Unconfigured Ad Widget

Collapse

الملتقى الأدبي الأول لمثقفي الباحة

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو عبدالمجيد الدوسي
    عضو مميز
    • May 2005
    • 1385

    الملتقى الأدبي الأول لمثقفي الباحة

    الملتقى الأدبي الأول لمثقفي الباحة يؤصل إسهامات وإنجازات أبناء المنطقة


    الأمير فيصل : تأخير اعتماد مجلس النادي الأدبي سببه الحرص على دقة الاختيار
    د.غيثان بن جريس : الباحة لعبت دوراً مهماً في التاريخ الحضاري للإسلام
    اثنان وعشرون ورقة عمل على ست جلسات قدمت رؤية متكاملة للمشهد الثقافي
    د.سلطان القحطاني : عبد العزيز المشري قدم صورة ناصعة لمجتمع الجنوب
    د.حافظ المغربي يقدم قراءات نقدية لثلاث قصائد مثلت شعر المنطقة
    د.أميرة الزهراني تقدم ورقة عمل عن المرأة الريفية المنتجة في الجنوب
    د.ضيف الله الزهراني : إسهامات مشرفة لأبناء غامد وزهران في التاريخ
    د.صالح الغامدي : كثافة الحضور في قصص أبناء المنطقة لا يمكن تفسيرها




    الباحة / علي آل صمدة
    نيابة عن صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة الباحة رعى صاحب السمو الملكي الامير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز وكيل امارة منطقة الباحة حفل افتتاح الملتقى الادبي الأول الذي نظمه النادي الادبي بالمنطقة خلال الفترة من 16 الى 18 شوال 1427 هـ تحت عنوان / الانجازات التاريخية المطبوعة لأبناء وبنات منطقة الباحة وذلك على مسرح الادارة العامة للتربية والتعليم للنبات في مدينة الباحة .

    وقد اقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بالقرآن الكريم ثم القى رئيس النادي الادبي في المنطقة سعد بن عبد الله المليص كلمة رحب فيها بسمو وكيل امارة المنطقة وشكره على رعايته للحفل منوها بالدعم الكبير والمتابعة المستمرة من سمو أمير المنطقة وسمو وكيل الامارة لكافة مناشط وبرامج النادي . وأكد أن هذه الملتقى يأتي امتدادا لانشطة وفعاليات النادي الادبي المنطقة متمنيا لأعماله التوفيق في ظل مؤهلات وأبحاث المشاركين به . بعد ذلك القى نائب رئيس النادي ورئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الدكتور سعيد عطية أبوعالي كلمة بين فيها أن الملتقى يستضيف 23 شخصية علمية واكاديمية منهم ثلاث اكاديميات جاءت ابحاثهن متنوعة بين ما أسهم به ابناء المنطقة من جهود في سبيل بناء الحضارة الاسلامية الخالدة وما بذله المعاصرون في سبيل خدمة بلادنا العزيزة وبين جماليات السفر في سرديات ادباء الباحة وارتهان المرأة الجنوبية بالكد والانتاج . وتحدث في كلمته عن أهداف الملتقى والفائدة المتوخاة منه مشيرا إلى ان الملتقى يضم ست جلسات للنقاش في أبحاث المشاركين والمشاركات .عقب ذلك ألقيت كلمة وزارة الثقافة والاعلام ألقاها مدير عام الاندية الادبية في المملكة عبد الله بن أحمد الأفندي الذي نقل فيها شكر معالي وزير الثقافة والاعلام الاستاذ اياد امين مدني ووكيل وزارة الثقافة والاعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل لسمو أمير المنطقة ولسمو وكيل امارة المنطقة على رعايتهما للملتقى ودعمهما الدائم لانشطة وفعاليات النادي الادبي بالمنطقة .

    وتحدث عن مسؤولية المثقفين والمثقفات في تبصير المجتمع وقال إن الوعي الفكري والثقافي المزدهر الذي تشهده المملكة العربية السعودية حاليا سواء من خلال الحوارات الوطنيةالتي تنتقل من منطقة لاخرى أومن خلال الدوريات والكتب التي تنتج في مؤسساتنا الثقافية وعلى رأسها الانديةالادبية كل هذه الفعل التنويري تلقي بمزيد من المسؤولية على عاتق المثقفين والمثقفات المعنيين بتبصيرالمجتمع وتحويل سلوكه وبخاصة في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها مجتمعنا والمجتمعات من حولنا الخليجية والعربية والاسلامية . وأكد الافندي أن الاندية الادبية الثقافية هي العقد الذي يتوشحه جيد ثقافتنا الوطنية الراهنة والذي يبرز تفاني المثقفين والادباء بدينهم ومليكهم ووطنهم في ظل الدعم اللامحدود من دولتنا الكريمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين حفظهما الله متمنيا للمتلقي والقائمين عليه التوفيق والسداد .

    إثر ذلك ألقيت قصيدة شعرية ثم ألقيت كلمة المشاركين ألقاها الدكتور صالح بن غرم الله زياد شكر فيها النادي الادبي بالمنطقة على استضافته هذا اللقاء لما يعود من نفع وفائدة على مثقفي ومثقفات المنطقة . كما ألقت الدكتورة أميرة علي الزهراني كلمة المشاركات واعتبرت فيها أن اللقاء يحمل في طياته العديد من الفوائد والأهداف التي يسمو اليها مثقفو ومثقفات المنطقة معبرة عن شكر وتقدير المشاركات بالملتقى لرئيس وأعضاء النادي الادبي على استضافتهم . وفي ختام الحفل تسلم سمو وكيل أمارة المنطقة هدية تذكارية من رئيس النادي الأدبي بالمنطقة وبعض الاصدارات الجديدة لنادي الباحة الادبي، ورحب صاحب السمو الملكي الامير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز في تصريح صحفي عقب الحفل بضيوف الملتقي متمنيا لهم التوفيق في أعمال ملتقاهم الادبي الأول بالباحة مقدما سموه شكره لله أولا ثم لقادة هذه البلاد الكريمة ولمعالي وزير الثقافة والاعلام وكافة المسؤولين بالوزارة لمشاركتهم في هذا الملتقى والشكر والتقدير لرئيس النادي الادبي بالباحة واللجنة المنظمة لهذا اللقاء وللباحثين والباحثات وجميع المشاركين . وفي سؤال حول سبب تأخير تشكيل مجلس إدارة النادي الأدبي في المنطقة أكد سموه أن الاسماء المقترحة لمجلس إدارة النادي الجديدة قد شكلت وبعثت للوزارة وأن سبب التأخير هو من أجل البحث والتقييم لما هو الأمثل والاصلح لهذه المنطقة .الاختياركان صعبا لأنه كان هناك الكثير من ابناء المنطقة على مستوى جيد من الادب والفكر والمعرفة والثقافة .

    وقال سموه في إجابةعن سؤال حول ندوة الملك سعود التي سيرعاها مطلع الشهر القادم صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز ان هذ الندوة مباركة لملك من ملوك هذه البلاد الطيبة وهي ندوات بدأت للملك عبدالعزيز رحمه الله ثم للملك سعود رحمه الله وسوف تقام عما قريبا أن شاء الله وهناك دعوات ابناء منطقة الباحة سيتم توزيعها عما قريب للمتهتمين والمؤرخين والمثقفين ليحضروا هذه الندوة لما ستتطرق فيه إلى سنين عديدة لملك من أحد ملوك هذه المملكة وهو الملك سعود يرحمه الله . وبين سموه أن هنالك معرض مصور للملك سعود رحمه الله سيصاحب الندوة يمثل دوره يرحمه الله في تأسيس وتطوير هذه الحضارة التي نعيشها معبرا سموه عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة الرياض لافتتاحه ورعايته هذه الندوة والتي اتسمت بالحضور الكثيف لجلسات الملتقى الادبي الاول والذي ضم ست جلسات اتسمت كلها بالاطروحات البحثية الرائعة وكانت المداخلات كلها كان طابعها الالفة والمحبة والالتقاء على طاولة الثقافة والفكر والادب والتي تألق رؤساء الجلسات في ادارتها وكانت مطالبة الجميع في آخر الجلسات وماجاء في التوصيات عمل ملتقين في قادم الايام إن شاء الله للروائي المعروف " رحمة الله " عبد العزيز مشري والمؤرخ الاديب الكبير " شفاه الله وعافاه " علي بن صالح السلوك والشاعر المعروف الكبير علي الدحيني ومن المفارقات العجيبة غياب بعض الاسماء القوية .

    وقد شهد الملتقى ست جلسات رأس الأولى الدكتور ناصر علي بشية وتضمنت خمس ورقات عمل كل من : أ .د/ غيثان بن علي جريس عن بلاد الباحة خلال القرون الاسلامية المبكرة والوسطية . أ .د/ ضيف الله يحيى الزهراني عن دور أبناء منطقة الباحة في صنع تاريخ وحضارة الدولةالاسلامية . أ .د/ أحمد بن عمر الزيلعي عن جامع الخلف بتهامة منطقة الباحة . أ .د/ عبد الرزاق بن حمود الزهراني عن الضبط الاجتماعي في المجتمعات الريفية : منطقة الباحة " أنموذجا " وأ ./ عبد الله أحمد الأفندي عن رجال خدموا بلادهم " الاستاذ / علي صالح السلوك أنموذجا " . وضمت الجلسة الثانية برئاسة د ./ حجاز عمر الغامدي ـ عضو مجلس إدارة النادي اربع ورقات عمل لكل من : د .محمد ربيع الغامدي عن استعادةالمفقود " مقاربة في اللغة وعلاقتها بالمكان عند المشري " أ ./ اسماء الزهراني عن قراءة في سرديات نورة الغامدي وشريفة الغامدي د .سلطان بن سعد القحطاني عن الرؤية الاجتماعية لمنطقة الباحة في أعمال عبد العزيز المري الروائية والطالب فريد يحى صالح الحداوي عن حول شخصيةعبد العزيز المشري . وتضمنت الجلسة الثالثة برئاسة د .عبد الهادي احمد الغامدي عضو النادي ثلاث ورقات عمل لكل من د .اميرة علي الزهراني عن الجنوبيات وجود مرتهن بالكدح والانتاج . أد .جريدي المنصوري عن المدينة والمرأة .ود .معجب بن سعيد الزهراني عن دراسة نقدية في إنتاج ادبيات الباحة . أما الجلسة الرابعة ورأسها د .عبد الله الزهراني عضو النادي فتضمنت خمس ورقات عمل لكل من أ ./ محمد بن سعد ال الفقيه البركي عن الشنفري شاعر الصحراء .وأ ./ منى محمدالغامدي عن قصيدة النثر عند الشاعر محمد خضر .و أ ./ عبدالله عبدالرحمن الزيد عن قراءة في نماذج شعرية لابناء منطقة الباحة .و أ .دحافظ المغربي عن بوح الشعر بشاعرية الباحة : دراسةلنماذج شعرية .ود.صالح معيض سابي عن الباحة بأقلام زوارها . ورأس الجلسة الخامسة د .علي خميس الغامدي وتضمنت خمس ورقات عمل لكل من أ .دصالح غرم الله زياد عن زمن القرية " قراءة نماذج من القصة القصيرة في منطقة الباحة " ود ./ حسن محمد النعمي عن احتواء الآخر وأ ./ علي جمعان الشدوي عن الوضع الثقافي لقضاء الظفير خلال القرن الرابع عشر الهجري ود ./ صالح سعيد الزهراني عن قصة وعي ود ./ عالي سرحان القرشي عن جماليات السفر في سرديات أدب الباحة التحضيرية . أما الجلسة السادسة فتم خلالها تسليم الشهادات والــدروع التقديرية للمشاركين والمشاركات في لقاء مفتوح .

    أ .دغيثان بن علي جريس تناول في ورقته عن بلاد الباحة في القرون الاسلامية المبكرة والوسطى المفهوم اللغوي لاسم الباحة الذي اصبح غالبا على عموم بلادغامد وزهران، ومتى أصبح هذا المصطلح معروفا وسائدا على أنحاء المنطقة . الاشارة الى التركيبة الجغرافية والبشرية لمنطقة الباحة مع التركيز على الجــاب النسبي للغامديين والزهرانيين الذين هم سكان المنطقة . ومناقشة أوضاع منطقة الباحة " غامد وزهران " خلال عصر الفترة ، مع ايضاح الادوار والاحداث التي حصلت في هذه البلاد في عصري الدعوة المكية والمدنية على حد سواء . والحديث عن تاريخ منطقة الباحة في عص الخلافة الراشدة وكيف اصبحت هذه البلاد جزءا من الدولة الاسلامية، تؤثر وتتأثر بما يحدث فيها من حروب أو فتوحات أو صراعات مختلفة . التنويه عن تاريخ منطقة الباحة في العصرين الأموي والعباسي ومابعدهما، مع الاشارة الى النواحي الحضارية التي عاشتها المنطقة خلال تلك القرون الاسلامية الاولى .

    أما الدكتو ضيف الله يحيى الزهراني فتناول في ورقته حول دور ابناء غامد وزهران في صنع تاريخ وحضارة الدولة الاسلامية عدة محاور : المحور الأول : دور " أزد شنؤة " غامد وزهران " في الدعوة الى الله حيث استعرض هذا المحور أهم الملامح الرئيسية التي قام بها العلماء الاعلام في مجال الدعوة الى الله مع ذكر لنماذج من تلك الشخصات وجهودهم الموفقة التي ساهمت في نشر الاسلام داخل الجزيرة العربية وخارجها . أما المحور الثاني : فقد خصص للحديث عن مشاركتهم في قيادة الجيوش الاسلامية الفاتحة ، سواء تلك التي كانت مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزواته وسراياه، أو تلك التي حدثت مع الخلفاء الراشدين من خلال الفتوحات الاسلامية في الشام ومصر والعراق وبلاد فارس وغيرها . وقد قدمت الدراسة نماذج مشرفة لبعض القيادات العسكرية التي شاركت في حركة الفتوحات الاسلامية . المحور الثالث : خصص للحديث عن مشاركة أبناء زهران وغامد في إدارة الدولة الاسلامية، وشملت تلك المشاركة الامارة على الاقاليم ، وإدارة المالية العامة، وتولي ولاية القضاء أو قيادة الشرطة، أو توليه ديوان الرسائل، وغيرها من الأمور الادارية التي كانت لهم مشاركة فاعلة فيها . المحور الرابع : تحدثنا فيه عن الحركة العلمية ودور ابناء غامد وزهران في إثرائها ، وتوزعت تلك المشاركة بين علماء تخصصوا في علوم الشريعة ، وآخري في علوم اللغة العربية وآدابها ، فقد برز منهم علماء وادباء وشعراء كانوا مؤثرين في الحياة العلمية في الدولة الاسلامية . أما المحور الخامس والأخير : فقد خصص لعرض نماذج مشرفة من النساء ممن كان لهن ذكر وأهمية في كيان الدولة الاسلامية ، وقد ضربنا مع ذلك أمثلة لمجموعة من النساء .

    وتطرق الدكتور عبدالرزاق بن حمود الزهراني في ورقته عن الضبط الاجتماعي في المجتمعات الريفية من خلال اتخاذ منطقة الباحة كنموذج على ذلك الى الضبط الاجتماعي في منطقة الباحة في مرحلة ماقبل التغير السريع ، وهي التي اصطلح بعض علماء الاجتماع على جعلها الفترة التي تسبق عام 1395 هـ .وهي المرحلة التيكانت فيها وسائل الضبط الاجتماعي غير الرسمية هي البارزة ، وكانت " الحاجة " من أهم عوامل الضغط على الأفراد والجماعات للتقيد بما يفرضه المجتمع من قيم وعادات وقوانين، ويمكن وصف هذه المرحلة بأنها مرحلة " الترابط الالي " القائم على العادات والتقاليد والقيم وروابط الدم، وسوف يتم مقارنة تلك الفترة بفترة التغير السريع التي تلت عم 1395 هـ وتمتد إلى يومنا هذا ، وما تغير في حياة المجتمع مما له علاقة بالتغير في نوعية ودرجة الضبط الاجتماعي ، ويمكن وصف هذه المرحلة بمرحلة " الترابط العضوي " القائم على المصالح وتبادل المنافع، مع ملاحظة التداخل بين المرحلتين ، وبين النوعين من الترابط . واستهدف الدكتور محمد سعيد صالح الغامدي من ورقته حول استعادة المفقود تقديم وجهة نظر في علاقة خاصة يراها تربط بين لغة عبدالعزيز مشري وصورة " المكان " الذهنية عنده كما بدا ذلك من خلال مجمل أعماله الابداعية .وتتوسل الورقة الى ذلك ابتداء بعرض ملحمي " اللغة والمكان " عند النقاد الذين ابرزوهما بالكتابة عنهما تحديدا، ثم بالتحاور مع مناحي تلقي اللغة والمكان في الاطروحات المختلفة، ليس بغرض مصادرتها ، أو إقصائها ، بل بغرض الإضافة إلى تلك الأصوات صوتا آخر يزعم أن هناك علاقة محددة بين الطابع الحميمي للغة عبد العزيز المحكية " المحلية " وحميمية المكان " القرية " تتمثل في اتخاذه اللغة الحميمية الأثيرة وسيلة لاستعادة المكان الحميم المفقود بما يشبه إلى حدكبير مقولة " الفردوس المفقود " والحلم باستعادته .

    وفي ورقته حول الرؤية الاجتماعية لمنطقة الباحة في أعمال عبد العزيز مشري الروائية قدم الدكتور سلطان سعد القحطاني دراسة موجزة لعدد من روايات عبد العزيز مشري، عرض فيها رؤيته الاجتماعية عن مجتمع الجنوب، من خلال مجتمع القرية السروية ، في منطقة الباحة ، كجزء من منطقة جنوب الجزيرة العربية ،وبالتحديد ، منطقة مرتفعات جنوب غرب الجزيرة العربية ، ومن خلال الدراسة نجد أن هذه المنطقة مقسومة بين ثلاث فئات رئيسية : الرعوية، والزراعية، والتجارية .كما تضم الدراسة التحولات الاجتماعية التي شهدتها المنطقة، والأسباب التي جعلتها تتحول ، من مجتمع زراعي رعوي، الى مجتمع تجاري مهاجر، وتحول التجارة من تجارة تقليدية الى تجارة حديثة ، ومن مادة تجارية محلية الى تجارة مستوردة ، والصراع الجاري بين الجيل التقليدي الرافض لهذه التجارة ، وبين الجيل الجديد المؤيد لها المكتسب منها، والمقومات المسهلة لوصول هذه التجارة ، وتحول المجتمع الزراعي من مجتمع موسمي الى مجتمع في كل فصول السنة، بسبب الآلة الزراعية، وإغفال ، أو نسيان الاحتفال بموسم الأمطار القادمة من المحيط الهندي في فصل الصيف ، الى الانشغال بالالة الزراعية في جلب المياه من الآبار، وما سببته هذه الآلة من مخاطر صحية واجتماعية ، وتأثر ابناء المنطقة بالهجرة إلى أطراف الجزيرة العربية ، وخاصة مكة ، وجدة والمنطقة الشرقية ، وما جلبوه معهم من أفكار استقوها من التغير الاجتماعي في هذه المدن والمناطق . من جانبها قدمت د .أميرة علي الزهراني دراسة عن المرأة الريفية المنتجة تناولت فيها وضعية المرأة الجنوبية القروية الفلاحة التي تستمد وجودها عبرقدرتها الانتاجية من خلال عشرين قصة لمريم الغامدي وأحمد الدويمي وجمعان الكرت ونورة الغامدي وعبدالعزيز مشري وعبد الله سعيد جمعان .

    أما مني محمدالغامدي فقدمت دراسة حول قصيدة النثر عند الشاعر محمد خضر .وقدم الدكتور حافظ المغربي دراسة بعنوان بوح الشعر بشاعرية الباحة ..قراءة في نموذج مختار وفيها سعى الى استنطاق قصائد ثلاث لشعراء ثلاثة استلهموا في شعرهم شاعرية الباحة " إحدى معشوقات الطبيعة ، مكانا عبقريا، وذلك من خلال التحليل النصي لقصائدهم كشفا لمستويات البوح، من حيث لغة الشعر وصوره ، واستبطانا لشعرية النصوص من خلال شاعرية المكان . وتزعم هذه الورقة أنها سوف تقف على كل قصيدة من خلال شاعرها في استجلاء منفرد يقدم رؤية نقدية مستقلة تسعى الى الموضوعية ، في إلقاء الضوء على ما للشاعر وما عليه في المقاييس الشعرية " النتاج المجالي لاستقراء للنص " وتحاول الورقة كشف لتفاوت مستويات الرقي بدرجات هذه الشعرية بين كل شاعر وآخر، وهو أمر سيتبين عند القراءات النقدية لكل شاعر عن حدة . وقد يكون هناك بعض الظلم في استقراء بعض شعرهم، من خلال قصيدة واحدة لكل منهم ، تتوجه الى " الباحة " ولكن يمكن أن تعلن في الوقت نفسه أنها تمثل رؤية يجب أن تكون متسقة في مستوى شاعريتهم وشعرية قصيدهم، وفق رؤية للمكان تشكف ـ او يجب أن تكشف ـ عن قدرتهم لغة وتعبيرا وتصويرا عن شاعرية الباحة مكانا تتغلغل في صدق نفسي وفني في ذواتهم الشعرية ، تفاوتا في امتلاكهم ملكات الشعر من خلال خطاب ظاهر، وآخر مسكوت عنه والشعراء الثلاثة هم : د / صالح بن سعيد الهنيدي وأ .مسفر معجب العدواني وأ .عبد الرحمن بن معيض سابي .

    وتناول الدكتور صالح غرم الله الغامدي في ورقة بعنوان القرية البحث في الفضاء القصصي الذي يبينه بعض كتاب القصة للقرية ، من خلال التمييز بين الزمن الواقعي للقرية والزمن القصصي الذي يصطنعه السرد، وصولا الى دلالات هذاالفضاء التي تتنوع وتختلف بين كاتب وآخر . بل ـ احيانا ـ بين قصة وأخرى للكاتب نفسه . لقد برزت كثافة الحضور للقرية في قصص أبناء المنطقة بروزا لا يمكن تفسيره من زاوية تاريخية واجتماعية بالركون الى نقلة المجتمع وتحولات المعيشة وصيرورة الزمن إلا بالقدر الذي تغدو فيه هذه الظروف مدلولا للمعاني التي يخلقها الوعي وتتجدد بها الثقافة ولذا تغدو القرية معى تلده علاقات ثقافية وإنسانية وتستتر فيه مرامي القص واسراره الدفيئة والمستعصية على الإحالة والاختزال . لم تكن للقرية كما تكشف عن ذلك القراءة المتروية في كتابات ابناء المنطقة، صيغة دلالية ثابتة .ولم تكن لها خاصية قيمية مطلقة، إذ لم تحضر لمدح أو لتهجي ، ولم تسرد لتعيين هذا أو ذاك، لأن لها دلالة ملتبسة تصنعها شبكة من العلاقات المتعارضة والمتناقضة .

    أما الدكتور علي سرحان القرشي فقدم ورقة حول جماليات السفر في سرديات أدب الباحة قالا فيها إن السفر تجربة حياة عايشها الانسان ، وأدخلته في معاناة شظف الحياة، ومعاناة الفوارق بين نمط مكاني وآخر، فجعلته يعايش حكاية ذلك التحول والتغير عبر مستوى الواقع، وعبر مستوى الفرق بين واقع وآخر، ليرتد ذلك الى التأويل والتفسير . والفعل السردي فعل تخيلي يخلق عوالم الفرق بين الواقع وبين نمط التخيل ، ولذلك يلتقي في السفر السردي ، سفر الجسد، وسفر الرؤية ، وتــأول التأملات المسافرة الى تمثلات رمزية تجسد التغير، والتطلع، والمعاناة ، والاشفاق، وتصطحب حركة اللغة الموائمة للتغير، والمتشكلة من عوالمه .

    ومن خلال هذه الورقة حاول الوقوف على ذلك من خلال الفن السردي الذي أبدعه ابناء المنطقة ممثلا في سرديات المشري، وعلي الدميني ، وأحمد الدويحي، ونورة الغامدي من خلال المحاور التالية : سفر الجسد وسفر الرؤية . السفر والتغير . جماليات استثمار السفر . وقدم الدكتور معجب سعيد الزهراني دراسة نقدية في إنتاج أديبات الباحة جاء فيه أن صورة المرأة جزء من تصورات الانسان عن نفسه وعالمه .وحينما نعود الى تراثنا المكتوب سنجد تنوعا واختلافا كبيرا بهذا الصدد .فالامام الغزالي ينزع دائما الى تحقير المرأة وتبرير مواقف العداء لها مستندا الى ذخيرة من المقولات العتيقة التي نعدها نموذجا لفكر متوحش ينفي الذات الانسانية عن المرأة وكأن الرجل هو ممثل " الإنسان الكامل " ، الفقيه المجتهد أبو محمد بن حزم يقدم من جهته نظرية في المحبة يمكن أن تشمل مجمل العلاقات بين أفراد المجتمع ، وفي مقدمتها علاقة المرأة بالرجل .أما ابن رشد فيلسوف قرطبة وقاضي قضاتها فكتاباته القليلة عن المرأة تدل بوضوح على أنه يعدها مساوية للرجل في الطبع والعقل والكفاءات ، وينبغي ان تساويه في الحقوق والواجبات وإلا اختلت حياة الأسرة والمجتمع والدولة .إنه ممثل اصيل لفكر العقل الذي هو نقيض آخر لفكر التوحش .السؤال المشكل الذي تطرحه هذه المقاربة يتعلق بالاختيارات الايديولوجية التي كانت ، ولاتزال ، تغلب نزعات التمييز ضدالمرأة في مجتمعاتنا العربية المسلمة .فنحن هنا أمام مفارقة كبرى لابد أن يتصدى لها الباحثون من مختلف التخصصات والتوجهات الفكرية نظرا لكون ديننا الحنيف يدعو الى التسامح والعدالة والمحبة وغير ذلك من " مكارم الأخلاق " .
    أعلى الصفحة

    جريدة البلاد الاثنين 22/ 10/ 1427


Working...