زيارات المستقبل الواعد
الانطلاقة المباركة للملك الصالح خادم الحرمين الشريفين عبدا لله بن عبدا لعزيز في الاتجاه غير العادي أو التقليدي_واقصد الغرب_ يعطي _في نظري_ انطباعا يدل على أن المملكة العربية السعودية قد بدأت _فعلا_عصرا جديدا في العلاقات الخارجية في مسيرتها التنموية الاقتصادية الهائلة يتسم بالتنوع في سوق البيع والشراء
فالصين –مثلا- وكذلك الهند وماليزيا ليست دولاً تحب أن تسير دولاً أخرى ورائها أي ليست من الدول السيادية بالاكراه في العالم فهذه الدول التي يزورها الملك الصالح ليست استعمارية متطاولة بل أنها دول اقتصادية ناهضة نهضة ذاتية لذالك لا يمكن تفسير هذه الزيارات بأنها لتوطيد التبعية أو لتوثيق التحالفات الضدية أو التكتلات التجارية أو الاقتصادية الاحتكارية
تأتي هذه الزيارات المبكرة لخادم الحرمين والدولة على أبواب نهضة اقتصادية وعمرانية لم تمر بمثلها سابقا في الكيف والكم ومن الحكمة أن تكون مثل الصين بما تملكه من قدرات هائلة في مجالات التصنيع أو تقنية المعلومات أو الإنتاجية المتنوعة هي المحطة الأولى لهذه الزيارات الموفقة بإذن الله حيث يمكن إتمام اتفاقيات عديدة في مجالات خدمة المشاريع الناعية العملاقة التي تتأهب المملكة لإقامتها سواء في ينبع أو الجبيل أو غيرها من الأماكن في أنحاء المملكة لاشك إن المملكة قد استفادت من تجربة سابقة مع الصين يوم رست على شركات صينية عقود شبكات كهرباء الباحة وغيرها ولاحظنا كيف نفذت تلك الشركات الصينية عقودها بكل ثقة ومقدرة ومن حسن الحظ أن من بين أعضاء الوفد الرسمي وزيرا عاش تلك التجربة بنفسه وهو معالي الدكتور غازي القصيبي لذا نستطيع القول والتوقع أيضا أن تفوز الشركات الصينية بعقود وصفقات متقدمة مع المملكة بناء على تلك التجربة السابقة وغيرها مع الصين
ولا تقل الهند إمكانية وأحقية وأهلية عن الصين وخاصة في مجالات أجهزة تقنية المعلومات واليد العاملة المدربة تدريبا حرفيا عاليا في هذا المجال ولا شك أن مشاريع الجبيل وينبع في حاجة لمثل الخبرات الهندية في منشآت البنية التحتية ومرافقها
وماليزيا متفوقة في ميزانها التجاري وبنائها الاقتصادي حيث تملك التجربة الذاتية الرائدة في هذا المجال الحيوي وقد تستفيد المملكة من نظريات مهاتير محمد الاقتصادية والتجارية استفادة قصوى تؤهلها لتحقيق نجاح نوعي متفرد خاصة وان المملكة تملك المصدر الرئيسي للطاقة التشغيلية للمنشآت والمصانع والمرافق الحيوية والمادية آلا وهو البترول
قد تفتح هذه الزيارات أمام القطاع الخاص فرصا ذهبية ربما لا تتكرر ثانية لأن التجارة العالمية ستبسط على أرضنا منتجاتها بكل يسر وسهولة في المدى القريب لذلك لا بد أن يغتنم القطاع الخاص هذه السانحة ويستفيد منها إلى أقصى حد وفي المقابل لا بد أن توجد لمنتجاتنا البترولية وغيرها من أسواق في شرق الكرة الأرضية فتلك البلدان في حاجة للمنتجات البتر وكيميائية على وجه الخصوص وإنني أرجو أن يؤخذ في الحسبان ضرورة اشتراط تدريب اليد العاملة الوطنية في أي عقود مع شركات هذه الدول التي يزورها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وذلك حتى تكون الفائدة متعادلة للطرفين والله المستعان
جمعان عايض الزهراني
جريدة المدينة الثلاثاء 1/1/1427هـ