Unconfigured Ad Widget

Collapse

فلسفة الموت

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • سعيد الطفيلي
    عضو
    • Aug 2003
    • 100

    فلسفة الموت

    انه”انكيدو“ صاحبي وخلي الذي أحببته حبا جما
    لقد انتهى الى ما يصير اليه البشر جميعا
    فبكيته في المساء وفي النهار
    ندبته ستة ايام وسبع ليال
    معللاً نفسي بأنه سيقوم من كثرة بكائي ونواحي
    وامتنعت عن تسليمه الى القبر
    أبقيته ستة ايام وسبع ليال حتى تجمع الدود على وجهه
    فأفزعني الموت حتى همت على وجهي في الصحاري
    إن النازلة التي حلت بصاحبي تقض مضجعي
    آه ! لقد غدا صاحبي الذي أحببت تراباً
    وأنا، سأضطجع مثله فلا اقوم ابد الآبدين
    فيا صاحبة الحانة:
    أيكون في وسعي الا أرى الموت الذي اخشاه وأرهبه؟
    فأجابت صاحبة الحانة كَلكَامش قائلة له:
    الى اين تسعى يا كَلكَامش ؟
    ان الحياة التي تبغي لن تجد
    حينما خلقت الالهة العظام، البشر
    قدرت الموت على البشرية
    واستأثرت هي بالحياة
    أما انت يا كَلكَامش فليكن كرشك مليئاً على الدوام
    وكن فرحاً مبتهجاً نهار مساء
    وأقم الافراح في كل يوم من ايامك
    وأرقص وألعب مساء نهار
    واجعل ثيابك نظيفة زاهية
    واغسل رأسك واستحم في الماء
    ودلل الصغير الذي يمسك بيدك
    وافرح الزوجة التي بين أحضانك
    وهذا هو نصيب البشرية.

    الموت
    هو الانفصال بين “أنفسنا”، ومنظومة الإشارات التي تتلقاها هذه النفس من خلال الحواس، وتشكل من خلالها صورة ذهنية للعالم المحيط بها، والصورة التي تتواصل معنا “الأنفس” الأخرى من خلالها، الموت هو إيقاف الوجود الأوحد والعقل الكوني (الله) لوصول هذه الإشارات الحسية إلى النفس، وبالتالي انقطاع الاتصال بينها وبين الصورة الذهنية التي شكلتها (أي العالم)، فلا يتبقى لدى “الأنفس” الأخرى إلا صور أجسادنا لأن “نفسنا” لا تعود قادرة على التفاعل معهم بسبب هذا الانفصال.
    فالموت هو حقيقة وجودية محسوسة المدركات ملموسة المتغيرات لا نعلم بوجوده الا عندما يرحل عنا نرى مخلفات اثاره فينا ظاهرة المعالم بينه

    تمعنوا في هذا النظام الكوني الفريد الذي يقتضي موت جيل وحياة جيل وتحول الموتى الى عالم اخر (البرزخ) وهو اول منازل الاخرة حياتنا متصلة فالموت على حقيقته بداية لحياة اخرى هي الابدية الزمانية والمستقر الامدى .
    فالموت الذي ندركة هو انفصال الروح عن الجسد والتخلي عنه وتعطل جميع وظائف الجسد الفسيلوجية التي توحي الينا ان الشخص قد فارق الحياة .

    {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجمعة8
    انه الموت الذي دخل بلاط الملوك
    واقتحم منازل الفقراء
    الذي يتم الابناء ورمل النساء وقهر الزعماء
    كل شي في هذه الحياة زائل لا محالة وكل شي في هذا الوجود سوف يؤل الى ما آل إليه من قبله وهو الموت حتى الموت ذاته سوف يموت عندما ينادى به يوم القيامة فيؤتى به على هيئة كبش فيذبح بين الجنة والنار فيقول يااهل الجنة حياة فلا موت ويا اهل النار حياة فلا موت ...
    حتى الموت سوف يموت
    الموت الذي امنا بوجوده ايمانا قطعيا مع عدم رؤيتنا له , ولكننا نحس بوجوده بيننا, لان ثمة اشياء لا نراها ولكنا ندركها في هذا الوجود السامي الذي يتسم بالماديات فايماننا بها جازم
    رغم ان الموت غير محسوسا ولكن نعلم بوجوده فينا
    ولكن في نهاية المطاف فهو مخلوق:
    {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }الملك2
    [flash=http://speduc.net/saeedzhraaa.swf]WIDTH=535 HEIGHT=150[/flash]
Working...