قال الحسن البصري رحمه الله : إن الفتنة إذا أقبلت عرفها العالم وإذا أدبرت عرفها كل جاهل .
قال الشيخ سفر الحوالي حفظه الله :
(( ....عندما أخفق شارون في القضاء على الانتفاضة، وأخفق عرفات والعرب في إيقافها، وارتفعت وتيرة القلق في إسرائيل، أصبح الحديث عن تدخل أمريكا المباشر علنيا، ولم يعد شارون وغيره يخفون إلحاحهم على أمريكا بضرب العراق، وبدون تردد يجب أن نعلم أن وراء ذلك مشروعا صهيونيا يراد تنفيذه في غمرة انشغال المنطقة بالشأن العراقي أو بعده مباشرة.
هذا المشروع قد يكون التهجير الجبري إلى الوطن البديل، وقد يكون عملية إبادة فظيعة (قيل إنها قد تقع في نابلس أو غزة) و قد يكون المشروع متجها إلى عرب الداخل، وهو على أي حال مرتبط بالخريطة الجديدة التي يراد رسمها بعد احتلال العراق، وتشمل الجوانب السياسية والسكانية والاقتصادية وغيرها لكل المنطقة!!
والمقصود أن هذا هو جوهر الصراع ولب المشكلة الذي يجب أن يكون واضحا لدينا. [وهذا لا يمنع البحث في قضايا تابعة أو ثانوية كالنفط وغيره] وتحديد ذلك و دوام العلم به يقودنا تلقائيا إلى تحديد الواجب علينا وهذا هو الأهم.
وهكذا لا ينبغي الآن إضاعة الوقت في الخوض في الاحتمالات، مثل: هل سيكون مشروع التقسيم أو لا ؟ وهل يريدون النفط وسيلة أو غاية في إعادة تركيب بنية المنطقة ؟ فكل هذا سيتضح من خلال طبيعة العدوان على العراق وطبيعة المقاومة له، والمهم هو أن كل الاحتمالات ممكنة والذي يحدد في النهاية هو وضع إسرائيل ورغبة إسرائيل. وماذا سوف تستقر عليه الأمور في إسرائيل.
أما أمريكا في ذاتها فلا يوجد لها أي مشكلة في المنطقة، نعم لا يوجد لها أي مشكلة في المنطقة:
لا شيء من مصالحها يتعرض للأذى من قبل الحكومات العربية، ولا شيء من مطالبها يقابل بالرد، ولا مشكلة بينها وبين أي دولة من دول المنطقة لو كان الأمر يتعلق بها وحدها.
.....
من كتابه التتار الجدد