوطاً عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ حَتَّى بَلَغَتْ دَرَجَةُ اِفْكِهِمْ وَكَذِبِهِمْ مَبْلَغاً عَظِيماً جَعَلُوا بِهِ مِنَ الطَّهَارَةِ نَجَاسَةً وَجَرِيمَةً يُعَاقِبُ عَلَيْهَا الْقَانُون؟ وَمِنْ نَجَاسَةِ الزَّوَاجِ الْمِثْلِيِّ طَهَارَةً يَسْمَحُ بِهَا الْقَانُون؟ وَلَمْ يَكْتَفُوا بِذَلِكَ؟ بَلْ{اَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ؟ اِنَّهُمْ اُنَاسٌ يَتَطَهَّرُون( وَلِذَلِكَ{عَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ(بِمَعْنَى اَنَّ كُلَّ اُمَّةٍ مِنْهُمْ عَصَتْ رَسُولَهَا فَاَخَذَهُمْ؟بِمَعْنَى اَهْلَكَهُمْ رَبُّهُمْ؟ وَالْاَخْذُ تَكُونُ شِدَّتُهُ تَتَنَاسَبُ مَعَ قُوَّةِ الْآخِذْ؟ فَلَوْ اَنَّ اِنْسَاناً مَا عِنْدَهُ مِنَ الْعَضَلَاتِ الْمَفْتُولَةِ مَاشَاءَ اللهُ لَاقُوَّةَ اِلَّا بِاللهِ ثُمَّ اَمْسَكَكَ اَخِي مِنْ يَدِكَ وَشَدَّهَا فَاتِلاً لَهَا بِكُلِّ قُوَّتِهِ؟ ثُمَّ جَاءَ اِنْسَانٌ عَادِيٌّ لَايَمْلِكُ مِنَ الْعَضَلَاتِ شَيْئاً اِلَّا مَا يَجْعَلُهُ يَطْعَجُ الْعَجِينَ وَيُكَسِّرُ الْبَسْكُوت؟ فَفَرْقٌ كَبِيرٌ بَيْنَ هَذَا وَذَاكَ فِي الْاَخْذِ وَالشَّدِّ وَالْجَذْبِ؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي اِذَا كَانَ الشَّادُّ هُوَ اَقْوَى الْاَقْوِيَاءِ وَهُوَ الله؟ وَلِذَلِكَ{فَاَخَذَهُمْ اَخْذَةً رَابِيَة(وَالرَّبْوَةُ فِي اللُّغَةِ هُوَ الْمَكَانُ الزَّائِدُ الْمُرْتَفِعُ عَنْ مُسْتَوَى سَطْحِ الْاَرْض؟ كَمَا اَنَّ الرِّبَا فِي اللُّغَةِ بِمَعْنَى الزِّيَاَدَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَكْمَلَ صُعُودَهُ بِهِمْ صُعُوداً مُرْتَفِعاً حَادّاً جِدّاً بَعْدَ اَنْ بَدَؤُوا هُمْ بِاَنْفُسِهِمْ وَبِاخْتِيَارِهِمْ بِالصُّعُودِ اِلَى قِمَّةِ الطُّغْيَانِ وَالظُّلْمِ لِلهِ وَلِعِبَادِ اللهِ دُونَ اَنْ يُرْغِمَهُمْ اَحَدٌ عَلَى ذَلِكَ وَدُونَ اَنْ يَرْدَعَهُمْ اَحَدٌ اَيْضاً فَاحْتَاجُوا اِلَى مَنْ يُوقِفُهُمْ عِنْدَ حَدِّهِمْ وَلِذَلِكَ اَهْوَى بِهِمْ سُبْحَانَهُ اِهْوَاءً حَادّاً جِدّاً اَيْضاً وَاَهْلَكَهُمْ وَاَخَذَهُمْ بِزِيَادَةٍ كَبِيرَةٍ مِنِ انْتِقَامِهِ وَبَطْشِهِ وَتَجَبُّرِهِ وَتَعَالِيِهِ عَلَيْهِمْ كَمَا زَادُوا هُمْ اَيْضاً وَبَالَغُوا فِي تَعَالِيهِمْ وَتَكَبُّرِهِمْ عَلَى مَنْهَجِهِ الْاِسْلَامِيِّ وَرُسُلِهِ وَبَطْشِهِمْ بِعِبَادِهِ وَكَانَتْ اَخْذَةً شَدِيدَةً مَهْمَا تَصَوَّرَتْهَا الْعُقُولُ الْبَشَرِيَّةُ فَهِيَ اَكْبَرُ وَاَعْظَم{اِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة(وَهُوَ سُبْحَانَهُ طَبْعاً لَمْ يَحْمِلْنَا نَحْنُ فِي الْجَارِيَة وَهِيَ سَفِينَةُ نُوحٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَاِنَّمَا حَمَلَ اَجْدَادَنَا وَآبَاءَنَا مِنْ قَبْلُ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ تَكْرِيمَ الْاَجْدَادِ يَعْتَبِرُهُ اللهُ تَكْرِيماً لَنَا نَحْنُ الْاَحْفَادُ يَجِبُ اَنْ نَشْكُرَ اللهَ عَلَيْه؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ اِنَّهَا الْجَارِيَةُ الْآمِنَةُ الَّتِي تَجْرِي بِنَا بِاَعْيُنِ اللهِ اِلَى بَرِّ الْاَمَان؟ وَيُمْكِنُ اَنْ تَتَحَوَّلَ فِي أيِّ لَحْظَةٍ اِلَى غَوَّاصَةٍ آمِنَةٍ تَجْعَلُنَا نَغُوصُ وَنَغُوصُ فِي مَعَانِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ لِمَاذَا؟ هَلْ مِنْ اَجْلِ اَنْ نَتَسَلَّى فِي رِحْلَةٍ سِيَاحِيَّةٍ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْر؟ هَلْ مِنْ اَجْلِ اَنْ نَكُونَ بُلَغَاء؟ هَلْ مِنْ اَجْلِ التَّبَرُّكِ فَقَطْ؟ هَلْ مِنْ اَجْلِ اِحْصَاءِ عَدَدِ الْمَرَّاتِ الَّتِي سَنَقْرَاُ فِيهَا {قُلْ هُوَ اللهُ اَحَد(عَلَى الْمَوْتَى وَغَيْرِهِمْ؟هَلْ مِنْ اَجْلِ الْمُبَاهَاةِ بِعُلُومِ التَّجْوِيدِ لِغَيْرِ وَجْهِ اللهِ وَقِرَاءَتِهَا عَلَى لَهْجَةِ حَفْصٍ وَوَرْشٍ وَانْتَهَى الْاَمْرُ وَلَانَفْقَهُ مِنْ كِتَابِ اللهِ حَرْفاً وَاحِداً فِي عَقِيدَتِهِ وَاَحْكَامِهِ وَتَشْرِيعَاتِهِ وَتَفْسِيرِهِ وَمَنْهَجِ حَيَاتِه؟ هَلْ سَنَضَيِّعُ حَيَاتَنَا كُلَّهَا عَلَى عُلُومِ التَّجْوِيدِ وَالْقِرَاءَاتِ الْمُتَوَاتِرَةِ وَضَبْطِ الْمَقَامَاتِ وَمَخَارِجِ الْحُرُوفِ وَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ {فَاقْرَؤُوا مَاتَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ(تَجْوِيداً وَتَرْتِيلاً؟ هَلْ قَالَ اللهُ هُنَا ضَيِّعُوا جَمِيعَ اَوْقَاتِكُمْ عَلَى التَّجْوِيدِ وَالتَّرْتِيلِ وَالْقِرَاءَاتِ الْمُتَوَاتِرَةِ وَالْمَقَامَاتِ وَمَخَارِجِ الْحُرُوف؟ وَاِنِّي اَتَحَدَّى مَشَايِخَ الْاَرْضِ وَعُلَمَاءَهُمْ اَنْ يَكُونَ تَعَلُّمُ التَّجْوِيدِ وَاَحْكَامُهُ وَالْقِرَاءَاتُ وَالْمَقَامَاتُ وَمَخَارِجُ الْحُرُوفِ فَرْضاً عَلَى الْمُسْلِمِين؟ وَاِنِّي اَتَحَدَّاهُمْ اَيْضاً اَنْ يَاْتُوا بِآيَةٍ اَوْ حَدِيثٍ يَفْرِضُ عَلَيْهِمْ تَعَلُّمَ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْعُلُوم؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم وَاللهُ عَلَى مَااَقُولُ شَهِيد اَنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ رَغْماً عَنْهُمْ اَنْ يَتَعَلَّمُوا عُلُومَ الْقُرْآنِ بِمَا يَتَّصِلُ بِهَا مِنْ عَقِيدَةٍ وَفِقْهٍ وَتَفْسِيرٍ وَحَدِيثٍ وَاَحْكَامٍ وَسُنَّةٍ وَغَيْرِهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَة[بَلّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَة(بِفِقْهِهَا وَتَفْسِيرِهَا وَاَحْكَامِهَا وَاَسْبَابِ نُزُولِهَا؟ وَاِلَّا فَمَا اَسْهَلَ اَنْ نَقْرَاَهَا فِي ثَوَانِي مَعْدُودَةٍ بِاَحْكَامِ تَجْوِيدِهَا وَانْتَهَى الْاَمْر؟ فَهَلْ يُرِيدُ اللهُ وَرَسُولُهُ هَذِهِ الثَّوَانِي الْمَعْدُودَةَ مِنْ قِرَاءَةِ البَّبَغَاوَاتِ الَّذِينَ حَمَلُوا مِنَ الْقُرْآنِ تَجْوِيدَهُ فَقَطْ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوا شَيْئاً مِنْ فِقْهِهِ وَتَدَبُّرِهِ{كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ اَسْفَارَا{اَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ اَمْ عَلَى قُلُوبٍ اَقْفَالُهَا(هَلْ يُرِيدُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنَّا اَنْ نُرَبِّيَ اَجْيَالاً[يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَايُجَاوِزُ تَرَاقِيَّهُمْ ثُمَّ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّة(وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَنَّهَا مَسَاجِدُ الضِّرَارِ الَّتِي سَتُلْحِقُ مِنَ الْاَضْرَارِ الْخَطِيرَةِ بِالْاَجْيَالِ الْقَادِمَة؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَنِّي لَوْلاَ الْخَوْفُ مِنَ اللهِ لَاحْتَقَرْتُ هَؤُلَاءِ الْمُقْرِئِينَ الَّذِينَ لَايَفْقَهُونَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئاً اَشَدَّ الِاحْتِقَارِ وَلَوْ حَازُواعَلَى جَائِزَةِ دُبَي الْقُرْآنِيَّةِ الدَّوْلِيَّة؟ لِاَنَّهُمْ مَعَاوِلُ هَدْمٍ لِهَذَا الدِّينِ؟ وَلَيْسُوا مَعَاوِلَ بِنَاءٍ اَبَداً؟ هَلْ اَصْبَحَتْ هَذِهِ هِيَ وَظِيفَةُ الْقُرْآنِ الْوَحِيدَةُ فِي التَّجْوِيدِ وَالْقِرَاءَاتِ وَمَخَارِجِ الْحُرُوفِ فَقَطْ وَالتَّبَاهِي وَالرِّيَاءِ الْمُنَافِقِ بِهَا اَمَامَ النَّاسِ والعياذ بالله{اَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَاب(تَجْوِيداً وَقِرَاءَاتٍ وَمَخاَرِجَ حُرُوف{وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ( بِمَعْنَى تُهْمِلُونَ وَتَسْتَهْتِرُونَ بِهِ وَبِمَا فِيهِ مِنْ عَقِيدَةٍ وَفِقْهٍ وَتَفْسِيرٍ وَاَحْكَام؟ لِاَنَّ الْكُفْرَ قَدْ يَاْتِي بِمَعْنَى الْاِهْمَالِ وَالِاسْتِهْتَارِ الَّذِي لَايُخْرِجُ مِنَ الْمِلَّةِ كَمَا سَيَاْتِي؟ وَهُوَ هُنَا بِمَعْنَى سَتْرُ نِعْمَةِ الْقُرْآنِ وَاِخْفَاؤُهَا وَتَغْطِيَتُهَا وَالتَّعْمِيَةُ عَلَيْهَا بِدِرَاسَةِ التَّجْوِيدِ فَقَطْ؟ مِنْ اَجْلِ اِهْمَالِ دِرَاسَةِ بَقِيَّةِ عُلُومِ الْقُرْآنِ مِنَ الْفِقْهِ وَالتَّفْسِيرِ وَغَيْرِهَا؟ وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ الْمُخَطَّطَاتِ الْخَبِيثَةِ الَّتِي كَانَ اَعْدَاءُ الْاِسْلَامِ وَمَايَزَالُونَ اِلَى الْآنَ يَسْعَوْنَ اِلَيْهَا مِنْ اَجْلِ اِبْعَادِنَا عَنِ هَذَا الْقُرْآنِ؟ لِاَنَّهُمْ يَخَافُونَ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتَ مِنْ هَذَا الْقُرْآن؟ وَلِاَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّنَا لَنْ نَنْتَصِرَ عَلَيْهِمْ اِلَّا بِفِقْهِ هَذَا الْقُرْآن؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ دَائِماً يُطْلِقُونَ كِلَابَهُمْ مِنْ اَجْلِ النُّبَاحِ بِالْقَوْلِ بِتَحْرِيفِ الْقُرْآن؟ وَلَكِنَّهُمْ جَهِلُوا اَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَاجَاءَ اِلَّا رَحْمَةً لَنَا وَلَهُمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَا اَرْسَلْنَاكَ(بِرِسَالَةِ الْقُرْآنِ {اِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين( وَلِذَلِكَ اَيُّهَا الْقُرَّاءُ الْمُرَاؤُون {فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ اِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ اِلَى اَشَدِّ الْعَذَاب(بَلْ اَصْبَحْنَا نُؤْمِنُ بِكُلِّ الْكِتَابِ مِنْ اَجْلِ قِرَاءَتِهِ عَلَى الْمَوْتَى؟ وَنَكْفُرُ بِكُلِّ الْكِتَابِ بِاِلْغَاءِ مُهِمَّتِهِ الْاَسَاسِيَّةِ عَلَى الْاَحْيَاءِ وَنَتَعَدَّى عَلَيْهَا وَنَقُومُ بِتَرْقِيعِهَا وَهِيَ مَا وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِين(نَعَمْ لَقَدْ حَكَمْنَا عَلَى هَذَا الْقُرْآنِ بِالْمَوْتِ؟ فَاَمَاتَ اللهُ النَّخْوَةَ وَالْاِيمَانَ فِي قُلُوبِنَا؟ وَاَحْيَا مَكَانَهُمَا حُبَّ الشَّيْطَانِ وَزِينَتِهِ لِهَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي نُفُوسِنَا؟ حَتَّى تَجَاوَبْنَا مَعَ كَيْدِهِ وَوَسْوَسَتِهِ وَاِغْوَائِهِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنْ اَجْسَادِنَا وَاَحَاسِيسِنَا؟ فَلَا تَجِدُ اَخِي عَمَلاً وَلَا انْفِعَالاً وَلَاتَجَاوُباً مَعَ هَذَا الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ اِلَّا مَعَ الْقَلِيلِ جِدّاً {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُور(وَلِذَلِكَ يَقُولُ سُبْحَانَه{اِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة(لِمَاذَا؟ هَلْ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَدْفِنُوا الْقُرْآنَ فِي قَاعِ الْبَحْرِ وَتَتَثَاقَلُوا عَنْ سَمَاعِهِ وَفَهْمِهِ وَالْغَوْصِ فِي مَعَانِيهِ كَمَا تَتَثَاقَلُونَ فِي الْغَوْصِ اِلَى قَاعِ الْبَحْرِ وَلَاتَنْشَطُونَ اِلَّا مِنْ اَجْلِ اللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ فِي الْبَحْرِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَاليُورُو وَالدُّولَار فِي الْبَرّ؟ اَمْ{لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً(وَكَلِمَةُ تَذْكِرَة بِمَعْنَى عِظَة؟ حَتَّى لَاتَطْغَوْا فِي الْاَرْضِ؟ فَاِذَا طَغَيْتُمْ فِي الْاَرْضِ فَسَيُهْلِكُكُمُ الله؟ ثُمَّ يُنْجِي اللهُ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا نَجَّى مِنْ قَبْلُ مَنْ آمَنَ مَعَ نَوحٍ؟ وَاَهْلَكَ سُبْحَانَهُ الْبَاقِينَ وَاَغْرَقَهُمْ؟ نَعَمْ{اُغْرِقُوا فَاُدْخِلُوا نَارَا؟ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ اَنْصَارَا{وَاَنَّهُ اَهْلَكَ عَاداً نِ الْاُولَى؟ وَثَمُودَ فَمَا اَبْقَى؟ وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ؟ اِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ اَظْلَمَ وَاَطْغَى( مِنْ جَمِيعِ الْاُمَمِ السَّابِقَةِ وَاللَّاحِقَة؟ وَكَمْ عَانَى نُوحٌ مِنْهُمْ؟ فَهَلْ مَازِلْتُمْ اِلَى الْآنَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ تَلُومُونَ نُوحاً عَلَيْهِ صَلَاةُ رَبِّي وَسَلَامُهُ فِي اَنَّهُ تَسَرَّعَ فِي الدَّعْوَةِ عَلَيْهِمْ وَمَا دَعَا عَلَيْهِمْ اِلَّا بَعْدَ اَنْ فَقَدَ الْاَمَلَ مِنْهُمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاُوحِيَ اِلَى نُوحٍ اَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ اِلَّا مَنْ قَدْ آمَن{وَلَاتُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا(وَهَذِهِ الْآيَةُ هِيَ اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى اَنَّ نُوحاً عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام كَانَ سَيَدْعُو لَهُمْ وَيَشْفَعُ لَهُمْ فِي الدَّعَاء وَلَمْ يَكُنْ يَنْوِي الدَّعَاءَ عَلَيْهِمْ اِلَّا بَعْدَ اَنْ اَمَرَهُ اللهُ بِذَلِك{وَالْمُؤْتَفِكَةَ اَهْوَى؟ فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى؟ فَبِاَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى(وَلِمَاذَا كُلُ هَذَا{لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَة؟ وَتَعِيَهَا اُذُنٌ وَاعِيَة( هَلْ هِيَ اُذُنٌ وَاعِيَةٌ لِاَحْكَامِ التَّجْوِيدِ وَمَخَارِجِ الْحُرُوفِ وَالْقِرَاءَاتِ الْمُتَوَاتِرَةِ فَقَطْ؟ بَلْ اِنَّ كَلِمَةَ وَاعِيَة بِمَعْنَى اَنَّهَا اُذُنٌ تَسْمَعُ وَتَعْقِلُ وَتَفْهَمُ وَتَتَدَبَّرُ مَا تَسْمَعُ مِنَ الْقُرْآنِ فِي جَمِيعِ اَنْوَاعِ الْعُلُومِ الَّتِي لَهَا صِلَةٌ بِالْقُرْآن؟ ذَكَرَ الْقُرْطِبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ عِنْدَ هَذِهِ الْآيَة؟ لَمَّا نَزَلَتْ اَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاُذُنِ الْاِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ فَقَال؟ اَللَّهُمَّ اِنِّي اَدْعُوكَ اَنْ تَجْعَلَ اُذُنَهُ اُذُناً وَاعِيَة؟ فَمَاذَا كَانَتْ بَرَكَةُ اللهِ بِرَسُولِهِ عَلَى عَلِيّ؟ قَالَ فَوَاللهِ مَانَسِيتُ بَعْدَهَا كَلَاماً سَمِعْتُهُ اَوْ قِيلَ لِي؟ وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ وَقَدْ دَعَا لِيَ الْحَبِيبُ مُحَمَّد؟ ثُمَّ قَالَ لَهُ يَاعَلِيّ اِنَّ اللهَ اَمَرَنِي اَنْ اُذْنِيَكَ وَلَا اُقْصِيَك؟ وَاَنْ اُعَلّمَك؟ وَكَلِمَةُ اُذْنِيَكَ بِمَعْنَى اُسْمِعَكَ كَثِيراً مِمَّا اَقُولُهُ مِنَ الْقُرْآنِ وَالْحِكْمَة؟ وَلَااُقْصِيَكَ أيْ لَااُبْعِدَكَ؟ وَاَنْ اُعَلّمَك؟ فَلَابُدَّ اَنْ يَسْتَجِيبَ اللهُ دُعَاءَ رَسُولِه؟ نَعَمْ هَكَذَا كَانُوا يَتَعَامَلُونَ مَعَ الْقُرْآن؟ نَعَمْ فَهَلَّا نَتَّعِظُ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ فَهَلْ نَتَّعِظُ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا الْآنَ فَلْيُحَاسِبْ نَفْسَهُ بِقَوْلِهِ هَلْ اَنَا ظَالِمٌ اَوْ مَظْلُوم؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي وَاللهِ لَاَنْ تَكُونَ مَظْلُوماً خَيْرٌ لَكَ مِنْ اَنْ تَكُونَ ظَالِماً؟ مَاذَا تَنْفَعُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا اِذَا شَغَلَتْكَ عَنْ ذِكْرِ الله؟ مَاذَا يَنْفَعُ الْجَاه؟ مَاذَا يَنْفَعُ السُّلْطَان؟ مَاذَا يَنْفَعُ الْمَال؟ مَاذَا يَنْفَعُ الْوَلَد؟ فَاِذَا خَسِرْتَ صِلَتَكَ بِاللهِ فَقَدْ خَسِرْتَ كُلَّ شَيْء؟ فَهَيَّا يَااُمَّةَ مُحَمَّد اِلَى اتِّبَاعِ مُحَمَّد؟ نَعَمْ وَكُلُّ ذَلِكَ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ يَحْدُثُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا؟ وَلَكِنْ هَلِ انْتَهَى اَمْرُ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ اَهْلَكَهُمُ الله؟ لَا وَرَبِّي؟ لَا وَرَبِّ مُحَمَّد؟ لَاوَرَبِّ الْكَعْبَة؟ بَلْ مَازَالَ يَنْتَظِرُهُمْ {يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبَا؟ اَلسَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ؟ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولَا{فَاِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَة؟ وَحُمِلَتِ الْاَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَة؟ فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَة؟ وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَة؟ وَالْمَلَكُ عَلَى اَرْجَائِهَا؟ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَة؟ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَتَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَة(وَهَذَا مَاسَنَعْرِفُهُ فِي مُشَارَكَةٍ قَادِمَةٍ اِنْ شَاءَ الله{قُلْ صَدَقَ اللهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ اِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَاكَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين( اَقُولُ قَوْلِي هَذَا؟ وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَبَعْدُ؟ فَاِنَّنَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَامُ دَائِماً نُؤَكِّدُ فِي كُلِّ سَنَةٍ وَمِنْ بَابِ الِاحْتِيَاطِ عَلَى عَدَمِ اِخْرَاجِ صَدَقَةِ الْفِطْرِ اِلَّا فِي الْعَشْرِ الْاَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ؟ بِسَبَبِ مَاوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيح ِعَنِ السَّمَاحِ بِاِخْرَاجِهَا قَبْلَ وَقْتِهَا بِيَوْمٍ اَوْ يَوْمَيْنِ؟ حَتَّى اَنَّ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ شَدَّدَ فِي هَذِهِ الْمَسْاَلَةَ وَلَمْ يَسْمَحْ بِاِخْرَاجِهَا قَبْلَ الْعِيدِ بِاَكْثَرَ مِنْ يَوْمَيْنِ فَقَطْ؟ لِاَنَّهَا تُسَمَّى صَدَقَةَ الْفِطْرِ وَلَاتُسَمَّى صَدَقَةَ الصَّوْم؟ بِمَعْنَى اَنَّ وَقْتَهَا يَنْبَغِي اَنْ يَكُونَ فِي وَقْتِ فِطْرٍ بَعْدَ انْتِهَاءٍ مِنْ صَوْمِ رَمَضَانَ بِالْكَامِل؟ وَلَكِنَّهُمْ رَخَّصُوا بِهَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ قَبْلَ انْتِهَاءِ رَمَضَان؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَسْتَعِدَّ الْفَقِيرُ لِلْعِيدِ بِهَذِهِ الصَّدَقَة؟ وَلِيَكُونَ لَدَيْهِ الْوَقْتُ الْكَافِي لِهَذَا الِاسْتِعْدَادِ حَتَّى لَايَتَسَوَّلَ فِي يَوْمِ الْعِيد؟ وَسُمِّيَتْ صَدَقَةُ الْفِطْرِ بِهَذَا الِاسْمِ لِاَنَّ سَبَبَهَا فِطْرٌ غَيْرُ مُعْتَاد؟ وَالْفِطْرُ غَيْرُ الْمُعْتَادِ بِالنِّسْبَةِ لِلصَّائِمِ هُوَ يَوْمُ الْعِيدِ عِنْدَ اَذَانِ فَجْرِ الْعِيد؟ لَكِنْ لِاَنَّ وَقْتَهَا ضَيِّقٌ كَمَا ذَكَرْنَا يَبْدَاُ مِنْ اَذَانِ مَغْرِبِ اَوَّلِ لَيْلَةٍ فِي الْعِيدِ وَيَنْتَهِي بِانْتِهَاءِ صَلَاةِ الْعِيدِ فَقَدْ اَجَازُوا تَقْدِيمَهَا قَبْلَ ذَلِكَ بِيَوْمَيْنِ اَوْ قَبْلَ ذَلِكَ عِنْدَ بِدَايَةِ الْعَشْرِ الْاَوَاخِرِ وَمَنَعُوا اِخْرَاجَهَا فِي الْعَشْرِ الْاَوَائِلِ وَفِي الْعَشْرِ الْاَوَاسِطِ اَيْضاً مِنْ رَمَضَان؟ وَلِذَلِكَ اَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لَيْسَ عَلَيْكَ حَرَج؟ فَاَخْرِجْهَا فِي الْعَشْرِ الْاَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَان؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ عَنْ مِقْدَارِهَا؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي مِقْدَارُهَا نِصْفُ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ اَوْ مِنْ غَالِبِ طَعَامِ الْبَلَد؟ وَنَحْنُ الْآنَ غَالِبُ طَعَامِنَا هُوَ الْقَمْحُ اَوِ الْاَرُزُّ اَوْ غَيْرُ ذَلِك؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تُخْرِجَ اَخِي 2 كِيلُو مِنَ الرُّزِّ اَوْ 2 كِيلُو مِنَ الْقَمْحِ عَلَى رَاْيِ الْمَذَاهِبِ الثَّلَاثَة اَلْمَالِكِيَّة وَالشًّافِعِيَّة وَالْحَنَابِلَة؟ وَاَمَّا الْاَحْنَافُ فَقَدْ اَجَازُوا اِخْرَاجَهَا بَدَلاً نَقْدِيّاً وَهُوَ ثَمَنُ 2 كِيلُو مِنَ الْاَرُزِّ اَوْ ثَمَنُ 2كِيلُو مِنَ الْقَمْحِ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ اَنْفَعَ لِلْفَقِير؟ وَقَدْ يَكُونُ رَاْيُ الْمَذَاهِبِ الثَّلَاثَةِ اَنْفَعَ مِنْ رَاْيِ الْاَحْنَافِ وَاللهُ اَعْلَم؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ يَقُولُ صَاحِبُهُ عَنْ جَارِهِ الَّذِي يَسْكُنُ بِقُرْبِهِ اَنَّهُ يَشْرَبُ الدُّخَانَ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ وَهُوَ صَائِم بِحُجَّةِ اَنَّ الدُّخَانَ لَايُفْطِر؟ وَلَااَدْرِي مِنْ اَيْنَ جَاءَ بِهَذِهِ الْفَتْوَى الْحَمْقَاءِ السَّخِيفَة؟ وَاَقُولُ لِهَذَا وَاَمْثَالِهِ طَبْعاً هَذَا نَوْعٌ مِنَ الضَّلَالِ الَّذِي اَنْتَ عَلَيْهِ وَالسَّعْيِ اِلَى اِضْلَالِ غَيْرِكَ اَيْضاً وَالْعَيَاذُ بِالله؟ فَهَلْ هَذَا الدُّخَانُ الَّذِي تَشْرَبُهُ مُفْطِرٌ اَوْ غَيْرُ مُفْطِر؟عَلَيْكَ اَنْ تَسْاَلَ اِنْسَاناً عَامِّيّاً مِنْ عَوَامِّ النَّاسِ لَايَفْقَهُ مِنَ الدِّينِ شَيْئَا؟ بَلِ اسْاَلِ الشِّيعِي؟ وَاسْاَلِ الْيَهُودِي؟ وَاسْاَل ِالْمَسِيحِي؟ فَاِنَّهُ بِالتَّاْكِيدِ سَيَقُولُ لَكَ اَنَّ شُرْبَ الدُّخَانِ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ يُؤَدِّي اِلَى الْاِفْطَار؟ وَقَدْ رَاَيْتُ بِاُمِّ عَيْنِي رَجُلاً مَسِيحِيّاً يَضْرِبُ ابْنَهُ بِقَسْوَةٍ فِي الشَّارِعِ؟ فَسَاَلْتُهُ لِمَاذَا تَقْسُو عَلَيْهِ بِهَذَا الشَّكْل؟ فَقَالَ اِنَّهُ يَشْرَبُ الدُّخَانَ عَلَناً اَمَامَ الْمُسْلِمِينَ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ وَلَايَحْتَرِمُ مَشَاعِرَهُمْ؟ وَلَااَدْرِي لِمَاذَا اَنْعَمَ اللهُ عَلَى النَّصَارَى بِهَذِهِ النِّعْمَةِ الْكُبْرَى فِي تَعْظِيمِ شَعَائِرِ اللهِ وَحُرُمَاتِهِ؟ وَلَمْ يُنْعِمْ بِهَا عَلَى مَنْ يَدَّعُونَ الِانْتِسَابَ اِلَى الْاِسْلَام؟ وَاَتَسَاءَلُ دَائِماً فِي نَفْسِي؟ هَلْ يُهَيِّءُ اللهُ هَؤُلاَءِ النَّصَارَى لِحَمْلِ رَايَةِ التَّوْحِيدِ وَالْاِسْلَامِ بَعْدَ غِيَابٍ طَوِيلٍ عَنْ سَاحَةِ التَّوْحِيد؟ وَمَا هِيَ هَذِهِ الْمُؤَهِّلَاتُ الَّتِي تَجْعَلُ هَؤُلاَءِ النَّصَارَى يَسْتَحِقُّونَ حَمْلَ هَذِهِ الْاَمَانَةِ الْكُبْرَى؟ وَسُبْحَانَ الله اَجِدُ نَفْسِي دَائِماً فِي حَيْرَةٍ مِنْ اَمْرِي وَاَصِلُ اِلَى النَّتِيجَةِ التَّالِيَة؟ وَهِيَ اَنَّهُ لَابُدَّ اَنْ يَكُونَ فِي قُلُوبِ هَؤُلَاءِ النَّصَارَى شَيْءٌ مِنْ حُبِّ اللهِ وَالْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالسَّعْيِ لِمَرْضَاتِهِ سُبْحَانَه؟ وَلَكِنَّهُ حُبٌّ هَوْجَائِيّ؟ وَلِذَلِكَ فَهُمْ مُحْتَاجُونَ اِلَى مَنْ يَضْبِطُ لَهُمْ هَذَا الْحُبَّ ضَبْطاً صَارِماً عَلَى عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ وَالْاِسْلَام؟ وَلِذَلِكَ اَعُودُ فَاَقُولُ عَنْ شُرْبِ الدُّخَانِ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ اَنَّهُ يُؤَدِّي اِلَى الْاِفْطَارِ بِاِجْمَاعِ الْعُلَمَاء؟ وَاَمَّا هَذَا التَّمَحُّكُ وَالْكَلَامُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ طَعْمٌ وَلَارَائِحَةٌ مِمَّا تَقُول؟ فَلَمْ يَعُدْ يَنْقُصُنَا اِلَّا اَنْ تُنَصِّبَ مِنْ نَفْسِكَ فَقِيهاً وَتُفْتِيَ النَّاسَ بِاَنَّ الدُّخَانَ لَايُفْطِرُ فِي نَهَارِ رَمَضَان؟ ثُمَّ يَقُولُ السَّائِل؟ لِي جَارٌ آخَرُ يُفْطِرُ عِنْدَ الْغُرُوبِ عَلَى الدُّخَانِ كَذَلِك؟ وَاَقُولُ وَاللهُ اَعْلَم؟ اِنَّ الَّذِي يُفْطِرُ عَلَى الدُّخَانِ كَالَّذِي يُفْطِرُ عَلَى كَاْسِ الْخَمْرِ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ يَعْنِي فِعْلاً اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اِنَّهُ لَاَمْرٌ عَجِيب؟ وَاِنَّكَ لَتَعْجَبُ اَخِي اَكْثَرَ حِينَمَا تَعْلَمُ اَنَّ الرَّسُولَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَطْلُبُ مِنْكَ اَنْ تُفْطِرَ عَلَى الْخَبِيثِ اَمْ عَلَى الطَّيِّب؟ بِالتَّاْكِيدِ عَلَى الطَّيِّب؟ وَقَدْ عَلَّمَنَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَنْ نَقْتَدِيَ بِهِ فِي اِفْطَارِهِ عَلَى الرُّطَب؟ رُطْبَةً وَاحِدَة؟ اَوْ ثَلَاثُ رُطَب؟ اَوْ خَمْس؟ اَوْ سَبْع؟ اَوْ اِحْدَى عَشْرَةَ رُطْبَةً لِمَرِيضِ السُّكَّرِ الْهَابِطِ جِدّاً؟ وَيُسْتَحَبُّ اَنْ يَكُونَ عَدَدُ الرُّطَبِ فَرْدِيّاً لَا زَوْجِيّاً؟ وَطَبْعاً فَاِنَّ مَرِيضَ السُّكَّرِ الَّذِي يُعَالِجُ نَفْسَهُ بِالْاَنْسُولِين لَايَجُوزُ لَهُ اَنْ يَصُومَ اَبَداً؟ بَلْ يُخْرِجُ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ يُفْطِرُهُ فِدْيَةً طَعَامُ مِسْكِينٍ فُطُوراً وَسُحُوراً لِهَذَا الْمِسْكِين؟ لِاَنَّ الصَّوْمَ قَدْ يَكُونُ خَطَراً عَلَى حَيَاتِهِ؟ وَخَاصَّةً اِذَا كَانَ السُّكَّرُ لَدَيْهِ يَرْتَفِعُ اِلَى 300 فَمَا فَوْق؟ وَاَمَّا 300 وَمَاتَحْتَهَا فَيَجُوزُ لَهُ الصِّيَام؟ بَلْ اِنَّ الصِّيَامَ قَدْ يَنْفَعُهُ فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ وَلَااَسْتَطِيعُ الْاِفْتَاءَ النِّهَائِيَّ فِي هَذَا الْمَوْضُوع؟ وَلَا اُرِيدُ اَنْ اَتَعَدَّى عَلَى غَيْرِ اخْتِصَاصِي؟ وَلِذَلِكَ فَاِنِّي اُحِيلُ جَمِيعَ الْفَتَاوَى الْمُتَعَلّقَةِ بِمَرْضَى السُّكَّرِ اِلَى الْاَطِبَّاءِ الْمُخْتَصِّينَ بِمَرَضِ السُّكَّرِ وَالضَّغْطِ اَيْضاً؟ لِاَنَّهُمْ يَحْتَاجُونَ اَوَّلاً اِلَى تَحَالِيلَ مِخْبَرِيَّةٍ سَلِيمَةٍ مِنْ اَجْلِ الصِّيَامِ لَاتَدْخُلُ فِي مَجَالِ اخْتِصَاصِي؟ فَاِذَا قَرَّرَ الْاَطِبَّاءُ سَلَامَةَ تَحَالِيلِهِمْ وَسَمَحُوا لَهُمْ بِالصِّيَامِ؟ فَاِنَّهُمْ يَحْتَاجُونَ اَيْضاً اِلَى تَعْلِيمَاتٍ صِحِّيَّةٍ وِقَائِيًّةٍ وَعِلَاجِيَّةٍ مَعاً وَتَحْمِيهِمْ مِنْ حُصُولِ مُضَاعَفَاتٍ خَطِيرَةٍ فِي حَالَةِ الِاسْتِمْرَار ِفِي صِيَامِ شَهْرٍ كَامِلٍ قَدْ يَكُونُ نَهَارُهُ طَوِيلاً جِدّاً ويَصِلُ اِلَى حُدُودِ 16 سَاعَة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الطَّبِيبَ هُوَ الْمُفْتِي فِي هَذِهِ الْاَحْوَالِ الْخَطِيرَةِ وَلَسْتُ اَنَا؟ وَلَايَجُوزُ لِاَحَدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالْمَشَايِخِ اَنْ يَحِلَّ مَحَلَّ الطَّبِيبِ فِي هَذِهِ النَّوْعِيَّةِ مِنَ الفَتَاوَى اَبَداً؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ الطَّبِيبُ غَيْرَ مُسْلِمٍ فَاِنَّهُ هُوَ الْمُفْتِي وَاِنَّ فَتْوَاهُ غَالِباً تَكُونُ مَصْدَرَ ثِقَة؟ وَمِنْ هُنَا فَاِنَّ دِينَ الْاِسْلَامِ يَسْمَحُ لِغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ اَنْ يُفْتُوا فِي جَمِيعِ الْمَجَالَاتِ اِذَا كَانُوا مُخْتَصِّينَ فِي الدِّرَاسَاتِ الْاِسْلَامِيَّة لَكِنْ عَلَى شَرْط؟ اَنْ يَقْبَلُوا بِهَذِه ِالْقَاعِدَة؟ كُلٌّ يُؤْخَذُ مِنْهُ وَيُرَدُّ عَلَيْهِ اِلَّا نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله؟ وَلَانَدُورُ اِلَّا مَعَ الْحَقِّ كَيْفَمَا دَار وَمَعَ مَنْ دَار كَائِناً مَنْ كَانَ مُسْلِماً اَوْ غَيْرَ مُسْلِم؟ وَلِذَلِكَ فَاِنِّي اَقُولُ لِلْاُسْتَاذَة اُمْنِيَّة الَّتِي ظَهَرَتْ فِي بَرْنَامَجٍ يَتَحَدَّثُ عَنْ خِتَانِ الْاِنَاثِ عَلَى فَضَائِيَّةِ اِمْ بِي سِي؟ مَاذَا يَنْقُصُكِ يَااُخْتِي اَنْتِ حَتَّى تَقُولِي قَالَ اللهُ وَقَالَ رَسُولُ الله؟ هَلْ تَتَكَبَّرِينَ عَلَى اللهِ وَرَسُولِه؟ لِمَاذَا ثِقَتُكِ بِنَفْسِكِ ضَعِيفَةٌ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَة؟ وَمَاشَاءَ اللهُ عنَكِ وَعَنْ ثَقَافَتِكِ الرَّائِعَة؟ فَقَدْ اَعْجَبَتْنِي جِدّاً وَاَشْكُرُكِ عَلَى تَعَبِكِ مِنْ اَجْلِ تَحْصِيلِكِ الْعِلْمِيِّ لَهَا؟ فَمَاالَّذِي يَنْقُصُكِ مِنْ اَجْلِ الْاِفْتَاءِ فِي مَوْضُوعِ خِتَانِ الْاِنَاث؟ وَمَاالَّذِي يَمْنَعُكِ مِنَ الِاسْتِعَانَةِ بِجَمِيعِ الْمَرَاجِعِ وَالْكُتُبِ الَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنْ هَذَا الْمَوْضُوع؟ فَاِذَا كَانَتْ فَتْوَاكِ خَاطِئَة؟ فَضَعِيهَا فِي قِسْمِ الرَّاْيِ الْحُرِّ حَتَّى نُصَحِّحَهَا لَكِ؟ وَلَكِ الْاَجْرُ الْوَاحِدُ وَالثَّوَابُ عِنْدَ اللهِ بِسَبَبِ تَعَبِكِ وَاجْتِهَادِكِ فِي دِرَاسَةِ الْمَوْضُوع؟ وَلَكِ اَجْرَانِ اثْنَانِ اِذَا اَصَبْتِ فِي الْوُصُولِ اِلَى الْفَتْوَى الصَّحِيحَة؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّنَا نُرِيدُ الْاِفْتَاءَ لِمَنْ هَبَّ وَدَبَّ مِنْ دُونِ اَنْ يَتْعَبَ وَيَجْتَهِدَ وَيَدْرُسَ مُلَابَسَاتِ الْمَوْضُوعِ مِنْ كُلِّ النَّوَاحِي وَالْمَذَاهِبِ الْفِقْهِيَّةِ الْمُخْتَلِفَة؟ وَاِنَّمَا نُرِيدُ اَنْ نَخْتَلِفَ بِهَذِهِ الْمَذَاهِبِ الْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ والشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنْبَلِيَّةِ وَغَيْرِهَا حَتَّى نَتَّفِق؟ فَقَدْ نَحْصُدُ مِنْ هَذَا الْخِلَافِ ثِمَاراً نَافِعَةً جِدّاً؟ وَقَدْ نُرَكِّبُ دَوَاءً نَافِعاً جِدّاً يَشْفِي اَصْعَبَ الْاَمْرَاضِ الْخَطِيرَةِ بِاِذْنِ اللهِ مِنْ اَنْوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ الْاَعْشَابِ الطِّبِّيَّةِ الْمُرَّةِ وَالْحُلْوَة؟ وَلِذَلِكَ عَلَيْنَا اَنْ نُشَجِّعَ النَّاسَ عَلَى مَاوَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُون(وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ كُونُوا عَلْمَانِيِّين؟ بَلْ كُونُوا رَبَّانِيِّين؟ فَاِذَا كَانَ رَبُّكُمْ سُبْحَانَهُ مُفْتِي؟ فَكُونُوا مُفْتِينَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ}وَلِذَلِكَ فَاِنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَب؟ فَاِنْ لَمْ يَجِدْ اَفْطَرَ عَلَى تَمْرٍ وَعَلَى حَسَوَاتٍ مِنَ الْمَاء؟ وَهَذَا هُوَ الَّذِي يَفْعَلُهُ اَهْلُ الْاِيمَان؟ وَهَذَا هُوَ الَّذِي يَفْعَلُهُ طَيِّبُو الْفِطَرِ السَّلِيمَة؟ حِينَمَا يُفْطِرُونَ عَلَى مَايَنْفَعُ لَاعَلَى مَايَضُرّ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَؤُلَاءِ الْمُرْجِفُونَ يُرِيدُونَ اَنْ يُقْحِمُوا اَنْفُسَهُمْ فِي فَتَاوَى ضَالَّةٍ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُبَرِّرُوا اَعْمَالَهُمْ؟ وَلِذَلِكَ فَلْنَتَّقِ اللهَ جَمِيعاً فِي اُمُورِ الدِّينِ الَّتِي صَارَتْ نَوْعاً مِنَ الْهَزْلِ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ يَعْتَقِدُونَ اَنَّ التَّدْخِينَ لَايُؤَثّرُ عَلَى صِحَّةِ الصَّوْم؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَذَا الْهَزْلَ وَالْهُزْءَ بِالدِّينِ مِنْ صِفَاتِ الْمُنَافِقِين؟ وَلِذَلِكَ فِي غَزْوَةِ تَبُوك كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَسِيرُونَ اِلَيْهَا جَنْباً اِلَى جَنْبٍ مَعَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ خَرَجُوا رِيَاءً مِنْ اَجْلِ اَنْ يَسْتُرُوا نِفَاقَهُمْ؟ وَبَيْنَمَا هُمْ فِي الطَّرِيقِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ؟ اِنَّ مُحَمَّداً هَذَا يَذُمُّ سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا؟ فَوَاللهِ اِنْ كَانَ مَا يَقُولُهُ مُحَمَّدٌ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِ اللهِ؟ فَنَحْنُ شَرٌّ مِنَ الْحَمِير؟ وَدَائِماً اَخِي فَاِنَّ الْكُفْرَ يُعْمِي الْبَصِيرَة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ مِنْ جَهْلِهِمْ كَانُوا يَتَجَاهَلُونَ اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَيُخْبِرُ رَسُولَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِمَقُولَتِهِمْ وَاِفْكِهِمْ وَيَفْضَحُهُمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَئِنْ سَاَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ اِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ(بِمَعْنَى اَنَّهُمْ قَالُوا كُنَّا نَمْزَحُ وَنَتَسَلَّى وَنَحْنُ نَمْشِي فِي طَرِيقِنَا اِلَى الْغَزْوَةِ مِنْ اَجْلِ اَنْ نُذْهِبَ وَحْشَةَ السَّفَرِ اَوْ نَنْسَاهَا فَكُنَّا نَتَكَلَّمُ بِهَذَا الْكَلَامِ مُزَاحاً وَلَانَقْصِدُ حَقِيقَتَه؟ وَقَدْ قَالُوا ذَلِكَ حِينَمَا فُتِشَ اَمْرُهُمْ وَكُشِفَ وَافْتُضِح؟ فَرَدَّ عَلَيْهِمْ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ{قُلْ اَباِللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُون؟ لَاتَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ اِيمَانِكُمْ(وَسُبْحَانَ الله؟ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ لِرَسُولِهِ هَذَا الْكَلَامَ قَبْلَ اَنْ يَاْتُوا اِلَيْهِ اَنَّ هَؤُلَاءِ سَيَقُولُونَ لَكَ كَذَا وَكَذَا؟ وَدَائِماً هَؤُلَاءِ مُنَافِقُون؟ وَدَائِماً هَذِهِ هِيَ صِفَاتُ الْمُنَافِقِين؟ وَلَيْسَ مِنَ الضَّرُورِيِّ اَنْ يَكُونَ جَمِيعُ الْمُنَافِقِينَ مُنَافِقِينَ فِي الْعَقِيدَة؟ بَلْ قَدْ يَكُونُونَ مُنَافِقِينَ فِي الْعَمَلِ فَقَطْ؟ وَلَيْسَ مِنَ الضَّرُورِيِّ اَيْضاً اَنْ يَكُونَ النَّاسُ جَمِيعُهُمْ كُفَّاراً فِي الْعَقِيدَة؟ بَلْ هُنَاكَ مِمَّنْ يَنْتَسِبُونَ اِلَى الْاِسْلَامِ وَهُمْ فِعْلاً كُفَّارٌ فِي الْعَقِيدَةِ وَالْعَمَلِ مَعاً؟ وَهُنَاكَ اَيْضاً كُفَّارٌ بِنِعْمَةِ اللهِ فَقَطْ وَلَيْسُوا كُفَّاراً فِي الْعَقِيدَة؟ وَلَكِنَّهُمْ كُفَّارٌ فِي الْعَمَلِ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ؟ حِينَمَا تُسَخِّرُهَا اَخِي فِيمَا يُغْضِبُ الله؟ كَاَنْ تَصْرِفَ اَمْوَالَكَ مَثَلاً عَلَى الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِينِ وَمَااِلَى هُنَالِكَ؟ وَكَاَنْ تَسْتَعْمِلَ نِعْمَةَ السُّلْطَةِ وَالسُّلْطَانِ الَّذِي اَعْطَاكَ اللهُ اِيَّاهَا فِي الْبَطْشِ بِعِبَادِ اللهِ وَظُلْمِهِمْ مِمَّا يَجْعَلُكَ كَافِراً بِنِعْمَةِ الله؟ لَكِنْ لَاتَخْرُجُ مِنَ الْمِلَّةِ اِلَّا اِذَا كَذَّبْتَ اللهَ بِاِبَاحَةِ مَاحَرَّمَهُ وَاعْتِقَادِكَ عَالِماً لَاجَاهِلاً اَنَّ مَاتَفْعَلُهُ حَلَالٌ يُؤَيِّدُكَ الشَّرْعُ عَلَيْهِ وَلَاغُبَارَ عَلَيْهِ وَلَاعَلَيْك؟ فَهُنَا اَنْتَ اَخِي خَرَجْتَ مِنَ الْمِلَّة؟ لَابِسَبَبِ كُفْرِكَ بِنِعْمَةِ اللهِ بِمَعْنَى لُؤْمِكَ وَجُحُودِكَ لِشُكْرِهَا؟ وَلَكِنْ بِسَبَبِ الْمَعْنَى الْآخَرِ مِنَ الْكُفْرِ وَهُوَ لُؤْمُكَ وَجُحُودُكَ لِذَاتِهَا بِمَعْنَى اِنْكَارِكَ لَهَا وَلِشُكْرِهَا جُمْلَةً وَتَفْصِيلاً مِمَّا يُؤَدِّي اِلَى كُفْرِكَ بِالْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ وَاِيمَانِكَ بِعَقِيدَةٍ خَاطِئَة وَهُوَ اعْتِقَادُكَ بِلِسَانِ الْحَالِ اَوِ الْمَقَالِ اَنَّ اللهَ كَاذِب؟ وَذَلِكَ يَكُونُ اَيْضاً بِتَكْذِيبِكَ لِلهِ فِيمَا حَرَّمَهُ وَفِيمَا اَحَلَّه؟ وَبِسَبَبِ اِنْكَارِكَ لِنِعْمَةِ اللهِ اَيْضاً جُمْلَةً وَتَفْصِيلاً كَمَا اَشَرْنَا؟ لِاَنَّ هَذَا الْاِنْكَارَ فِيهِ تَكْذِيبٌ لِلهِ اَيْضاً؟ فَاِذَا اعْتَقَدْتَّ اَخِي عَمْداً وَمِنْ دُونِ جَهْلٍ مِنْكَ مَثَلاً بِعَقِيدَةِ قَارُونَ فِي اِنْكَارِ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ{قَالَ اِنَّمَا اُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي{قُلْ اَرَاَيْتُمْ اِنْ اَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَاْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِين(اَلْمَعَاوِلُ وَالْفُؤُوس؟ فَقَدْ خَرَجْتَ اَخِي هُنَا مِنْ مِلَّةِ الْاِسْلَامِ؟ لِاَنَّكَ اَنْكَرْتَ نِعْمَةَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الَّذِي يَاْتِينَا سُبْحَانَهُ بِمَاءٍ مَعِينٍ وَرَبَطْتَّ هَذِهِ النِّعْمَةَ كَذِباً وَزُوراً وَبُهْتَاناً بِالْمَعَاوِلِ وَالْفُؤُوس؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هُنَاكَ مَنْ كُفْرِ النِّعْمَةِ مَايُخْرِجُكَ مِنْ مِلَّةِ الْاِسْلَامِ اِذَا رَافَقَهُ اتِّهَامُكَ لِلهِ بِالْكَذِب؟ وَهُنَاكَ اَيْضاً مَالَايُخْرِجُكَ وَلَكِنْ يُخْشَى عَلَيْكَ مِنْ سُوءِ الْخَاتِمَةِ اِذَا اَصْرَرْتَ اَوِ اسْتَمْرَرْتَ عَلَى ذَلِك؟ وَلِذَلِكَ اَخِي عَلَيْكَ اَنْ تَفْهَمَ مِنْ هَؤُلَاءِ التَّكْفِيرِيِّينَ قَبْلَ اَنْ تَظْلِمَهُمْ مَاذَا يُرِيدُونَ بِتَكْفِيرِهِمْ هَذَا؟ هَلْ يُرِيدُونَ تَكْفِيرَكَ اَخِي بِالْعَقِيدَة؟ اَوْ يُرِيدُونَ تَكْفِيرَكَ بِالْعَمَل؟ فَاِذَا اَرَادُوا تَكْفِيرَكَ بِالْعَمَلِ فَقَطْ فَاِنَّهُمْ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ لَايُخْرِجُونَكَ مِنَ الْمِلَّة اِلَّا اِذَا اَحْلَلْتَ هَذَا الْعَمَل وَهُوَ اَكْلُكَ لِلرِّبَا مَثَلاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَات؟ وَاللهُ لَايُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ اَثِيم(فَهُنَا آكِلُ الرِّبَا هَلْ هُوَ كَفَّارٌ فِي الْعَقِيدَةِ اَمْ كَفَّارٌ فِي الْعَمَل؟ بَلْ اِنُّهُ اَخِي كَفَّارٌ فِي الْعَمَلِ فَقَطْ وَلَا يَخْرُجُ مِنْ مِلَّةِ الْاِسْلَامِ اِلَّا اِذَا اَحَلَّ الرِّبَا لِاَنَّهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يُكَذّبُ اللهَ سُبْحَانَهُ الَّذِي{اَحَلَّ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا( فَاِذَا اَرَادَ هَؤُلَاءِ التَّكْفِيرِيُّونَ تَكْفِيرَكَ بِالْعَقِيدَةِ اَخِي فَاِنَّهُمْ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يُخْرِجُونَكَ مِنَ مِلَّةِ الْاِسْلَام فَعَلَيْكَ اَنْ تَطْلُبَ مِنْهُمُ الدَّلِيلَ الْقَاطِعَ عَلَى اِخْرَاجِهِمْ لَكَ مِنَ الْمِلَّة؟ لِاَنَّ الْكُفْرَ يَاْتِي بِمَعَانِي كَثِيرَة مُتَعَدِّدَة وَمُخْتَلِفَة فِي اللَّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَفِي الِاصْطِلَاحِ الشَّرْعِيّ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ كَلِمَةَ تَكْفِيرِيِّينَ اَحْيَاناً تَكُونُ كَلِمَةً شَرْعِيَّةً صَحِيحَةً يُؤَيِّدُهَا الشَّرْعُ الْاِسْلَامِيُّ اِذَا كَانَتْ مُرْفَقَةً بِالدَّلِيلِ وَالْبُرْهَانِ مِمَّا يَجْعَلُ تَكْفِيرَ التَّكْفِيرِيِّينَ هَؤُلَاءِ صَادِقاً وَفِي مَحَلّهِ الشَّرْعِيِّ الصَّحِيح بَلْ وَمَطْلُوباً اَيْضاً شَرْعاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوت(وَلِذَلِكَ اَخِي يُمْكِنُنَا اَنْ نَصِلَ اِلَى نَتِيجَةٍ رَائِعَةٍ تُرْضِي اللهَ وَرَسُولَهُ وَاِلَى حَلٍّ يُرْضِي الْجَمِيعَ مَعَ هَؤُلَاءِ التَّكْفِيرِيِّينَ الْاُمِّيِّينَ الْجُهَلَاءِ وَهُوَ اَنْ نَتَّفِقَ مَعَهُمْ عَلَى مُحَارَبَةِ التَّكْفِيرِ الْعَشْوَائِيِّ الَّذِي يُخْرِجُ مِنَ الْمِلَّةِ مِنْ دُونِ دَلِيلٍ وَلَابَيِّنَة؟ لَا اَنْ نُصْبِحَ شَرّاً مِنْهُمْ عِنْدَ اللهِ بِكُفْرِنَا بِسَبَبِ اِنْكَارِنَا عَلَيْهِمْ تَكْفِيراً قَدْ يَكُونُ تَكْفِيراً صَحِيحاً ومَعْلُوماً مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَة؟وَلِذَلِكَ فَاِنِّي فِي الْمَاضِي كُنْتُ اَدْعُو دَائِماً لِبَشَّارَ فِي صَلَاتِي عَلَى مَا فَعَلَهُ مِنْ اَجْلِ اِصْلَاحِ الْاُمِّيَّةِ فِي الْمَعْلُومَاتِيَّة؟ وَاَمَّا الْيَوْمَ فَاِنِّي اَصْبَحْتُ اَدْعُو عَلَيْه ِلاَنَّهُ جَرَّ الْبِلَادَ وَالْعِبَادَ اِلَى هَذَا الْخَرَابِ وَالْفَوْضَى بِسَبَبِ اِهْمَالِهِ دَائِماً لِاِصْلَاحِ الْخَلَلِ وَ الْاُمِّيَّةِ الْمَوْجُودَةِ فِي عَشْوَائِيَّةِ التَّكْفِيرِ عِنْدَ هَؤُلَاءِ التَّكْفِيرِيِّينَ الَّذِينَ لَمْ يَتَعَامَلْ مَعَهُمْ بَشَّارُ اِلَّا بِمُنْتَهَى الْقَسْوَةِ وَالْعُنْفِ وَالظُّلْمِ وَ الطُّغْيَانِ وَالْجَبَرُوتِ؟ وَلَمْ يُفَكِّرْ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ فِي اِعَادَةِ تَاْهِيلِهِمْ فِي الْوَقْتِ الَّذِي قَدَّمَ فِيهِ كُلَّ التَّسْهِيلَاتِ الْمَادِّيَّةَ وَالْمَعْنَوِيَّةَ وَالرِّفْقَ وَاللّينَ مِنْ اَجْلِ الْمَعْلُومَاتِيَّة؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يُفَكِّرْ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اَنَّ الثَّقَافَةَ الدِّينِيَّة الصَّحِيحَةَ هِيَ جُزْءٌ لَايَتَجَزَّاُ مِنْ هَذِهِ الْمَعْلُومَاتِيَّةِ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ اَخِي{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ اَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّار(وَهَذِهِ الْآيَةُ تَاْمُرُنَا اَنْ نَكُونَ اَشِدَّاءَ عَلَى بَعْضِنَا اَيْضاً؟ لِاَنَّهُ يُوجَدُ بَيْنَنَا مُسْلِمُونَ كُفَّارٌ فِي الْعَمَلِ لَا فِي الْعَقِيدَة؟ وَقَدْ يَحْتَاجُونَ اِلَى الشِّدَّةِ وَالْغِلْظَةِ فِي النَّصِيحَةِ لَهُمْ اِذَا لَمْ يُسْعِفْهُمُ اللَّين؟ وَاِلَّا فَاِنَّنَا لَنْ نَرَى فِي مُجْتَمِعِنَا اِلَّا الِانْحِلَالَ الْاَخْلَاقِيَّ مِنْ قُيُودِ الْفَضِيلَةِ وَالتَّفَلُّتَ مِنْهَا وَانْتِشَارَ الْاِبَاحِيَّةِ الْبَغِيضَةِ بِكُلِّ اَشْكَالِهَا؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ النِّفَاقَ نَوْعَانِ اَيْضاً؟ نِفَاقٌ فِي الْعَقِيدَةِ؟ وَنِفَاقٌ فِي الْعَمَل؟ اَمَّا نِفَاقُ الْعَقِيدَة؟ فَهُوَ اَنْ يُظْهِرَ الْاِنْسَانُ الْايمَانَ وَيُبْطِنَ الْكُفْرَ وَهَذَا اسْمُهُ نِفَاقُ الْعَقِيدَةِ الَّذِي يَجْعَلُكَ اَخِي تَخْرُجُ مِنْ مِلَّةِ دِينِ الْاِسْلَام؟ وَاَمَّا نِفَاقُ الْعَمَلِ؟ فَهُوَ مُؤْمِنٌ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمُسْلِم؟ وَلَكِنْ يَتَّصِفُ بِصِفَاتِ النِّفَاقِ وَهِيَ التَّالِيَة؟ اِذَا حَدَّثَ كَذَب؟ وَاِذَا وَعَدَ اَخْلَف؟ وَاِذَا اؤْتُمِنَ خَان؟ وَاِذَا خَاصَمَ فَجَر؟ وَلِذَلِكَ اَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقاً خَالِصاً فِي الْعَمَل؟ وَمَنِ اتَّصَفَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهَا كَانَ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا بِمَعْنَى يَتْرُكَها؟ وَانْظُرْ مَعِي اَخِي اَلَيْسَ فِي اَيَّامِنَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يَتَّصِفُونَ بِهَذِهِ الصِّفَات؟ اِذَا حَدَّثُوا كَذَبُوا؟ وَالْيَوْم مَاشَاءَ الله تَرَى الْكَذِبَ اَخِي عَلَى كُلِّ الْمُسْتَوَيَات؟ وَاِذَا وَعَدُوا اَخْلَفُوا؟ تَرَاهُ يَعْمَلُ فِي مَجَالِ الصِّنَاعَةِ مَثَلاً؟ إي بُكْرَة؟ إي بَعِدْ بُكْرَة؟ إي بَعِدْ اُسْبُوع؟ وَقَدْ يَطُولُ الْكَذِبُ مَعَهُ اِلَى سَنَة؟ بَلْ اِلَى سَنَوَات؟ وَلَمْ يَنْتَهِ بَعْدُ مِنْ اِصْلَاحِ حَوَائِجِ النَّاسِ اَوْ صِنَاعَتِهَا لَهُمْ؟ وَلَاتَهُمُّهُ الْمَوَاعِيدُ اَبَداً؟ وَاِذَا اؤْتُمِنَ خَان؟ سَوَاءٌ كَانَتِ اَمَانَةً مَادِّيَّةً؟ اَوْ اَمَانَةً مَعْنَوِيَّة؟ وَخَاصَّةً اِذَا صَارَحَكَ اَخُوكَ اَخِي فِي عَيْبٍ فَاحِشٍ مَوْجُودٍ فِيهِ رَغْماً عَنْهُ طَالِباً مُسَاعَدَتَكَ فِي اِصْلَاحِ خَلَلِهِ بِالنَّصِيحَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ فَلَمْ تَسْتَطِعْ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلَا؟ وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ ائْتَمَنَكَ فِي كُلِّ الْاَحْوَالِ عَلَى عَدَمِ فَضْحِهِ وَاِفْشَاءِ عَيْبِهِ اَمَامَ النَّاس؟ فَاِنَّ مِنْ اَعْظَمِ الْخِيَانَةِ عِنْدَ اللهِ اَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ وَتَسْتَغِلَّ ثِقَتَهُ بِكَ اَوْ تَخُونَهَا وَالْعَيَاذُ بِالله؟ فَاَنْتَ مُؤْتَمَنٌ هُنَا اَخِي عَلَى اَسْرَارِهِ كَمَا اَنَّ الطَّبِيبَ مُؤْتَمَنٌ عَلَى اَسْرَارِ مَرْضَاه؟ وَاِذَا خَاصَمَ فَجَر؟ أيْ تَجَاوَزَ الْحَدَّ حَتَّى اَخَذَ اَكْثَرَ مِنْ حَقّهِ لِاَنَّهُ حَتَّى وَلَوْ كَانَ مَظْلُوماً فَاِنَّ اللهَ سَيُحَاسِبُهُ اِذَا اَخَذَ اَكْثَرَ مِنْ حَقّهِ بِفُجُورِه؟ وَلِذَلِكَ فَالْاَفْضَلُ لَكَ اَخِي اَنْ تُطَالِبَ بَحَقّكَ بِاَدَبٍ اَوّلاً؟ فَاِذَا اضْطّرِرْتَ اِلَى الْفُجُورِ مِنْ اَجْلِ الْوُصُولِ اِلَى حَقّكَ؟ فَاِنَّ هَذَا الْفُجُورَ لَهُ حُدُودٌ شَرْعِيَّةٌ صَارِمَةٌ وَرَدَتْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا؟ فَمَنْ عَفَا وَاَصْلَحَ فَاَجْرُهُ عَلَى الله(وَهَنِيئاً لِمَنْ كَانَ اَجْرُهُ عَلَى الله؟ لَكِنْ لَامَلَامَةَ عَلَى{مَنِ انْتَصَرَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ؟ فَاُولَئِكَ مَاعَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيل؟ اِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْاَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ(وَلِذَلِكَ{لَايُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ اِلَّا مَنْ ظُلِم(وَلَكِنْ بِحُدُودٍ شَرْعِيَّةٍ صَارِمَةٍ اَخِي اِيَّاكَ اَنْ تَتَخَطَّاهَا حَتَّى لَاتَاْخُذَ اَكْثَرَ مِنْ حَقّكَ وَحَتَّى لَاتَتَجَاوَزَ الْحَلَالَ اِلَى الْحَرَام؟ فَالَّذِي فِيهِ هَذِهِ الْخِصَالُ الْاَرْبَعَةُ هُوَ مُنَافِقٌ خَالِص؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَتَّصِفُ بِنَفْسِ الصِّفَاتِ الَّتِي يَتَّصِفُ بِهَا اَهْلُ النِّفَاق؟ فَاِذَا اتَّصَفَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهَا فَاِنَّهُ يَكُونُ رُبْعَ مُنَافِق؟ وَاِذَا اتَّصَفَ بِاثْنَتَيْنِ فَاِنَّهُ نِصْفُ مُنَافِق؟ وَاِذَا اتَّصَفَ بِثَلَاثَةٍ فَاِنَّهُ ثَلَاثَةُ اَرْبَاعِ الْمُنَافِق؟ وَاِذَا اتَّصَفَ بِاَرْبَعَةٍ يَكُونُ مُنَافِقاً خَالِصاً لَايَنْقُصُهُ شَيْءٌ مِنْ نِفَاقِ الْعَمَل؟ وَكَمْ نَتَسَاهَلُ نَحْنُ فِي هَذِهِ الْاُمُورِ مَعَ الْاَسَف؟ وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيح[وَيْلٌ لِلصَّانِعِ مِنْ غَدٍ اَوْ بَعْدَ غَد(وَالصَّانِعُ هُوَ الَّذِي يَعْمَلُ صَانِعاً فِي مَجَالِ الزِّرَاعَةِ اَوِ الصِّنَاعَةِ اَوِ التِّجَارَة؟ مَثَلاً نَجَّار؟ حَدَّاد؟ اَلَمِنْيُوم؟ فَلَّاح؟تَاجِر جُمْلَة اَوْ تَاجِر مُفَرَّق؟ اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِك؟ يَقُولُ لَكَ إي الْيُومُ وْبُكْرَة؟ إي الْيُومُ وْغَداً؟ فَيَاْتِي بُكْرَة؟ وَلَاتَجِدُ اَخِي اِلَّا النَّطْرَة؟ وَالِانْتِظَارَ الْمُمِلَّ وَشَغْلَةَ الْبَالِ وَالْفِكْرَة؟ وَالْخَسَارَةَ فِي دَفْعِ اَجَارِ التَّكَاسِي وَالْخَيْبَةَ وَالْفَقْرَا؟ وَقَدْ جَاءَ اَحَدُهُمْ اِلَى اَحَدِ هَؤُلَاءِ الصَّانِعِينَ مَرَّة؟ فَوَجَدَهُ يَحْتَسِي كَاْساً مِنَ الْخَمْرِ وَاضِعاً زُجَاجَةَ الْخَمْرِ فِي صُرَّة؟ فَقَالَ لَهُ هَلْ اَصْلَحْتَ لِي غَسَّالَةَ الثّيَابِ اَوْ بَرَّادَ الطَّعَامِ اَوْ جِهَازَ التِّلْفَازِ وَخُذْ اُجْرَتَكَ بِالْمَرَّة؟ فَقَالَ لَهُ اَلْيَوْمَ خَمْرٌ وَغَداً اَمْرٌ وَالرِّزْقُ عَلَى اللهِ وَاِذَا لَمْ يُعْجِبْكَ كَلَامِي فَاَرِنِي عَرْضَ اَكْتَافِكَ وَطْلَاعْ لَبَرَّا؟ وَاِذَا اَحْبَبْتَ اَدُلُّكَ عَلَى مَحْكَمَةٍ بَابُهَا وَاسِعٌ وَلَيْسَ ضَيِّقاً كَثُقْبِ الْاِبْرَة؟ يَدْخُلُ مِنْهُ الْجَمَلُ مُرْتَاحاً وَيَخْرُجُ عَطْشَاناً حَامِلاً مَعَهُ عَطَشَ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَالْجَوِّ وَالصَّحْرَا؟ اِلَى سَبْعِ سَنَوَاتٍ عِجَافٍ مُنْتَقِلاً مِنْ مَحْكَمَةِ الظُّلْمِ اِلَى مَحْكَمَةِ الْفَسَادِ اِلَى مَحْكَمَةِ الرَّشْوَةِ اِلَى مَحْكَمَةِ الْخِيَانَةِ اِلَى مَحْكَمَةِ النِّفَاقِ الْقَضَائِيِّ وَالسِّيَاسِيِّ وَخَنْقِ الْعَدَالَةِ وَالْاَحْكَامِ الْمُرَّة؟ ثُمَّ يَاْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ خَمْرَا؟ وَعِنْدَهَا سَاُفَكِّرُ فِي اِصْلَاحِ مَافَسَدَ مِنْ اَجْهِزَتِكَ اِذَا لَمْ تَلْعَبْ نَشْوَةُ الْخَمْرِ فِي رَاْسِي مِنْ جَدِيدٍ وَاِلَّا فَاِنِّي سَاَبْقَى عَلَى غَدٍ وَبَعْدَ غَدٍ مُصِرّا؟ فَوَيْلٌ لِلصَّانِعِ مِنْ غَدٍ وَبَعْدَ غَدٍ فِي الْاُولَى وَالْاُخْرَى؟ وَوَيْلٌ لَهُ مِنْ جَحِيمِ جَهَنَّمَ الَّذِي قَدْ يَكُونُ اَبَدِيّاً وَحِسَاباً عَسِيراً عَلَى الشَّارِدَةِ وَالْوَارِدَةِ وَالذَّرَّة؟ وَقَدْ لَا يَكُونُ هُنَاكَ غَدٌ وَلَابَعْدَ غَدٍ وَلَااَمَلَ فِي نَجَاتِهِ مِنْ عَذَابٍ طَوِيلٍ قَدْ يَمْتَدُّ دَهْرَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّك؟ قَالَ اِنَّكُمْ مَاكِثُون؟ لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ اَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهون}ثُمَّ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[وَوَيْلٌ لِلتَّاجِرِ مِنْ وَاللهِ؟ وَبَلَى وَاللهِ(تَرَاهُ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ وَهُوَ يَبِيعُ اللهَ فِي اَسْوَاقٍ رَخِيصَة؟ وَيَشْتَرِي بِهِ رَشَّاً وَدِرَاكاً بِالْاَيْمَانِ الرَّخِيصَةِ الْكَاذِبَةِ الْفَاجِرَةِ كَصَاحِبِهَا الْفَاجِرِ وَالَّتِي تَجْعَلُ اللهَ رَخِيصاً عِنْدَهُ اَيْضاً وَكَاَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً حَسَبَ اعْتِقَادِه؟ لِاَنَّهُ عَدِيمُ الْاِحْسَاسِ وَالشُّعُورِ بِعَظَمَةِ اللهِ وَبِالْمَسْؤُولِيَّةِ الْكُبْرَى فِي تَعْظِيمِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعْظِيمِ اِيمَانِهِ وَشَعَائِرِهِ وَحُرُمَاتِه؟ وَهَذِهِ هِيَ الْمُصِيبَةُ الْكُبْرَى؟ وَنَحْنُ نَقُولُ دَائِماً؟ اِنَّ الْمَرَضَ الَّذِي تَشْعُرُ بِهِ اَخِي؟ هُوَ اَقَلُّ خَطَراً مِنَ الْمَرَضِ الَّذِي لَاتَشْعُرُ بِه؟ فَكَمْ مِنْ اُنَاسٍ يَمُوتُونَ مَوْتَ الْفَجْاَةِ؟ بِسَبَبِ مَرَضٍ لَايَشْعُرُونَ بِهِ؟ وَاَمَّا حِينَمَا يَشْعُرُ الْاِنْسَانُ بِالْمَرَضِ؟ فَاِنَّ الْمَرَضَ يَكُونُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ جَرَسَ اِنْذَارٍ قَدْ يَكُونُ رَحِيماً بِهِ؟ لِاَنَّهُ يَذْهَبُ اِلَى الطَّبِيبِ وَيُعَالِجُ نَفْسَهُ قَبْلَ اَنْ تَحْصَلَ عِنْدَهُ مُضَاعَفَاتٌ خَطِيرَةٌ قَاتِلَةٌ شَيْئاً فَشَيْئاً قَدْ لَايَشْعُرُ بِهَا؟ وَهَكَذَا هِيَ الذُّنُوبُ اَخِي؟ هِيَ مِنْ اَخْطَرِ الْاَمْرَاضِ الَّتِي قَدْ لَاتَشْعُرُ بِخَطَرِهَا اِذَا تَرَاكَمَتْ عَلَيْك؟وَلِذَلِكَ فَاِنَّ بَعْضَ النَّاسِ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُذْنِبُونَ وَكَاَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا شَيْئاً؟ بَلْ يَتَجَاهَلُونَ اَمْرَاضَ الذُّنُوبِ؟ وَلَايُرِيدُونَ اَنْ يَتَعَالَجُوا مِنْهَا قَبْلَ اَنْ تَحْصَلَ لَهُمْ مُضَاعَفَاتٌ خَطِيرَةٌ مِنْ غَضَبِ اللهِ وَلَعْنَتِهِ بِسَبَبِهَا كَمَا يَحْصَلُ لِلْمُسْلِمِينَ الْغَافِلِينَ فِي اَيَّامِنَا مَعَ الْاَسَفِ مِنْ دَمَارٍ بَعْدَ دَمَار؟ وَقَدْ شَبَّهَ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هَؤُلَاءِ الْغَافِلِينَ؟ بِاِنْسَانٍ تَقَعُ عَلَيْهِ ذُبَابَةٌ اَوْتَغُطُّ عَلَيْهِ؟ ثُمَّ يَرُدُّهَا عَنْهُ وَيَدْفَعُهَا حَتَّى تَعُودَ اِلَيْهِ مِنْ جَدِيد؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَشْعُرُ بِثِقْلِ الذَّنْبِ الَّذِي يَفْعَلُه؟ بَلْ يَشْعُرُ بِخِفَّتِهِ عَلَى قَلْبِهِ كَخِفَّةِ هَذِهِ الذُّبَابَةِ الْمُزْعِجَةِ الَّتِي تَعَوَّدَ عَلَى اِزْعَاجِهَا مَعَ مُرُورِ الْاَيَّامِ وَلَمْ تَعُدْ تُزْعِجُهُ كَالسَّابِق؟ بَلْ اِنَّهُ يَبْحَثُ عَنِ الْحَشَرَاتِ وَالْحَيَوَانَاتِ الْاُخْرَى الَّتِي يَسْتَمْتِعُ بِقَرْصِهَا لِجِلْدِهِ طَامِعاً فِي مُقَاوَمَةِ جِسْمِهِ لِسُمُومِهَا؟ وَهَكَذَا هُوَ صَاحِبُ الْمَعَاصِي وَالْكَبَائِرِ وَالْمُوبِقَات؟ يَسْتَمْتِعُ دَائِماً بِقَرْصِ الشَّيْطَانِ وَاِغْوَائِهِ وَوَسْوَسَتِهِ وَتَحْرِيضِهِ وَاَزِّهِ وَدَفْعِهِ لَهُ وَلِقَلْبِهِ وَرُوحِهِ وَعَقْلِهِ وَجِسْمِهِ مِنْ اَجْلِ الْاِدْمَانِ عَلَى مُمَارَسَتِهَا{اَلَمْ تَرَ اَنَّا اَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ اَزَّا( وَاَمَّا الْمُؤْمِنُ فَاِنَّهُ يَشْعُرُ بِالذَّنْبِ اِذَا مَارَسَهُ صَغِيراً كَانَ اَوْ كَبِيراً وَكَاَنَّ جَبَلاً قَدِ ارْتَفَعَ يُرِيدُ اَنْ يَنْهَدَّ عَلَيْه؟ لِاَنَّهُ يَشْعُرُ جَيِّداً بِمُرَاقَبَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَهُ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الذَّنْبَ يُؤْرِقُهُ وَلَايَجْعَلُهُ يَنَامُ اللَّيْلَ حَتَّى يَتُوبَ اِلَى اللهِ وَيَرْضَى عَنْهُ سُبْحَانَه؟ وَهَذَا الْمَعْنَى الَّذِي نَذْكُرُهُ تَجَلَّى اَكْثَرَ مَايَكُونُ فِي عَهْدِ الصَّحَابَةِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُخْلِصِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ جَمِيعاً؟ فَكَانَ اَحَدُهُمْ اِذَا اَخْطَاَ وَارْتَكَبَ ذَنْباً؟ يَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّهُ لَوْ تَابَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ قَبِلَ اللهُ تَوْبَتَه؟ وَمَعَ ذَلِكَ يَرْفُضُ اِلَّا اَنْ يُطَبَّقَ عَلَيْهِ حَدُّ اللهِ وَهُوَ الْعُقُوبَةُ الَّتِي حَدَّهَا اللهُ عَزَّ وَجَلّ؟ وَلِذَلِكَ كَمْ مِنَ الْاَشْخَاصِ جَاؤُوا اِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَاعْتَرَفُوا بِاَنَّهُمُ ارْتَكَبُوا جَرِيمَةَ الزِّنَى؟ وَكَانُوا يَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّهُمْ لَوْ تَابُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ لَقَبِلَ اللهُ تَوْبَتَهُمْ؟ وَلَكِنَّ هَؤُلَاءِ وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ اَنَّهُمْ اَخْطَؤُوا وَاَفْحَشُوا فِي هَذِهِ الْفَاحِشَةِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ بَلَغُوا الْقِمَّةَ فِي الْاِيمَانِ؟ وَبَلَغُوا الْقِمَّةَ فِي صَحْوَةِ الضَّمِيرِ الْاِيمَانِيّ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ حَدَّ الزِّنَى لَمْ يَثْبُتْ فِي التَّارِيخِ الْاِسْلَامِيِّ عَلَى اَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ اَبَداً اِلَّا بِالْاِقْرَارِ وَالِاعْتِرَافِ وَاللّعَان؟ وَمَا سَمِعْنَا اَبَداً اَنَّهُ ثَبَتَ بِشَهَادَةِ اَرْبَعَةٍ مِنَ الرِّجَالِ الشُّهُودِ الْعُدُولِ الَّذِينَ رَاَوْا عَمَلِيَّةَ الزِّنَى بِاُمِّ اَعْيُنِهِمْ؟ لِاَنَّ ذَلِكَ مِنَ الصُّعُوبَةِ بِمَكَانٍ وَزَمَان؟ لِاَنَّ اللهَ حَرَّمَ التَّجَسُّسَ بِقَوْلِهِ{وَلَاتَجَسَّسُوا(وَلِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ اَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ(فَاِذَا حَصَلَتْ نَظْرَةُ الْفَجْاَةِ بِالصُّدْفَةِ اِلَى الزَّانِي وَالزَّانِيَةِ وَهُمَا يَزْنِيَانِ؟ فَاِنَّهَا قَدْ تَكُونُ غَالِباً نَظْرَةً خَاطِفَةً سَرِيعةً جِدّاً؟ وَقَدْ يَغْلِبُهَا الْخَجَلُ وَالْحَيَاءُ اَيْضاً؟ لِاَنَّ اللهَ اَمَرَ بِغَضِّ الْبَصَر؟ فَكَيْفَ سَيَسْتَطِيعُ الشُّهُودُ الْاَرْبَعَةُ اَنْ يَنْقُلُوا صُورَةَ الزِّنَى الْحَقِيقِيَّةِ اَمَامَ الْقَضَاءِ اِذَا كَانَتْ نَظْرَةً خَاطِفَةً سَرِيعَة جِدّاً؟ اَضِفْ اِلَى ذَلِكَ اَخِي اَنَّ النَّظْرَةَ قَدْ تَجْلِبُ مِنَ التَّحْرِيضِ الْجِنْسِيِّ الْهَائِلِ لِمَنْ يَنْظُرُ اِلَيْهِمَا مِنَ الشُّهُودِ الْاَرْبَعَةِ عَلَى هَذِهِ الْوَضْعِيَّةِ مِنَ الزِّنَى؟ وَلِذَلِكَ فَلَوْ اَنَّ ثَلَاثَةً شَهِدُوا اَنَّا رَاَيْنَا فُلَاناً يَزْنِي بِفُلَانَة؟ فَاِذَا لَمْ يَاْتُوا بِشَاهِدٍ رَابِعٍ؟ فَاِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُجْلَدُ ثَمَانِينَ جَلْدَة؟ فَاِذَا اَتَوْا بِشَاهِدٍ رَابِعٍ لَكِنْ كَانَتْ اَقْوَالُهُمْ مُتَنَاقِضَة غَيْرَ مُتَّفِقَة؟ فَاِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْاَرْبَعَةِ اَيْضاً يُجْلَدُ ثَمَانِينَ جَلْدَة وَتُرَدُّ شَهَادَاتُهُمْ جَمِيعاً؟ وَلِذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَتَعَسَّسُ لَيْلاً مِنْ اَجْلِ تَفَقُّدِ اَحْوَالِ رَعِيَّتِهِ هَلْ نَامُوا جَائِعِينَ اَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَرَاَى بِالصُّدْفَةِ رَجُلاً مَعَ امْرَاَةٍ يَزْنِيَانِ؟ فَجَاءَ اِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَّى بِالنَّاسِ وَهُوَ يَرْتَجِفُ؟ ثُمَّ اتَّجَهَ اِلَيْهِمْ وَقَالَ مَاخَطْبُكُمْ وَمَابَالُكُمْ اِذَا اَخْبَرَكُمْ اَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ اَنَّهُ رَاَى فُلَاناً وَفُلَانَةً يَزْنِيَان؟ فَقَامَ الْاِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ خَوْفاً عَلَى عُمَرَ؟ وَقَالَ لَهُ يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِين لَاتَذْكُرِ اسْمَهُمَا؟ وَاللهِ لَوْ ذَكَرْتَ اسْمَهُمَا وَلَمْ تَاْتِ مَعَكَ بِثَلَاثَةٍ مِنَ الشُّهُودِ اَنْتَ رَابِعُهُمْ لَاُقِيمَ عَلَيْكَ حَدُّ الْقَذْفِ ثَمَانِينَ جَلْدَة؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الْحِرْصِ الْاِسْلَامِيِّ عَلَى سُمْعَةِ النَّاسِ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا مِنَ الْعَاهِرِينَ وَالْعَاهِرَات؟ وَسُبْحَانَ اللهِ فَاِنَّكَ اَخِي لَاتَجِدُ هَذَا الْحِرْصَ عَلَى السُّمْعَةِ فِي مَوْضُوعِ السَّرِقَةِ مَثَلاً؟ بَلْ تَبْقَى الْعَاهَةُ مُلَازِمَةً لَهُ بَعْدَ قَطْعِ يَدِهِ حَتَّى وَلَوْ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ وَحَتَّى وَلَوْ حَرَّمَ سُبْحَانَهُ عَلَى اَحَدٍ مِنَ النَّاسِ تَعْيِيرَهُ بِالسَّرِقَةِ بَعْدَ تَوْبَتِهِ وَاِصْلَاحِهِ لِمَا اَفْسَد؟ وَقَدِ اعْتَرَضَ اَحَدُ الْحَاقِدِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ بِقَوْلِهِ؟ يَدٌ بِخَمْسِ مِئِينَ عَسْجَدٍ وُدِيَتْ؟ مَابَالُهَا قُطِعَتْ فِي رُبْعِ دِينَارِ؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي اِذَا قَطَعْتَ يَدِي ظُلْماً وَعُدْوَاناً؟ يَحِقُّ لِي اَنْ اُطَالِبَ بِالْقِصَاصِ مِنْكَ وَهُوَ اَنْ يَاْمُرَ الْقَاضِي بِقَطْعِ يَدِكَ كَمَا قَطَعْتَ يَدِي؟ اَوْ يَحِقُّ لِي وَلَكَ اَنْ اُعْفِيَكَ مِنَ الْقِصَاصِ وَاُطَالِبَكَ بِدَفْعِ الدِّيَةِ اَوِ الْبَدَلِ وَهُوَ 500 دِينَار ذَهَبِي مَثَلاً؟ فَيَاْتِي هَذَا الْحَاقِدُ وَيَقُولُ لَكَ؟ مَابَالُ الْاِسْلَامِ لَمْ يَرْضَ مِنْكَ وَمِنْهَا بِاَقَلَّ مِنْ 500 دِينَار دِيَة اَوْ بَدَل مُقَابِلَ مَا قَطَعْتَهُ مِنْ يَدِهَا ظُلْماً لَهَا وَاعْتِدَاءً عَلَيْهَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ وَهِيَ ضَحِيَّةٌ مَظْلُومَة؟ وَمَابَالُ الْاِسْلَامِ يَاْمُرُ بِقَطْعِ يَدِهَا مِنْ اَجْلِ رُبْعِ دِينَارٍ فَقَطْ سَرَقَتْهُ مِنْكَ فِي الْحَالَةِ الْاُخْرَى وَهِيَ سَارِقَةٌ ظَالِمَة؟ فَكَيْفَ كَانَتْ هُنَاكَ يَداً غَالِيَةً فِي الدِّيَة تُسَاوِي500 دينار ذهبي؟ وَكَيْفَ اَصْبَحَتْ هُنَا يَداً رَخِيصَةً فِي السَّرِقَة تُسَاوِي رُبْعَ دِينَار عَادِي فَقَطْ؟ نَعَمْ اَخِي لَقَدْ اَجَابَ الْفُقَهَاءُ رَحِمَهُمُ اللهُ عَلَى هَذَا الْحَاقِدِ وَاَمْثَالِهِ بِقَوْلِهِمْ؟ كَانَتْ يَداً اَمِينَةً غَالِيَةً عَلَى الْاِسْلَامِ هُنَاكَ قَبْلَ اَنْ تَسْرِق وَكَانَتْ تُسَاوِي 500 دِينَار ذَهَبِي؟ فَلَمَّا خَانَتْ هُنَا هَانَتْ وَاَصْبَحَتْ رَخِيصَةً مَقْطُوعَةً سَيِّئَةَ السُّمْعَةِ وَلَمْ تَعُدْ تُسَاوِي اِلَّا رُبْعَ دِينَارٍ اِلَّا اِذَا تَابَ السَّارِقُ وَحَسُنَتْ تَوْبَتُه؟ لَكِنْ هُنَاكَ شُرُوطٌ اُخْرَى اَيْضاً صَعْبَةٌ جِدّاً مِنْ اَجْلِ تَطْبِيقِ حَدِّ السَّرِقَةِ لَامَجَالَ لِذِكْرِهَا الْآن؟ وَاِنَّمَا اَشَرْتُ اِلَى مَوْضُوعِ السَّرِقَةِ اِشَارَةً عَابِرَةً جَوَاباً عَلَى سُؤَالٍ وَرَدَنِي مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَة وَهُوَ مَامَعْنَى قَوْلُ الْفُقَهَاء كَانَتْ اَمِينَة فَلَمَّا خَانَتْ هَانَت ؟وَلِذَلِكَ اَخِي كَانَ الْاِسْلَامُ حَرِيصاً جِدّاً عَلَى سُمْعَةِ النَّاسِ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا زُنَاةً؟ اِلَّا اِذَا ثَبَتَتْ جَرِيمَةُ الزِّنَى عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ تعالى{وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمْا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِين(وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ هَؤُلَاءِ لَوْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ حَقَّ الْاِيمَانِ فَلَنْ يَسِيؤُوا اِلَى سُمْعَةِ اَحَدٍ بَعْدَ تَطْهِيرِهِ مِنَ الزِّنَى بِالْعُقُوبَةِ اَوِ الْحَدّ؟ وَسُبْحَانَ اللهِ فَاِنَّكَ اَخِي لَاتَجِدُ هَذَا الْحِرْصَ الْاِسْلَامِيَّ عَلَى سُمْعَةِ ثَلَاثَةٍ مِنْ شُهُودِ الزِّنَى حَتَّى وَلَوْ كَانُوا صَادِقِين؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي بِالْمُقَابِلِ تَجِدُ اللهَ سُبْحَانَهُ حَرِيصاً عَلَى قَبُولِ التَّوبَةِ{عَلَى الثَّلَاثَةِ(الصَّادِقِينَ{الَّذِينَ خُلّفُوا(بِقَوْلِهِ{ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا{حَتَّى اِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْاَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ اَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا اَنْ لَا مَلْجَاَ مِنَ اللهِ اِلَّا اِلَيْهِ {يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين(فَمَاذَا تَفْهَمُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ اَخِي اِلَّا اَنَّ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ لَمْ يَنْجُوا مِنْ غَضَبِ اللهِ وَلَعْنَتِهِ لَهُمْ وَلَمْ يَقْبَلِ اللهُ تَوْبَتَهُمْ اِلَّا بسَبَبِ صِدْقِهِمْ؟ فَهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ هُمْ شُهُودُ التَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ الَّذِينَ شَهِدُوا عَلَى اَنْفُسِهِمْ فَنَفَعَهُمْ صِدْقُهُمْ اِلَى اَبْعَدِ الْحُدُودِ مِنْ مَرْضَاةِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ عَلَيْهِمْ؟ وَاَمَّا شُهُودُ الْقَذْفِ بِالزِّنَى الثَّلَاثَة الصَّادِقُون؟ وَاَمَّا شُهُودُ الْقَذْفِ الْاَرْبَعَةُ الصَّادِقُون وَلَكِنْ اَقْوَالُهُمْ مُتَنَاقِضَة؟ فَهَلْ نَفَعَ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً صِدْقُهُمْ؟ لَا وَرَبِّي؟ لَا وَرَبِّ مُحَمَّد؟ لَا وَرَبِّ الْكَعْبَة؟ بَلْ {اِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم؟ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ اَلسِنَتُهُمْ وَاَيْدِيهِمْ وَاَرْجُلُهُمْ(بَلْ{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَاْتُوا بِاَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَة(بَلْ{وَلَاتَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً اَبَداً(بَلْ{وَاُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ اِلَّا الَّذِينَ تَابُوا(فَاَيُّ دِينٍ اَعْظَمُ مِنْ هَذَا الدِّينِ اَيُّهَا الْعَاهِرُونَ وَالْعَاهِرَات؟ اِنَّهُ لَايَرْضَى اَنْ يَمَسَّ اَحَدٌ مِنَ النَّاسِ كَرَامَتَكُمْ وَسُمْعَتَكُمْ حَتَّى وَلَوْ كَانُ هَذَا الْمَسِيسُ لِسُمْعَتِكُمْ صَادِراً مِنْ مُسْلِمِينَ صَادِقِينَ اَطْهَار؟ بَلْ اِنَّهُ يُعَاقِبُهُمْ بِاَشَدِّ الْعُقُوبَات؟ وَتَصَوَّرْ مَعِي اَخِي اَنَّ دِينَ الْاِسْلَامِ يَنْتَقِمُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ الصَّادِقِينَ وَيُلَطّخُ سُمْعَتَهُمْ اَيْضاً بِاَشَدِّ الْعُقُوبَاتِ وَهِيَ جَلْدُهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَة بَلْ وَ حِرْمَانُهُمْ ايضا مِنَ الْحُقُوقِ الْمَدَنِيَّةِ وَعَدَمِ قَبُولِ شَهَادَتِهِمْ فِي أيِّ مَحْكَمَةٍ بَعْدَ ذَلِكَ وَعَدَمِ الِاعْتِرَافِ بِهَا فِي أيِّ مُعَامَلَةٍ بَلْ وَاتِّهَامُهُمْ بِالْكَذِبِ وَالْبُهْتَانِ عَلَناً اَمَامَ النَّاسِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِاَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاِذْ لَمْ يَاْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَاُولَئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكَاذِبُون(وَكُلُّ هَذَا الِاسْتِنْفَار؟ وَكُلُّ هَذِهِ الثَّوْرَةِ الْاِلَهِيَّةِ؟ وَكُلُّ هَذَا الْغَضَبِ مِنَ اللهِ وَلَعْنَتِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الصَّادِقِين؟كُلُّ ذَلِكَ يَحْدُثُ مِنْ اَجْلِ الْحِفَاظِ عَلَى سُمْعَةِ النَّاسِ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا مِنَ الْعَاهِرِينَ وَالْعَاهِرَات؟ حَتَّى وَلَوْ لَطَّخُوا اَنْفُسَهُمْ بَجَرِيمَةِ الزِّنَى؟ فَاِنَّ اللهَ مَعَ ذَلِكَ اَشْفَقَ عَلَى سُمْعَتِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ اَنْ تَتَمَرَّغَ فِي الْوَحْلِ وَالتَّرَاب؟ وَلَمْ يَسْمَحْ لِاَحَدٍ اَيّاً كَانَ حَتَّى وَلَوْ كَانَ صَادِقاً اَنْ يَتَجَرَّاَ عَلَيْهِمْ؟ فَكَيْفَ يَتَجَرَّاُ اَبْنَاءُ الزِّنَى وَالْمُتْعَةِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ مِنْ كِلَابِ الرَّوَافِضِ عَلَى الطَّاهِرَةِ بِنْتِ الْاَطْهَارِ وَالصِّدِّيقَةِ بِنْتِ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَعَنْ اَبِيهَا؟ فَهَلْ اَشْفَقَ اَصْحَابُ الْعُهْرِ هَؤُلَاءِ مِنَ الرَّافِضَةِ وَغَيْرِهِمْ عَلَى ذَرَّةٍ مِنْ سُمْعَةِ دِينِ الْاِسْلَامِ وَكَرَامَتِه؟ بَلْ اِنَّ اَحَدَهُمْ مَعَ الْاَسَفِ مَايَزَالُ اِلَى الْآنَ يَخْجَلُ اَنْ يَقُولَ اَنَا مُسْلِم فِي الْمَحَافِلِ الدَّوْلِيَّة؟ فَهَلْ هَكَذَا تُكَافِؤُونَ اِحْسَانَ الْاِسْلَامِ اِلَيْكُمْ اَيُّهَا الْعَاهِرُونَ وَالْعَاهِرَات{هَلْ جَزَاءُ الْاِحْسَانِ اِلَّا الْاِحْسَان(وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّكُمْ لَنْ تَجِدُوا حَاضِنَةً حَنُونَةً رَحِيمَةً بِكُمْ مُشْفِقَةً عَلَيْكُمْ تَحْتَضِنُكُمْ كَحَاضِنَةِ دِينِ الْاِسْلَام؟ وَمَعَ كُلِّ هَذَا فَقَدْ كَانَ بَعْضُ النَّاسِ يُكَافِؤُونَ الْاِسْلَامَ وَيَشْكُرُونَهُ عَلَى حِرْصِهِ عَلَى سُمْعَتِهِمْ بِحُبِّهِمْ لَهُ وَبِاَشَدِّ الْحُبِّ لِلهِ اَيْضاً؟ وَذَلِكَ بِحِرْصِهِمْ عَلَى سُمْعَةِ وَطَهَارَةِ اِيمَانِهِمْ وَاِسْلَامِهِمْ اَكْثَرَ مِنْ حِرْصِهِمْ عَلَى سُمْعَتِهِمُ الشَّخْصِيَّة؟ وَلِذَلِكَ كَانَتْ تَاْتِي الْغَامِدِيَّةُ رَحِمَهَا اللهُ وَتَقُولُ يَارَسُولَ الله؟ اَنَا امْرَاَةٌ مُتَزَوِّجَة؟ وَقَدْ زَنَيْت؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ لَعَلَّكِ قَبَّلْتِ؟ لَعَلَّهُ كَانَ مُجَرَّدَ تَحَرُّشٍ مِنْ دُونِ جِمَاع؟ اِنْصَرِفِي عَنِّي؟ تُوبِي بَيْنَكِ وَبَيْنَ الله؟ فَانْصَرَفَتْ؟ ثُمَّ جَاءَتِ الثَّانِيَة؟ فَقَالَتْ يَارَسُولَ الله؟ اِنِّي حُبْلَى مِنَ الزِّنَى؟ فَطَهِّرْنِي وَاَقِمْ عَلَيَّ حَدَّ الله؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ لَا حَتَّى تَضَعِي حَمْلَكِ؟ فَانْصَرَفَتْ؟ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ يَدْعُو اللهَ وَيَتَضَرَّعُ اِلَيْهِ مِنْ اَجْلِ عَدَمِ عَوْدَتِهَا اِلَيْهِ وَالْتِزَامِهَا الصَّمْتَ وَالسُّكُوت؟ لِاَنَّهَا اِذَا عَادَتْ اِلَيْهِ وَرَاجَعَتْهُ فِي نَفْسِ الْمَوْضُوعِ وَشَهِدَتْ عَلَى نَفْسِهَا اَرْبَعَ مَرَّاتٍ؟ فَلَابُدَّ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ لِرَسُولِ اللهِ اَنْ يَاْمُرَ بِرَجْمِهَا حَتَّى مَوْتِهَا؟وَلَاشَفَاعَة فِي حُدُودِ اللهِ بَعْدَ الْعَوْدَةِ الرَّابِعَةِ اَبَداً؟ وَلِذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللهِ يَدْعُو اللهَ لَهَا اَنْ يُنْجِيَهَا مِنْ هَذَا الرَّجْمِ حَتَّى الْمَوْتِ؟ وَلَكِنَّهَا مَعَ الْاَسَفِ عَادَتْ فِي الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ وَقَدْ وَضَعَتْ وَلَدَهَا وَاَتَتْ بِهِ رَسُولَ اللهِ تَحْمِلُهُ وَقَالَتْ يَارَسُولَ اللهِ اَقِمْ عَلَيَّ حَدَّ اللهِ وَطَهِّرْنِي كَمَا طَهَّرَكَ الله؟ وَسُبْحَانَ الله؟ لَقَدْ كَانَتْ رَحِمَهَا اللهُ تَشْعُرُ كَاَنَّ جَبَلاً مِنَ الْقَذَارَةِ وَالْوَسَاخَةِ يَضْغَطُ عَلَى قَلْبِهَا وَخَاصَّةً فِي هَذَا الذَّنْبِ مِنَ الْخِيَانَةِ لِزَوْجِهَا؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ لَا اِذْهَبِي حَتَّى يَسْتغْنِيَ وَلَدُكِ؟ بِمَعْنَى اَرْضِعِيهِ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْن؟ وَمَرَّتِ الْاَيَّامُ؟ وَجَاءَتْ فِي الْمَرَّةِ الرَّابِعَةِ؟ وَقَالَتْ يَارَسُولَ اللهِ صَارَ وَلَدِي يَسْتَغْنِي بِنَفْسِهِ وَمَعَهُ كَسْرَةُ خُبْزٍ يَاْكُلُهَا فَاَقِمْ عَلَيَّ حَدَّ اللهِ وَطَهِّرْنِي؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ اَقَامَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الْحَدَّ عَلَيْهَا رَجْماً بِالْحِجَارَةِ حَتَّى مَاتَتْ؟ لِاَنَّهَا كَانَتْ مُحْصَنَةً بِمَعْنَى حُرَّةً مُتَزَوِّجَة؟ وَاَقُولُ حُرَّة؟ لِاَنَّ الْاَمَةَ الْمَمْلُوكَة اِذَا ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَى لَايُقَامُ عَلَيْهَا حَدُّ الزِّنَى بِالرَّجْمِ حَتَّى الْمَوْتِ وَاِنَّمَا{فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَاعَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ(وَهُوَ الْجَلْدُ خَمْسُونَ جَلْدَةً فَقَطْ؟ وَلَاحِظْ مَعِي اَخِي وَرَكِّزْ جَيِّداً عَلَى كَلِمَةِ الْمُحْصَنَاتِ فِي هَذِهِ الْآيَة وَهِيَ بِمَعْنَى الْحَرَائِر؟ فَاِذَا انْصَرَفَ ذِهْنُكَ اَخِي اِلَيْهَا بِمَعْنَى اَنَّهُنَّ الْمُتَزَوِّجَاتُ الْحَرَائِر؟ فَاِنَّ الرَّجْمَ لَايُنَصَّفُ؟ لِاَنَّ الْمَوْتَ لَايُنَصَّفُ فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ وَاِنَّمَا الَّذِي يُنَصَّفُ هُوَ جَلْدُ الْحَرَائِرِ مِائَةُ جَلْدَة؟ وَلِذَلِكَ كَانَ حَتْماً مَقْضِيّاً عَلَيْكَ اَخِي اَنْ يَنْصَرِفَ ذِهْنُكَ اِلَى كَلِمَةِ الْمُحْصَنَاتِ اَنَّهَا بِمَعْنَى الْحَرَائِرِ الْعَازِبَاتِ اللَّوَاتِي لَمْ يَسْبِقْ لَهُنَّ الزَّوَاج؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى رَحْمَةِ الْاِسْلَام؟ فَكُلَّمَا كَانَ الْاِنْسَانُ ضَعِيفاً كَهَؤُلَاءِ الْاِمَاءِ مَثَلاً؟ كَانَتْ عُقُوبَتُهُ اَقَلّ؟ وَكُلَّمَا كَانَ عَظِيماً كَهَؤُلَاءِ الْحَرَائِرِ مَثَلاً؟ كَانَتْ عُقُوبَتُهُ اَشَدّ؟ وَاَمَّا فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ فَبِالْعَكْس؟ فَاِنَّ الَّذِي لَهُ ظَهْرٌ يَدْعَمُهُ لَايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ اَنْ يُعَاقِبَهُ اَوْ يَتَغَلَّبَ عَليْهِ حَتَّى وَلَوْ سَرَقَ حَتَّى وَلَوْ زَنَى وَفَعَلَ مَا فَعَلَ مِنَ الْكَبَائِرِ وَالْاِجْرَامِ وَالْمُوبِقَات؟ وَاَمَّا الضَّعِيفُ فَيَاوَيْلَهُ وَيَاسَوَادَ لَيْلِهِ اِذَا وَقَعَ فِي اَيْدِي هَؤُلاَءِ الظَّالِمِينَ حَتَّى وَلَوْ سَرَقَ بِسَبَبِ الْجُوعِ وَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَاْكُلَ فَاِنَّهُمْ لَنْ يَرْحَمُوهُ اَبَداً؟ وَاَمَّا الْاِسْلَام؟ وَاَمَّا نَبِيُّ الْاِسْلَامِ وَالْمَرْحَمَة؟ فَلَافَرْقَ عِنْدَهُ بَيْنَ قَوِيٍّ وَضَعِيفٍ وَشَرِيفٍ فِي قَوْمِهِ وَحَقِير[فَلَوْ اَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا(عَلَيْهِ وَعَلَيْهَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا يَعْتَرِفُونَ بِجَرِيمَتِهِمْ خَوْفاً مِنَ اللهِ وَمِنْهُمْ مَاعِز رَحِمَهُ الله؟ فَقَدْ جَاءَ فِي الْمَرَّةِ الْاُولَى وَالثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَةِ وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللهِ لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ؟ لَعَلَّكَ لَامَسْتَ؟ لَعَلَّكَ كَذَا وَكَذَا؟ وَهَذِهِ الْقُبْلَةُ وَهَذِهِ الْمُلَامَسَةُ لَهَا عُقُوبَةٌ غَيْرُ عُقُوبَةِ الزِّنَى الْحَقِيقِي؟ فَقَالَ مَاعِزُ لَا لَقَدْ زَنَيْتُ كَاِدْخَالِ الْمِيلِ فِي الْمِكْحَلَة؟ بِمَعْنَى اَنَّ الزِّنَى حَصَلَ مَعِي عَلَى تَمَامِهِ وَحَقِيقَتِهِ وَقُمْتُ عَنْهُ شَبْعَاناً؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى اَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ وَكَيْفَ يَتَّهِمُونَ اَنْفُسَهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَااُبَرِّىءُ نَفْسِي اِنَّ النَّفْسَ لَاَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ اِلَّا مَارَحِمَ رَبِّي(وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا؟ فَاِنَّكَ تَرَاهُ مِنْ اَكَابِرِ الْمُجْرِمِينَ؟ وَمَعَ ذَلِكَ يُحَاوِلُ بِكُلِّ مَااُوتِيَ مِنْ قُوَّةٍ اَنْ يُبَرِّىءَ نَفْسَهُ لِيَنْجُوَ مِنْ قَفَصِ الِاتِّهَامِ؟ بَلْ وَيُحَاوِلُ اَيْضاً اَنْ يُلْصِقَ التُّهْمَةَ بِغَيْرِهِ مِنَ الْاَبْرِيَاءِ كَمَا حَدَثَ ذَلِكَ مَعَ الِّذِينَ سَرَقُوا اَيَّامَ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام ثُمَّ اتَّهَمُوا الْيَهُودِيَّ بِهَذِهِ السَّرِقَةِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُبَرِّؤُوا اَنْفُسَهُمْ وَالْقِصَّةُ مَعْرُوفَة؟ فَنَسْاَلُ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَنْ يَرْزُقَنَا التَّوْبَةَ النَّصُوحَ الْخَالِصَةَ لِوَجْهِهِ الْكَرِيم؟ وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَصَحْبِه؟ وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي اللهِ آلَاءْ؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين
Unconfigured Ad Widget
Collapse
دعواتكم لهم بالرحمة
قينان حد السيف أبو زهير رمضان بن عبداللهكذبت ثمود وعاد بالقارعة
Collapse