قصة غذائية
بحسب ابن آدم "لقيمات"
يحكى أن خمسة أشخاص تناولوا طعاما مسموما فمات أربعة منهم على الفور فيما بقي الخامس على قيد الحياة.. ويعود الفضل - في عيش الخامس - الى أنه تناول طعامه لفترة أطول، ومضغه على دفعات أصغر !!!
هذه الحادثة صحيحة في نتيجتها ونهايتها المتوقعة. فتناول الطعام لفترة طويلة - وعلى دفعات صغيرة - يعمل على تفكيك المركبات الكيميائية الى عناصرها الأولية ويتيح لأنزيمات الهضم تحييدها ومواءمتها للجسم.. وفي المقابل يؤدي تناول الطعام بشكل سريع - وبكميات كبيرة - الى إرباك عملية الهضم واستباق الأنزيمات في تفكيك الغذاء ومواءمته للجسم (وهو ما يتيح للسموم الاحتفاظ بمفعولها الأصلي(!!
... وفي الحقيقة إن تناول الطعام ببطء - وبكميات صغيرة - فكرة مفيدة حتى في تخفيض الوزن وزيادة نسبة النشاط.. وهذا الأمر يؤكده انخفاض معدلات السمنة بين الشعوب الصينية والمالاوية مقابل انتشارها بشكل كبير بين الشعوب الغربية والشرق أوسطية.. ويعود السر هنا الى تفاوت الكمية التي يتناولها كل طرف في وجباته الرئيسية.. ففي حين يلتهم "الأمريكي" سندوتش الهمبرجر الضخم (في ثلاث أو أربع قضمات) يستغرق المواطن الصيني (نصف ساعة) لالتقاط حبات الأرز بعودين رفيعين.. وفي حين لا يشعر الأمريكي بالشبع (فيعمد إلى ابتلاع كمية إضافية من الكولا والبطاطس المقلية) يشعر الصيني بالامتلاء والشبع لسبب عضوي وعصبي حقيقي..
فشعورنا بالجوع يظهر حين تفرغ المعدة فترسل نداء استغاثة للدماغ لطلب الطعام.. ولكن المشكلة أننا حين نبدأ بتناول الطعام تتأخر المعدة في بعث رسالة معاكسة بالشبع والتوقف عن الأكل (كونها ماتزال خاوية نسبيا). وهكذا نظل نشعر بالجوع حتى بعد مرور 20دقيقة من جلوسنا على المائدة وتناولنا الطعام فعلا !
.. وهذه الحقيقة تعني أنك حين تتناول طعامك بسرعة (وتنهيه قبل 20دقيقة) ستظل تشعر بالجوع وتأكل كميات إضافية لا تحتاجها. أما حين يحدث العكس وتتناول وجبتك ببطء وروية (أو تقطعها لأي سبب ؛ كأداة الصلاة أو الرد على الهاتف) فإن هذا يشعرك بالشبع حين تعود لإنهاء طبقك الرئيسي !
.. ولعلك - بهذه المناسبة - لاحظت أن الناس (في رمضان) يتناولون إفطارهم بإسلوبين مختلفين.. الأسلوب الأول البقاء على مائدة الإفطار والتهام كل شيء خلال عشر دقائق، والثاني الاكتفاء بكأس ماء وثلاث تمرات ثم العودة لمائدة الإفطار بعد صلاة المغرب.. في الحالة الأولى نصاب بالتخمة والامتلاء - ونظل مع ذلك جائعين - لأننا أكلنا بسرعة تسبق وصول رسالة الشبع للدماغ..
أما في الحالة الثانية فنعود لمائدة الإفطار ولدينا شعور بالشبع كوننا تركنا فرصة ( 20دقيقة) لوصول رسالة الامتلاء للدماغ.. بل لاحظ أن شعورنا بالشبع أتى في المرة الثانية بعد تناول كميات أقل من الطعام - وهذا يجعل من فكرة تناول الطعام بكميات صغيرة (وعلى أوقات متفرقة) طريقة فعالة وغير مجهدة لتخفيض الوزن واستعادة النشاط !!
... المؤسف فعلا أننا غفلنا عن هذه الحقيقة - وتركناها للصينيين والتايلنديين - في حين توجد أحاديث نبوية كثيرة تحث عليها ؛ فهناك مثلا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه" و "ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه " و "المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء"..... وهذه الأحاديث لا تدعو إلى الحرمان وتجويع الذات، بل إلى تجربة طريقة مختلفة لتذوق الطعام والشعور بالاكتفاء قبل التخمة !!
... على أي حال ؛ دعونا نختصر الموضوع في ثلاث أفكار رئيسية :
@ كل ببطء وامضغ بروية.
@ ولا تجلس على مائدة كبيرة أو ثرية بالطعام.
@ واستمتع بطعم اللقمة في فمك لأطول فترة ممكنة.
ودمتم بصحة وعافية
منقوووووووووووووول
بحسب ابن آدم "لقيمات"
يحكى أن خمسة أشخاص تناولوا طعاما مسموما فمات أربعة منهم على الفور فيما بقي الخامس على قيد الحياة.. ويعود الفضل - في عيش الخامس - الى أنه تناول طعامه لفترة أطول، ومضغه على دفعات أصغر !!!
هذه الحادثة صحيحة في نتيجتها ونهايتها المتوقعة. فتناول الطعام لفترة طويلة - وعلى دفعات صغيرة - يعمل على تفكيك المركبات الكيميائية الى عناصرها الأولية ويتيح لأنزيمات الهضم تحييدها ومواءمتها للجسم.. وفي المقابل يؤدي تناول الطعام بشكل سريع - وبكميات كبيرة - الى إرباك عملية الهضم واستباق الأنزيمات في تفكيك الغذاء ومواءمته للجسم (وهو ما يتيح للسموم الاحتفاظ بمفعولها الأصلي(!!
... وفي الحقيقة إن تناول الطعام ببطء - وبكميات صغيرة - فكرة مفيدة حتى في تخفيض الوزن وزيادة نسبة النشاط.. وهذا الأمر يؤكده انخفاض معدلات السمنة بين الشعوب الصينية والمالاوية مقابل انتشارها بشكل كبير بين الشعوب الغربية والشرق أوسطية.. ويعود السر هنا الى تفاوت الكمية التي يتناولها كل طرف في وجباته الرئيسية.. ففي حين يلتهم "الأمريكي" سندوتش الهمبرجر الضخم (في ثلاث أو أربع قضمات) يستغرق المواطن الصيني (نصف ساعة) لالتقاط حبات الأرز بعودين رفيعين.. وفي حين لا يشعر الأمريكي بالشبع (فيعمد إلى ابتلاع كمية إضافية من الكولا والبطاطس المقلية) يشعر الصيني بالامتلاء والشبع لسبب عضوي وعصبي حقيقي..
فشعورنا بالجوع يظهر حين تفرغ المعدة فترسل نداء استغاثة للدماغ لطلب الطعام.. ولكن المشكلة أننا حين نبدأ بتناول الطعام تتأخر المعدة في بعث رسالة معاكسة بالشبع والتوقف عن الأكل (كونها ماتزال خاوية نسبيا). وهكذا نظل نشعر بالجوع حتى بعد مرور 20دقيقة من جلوسنا على المائدة وتناولنا الطعام فعلا !
.. وهذه الحقيقة تعني أنك حين تتناول طعامك بسرعة (وتنهيه قبل 20دقيقة) ستظل تشعر بالجوع وتأكل كميات إضافية لا تحتاجها. أما حين يحدث العكس وتتناول وجبتك ببطء وروية (أو تقطعها لأي سبب ؛ كأداة الصلاة أو الرد على الهاتف) فإن هذا يشعرك بالشبع حين تعود لإنهاء طبقك الرئيسي !
.. ولعلك - بهذه المناسبة - لاحظت أن الناس (في رمضان) يتناولون إفطارهم بإسلوبين مختلفين.. الأسلوب الأول البقاء على مائدة الإفطار والتهام كل شيء خلال عشر دقائق، والثاني الاكتفاء بكأس ماء وثلاث تمرات ثم العودة لمائدة الإفطار بعد صلاة المغرب.. في الحالة الأولى نصاب بالتخمة والامتلاء - ونظل مع ذلك جائعين - لأننا أكلنا بسرعة تسبق وصول رسالة الشبع للدماغ..
أما في الحالة الثانية فنعود لمائدة الإفطار ولدينا شعور بالشبع كوننا تركنا فرصة ( 20دقيقة) لوصول رسالة الامتلاء للدماغ.. بل لاحظ أن شعورنا بالشبع أتى في المرة الثانية بعد تناول كميات أقل من الطعام - وهذا يجعل من فكرة تناول الطعام بكميات صغيرة (وعلى أوقات متفرقة) طريقة فعالة وغير مجهدة لتخفيض الوزن واستعادة النشاط !!
... المؤسف فعلا أننا غفلنا عن هذه الحقيقة - وتركناها للصينيين والتايلنديين - في حين توجد أحاديث نبوية كثيرة تحث عليها ؛ فهناك مثلا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه" و "ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه " و "المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء"..... وهذه الأحاديث لا تدعو إلى الحرمان وتجويع الذات، بل إلى تجربة طريقة مختلفة لتذوق الطعام والشعور بالاكتفاء قبل التخمة !!
... على أي حال ؛ دعونا نختصر الموضوع في ثلاث أفكار رئيسية :
@ كل ببطء وامضغ بروية.
@ ولا تجلس على مائدة كبيرة أو ثرية بالطعام.
@ واستمتع بطعم اللقمة في فمك لأطول فترة ممكنة.
ودمتم بصحة وعافية
منقوووووووووووووول