Unconfigured Ad Widget

Collapse

الطفيل رجل دعا له النبي عليه الصلاة والسلام 0

Collapse
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • علي بن صالح
    عضو مشارك
    • Jan 2006
    • 117

    الطفيل رجل دعا له النبي عليه الصلاة والسلام 0

    رجال دعا لهم النبي عليه الصلاة والسلام

    من رحمه الله بخلقه أن جعل فطرتهم الإنسانية مطابقة للحق والرشاد، بحيث إذا تركوا لجبلّتهم التي خلقهم الله عليها لكانوا أقرب إلى التوفيق والسداد، مصداقاً لما رواه البخاري في صحيحه (3/219) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه».

    ومصداق هذا أنك تجد أعتى الكفار إذا ما خلى بنفسه، وصدق مع فطرته، علم يقيناً أنه على غي وضلال، وأن الحق في اتباع شريعة الإسلام، وأن مخالفته لا تعدو أن تكون هوى جاحد أو دعوى خصام، كما قال الله عز وجل: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً} (النمل: 14).

    ولذلك نجد كثيراً ممن أعرض عن دعوة الإسلام في أول مرة، نراه يراجع نفسه في معتقده، ويعيد الفكر في علاقته بمعبوده، ويبحث عن حقيقة نشأته ووجوده، ثم سرعان ما يرجع إلى رشده وصوابه، ويتدراكه ربه بفضله ورحمته وتوفيقه، (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام).

    ولقد عرفنا تاريخ الإسلام رجالاً كانوا على الدين أشد ضراوة من المطرقة على السندان (وهو الحجر الذي يدق عليه)، وأكثر مكراً من اللئيم على مال الأيتام، ويسلكون في سبيل ذلك كل واد، ويهجرون من هجره حتى ولو كانوا آباءهم وأبناءهم أو ذراريهم ونساءهم، وما ذلك إلا لما وجدوا فيه من أسباب الطمأنينة والسكينة، ومعاني الخير والعفة والفضيلة، تلك الأسباب والمعاني التي ينشدها كل ذي فطرة سليمة، وكل ذي نفس قويمة.

    ومن هؤلاء الذين سعدوا بالإسلام وتحققوا بالإيمان الصحابي الجليل (الطفيل بن عمرو الدوسي) كان سيداً مطاعاً في قومه، ويعد من أشراف العرب في فضله وشرفه. يعرف شرفه قاص ودان، ليس فقط بأرض قومه، بل في كل بقعة ومكان، وكان يكثر التردد على مكة فيعرفون له قدره وشأنه.

    ولما أراد الله عز وجل أن يشرح صدره للإسلام سهل له سبيل الوصول إليه، وأدخله في قلبه مع شدة الران التي كانت عليه، فيروي ابن هشام في السيرة النبوية (1.361) عنه: أنه قدم مكة ورسول الله نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا، فلا تكلمنه ولا تسمعن منه شيئاً.

    ويرضخ الطفيل لتحذير قريش له، فيخرج ويذهب ويجيء دون أن يلتفت إلى رسول الله ـ حتى جاءت اللحظة التي أذن الله عز وجل بها، والنور الذي سينير له أركان دنياه وجنباتها، فقال الطفيل فيما أو عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة. قال: فق

    قال: فمكثت حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته فاتبعته.

    ويحين موعد اللقاء بينهما، ويأتي أوان انقشاع الظلمة وإحلال النور مكانها، ويدخل الطفيل في عداد قول الله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام}.

    قال: حتى إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته دخلت عليه، فقلت: يامحمد، إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا، للذي قالوا، فوالله ما برحوا يخوفونني أمر

    وأراد الطفيل أن يتخلق بخلق الإسلام الحمي

    فيتحفه النبي صلى الله عليه وسلم بدعاء جعل النور يسري بين يديه، فمشى به بين قومه، وكلام الله الذي سمعه مازال في أذنيه، وظل النور معه لم يفارقه حتى لقب (بذي النور)، ويكمل الذهبي في السير (1.345) عنه أنه قال: وجهي، فإني أخشى أن يظنوا أنها مثلة لفراقي دينهم، فتحول فوقع في رأس سوطي، فلقد رأيتني أسير على بعيري إليهم، وإنه على رأس سوطي كأنه منديل معلق.


    | \ |
    وأراد الطفيل أن يكون سبباً لهداية قومه، ومعيناً لهم في النجاة والفلاح، وأخذ بأيديهم إلى أول طريق النجاح والصلاح، مصداقاً لقول الله تعالى: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} (فصلت: 33).

    يقول الطفيل فيما رواه ابن هشام 1/363) عنه: فلما نزلت أتاني أبي، وكان شيخاً كبيراً. قال: فقلت: إ

    وفعل الطفيل مع زوجته مثل ما فعل مع أبيه حتى شرفت بالدخول في الإسلام، وأحب أن يعمم دعوته وينشر دينه بين قومه فأبطأوا عليه، ولم يسرعوا في الانتساب إليه.

    قال: ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة. فقال فيما أخرجه مسلم في صحيحه (4/1957): إن دوساً قد كفرت وأبت، فادع الله عليها. فقيل هلكت دوس: فدعا لهم النبي عليه الصلاة والسلام

    والتقى الطفيل مع ثمانين بيتاً من قومه قد أسلموا على يديه، التقوا جميعاً برسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر، وأسهم لهم النبي صلى الله عليه وسلم مع المسلمين.

    ولم يحرم الطفيل من المشاركة في قطع دابر القوم الذين ظلموا، والإسهام في محو آثار الذين كفروا وأشركوا، فيورد ابن

    ياذا الكفين لست من عبادكا

    ميلادنا أقدم من ميلادكا

    إذا احشوت النار في فؤادكا

    وظل الطفيل ملازماً رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، حتى قبض الله رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يرد الله عز وجل أن يحرم الطفيل من شرف الجهاد ونيل درجته العظمى. فسار مع المسلمين إلى اليمامة في حروب الردة، ومعه ابنه عمرو.

    ويبشر الطفيل بالشهادة، ويسبغ عليه فضله بأن له الحسنى وزيادة، إذ يذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء (1/346) هذه البشارة، فيروى عنه أنه قال: وهو في الطريق إلى اليمامة للقتال، حتى إذا فيها، فقد روعت أن أقتل شهيداً، وأما طلب ابني إياي، فما أراه إلا سيعذر في طلب الشهادة، ولا أراه يلحق في سفره هذا.

    وصدقت رؤياه، وتحقق تأويله، فقتل شهيداً باليمامة، وجرح ابنه جراحة شديدة، ثم قتل عام اليرموك في زمن عمر رضي الله عنه شهيداً.

    فرضي الله عن الصحابي الأبي الطفيل بن عمرو الدوسي.



    (ü) أرض قوم الطفيل ـ رضي الله عنه ـ هي (دوس) من قرى زهران في منطقة الباحة بالمملكة العربية السعودية تحدث عنها باستفاضة الشيخ (حمد الجاسر) في كتاب (سراة غامد وزهران) من المعجم السعودي وكتب عنها الكثيرون مثل (علي السلوك الزهراني)،

    من ارشيف المجلة العربية 0
Previously entered content was automatically saved. Restore or Discard.
حفظ تلقائي
Insert: Thumbnail صغير وسط كبير Fullsize Remove  
or Allowed Filetypes: jpg, jpeg, png, gif, webp

ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

Working...