لعبت العلاقات المتينة بين آل سعود وبين أمراء عسير (آل المتحمي وآل يزيد وآل عايض) دوراً كبيراً في التصدي للقوات المصرية والعثمانية التي غزت الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر الميلادي. يقول المؤرخ محمد آل زلفة: "لم تقم اي منطقة من مناطق الجزيرة العربية بتحد سافر وواضح ورافض للنفوذ الاجنبي الممثل في الحكمين المصري في عهد محمد علي باشا، والعثماني الذي خلفه مثلما قامت به منطقة عسير في المقام الأول، ثم تأتي نجد في المقام الثاني.
وكان كل من محمد علي والدولة العثمانية يدركان منذ المحاولات الاولى لبسط نفوذهما على الجزيرة العربية ان هذين الاقليمين هما قطبا الرحى والصخرة الصامدة في وجه كل محاولة لتثبيت نفوذ اي منهما، ولذا فقد حرصا منذ الوهلة الاولى لتدخلهما في اوضاع الجزيرة العربية عام 1811م على ان يعملا بكل جد للفصل بين الاقليمين او المنطقتين، لأن في ذلك ما يسهل عليهما تحقيق مآربهما العسكرية والسياسية وما شكلاه من ثنائي رائع وصمود خالد في مواجهة الخصوم، والعارفون بتفاصيل تاريخ هاتين المنطقتين يعرفون ما اعنيه، ولذا فلن اطيل في شرح تاريخ المقاومة لابناء هاتين المنطقتين في مواجهة الغازي الغريب".
وقد كان محمد علي باشا والي مصر محقا حين اعتبر علاقة عسير والدرعية من أهم العوائق في سبيل سيطرته على الجزيرة العربية. فقد بعث برسالة إلى السلطان العثماني يقنعه فيها بضرورة السيطرة على عسير من أجل القضاء على الدرعية فقال: ".... وكما تعلم جيداً أن هذه (يقصد عسير) هي المصدر الرئيسي للدرعية وهي قلب قوتها. وإذا ما قدر لنا وللقانون أن يخيم في ربوع هذه الجبال سيكون من السهل واليسير حل مشكلة الدرعية والقضاء عليها".
وعلى صعيد الجبهات الحربية، شاركت القوات العسيرية مع القوات السعودية في الدفاع عن المدينة المنورة والطائف ومكة المكرمة في بداية حملات محمد على باشا وأبدت بسالة شديدة جعلت القادة المصريين يعدون القوات العسيرية من أشد القوات التي واجهتهم. وفي معركة بسل، اختلطت القوات النجدية والقوات العسيرية في محاولة جدية لصد القوات الغازية. ولم يكتف العسيريون بذلك بل أرسلوا ألفي مقاتل دعماً للدرعية، حسب ما ورد في إحدى رسائل محمد على باشا.
وتواصل التنسيق بين الطرفين في عهد آل يزيد، فحين اشتد هجوم قوات محمد علي باشا الجزيرة العربية حدث تنسيق بين الطرفين، فبعث الأمير سعيد بن مسلط رسالة إلى الإمام تركي بن عبد الله آل سعود. وحين علم المصريون بتلك الرسالة والتنسيق بين الطرفين عدو ذلك سبباً كافياً لمواصلة الحملات على عسير، فبعث محافظ مكة المصري، أحمد باشا، رسالة إلى محمد علي باشا قال فيها: ".... وإنه (يقصد الأمير سعيد بن مسلط) بعث خفية خطابا لتركي بن عبد الله من جماعة السعود فأرسل هو إليه شيخاً من المشايخ النبهاء المرعي الخواطر في أيام السعود...". ومن الواضح أن الشيخ المرسل من نجد إلى عسير بعث بهدف التنسيق العسكري.
وفي عهد الأمير عايض بن مرعي كان العسيريون يرسلون الهدايا والقصائد للأمراء من آل سعود بعد كل انتصار يحققونه على القوات الغازية، لأن الطرفين يعملون لتحقيق هدف واحد.
وفي المقابل فقد حاولت القوات الغازية أن تجبر الأمراء السعوديين لمساعدتها في حربها على عسير، إلا أنهم رفضوا المساهمة في مهاجمة القوة العسيرية المقاومة, وتخصلوا من تلك الطلبات بحكمة.
ويشير أحد الباحثين إلى أهمية دور عسير بالنسبة للدولة السعودية فيقول: إن عسير "... تعتبر في رأي العديد من المحللين أهم الأجنحة العسكرية والسياسية التي دافعت عن الدولة السعودية ووفرت لها الغطاء اللازم للقيام بأعمالها الإصلاحية". ويقول: "... إن وجود الأمير عايض بن مرعي على رأس إمارة عسير في تلك الفترة كان من العوامل الهامة التي سهلت هذه المهمة وأوجدت تلاحماً كبيراً بين أمراء عسير وزعماء الدولة السعودية". ويضيف: " والمعروف أن أمراء أل سعود، الذين قاموا بإعادة بناء الدولة السعودية للمرة الثانية، قد اصطدموا بالعديد من القوى المناوئة وكان كفاح أبناء عسير ضد الغزاة الأتراك وغيرهم يمثل دفاعاً عن الدولة السعودية ذاتها. فالمقاومة ضد الأتراك وأشراف الحجاز وأئمة اليمن وجميع الطامعين في الأراضي العسيرية كانت من العوامل الهامة التي أقنعت القادة العسيريين وعلى رأسهم الأمير عايض بن مرعي بأن الجبهة السعودية العسيرية هي القادرة على وضع حد لأطماع هذه القوى."
وبشكل عام نستطيع القول أن المقاومة العسيرية الشرسة لقوات محمد علي باشا والتنسيق الذي حصل بين الطرفين كان من العوامل الرئيسة التي سمحت بقيام الدولة السعودية الثانية.
وكان كل من محمد علي والدولة العثمانية يدركان منذ المحاولات الاولى لبسط نفوذهما على الجزيرة العربية ان هذين الاقليمين هما قطبا الرحى والصخرة الصامدة في وجه كل محاولة لتثبيت نفوذ اي منهما، ولذا فقد حرصا منذ الوهلة الاولى لتدخلهما في اوضاع الجزيرة العربية عام 1811م على ان يعملا بكل جد للفصل بين الاقليمين او المنطقتين، لأن في ذلك ما يسهل عليهما تحقيق مآربهما العسكرية والسياسية وما شكلاه من ثنائي رائع وصمود خالد في مواجهة الخصوم، والعارفون بتفاصيل تاريخ هاتين المنطقتين يعرفون ما اعنيه، ولذا فلن اطيل في شرح تاريخ المقاومة لابناء هاتين المنطقتين في مواجهة الغازي الغريب".
وقد كان محمد علي باشا والي مصر محقا حين اعتبر علاقة عسير والدرعية من أهم العوائق في سبيل سيطرته على الجزيرة العربية. فقد بعث برسالة إلى السلطان العثماني يقنعه فيها بضرورة السيطرة على عسير من أجل القضاء على الدرعية فقال: ".... وكما تعلم جيداً أن هذه (يقصد عسير) هي المصدر الرئيسي للدرعية وهي قلب قوتها. وإذا ما قدر لنا وللقانون أن يخيم في ربوع هذه الجبال سيكون من السهل واليسير حل مشكلة الدرعية والقضاء عليها".
وعلى صعيد الجبهات الحربية، شاركت القوات العسيرية مع القوات السعودية في الدفاع عن المدينة المنورة والطائف ومكة المكرمة في بداية حملات محمد على باشا وأبدت بسالة شديدة جعلت القادة المصريين يعدون القوات العسيرية من أشد القوات التي واجهتهم. وفي معركة بسل، اختلطت القوات النجدية والقوات العسيرية في محاولة جدية لصد القوات الغازية. ولم يكتف العسيريون بذلك بل أرسلوا ألفي مقاتل دعماً للدرعية، حسب ما ورد في إحدى رسائل محمد على باشا.
وتواصل التنسيق بين الطرفين في عهد آل يزيد، فحين اشتد هجوم قوات محمد علي باشا الجزيرة العربية حدث تنسيق بين الطرفين، فبعث الأمير سعيد بن مسلط رسالة إلى الإمام تركي بن عبد الله آل سعود. وحين علم المصريون بتلك الرسالة والتنسيق بين الطرفين عدو ذلك سبباً كافياً لمواصلة الحملات على عسير، فبعث محافظ مكة المصري، أحمد باشا، رسالة إلى محمد علي باشا قال فيها: ".... وإنه (يقصد الأمير سعيد بن مسلط) بعث خفية خطابا لتركي بن عبد الله من جماعة السعود فأرسل هو إليه شيخاً من المشايخ النبهاء المرعي الخواطر في أيام السعود...". ومن الواضح أن الشيخ المرسل من نجد إلى عسير بعث بهدف التنسيق العسكري.
وفي عهد الأمير عايض بن مرعي كان العسيريون يرسلون الهدايا والقصائد للأمراء من آل سعود بعد كل انتصار يحققونه على القوات الغازية، لأن الطرفين يعملون لتحقيق هدف واحد.
وفي المقابل فقد حاولت القوات الغازية أن تجبر الأمراء السعوديين لمساعدتها في حربها على عسير، إلا أنهم رفضوا المساهمة في مهاجمة القوة العسيرية المقاومة, وتخصلوا من تلك الطلبات بحكمة.
ويشير أحد الباحثين إلى أهمية دور عسير بالنسبة للدولة السعودية فيقول: إن عسير "... تعتبر في رأي العديد من المحللين أهم الأجنحة العسكرية والسياسية التي دافعت عن الدولة السعودية ووفرت لها الغطاء اللازم للقيام بأعمالها الإصلاحية". ويقول: "... إن وجود الأمير عايض بن مرعي على رأس إمارة عسير في تلك الفترة كان من العوامل الهامة التي سهلت هذه المهمة وأوجدت تلاحماً كبيراً بين أمراء عسير وزعماء الدولة السعودية". ويضيف: " والمعروف أن أمراء أل سعود، الذين قاموا بإعادة بناء الدولة السعودية للمرة الثانية، قد اصطدموا بالعديد من القوى المناوئة وكان كفاح أبناء عسير ضد الغزاة الأتراك وغيرهم يمثل دفاعاً عن الدولة السعودية ذاتها. فالمقاومة ضد الأتراك وأشراف الحجاز وأئمة اليمن وجميع الطامعين في الأراضي العسيرية كانت من العوامل الهامة التي أقنعت القادة العسيريين وعلى رأسهم الأمير عايض بن مرعي بأن الجبهة السعودية العسيرية هي القادرة على وضع حد لأطماع هذه القوى."
وبشكل عام نستطيع القول أن المقاومة العسيرية الشرسة لقوات محمد علي باشا والتنسيق الذي حصل بين الطرفين كان من العوامل الرئيسة التي سمحت بقيام الدولة السعودية الثانية.