Unconfigured Ad Widget

Collapse

قصيدة رثاء في الشيخ ابن عثيمين...رحمة الله عليه

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الملكي
    عضو مؤسس ومميز
    • May 2001
    • 2947

    قصيدة رثاء في الشيخ ابن عثيمين...رحمة الله عليه

    ( و جاورت قبر الباز حُبّا و صحبةً ) قصيدة مبكية في رثاء العلامة ابن عثيمين
    شعر: صالح بن علي العمري- الظهران

    تباركت ربي حين تعطي وتمنعُ *** تباركت ربي حين تُدْني وترفعُ

    تباركت ربي عزّةً و جلالةً *** إليك إذا ما احلولك الخطب نفزعُ

    لك الخلق.. تقضي حكمةً و تلطّفاً *** و كلٌّ إلى الله المهيمن يرجعُ

    تباركت علما..أنت نوري وملجأي *** ويادافعالأمر الذي ليس يُدفع

    لك الحكم إن ضاقت علينا وإن بغت *** ففضلك يامنّان أرضى و أوسع

    لك الأمر إن لاحت خطوبٌ جسيمةٌ *** فحفظك يا رحمن أقوى و أمنعُ

    تباركت.. ثبّت مهجةً قد تفطّرت *** و قلبا على وقع الرزايا يُفزّعُ

    أتاك لظى دمعي و همّي و غربتي *** و آهات روحي والفؤادُ المُفجّع

    أعالجُ جمرا في الحشا و صبابةً *** و تُصلى على نار المصيبة أضلعُ

    و أبكي.. فأستعزي بذكرى حبيبنا *** فأسلو..ومايجديك أنّك تجزعُ

    لعمري وإن كانت حياةً طويلةً * * * فكلٌّ له في صولة الدهر مصرعُ

    غرورٌ و أحلامٌ و همٌّ و حسرةُ * * * و ظلٌّ تولى.. و الجديد يُرقّعُ

    أأبكيك شيخَ الزهد والعلم والتقى *** وقدحُقَّ أن أبكي فؤادا يُصدّع

    أيرثيك شعري، والمصيبة هيمنت *** يحار الفتى في أمره كيف يصنع

    ذهبت إلى عزٍّ و مجدٍ و رفعةٍ *** فَجُزْتَ .. و ما زلنا نصالي و نُصْرعُ

    و تُسْلمنا الدنيا لبلوى و محنةٍ *** و للشر أنيابٌ بها السمُّ يلمعُ

    لئن غبت جثمانا فوالله لم تغب *** و ذكرك بين الناس أبقى وأرفعُ

    تراثك موصولٌ، وعلمك خالدٌ *** و خيرك للغادي مصيفٌ و مربعُ

    و ما مات من زانت بساتين فكره***وفتواه في العلياءكالشمس تسطع

    و ما مات من أسدى إلى الحق عمره *** و قلبك بالأخرى شغوفٌ مولّعُ

    يهلّ كأن القطر من حسن قوله *** فتثمرُ أغصانٌ و يزهر بلقعُ

    ركبت مطايا العزم تقوىً و همّةً *** وأنت لفعل الخير أدنى و أسرع

    و أُسديت ثوب الزهد.. ثوبا مسربلا *** و ذلك ثوبٌ ليس والله يُخلعُ

    ومن ذاق طعم الأنس بالله حقبةُ *** فليس له في عيشة الزيف مطمع

    و غيرك يستعلي عروشا كسيحةً *** و أنت على عرش القلوب تربّعُ

    تفكرتُ في دنياك، والأمن سابغٌ *** لمن كان لله المهيمن أخشعُ

    صلاةٌ و قرآن و ذكر ومسجدٌ *** و حولك أجيالٌ و عانٍ و موجعُ

    فأنى لظلم النفس حظٌ و إنما *** شُغلتَ بفعل الخير والدرب مّهْيّعُ

    وكم قمت في عين الملمّات فانثنت *** وأنت لحصن الدين بابٌ مُمنّعُ

    تبدّيت كالشُمِّ الرواسيْ تجذّرت *** تقرُّ بها الدنيا و لاتتزعزعُ

    و قفت بشهر الصوم طوداً على الضنى *** تبشُّ . .فلا تشكو و لاتتوجعُ

    بلاءٌ لو استعلى على رأس شاهقٍ *** لخرَّ من البلوى طريحا يُصدّعُ

    بُليت وفي البلوى طهورٌ و رفعةٌ *** وفي غمرةالسكرات تفتي و تنفعُ

    و من حولك الأجيال من كل بقعةٍ *** و أرواحهم تشتاقُ والدهر يسمعُ

    فأنساهمُ خوفا عليك من الردى *** فوائدُ حبرٍ عن قريبٍ تُشيّعُ

    تركتهمُ جمعا أقاموا على الأسى *** أعيذهمُ بالله من أن يُضيّعوا

    ستخلد يا ذكر " العثيمين" معلما *** على هامة الأيام تاجٌ مرصّعُ

    فواللة لاتنفكُ تغليك أمتي *** و يأسى على ذكراك قلبٌ و مدمعُ

    فتاواك أنوارٌ.. وصوتك رحمةٌ *** ونصحك مثل الغيث،و"الشرحُ ممتعُ"

    ونعشك أجفاني و قبرك مهجتي *** و ذكرك للصحب المحبين منبعُ

    لئن أودعوك اليوم في طيّب الثرى* فقدعلموامن في ثرىالطيب ودّعوا

    و جاورت قبر الباز حُبّا و صحبةً *** عسىأن يكن في جنّةالخلد مجمعُ

    تُخَلّدُ أعمال الدعاة و تزدهي *** وفاءً ، إذا ما زال كسرى وتُبّعُ

    عليك سلام الله ما هلّ هاطلٌ *** و ما هبّ نسمٌ و انحنى متضرعُ..


    لسني أحب اللسلسة
Working...