Unconfigured Ad Widget

Collapse

استطلاع المجلة العربية

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • قينان
    أدعو له بالرحمه
    • Jan 2001
    • 7093

    استطلاع المجلة العربية





    مجلة شهرية - العدد (396) محرم 1431 هـ - فبراير 2010 م

    مخربشات ثمودية في الطريق إلى سوق حباشة

    لوادي قنونا تاريخ مجيد ليس لطوله وليس لأن منابعه من سبت العلايا وليس لأنه يمتد إلى نمرة نزولاً للغرب إلى القنفذة، وليس لوجود سوق الأزد فيه -كما قال الأزرقي في أثناء سياق روايته عن سوق حُبَاشَة- ولكن لمكانة سوق حباشة التاريخي حيث يعد من أشهر أسواق العرب في الجاهلية وهو في العرضية الجنوبية شرق القنفذة على ضفاف وادي قنونا الشهير، وهذا الوادي يتلقى أربعة روافد تجتمع هناك هي: وادي رحمان، ووادي خيطان، ووادي الحفيان، ووادي بيان. هذه الأودية قادمة من الشرق وعند اجتماعها في صدر قنونا يطلق عليها وادي قنونا وتستمر في الانحدار إلى الغرب حتى تصب في البحر الأحمر وكانت هذه المنطقة منازل لقبيلة زهران الأزدية سراة وتهامة وعندما نريد الاستدلال بالشواهد التاريخية نجد أن ديار زهران كانت ممتدة إلى «قنونا» التي تبعد عن حدود زهران الجنوبية بأكثر من مئة كم وفي قنونا كانت الحرب قائمة بين دوس وبين بني الحارث من أبناء عمومتهم من أبناء ناصر بن زهران(1)، إذ كانت الديار متصلة حتى مشارف البحر الأحمر غرباً وحدود مكة شمالاً.

    قينان جمعان الزهراني

    - الباحة –

    يزيـــد مــن مكانــة ذلك الســـوق التاريخية أن رســول الـله -صلى الله عليه وسلم- تاجر فيه في تجارة السيدة خديجة رضي الله عنها(2).

    وبذلك اكتسب ميزة المساواة مع سوق عكاظ من حيث قربــه من مكـــة المكرمــة وفي شرف السوقين بأن رســول الله -صلى الله عليه وسلم- تسوق في الاثنين. بل إنه لم ينته مع سوق عكاظ بل استمر أكثر من مئة وتسعين عاماً ثم هدم هذا من جانب، والعامل الآخر أن احتضان وادي قنونا لهذا السوق يدل على أمور عدة منها أنه -أي وادي قنونا- مأهول بالسكان، وأنه ملتقى لكثير من التجار وفي هذا دلالة على الأمان الذي يتمتع به المجتمع في تلك الفترة وكانت السوق عامرة حتى عام 197هـ وكان والي مكة يستعمل عليه رجلاً يخرج معه جنود فيقيمون بها ثلاثة أيام من أول رجب بينما هي مستمرة مدة ثمانية أيام وهذا موعد انعقادها فقتلت الأزد والياً كان عليها فخربت من قبل والي مكة وهي آخر أسواق العرب(3).

    كانت طرق سير القوافل المعتادة من الشمال إلى الجنوب تمر من هذه المنطقة سراة وتهامة وهو ما أثبته مقتل أبي أزيهر الدوسي وما تبع ذلك من تبعات من الاقتتال بين زهران و قريش، كانت نهايته أن فرضت دوس إتاوة على الرحلات القرشية المتجهة جنوباً(4) وفي ذلك قال شاعر دوس:

    فـلما أن قضينا الدين قالوا

    نريد السلم قلنا قد رضينا

    وضعنا الخرج موظوفاً عليهم

    يؤدون الإتاوة ، آخرينا

    لنا في العير دينار مسمى

    به حزُُ الحلاقم يتقونا

    ولولا ذاك ماجالت قريش

    شمالاً في البلاد ولا يمينا

    وقد طرحها الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع ما طرحه من سنن الجاهلية عندما فتح مكة.

    وللعلم فإن أرض دوس تمتد من السراة إلى تهامة حتى تلتصق بالبحر الأحمر وحتى تاريخه ففخذ بني سليم التهامي يرجع نسبه إلى سليم بن مالك بن فهم الدوسي ولو أخذنا بالمقولة أنه يجوز أن تنتسب القبيلة إلى الأب الأدنى وأن زهران كان يطلق عليهم لقب الدوسي فهم على الحدود وكل القوافل تمر من أرضهم سراة وتهامة، وليس أبو أزيهر هو الوحيد من دوس ولكن منهم كثيراً من أبطال الإسلام والجاهلية، فمن الجاهلية مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران عندما غادر سراة زهران واستقر في عمان وطرد الفرس وحكم عمان والبحرين والعراق وكل هذه الأماكن حتى الآن محتفظة بأسمائها:

    ألا مـن مـبلغُ أبناء فهم

    مُغلْغلة عـن الرجل اليماني

    ومُبلغ منهب وبني بشير

    وسعـد اللات والحي المدان

    وبالـعـرنين كنا أهـل عـز

    ملكـنا بربرا وقرى معان

    أما في الإسلام فهناك شخصيتان لم أسهب في الحديث عنهما لعلمي أنها لا تخفيان على أحد وهما: الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي -رضي الله عنه- الذي كان السبب في إسلام دوس وكذلك دعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- له ولدوس. إضافة إلى كل هذا فهو شاعر وفارس وقد قتل يوم اليمامة ويعرف بين الصحابة (بذي النور) بسبب دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- له وشاهدته دوس وهو يهبط عليهم من جبل ظهر الغداء في ليلة مطيرة فقالوا نار أحدثت على ثروق.

    وكذلك الصحابي الجليل أبو هريرة الدوسي -رضي الله عنه- لازم الرسول -صلى الله عليه و سلم- واشتهر بين الصحابة بقوة الحفظ وروى من الأحاديث مالم يروه غيره حيث روى من الأحاديث ما يقرب من (ستة آلاف حديث).

    وكذلك عالم اللغة والشعر أبو بكر محمد بن الحسن ابن دريد، حذق علوم اللغة وأشعار العرب وبرع فيها حتى صار علماً من أعلامها وإماما يرجع إليه اللغويون وبلغ من شأنه أن تصدر هذا الفن ستين سنة لا ينازعه أحد(5).

    وألف كتباً كثيرة من أشهرها جمهرة اللغة، الاشتقاق في الأنساب و مقصورة ابن دريد شعراً وشملت مؤلفاته جميع أنواع المعارف.

    وعالم اللغة الخليل بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمرو بن تميم الفراهيدي نسبة إلى فراهيد بن شبابة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران إمام النحاة، ومخترع علم العروض وسيد الأدباء في علمه وزهده.

    أخذ عنه الأصمعي وسيبويه والنضر بن شميل وأبو فيد مؤرج السدوسي وعلي بن نصر الجهضمي وغيرهم وله من المؤلفات كتاب العين من أمهات المراجع العربية وكتاب العروض وهو يبحث في علم لا أصل له عند العرب من قبل وله مؤلفات أخرى(6).

    وإذا ما حاولنا البحث لربط سير قوافل التجارة في العهد الجاهلي في رحلتها من مكة المكرمة إلى اليمن مرورا بالقنفذة ووادي قنونا لتحط في سوق حباشة لمزاولة البيع والشراء، ومن ثم ربطنا بين تلك المعطيات السابقة ،مع مرورنا على قرية عشم التاريخية في زهران،في مواصلة مع شاهد من الأرض كتب عليه بما يثبت ويؤكد بأن هذه المنطقة كانت ممر قوافل الرحلات التجارية، وسوقاً إليه يفد التجار ومنه يتزودون بما يريدون، وأن أهلها محبون للعلم والعلماء، يُؤمنون كل من يمر من ديارهم.. ذلك أنني وجدت صخرة على طريق القوافل في تلك الديار، استهوتني تلك النقوش فكنت لها مدوناً وبرسمها محتفياً لأنني وجدت عليها نقوشاً ثمودية. حسب تحليل مكتب الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري في الرياض فقال: تضم الصورة ما يطلق عليه (مخربشات) وهي عبارة عن حروف كتبت بالخط الثمودي (خط البادي) ووجدت مكتوبة على صخور الجبال على طول الطرق التجارية القديمة الممتدة من جنوب شبه الجزيرة العربية إلى شمالها، وتعود أقدم شواهد هذا الخط إلى القرن السادس قبل الميلاد، بينما يرجع أحدثها إلى القرن السابع الميلادي. والمرجح أن الخربشات في الصورة عبارة عن محاولات لتعليم وتعلم الكتابة بالخط الثمودي.

    ومن المعلوم أن خط سير القوافل المتجهة من مكة إلى اليمن تمر من الشاقة الموجودة على خط الساحل الآن إلا أنه ينحرف سيرها إلى الجنوب الشرقي قليلاً تجنباً لارتفاع منسوب البحر ومشكلاته على القافلة فتتجه إلى وادي قوع ثم تتوجه جنوبا بعيدة عن البحر مارة من وادي سيال ووادي ديورك ثم وادي فريقة ثم وادي النمر ثم دوقة ثم تتجه إلى الجنوب الغربي حتى المظيلف وتستمر في سيرها جنوباً وبالعكس لدى عودتها.

    ووادي النمر الذي نتحدث عنه وبه الصخرة يتبع فخذ آل سويدي من قبيلة الجبر بني سليم من زهران وموقعه غــرب محافظـة قلـوة بحوالـي (35 كم) ويبعـد عن مـركــز آل سويدي ( الرميضة ) غربا بحوالي (10 كم تقريباً) ولم نعرف أحداً سكنه قبلهم.

    إحـــالات

    1) حمد الجاسر، في سراة غامد و زهران ص270.

    2) جريدة عكاظ: الجمعة 23/06/1429هـ ) 27/ يونيو/2008 العدد : 2567.

    3) عاتق غيث البلادي بين مكة واليمن ص147.

    4) نسب معد واليمن الكبير ج 2 ص 504 والجاسر ص277.

    5) قينان الزهراني، دراسة شامله عن قبيلة زهران ص41.

    6) الشيخ عبد العزيز الزهراني، معجم رواة الأحاديث الأماجد من علماء زهران وغامد، ج 4 ص، 1895م.

    --------------------------------------------------------------------------------
    قينان جمعان الزهراني - السعودية
    sigpic
Working...