يحيى السماوي
alsamawy@adam.com.au
تلــــك الدمـــــاءُ المُســــــْتباةُ مِـــــدادُ
كتبـــــتْ بــه تأريخَهـــا الأمجــــــــادُ
كتَبتْــــهُ فـــوق الطيـــنِ حيــن تلوَّثَتْ
أوراقُنــــا ، ورثى النيـــــــامَ رقـــــــادُ
كتَبَتْـــــهُ بالأضـــــلاعِ لا بأنــــــامِــلٍ
هي للـــــــيراعِ وطِرْسِــــهِ أصفـــــــادُ
تبقيــــــن قانـــــــا شــــــاهداً وشهيدةً
تحيــــــا .. وأمّا الميــــتُ فالجــــــلاّدُ
من طينِكِ المغســـولِ بالدمِ واللظى
لا بـــدَّ يبــــــدأ يومـــَهُ الميــــــــــلادُ
هـذا هـو العصـــرُ الرديءُ .. تأَسـدَتْ
فيـــه التِيـــــُوسُ .. وتُيِّســَتْ آســــــادُ
سِيـــْطَ الخنـــوعُ مع الشهامةِ فاستوى
نـــورٌ بأحْــــداقِ الضحى وسَـــــــوادُ
أعــدادُنـــــا ؟ لا نفــــعَ في أعـدادِنــا
إنْ لـــمْ تُوحَــــدْ شَمْلَها الأعـــــــــدادُ
أضـحى "رباطُ الخيلِ " يربطنــا الى
رعبٍ أقـــــامَ كهـــــــــوفَهُ "الأسْيادُ "
تنّورُنــــا "القوميُّ" يسجـــرُهُ الأسى
لهــم الرغيــــفُ وللجموعِ رمــــــادُ
مُتَناطحـــونَ ..فَذا يُريدُ زِعـــــــامةً
باسم النضــــالِ وطبعُـهُ استبــــــدادُ
ومقيــــمُ وحــــدةِ "أُمـــةٍ عربيــــةٍ"
بالسيـــفِ حتى ضُرِّجَتْ أعـــــــوادُ
وَدَعيُّ تحــــــريرٍ وأصْلُ كتـــــــابهِ
قــَدْ حَرَّرَتْ صَفَحـــــــاتِهِ "الموسادُ"
جَزَّتْ نواصِيها الكرامــــةُ واستحى
من مُسْتــــَذْلٍّ بالسلام "إيـــــــــــادُ"
كذِبَتْ بلاغَتُنــــــا وكــــــاد يفرُّ من
أقلامِنــــا ومن اللسانِ الضّــــــــــادُ
ومن الكُمــــــــاةِ خيولُنا .. وتفرُّ من
أيامنــا – فَرْط الأسى – الأعيــــــادُ
ما هَـــزَّتِ الريحُ المُريبةُ خيمـــــةً
لو لم تقاتـــِلْ بعضَها الأوتــــــــــادُ
سادَ اليقينُ الأقدمينَ فَســـــــــــادوا
ولقد خُذِلنــــا حين ســــــــــادَ فَسادُ
يا أُمــــــةَ القرآنِ زاحَمَ صُبْحَنـــــا
ليـــــلٌ وأوشكَ أنْ يتيهَ عبــــــــــادُ
كم رِدَّةٍ ســـــوداء باسم حنيفِنــــــا
وكم استجــــار مـــــن اللظى وُرّادُ
يا أمــــــــةَ القرآنِ أيُّ غِشـــــــاوةٍ
حلّتْ فَعَزَّ على الرشيــــــــدِ رشادُ؟
يا أمـــــةَ القرآنِ أخزى يومَنــــــــا
هذا القنـــــــوطُ وهذه الأحقـــــــــادُ
كم قائدٍ فينــــــــا وأحرى أنــــــــــهُ
من أُذنِـــــهِ والمنخرينِ يُقـــــــــادُ !
مُدُنٌ تُشــــادُ على جماجمِ أهلِهـــــــا
بطشــــاً وأخرى تُستبى وتُبــــــــــادُ
غرسوا الرَّزايـــا فالتعسفُ مِنْجـــــلٌ
ورؤوس أبرارِ الشعوبِ حصـــــــادُ
مِضمـــارُهم أجسادُنا ورغيفُنـــــــــا
والمُرخِصونَ ندى الضميرِ جِيــــــادُ
قانــــــــــــا وهل من نخوةٍ وجموعُنا
يمشي على أضلاعِها "أفـــــــــرادُ"؟
آحـــــــــادُهُمْ عند الهُتــــــافِ مجامعٌ
وجمــــوعُهُمْ عند الوغى آحـــــــادُ!
الراكضـــون الى ســـلام "مناصبٍ"
ركض الطَّريدةِ راعَهـــــــــــا الطُرّادُ
كذِبَتْ أناشيــــد النضــــــالِ ، وكَذَّبَتْ
زعمَ المناضــــلِ آلــــةٌ وعتـــــــــــادُ
قَصُرَتْ يدُ الأحــــــــرارِ فهيَ رسيفةٌ
وَتَنَكرَتْ لسيوفِهـــــا الأغْمــــــــــــادُ
ولقدْ يَؤُمُّ بنا الصــــــــلاةَ مُخَلــــــــعٌ
نَبَضَ الخنـــــــا بِدِمـــــــــاهُ والإلْحادُ
يا أمـــــــةَ القرآنِ صار جهادُنـــــــــا
خُطبــــــاً بها يتسابقُ الأنــــــــــــــدادُ
"لا يسلمُ الشرف الرفيــــع من الاذى"
حتى يعيــــــدَ لنا البــــــــــــلادَ جهادُ
كم سالَ من دمِنـــــــا ولم يسلم لنــــــا
شرفٌ نديُّ أمسُــــــــــــهُ وبــــــــــلادُ
وإذا الســــــرائرُ في النفوسِ تَصَدَّعَتْ
فالحتمُ أن تتصـــــــدَّعَ الأجســــــــــادُ
أَنردُّ كيـــــــدَ الطامعينَ بأرضِنـــــــــا
يومــــــــاً ونحنُ لبعضِنا أضــــــــدادُ؟
العارُ بالمرصـــــــــــادِ ..أين هروبنا؟
ضِعْنا ..وليس لحــــــــالِنا حُسّـــــــادُ