اماطت لثاما
أَماطَت لِثامـاً عَـن أَقـاحِ الدَمائِـثِ *** بِمِثـلِ أَساريـعِ الحُقـوفِ العَثاعِـثِ
وَنَصَّت عَنِ الغَصنِ الرَطيبِ سَوالِفـاً*** يَشُبُّ سَناهـا لَـونَ أَحـوى جَثاجِـثِ
وَلاثَت تُثَنّي مِرطَهـا دِعـصَ رَملَـةٍ *** سَقاها مُجـاجُ الطَـلِّ غِـبَّ الدَثائِـثِ
أَمـا وَتَكافـى مـا تـجـنُّ ثِيابـهـا *** أَلِـيَّـةَ بَــرٍّ لا أَلِـيَّـةَ حـانِــثِ
لَقَـد نَفَثَـت أَلحاظُهـا فـي فُــؤادِهِ *** جَوىً لا كَطِـبِّ العاقِـداتِ النَوافِـثِ
فَـإِن لا تَكُـن بَتَّـت نِيـاطَ فُــؤادِهِ *** فَقَد غادَرَتـهُ فـي مَخاليـبِ ضابِـثِ
سَجيرَيَّ مِن شَمسِ بنِ عَمرِو بنِ غانِم ***وَنَصرِ بنِ زَهرانَ بنِ كَعبِ بنِ حارِثِ
هَلِ الرَبعُ بِالخَرجَينِ فَالقـاعِ فَاللِـوى *** فَأَنقـاءِ جَنبَـي مـائِـرٍ فَالعَنـاكِـثِ
عَلى العَهدِ أَم أَوفى بِهِ الدَهـرُ نَـذرَهُ ***فَكَـرَّ البِلـى فيـهِ بِأَيـدٍ عَـوائِـثِ
فَلا تَطوِيـا أَرضـاً حَوَتـهُ هُديتُمـا*** وَمَهما تَنَل مِن مَوقِـفٍ غَيـرِ رائِـثِ
تَجَـدُّدَ عَهـدٍ أَو قَـضـاءَ مَـذَمَّـة ***فَعاجا صُـدورَ اليَعمُـلاتِ الدَلائِـثِ
عَلى ماثِـلٍ هابـي العِـراصِ كَأَنَّـهُ ***عَلـى قِـدَمِ الأَيـامِ تَخطيـطُ عابِـثِ
فَوارَيتُ عَنِ شَوقٍ أَقَـرَّت صَبابَتـي ***حَثاحِـثَ مِنهـا تَهتـدي بِحَثـائِـثِ
وَقَد أَزعَجَت دَمعي بَواعِثُ مِل أَسـى ***فَأَجشَمتُ نَفسي رَدعَ تِلـكَ البَواعِـثِ
عَلى أَنَّها اِرتَدَّت تَأَكَّـلُ فـي الحَشـا *** تَأَكّـلَ نـارٍ أُرِّيَــت بِالمَـحـارِثِ
سَقى اللَهُ مَثوى بِاللِوى لَيلَـةَ اِلتَـوَت *** بَناتُ الدُجـى مُغدَودِنـاتِ الخَنائِـثِ
بِأَشباحِنـا وَالجِـنُّ تَعـزِفُ بِالـفَـلا ***هَثاهِثُـهـا مَوصـولَـةُ بِهَـثـاهِـثِ
وَقد زَفَرَت صِرٌّ فَغَشَّـت صُدورهـا***وُجوهَ المَهاري بِالحَصـى وَالكَثاكِـثِ
يَواجِـهُـنـا شَفّـانُـهـا فَكَـأَنَّـمـا *** تَمـسُّ الوُجـوه بِالأَكُـفِّ الشَرائِـثِ
تَرى الرَكبَ مِن مُـدلٍ لِفيـهِ عِطافَـهُ *** وَآخَـرَ ثــانٍ لِلعِمـامَـةِ لائِــثِ
وَلَـم يَـكُ إِلّا حَـتُّ كُـلِّ نَجيـبَـةٍ ***تَغـولُ الفَـلا بِالمُزبِـداتِ الحَثائِـثِ
فَبَينـا نواصيهِـم بِـحَـثِّ مَطِيِّـهِـم *** رَأَوا لَمحَةً بَينَ الصُـوى وَالأَواعِـثِ
فَقالـوا سَنـا نَجـمٍ فَقـالَ أَريبُـهُـم *** سَنـا أَيُّ نَجـمٍ لاحَ بَـيـنَ أَيـافِـثِ
هِيَ النـارُ شَـبَّ الحارِثِـيُّ وَقودَهـا*** وَلَـم يَقتَدِحهـا بِالزِنـادِ المُغـالِـثِ
فَمِلنـا إِلـى رَحـبِ المَبـاءَةِ ماجِـدٍ***عَظيمِ المَقاري غَيـرِ جِبـسٍ كُنابِـثِ
فَلَمّـا أَنَخنـا لَـم يَــؤُدهُ مَناخُـنـا***وَلَـم نَتَعَـلَّـل عِـنـدَهُ بِالعَـلائِـثِ
وَمالَ عَلى البـركِ الهَواجِـد مُصلتـاً***وَهُـنَّ معـدّاتٌ لـدفـعِ المـغـارِثِ
فَحَكَّـم سَيـفـاً لا تــزالُ ظُبـاتُـهُ ***مُحَكَّمَـةً فـي الناوِيـاتِ المَثـائِـثِ
فَعَيَّـثَ ثُـمَّ اِعتـامَ مِنهُـنَّ بَـكـرَةً ***مِنَ الكومِ لَم يَعلَق بِها حَبـلُ طامِـثِ
فَتَـرَّ وَظيفَيهـا فَـخَـرَّت كَأَنَّـمـا***حَوالِـبُ رُفغَيهـا مُتـونُ الحَفافِـثِ
وَمـالَ لِأُخـرى فَاِتَّقَـتـهُ بِسَقبِـهـا***فَجَدَّلَـهُ قَصـعـاً وَمــالَ لِثـالِـثِ
فَغـادَرَهُ يَكـبـو وَقــامَ عَبـيـدُهُ ***فَمِـن كاشِـطٍ عَـن نَيِّهِـنَّ وَفـارِثِ
وَأَرزَمَـتِ الدُهـمُ الرِغـابُ كَأَنَّهـا*** تُـرَدِّدُ إِرزامَ المَتالـي الـرَواغِـثِ
وَبِتنا نُعاطـي الـراحَ بَعـدَ اِكتِفائِنـا***عَلـى مُحزَئِـلّاتٍ وِثــارٍ أَثـائِـثِ
فَنِعمَ فَتى الجلّـى وَمُستَنبِـطُ النَـدى *** وَمَلجَـأُ مَكـروبٍ وَمَفـزَعُ لاهِــثِ
عِياذُ بن عَمرو بنِ الحَليسِ بنِ جابِرِ ب ***نِ زَيدِ بنِ مَنظورِ بنِ زَيدِ بـنِ وارِثِ
فَلا تُنسِنـي الأَيـامُ عَهـدَكَ بِاللِـوى ***أَجَـل إِنَّ مـا أَرَّبـت لَيـسَ بِناكِـثِ
عَدانـي أَن أَزدارَ أَرضـاً حَلَلتـهـا*** ظُهورُ الأَعادي وَاِعتِنـانُ الحَـوادِثِ
عَلـى أَنَّنـي لا أَستَكـيـنُ لِنَكـبَـةٍ *** وَلا أَتَعـايـا بِاِختِـبـاطِ الهَنـابِـثِ
تَفَوَّقـتُ دَرَّ الدَهـرِ طَـوراً مُلائِمـاً***وَطَـوراً يُلاقينـي بِبَطـشٍ مُشـارِثِ
كَما لَم يَكُن عَصـرُ النَضـارَةِ لابِثـاً*** كَذَلِكَ عَصـرُ البُـؤسِ لَيـسَ بِلابِـثِ
أَفِـد مـا اِستَفادَتـهُ يَــداكَ فَـإِنَّـهُ ***عَلَيكَ إِذا لَـم تُمضِـهِ غَيـرُ ماكِـثِ
وَلا تَمنَعَن مِن أَوجُـهِ الحَـقِّ مِثلَمـا *** يَكـونُ وَشيكـاً لِاِستِهـامِ المَـوارِثِ
ضَنَنـتَ بِـهِ حَيّـاً وَبُـؤتَ بِإِصـرِهِ *** وَقَد آضَ نَهبـاً بَيـنَ أَيـدٍ قَواعِـثِ
وَغودِرتَ في غبـرٍ يُـواري تُرابُهـا ***ضَريحَكَ بِالأَيدي الحَواثـي النَوابِـثِ
فَمـا المـالُ إِلّا مـا ذُكِـرتَ بِبَذلِـهِ *** إِذا بُحِثَـت أَنبـاؤُهُ فـي المَبـاحِـثِ
حَبـا الشِعـرَ تَعظيمـاً أُنـاسٌ وَإِنَّـهُ *** لِأَحقَـرُ عِنـدي مِـن نُفاثَـةِ نـافِـثِ
وَهَل يَحفَلُ البَحـرُ اللُغـام إِذا غَمـى *** فَطـاحَ عَلـى تَـيّـارِهِ المُتَـلاطِـثِ
فَلَو أَنَّنـي أَجشَمـتُ نَفسـي اِنبِعاثَـهُ*** لأَخرَجتُ مِنـهُ غامِضـاتِ المَباحِـثِ
وَأَبدَيتُ مِن مَكنونِـهِ غامِـضَ سِـرِّهِ ***مَدافِنَ لَـم يَظفَـر بِهـا أَبـثُ آبِـثِ
تَفَـوَّقَ درَّ الشِـعـرِ قَــومٌ أَذِلَّــةٌ ***بِـهِ وَالشِعـرُ جَـمُّ المَرامِـثِ
وَلَـو أَنَّنـي أُمـري حَـواشِـكَ دَرِّهِ ***تَرَكتُ لَهُـم مِنـهُ فَظـوظَ المَفـارِثِ
أرانـي وَلا كُفـرانَ بِاللَـهِ واثِـقـاً *** بِتَأريـبِ حَـزمٍ عَقـدُهُ غَيـرُ والِـثِ
إِذا ما اِمتَضَيـتُ الماضِيَيـنِ عَزيمَـةً ***مُصَمِّمَـةً لَـم تَـرتَـدِع بِالرَبـائِـثِ
وَحَزماً إِذا ما الحادِثـاتُ اِعتَرَضنَـهُ*** تَصَدّعنَ عَنـهُ مُقدِمـاً غَيـرَ رائِـثِ
وَإِنّي مَتى أُشـرِف عَلـى مُصمَئِلَّـةٍ *** تُثَأثِـئُ أَقـدامَ الرِجـالِ الـدَلاهِـثِ
عَلَـوتُ عَلـى أَكتـادِ كُـلّ مُلِـمَّـةٍ ***تَرَدّى بِأَعطافِ الخُطـوبِ الكَـوارِثِ
أَتَتني عَلى طَلحِ الشَواجِـنِ والغَضـا *** تُنـاطُ بِأَعجـازِ المطِـيِّ الـدَلاهِـثِ
مَآلِـكُ مَلَّكـنَ الخَواطِـرَ مَزعَـجـاً***مِنَ الحُزنِ في قَلبِ اِمرئٍ غَيرِ واهِثِ
أَجَـل آنَ عَمـرُ اللَـهِ أَن تَتَيَقَّـظـوا*** وَأَن تَتَلافَـوا أَمرَكُـم ذا النَكـائِـثِ
فَزِعتُم إِلى رَأيِ اِمـرِئٍ غَيـرِ زُمَّـلٍ *** وَلا آنِـحٍ عِنـدَ اِحتِمـالِ اللَحـائِـثِ
لَعـاً لَكُـم إِن أَنـأَ عَنكُـم فَإِنَّـنـي ***سَأُمحِضُكُم رَأيَ اِمرِئٍ غَيـرِ غالِـثِ
أَليثـوا بِأَبنـاءِ الـمَـلاوِثِ رَأيَـكُـم ***فَلَـن تَعدمـوا أَبنـاءَ شُـمٍّ مَـلاوِثِ
مَغاوِثَ مِنكُـم قَـد عَرَفتُـم بَلاءَهُـم *** وَأَنبـاءَ سـاداتٍ كِــرامٍ مَـغـاوِثِ
فَإِنّـي إِخـالُ الخَيـلَ تَعثُـرُ بِالقَنـا *** سَتُرهِقُكُـم مِـن عَثعَـثٍ فَالمَباعِـثِ
عَلَيهـا رِجـالٌ لا هَـوادَةَ عِنـدَهُـم ***إِذا عَلِقوكُـم بِـالأَكُـفِّ الشَـوابِـثِ
فَـإنّ كِـلابـاً هــذهِ إِن تُرعـكُـمُ *** تَعِـث فيكـمُ جُهـداً أشـدَّ المَعائِـثِ
وَقَد أَبرَمـوا إِحصـادَ مِـرَّةِ حَبلِهِـم *** وَعُدتُـم بِحَبـلٍ ذي أسـونٍ رَثائِـثِ
وَما كُنتُ إِن شَمَّرتُ فيكُـم مَواقِفـي*** بِوَقّـافَـةٍ فيـكُـم وَلا مُتَـمـاكِـثِ
وَلا لُمتُ نَفسي في اِجتِهـادِ نَصيحَـةٍ ***لَكُم فـي قَديـمٍ قَبـلَ هـذا وَحـادِثِ
فإِن حـالَ نَـأيٌ دونَكُـم وَتَعَرَّضَـت ***غُـروبُ خُطـوبٍ لِلقُلـوبِ نَواقِـثِ
فَلَن تَعدِمـوا مِنّـي نَصيحَـةَ مُشفِـقٍ *** وَرَأيَ عَليـمٍ لِـلأُمـورِ مُمـاغِـثِ
إِذا الذكَرُ العَضبُ اِنثَنى عَن ضَريبَـةٍ *** فَلا غَروَ مِن نَبوِ السُيـوفِ الأَنائِـثِ
فَإِن تَهنوا تَضحَـوا رَغيغَـةَ ماضِـغٍ ***تُلَوِّقُهـا مَـرثـاً أَنـامِـلُ مــارِثِ
وَلَـو أَنَّنـي فيكُـم أَسَـوتُ كُلومَكُـم *** وَداوَيـتُ مِنهـا غاثِقـاتِ الغَثـائِـثِ
وَسُقتُ إِلى النَبـعِ الغَريـفِ وَقَرَّبَـت *** مُلاءَمَتـي شَتّـى الثَـأى المُتَشاعِـثِ
وَلَكِـن أَضَلَّتكُـم أُمــورٌ إِخالُـهـا*** تَـرُدُّ الصُقـورَ نُـهـزَةً لِلأَبـاغِـثِ
وَحاشاكُـمُ مِـن صَلقَـةٍ مُصمَئِـلَّـةٍ *** تَمشونَ مِنها فـي ثِيـابِ الطَوامِـثِ
ذِمارَكُـم إِن تَصرِفـوا عَنـهُ حَدَّكُـم *** يَكُن رَهـنَ أَيـدٍ لِلأَعـادي هَوائِـثِ
وَإِنّـي وَإِيَّاكُـم لِمـا قَـد يَغولُـنـي *** وَفَرطِ نِزاعـي وَالَّـذي هُـوَ رائِثـي
لَكَالمـاءِ وَالصديـانِ نـازَعَ قَـيـدَهُ *** وَقَد حُصِرَت عَنهُ رِحـابُ المَباعِـثِ
أَيَحسُـنُ هـاءُ اللَـهِ خَـدعُ عَدُوِّكُـم ***وَيُلهيكُـمُ غَـرسُ الـوَدِيِّ الجَثاجِـثِ
فَمَـن مُبلِـغٌ عَنّـي ملـدّاً وَبَحزَجـاً*** وَقَومَهُمـا أَهـلَ اللِمـامِ الكَثـائِـثِ
وَمَن حَلَّ بِالحَبلِ الشَجيرِ إِلـى المَـلا *** وَحُـلّال تِلـكَ الدائِـراتِ اللَـوابِـثِ
رِجالاً مِنَ الحَيَّينِ عَمرِو بـنِ مالِـكٍ *** وَكِنـدَةَ جـدّاً غَيـرَ قَـولِ المُغالِـثِ
أَلا إِنَّمـا السَلـوُ الَّـذي تُخلِصـونَـهُ *** وَتَأقيـطُ أَثـوارٍ كَتِـلـكَ العَبـائِـثِ
تعِـلَّـةُ أَيّــامٍ وَقَــد شارَفتـكُـمُ *** شَوازِبُهـا بِالمارِقـيـنَ الأَخـائِـثِ
كَتائِبُ مِـن حَـيِّ القَـروطِ وَجَعفَـرٍ*** لَهـا زَجـلٌ ذو غَيـطَـلٍ وَلَثـالِـثِ
فَما لَكُـم إِن لَـم تَحوطـوا ذِمارَكـم *** سَـوامٌ وَلا دارٌ بِحَـتّـى وَدامِــثِ
وَخَـتٍّ فَـإِن تَستَعصِمـوا بِجِبالِـهـا *** فَأَوعارُها مِثـل السُهـولِ البَـوارِثِ
فَـلا وَزَرٌ إِلّا القَـواضِـبُ وَالقَـنـا *** وَإِلّا فَكونـوا مِـن جُنـاةِ الطَرائِـثِ
كَأَشلاءِ مَن قَد حَلَّ بِالرَمـلِ راضِيـاً *** بِخُطَّـةِ خَسـفٍ بِالمَـلا المُتَواعِـثِ
كَـدَأبِ رَبيـعٍ وَالعُـمـورِ وَلَفِّـهـا*** وَمَن حَـلَّ أَرفاغـاً بِتِلـكَ المَرامِـثِ
إِذا آنَسـوا ضَبّـاً بِجـانِـبِ كُـديَـةٍ **** أَحالـوا عَلـى حافاتِهـا بِالمَبـاحِـثِ
أَوِ اللَبوِ حَيُ اِنتاطَتِ الأَرضُ دارَهـا *** بِرَمـلِ حَجـونٍ أَو بِقـاعِ الحَرائِـثِ
ابن دريد الدوسي
أَماطَت لِثامـاً عَـن أَقـاحِ الدَمائِـثِ *** بِمِثـلِ أَساريـعِ الحُقـوفِ العَثاعِـثِ
وَنَصَّت عَنِ الغَصنِ الرَطيبِ سَوالِفـاً*** يَشُبُّ سَناهـا لَـونَ أَحـوى جَثاجِـثِ
وَلاثَت تُثَنّي مِرطَهـا دِعـصَ رَملَـةٍ *** سَقاها مُجـاجُ الطَـلِّ غِـبَّ الدَثائِـثِ
أَمـا وَتَكافـى مـا تـجـنُّ ثِيابـهـا *** أَلِـيَّـةَ بَــرٍّ لا أَلِـيَّـةَ حـانِــثِ
لَقَـد نَفَثَـت أَلحاظُهـا فـي فُــؤادِهِ *** جَوىً لا كَطِـبِّ العاقِـداتِ النَوافِـثِ
فَـإِن لا تَكُـن بَتَّـت نِيـاطَ فُــؤادِهِ *** فَقَد غادَرَتـهُ فـي مَخاليـبِ ضابِـثِ
سَجيرَيَّ مِن شَمسِ بنِ عَمرِو بنِ غانِم ***وَنَصرِ بنِ زَهرانَ بنِ كَعبِ بنِ حارِثِ
هَلِ الرَبعُ بِالخَرجَينِ فَالقـاعِ فَاللِـوى *** فَأَنقـاءِ جَنبَـي مـائِـرٍ فَالعَنـاكِـثِ
عَلى العَهدِ أَم أَوفى بِهِ الدَهـرُ نَـذرَهُ ***فَكَـرَّ البِلـى فيـهِ بِأَيـدٍ عَـوائِـثِ
فَلا تَطوِيـا أَرضـاً حَوَتـهُ هُديتُمـا*** وَمَهما تَنَل مِن مَوقِـفٍ غَيـرِ رائِـثِ
تَجَـدُّدَ عَهـدٍ أَو قَـضـاءَ مَـذَمَّـة ***فَعاجا صُـدورَ اليَعمُـلاتِ الدَلائِـثِ
عَلى ماثِـلٍ هابـي العِـراصِ كَأَنَّـهُ ***عَلـى قِـدَمِ الأَيـامِ تَخطيـطُ عابِـثِ
فَوارَيتُ عَنِ شَوقٍ أَقَـرَّت صَبابَتـي ***حَثاحِـثَ مِنهـا تَهتـدي بِحَثـائِـثِ
وَقَد أَزعَجَت دَمعي بَواعِثُ مِل أَسـى ***فَأَجشَمتُ نَفسي رَدعَ تِلـكَ البَواعِـثِ
عَلى أَنَّها اِرتَدَّت تَأَكَّـلُ فـي الحَشـا *** تَأَكّـلَ نـارٍ أُرِّيَــت بِالمَـحـارِثِ
سَقى اللَهُ مَثوى بِاللِوى لَيلَـةَ اِلتَـوَت *** بَناتُ الدُجـى مُغدَودِنـاتِ الخَنائِـثِ
بِأَشباحِنـا وَالجِـنُّ تَعـزِفُ بِالـفَـلا ***هَثاهِثُـهـا مَوصـولَـةُ بِهَـثـاهِـثِ
وَقد زَفَرَت صِرٌّ فَغَشَّـت صُدورهـا***وُجوهَ المَهاري بِالحَصـى وَالكَثاكِـثِ
يَواجِـهُـنـا شَفّـانُـهـا فَكَـأَنَّـمـا *** تَمـسُّ الوُجـوه بِالأَكُـفِّ الشَرائِـثِ
تَرى الرَكبَ مِن مُـدلٍ لِفيـهِ عِطافَـهُ *** وَآخَـرَ ثــانٍ لِلعِمـامَـةِ لائِــثِ
وَلَـم يَـكُ إِلّا حَـتُّ كُـلِّ نَجيـبَـةٍ ***تَغـولُ الفَـلا بِالمُزبِـداتِ الحَثائِـثِ
فَبَينـا نواصيهِـم بِـحَـثِّ مَطِيِّـهِـم *** رَأَوا لَمحَةً بَينَ الصُـوى وَالأَواعِـثِ
فَقالـوا سَنـا نَجـمٍ فَقـالَ أَريبُـهُـم *** سَنـا أَيُّ نَجـمٍ لاحَ بَـيـنَ أَيـافِـثِ
هِيَ النـارُ شَـبَّ الحارِثِـيُّ وَقودَهـا*** وَلَـم يَقتَدِحهـا بِالزِنـادِ المُغـالِـثِ
فَمِلنـا إِلـى رَحـبِ المَبـاءَةِ ماجِـدٍ***عَظيمِ المَقاري غَيـرِ جِبـسٍ كُنابِـثِ
فَلَمّـا أَنَخنـا لَـم يَــؤُدهُ مَناخُـنـا***وَلَـم نَتَعَـلَّـل عِـنـدَهُ بِالعَـلائِـثِ
وَمالَ عَلى البـركِ الهَواجِـد مُصلتـاً***وَهُـنَّ معـدّاتٌ لـدفـعِ المـغـارِثِ
فَحَكَّـم سَيـفـاً لا تــزالُ ظُبـاتُـهُ ***مُحَكَّمَـةً فـي الناوِيـاتِ المَثـائِـثِ
فَعَيَّـثَ ثُـمَّ اِعتـامَ مِنهُـنَّ بَـكـرَةً ***مِنَ الكومِ لَم يَعلَق بِها حَبـلُ طامِـثِ
فَتَـرَّ وَظيفَيهـا فَـخَـرَّت كَأَنَّـمـا***حَوالِـبُ رُفغَيهـا مُتـونُ الحَفافِـثِ
وَمـالَ لِأُخـرى فَاِتَّقَـتـهُ بِسَقبِـهـا***فَجَدَّلَـهُ قَصـعـاً وَمــالَ لِثـالِـثِ
فَغـادَرَهُ يَكـبـو وَقــامَ عَبـيـدُهُ ***فَمِـن كاشِـطٍ عَـن نَيِّهِـنَّ وَفـارِثِ
وَأَرزَمَـتِ الدُهـمُ الرِغـابُ كَأَنَّهـا*** تُـرَدِّدُ إِرزامَ المَتالـي الـرَواغِـثِ
وَبِتنا نُعاطـي الـراحَ بَعـدَ اِكتِفائِنـا***عَلـى مُحزَئِـلّاتٍ وِثــارٍ أَثـائِـثِ
فَنِعمَ فَتى الجلّـى وَمُستَنبِـطُ النَـدى *** وَمَلجَـأُ مَكـروبٍ وَمَفـزَعُ لاهِــثِ
عِياذُ بن عَمرو بنِ الحَليسِ بنِ جابِرِ ب ***نِ زَيدِ بنِ مَنظورِ بنِ زَيدِ بـنِ وارِثِ
فَلا تُنسِنـي الأَيـامُ عَهـدَكَ بِاللِـوى ***أَجَـل إِنَّ مـا أَرَّبـت لَيـسَ بِناكِـثِ
عَدانـي أَن أَزدارَ أَرضـاً حَلَلتـهـا*** ظُهورُ الأَعادي وَاِعتِنـانُ الحَـوادِثِ
عَلـى أَنَّنـي لا أَستَكـيـنُ لِنَكـبَـةٍ *** وَلا أَتَعـايـا بِاِختِـبـاطِ الهَنـابِـثِ
تَفَوَّقـتُ دَرَّ الدَهـرِ طَـوراً مُلائِمـاً***وَطَـوراً يُلاقينـي بِبَطـشٍ مُشـارِثِ
كَما لَم يَكُن عَصـرُ النَضـارَةِ لابِثـاً*** كَذَلِكَ عَصـرُ البُـؤسِ لَيـسَ بِلابِـثِ
أَفِـد مـا اِستَفادَتـهُ يَــداكَ فَـإِنَّـهُ ***عَلَيكَ إِذا لَـم تُمضِـهِ غَيـرُ ماكِـثِ
وَلا تَمنَعَن مِن أَوجُـهِ الحَـقِّ مِثلَمـا *** يَكـونُ وَشيكـاً لِاِستِهـامِ المَـوارِثِ
ضَنَنـتَ بِـهِ حَيّـاً وَبُـؤتَ بِإِصـرِهِ *** وَقَد آضَ نَهبـاً بَيـنَ أَيـدٍ قَواعِـثِ
وَغودِرتَ في غبـرٍ يُـواري تُرابُهـا ***ضَريحَكَ بِالأَيدي الحَواثـي النَوابِـثِ
فَمـا المـالُ إِلّا مـا ذُكِـرتَ بِبَذلِـهِ *** إِذا بُحِثَـت أَنبـاؤُهُ فـي المَبـاحِـثِ
حَبـا الشِعـرَ تَعظيمـاً أُنـاسٌ وَإِنَّـهُ *** لِأَحقَـرُ عِنـدي مِـن نُفاثَـةِ نـافِـثِ
وَهَل يَحفَلُ البَحـرُ اللُغـام إِذا غَمـى *** فَطـاحَ عَلـى تَـيّـارِهِ المُتَـلاطِـثِ
فَلَو أَنَّنـي أَجشَمـتُ نَفسـي اِنبِعاثَـهُ*** لأَخرَجتُ مِنـهُ غامِضـاتِ المَباحِـثِ
وَأَبدَيتُ مِن مَكنونِـهِ غامِـضَ سِـرِّهِ ***مَدافِنَ لَـم يَظفَـر بِهـا أَبـثُ آبِـثِ
تَفَـوَّقَ درَّ الشِـعـرِ قَــومٌ أَذِلَّــةٌ ***بِـهِ وَالشِعـرُ جَـمُّ المَرامِـثِ
وَلَـو أَنَّنـي أُمـري حَـواشِـكَ دَرِّهِ ***تَرَكتُ لَهُـم مِنـهُ فَظـوظَ المَفـارِثِ
أرانـي وَلا كُفـرانَ بِاللَـهِ واثِـقـاً *** بِتَأريـبِ حَـزمٍ عَقـدُهُ غَيـرُ والِـثِ
إِذا ما اِمتَضَيـتُ الماضِيَيـنِ عَزيمَـةً ***مُصَمِّمَـةً لَـم تَـرتَـدِع بِالرَبـائِـثِ
وَحَزماً إِذا ما الحادِثـاتُ اِعتَرَضنَـهُ*** تَصَدّعنَ عَنـهُ مُقدِمـاً غَيـرَ رائِـثِ
وَإِنّي مَتى أُشـرِف عَلـى مُصمَئِلَّـةٍ *** تُثَأثِـئُ أَقـدامَ الرِجـالِ الـدَلاهِـثِ
عَلَـوتُ عَلـى أَكتـادِ كُـلّ مُلِـمَّـةٍ ***تَرَدّى بِأَعطافِ الخُطـوبِ الكَـوارِثِ
أَتَتني عَلى طَلحِ الشَواجِـنِ والغَضـا *** تُنـاطُ بِأَعجـازِ المطِـيِّ الـدَلاهِـثِ
مَآلِـكُ مَلَّكـنَ الخَواطِـرَ مَزعَـجـاً***مِنَ الحُزنِ في قَلبِ اِمرئٍ غَيرِ واهِثِ
أَجَـل آنَ عَمـرُ اللَـهِ أَن تَتَيَقَّـظـوا*** وَأَن تَتَلافَـوا أَمرَكُـم ذا النَكـائِـثِ
فَزِعتُم إِلى رَأيِ اِمـرِئٍ غَيـرِ زُمَّـلٍ *** وَلا آنِـحٍ عِنـدَ اِحتِمـالِ اللَحـائِـثِ
لَعـاً لَكُـم إِن أَنـأَ عَنكُـم فَإِنَّـنـي ***سَأُمحِضُكُم رَأيَ اِمرِئٍ غَيـرِ غالِـثِ
أَليثـوا بِأَبنـاءِ الـمَـلاوِثِ رَأيَـكُـم ***فَلَـن تَعدمـوا أَبنـاءَ شُـمٍّ مَـلاوِثِ
مَغاوِثَ مِنكُـم قَـد عَرَفتُـم بَلاءَهُـم *** وَأَنبـاءَ سـاداتٍ كِــرامٍ مَـغـاوِثِ
فَإِنّـي إِخـالُ الخَيـلَ تَعثُـرُ بِالقَنـا *** سَتُرهِقُكُـم مِـن عَثعَـثٍ فَالمَباعِـثِ
عَلَيهـا رِجـالٌ لا هَـوادَةَ عِنـدَهُـم ***إِذا عَلِقوكُـم بِـالأَكُـفِّ الشَـوابِـثِ
فَـإنّ كِـلابـاً هــذهِ إِن تُرعـكُـمُ *** تَعِـث فيكـمُ جُهـداً أشـدَّ المَعائِـثِ
وَقَد أَبرَمـوا إِحصـادَ مِـرَّةِ حَبلِهِـم *** وَعُدتُـم بِحَبـلٍ ذي أسـونٍ رَثائِـثِ
وَما كُنتُ إِن شَمَّرتُ فيكُـم مَواقِفـي*** بِوَقّـافَـةٍ فيـكُـم وَلا مُتَـمـاكِـثِ
وَلا لُمتُ نَفسي في اِجتِهـادِ نَصيحَـةٍ ***لَكُم فـي قَديـمٍ قَبـلَ هـذا وَحـادِثِ
فإِن حـالَ نَـأيٌ دونَكُـم وَتَعَرَّضَـت ***غُـروبُ خُطـوبٍ لِلقُلـوبِ نَواقِـثِ
فَلَن تَعدِمـوا مِنّـي نَصيحَـةَ مُشفِـقٍ *** وَرَأيَ عَليـمٍ لِـلأُمـورِ مُمـاغِـثِ
إِذا الذكَرُ العَضبُ اِنثَنى عَن ضَريبَـةٍ *** فَلا غَروَ مِن نَبوِ السُيـوفِ الأَنائِـثِ
فَإِن تَهنوا تَضحَـوا رَغيغَـةَ ماضِـغٍ ***تُلَوِّقُهـا مَـرثـاً أَنـامِـلُ مــارِثِ
وَلَـو أَنَّنـي فيكُـم أَسَـوتُ كُلومَكُـم *** وَداوَيـتُ مِنهـا غاثِقـاتِ الغَثـائِـثِ
وَسُقتُ إِلى النَبـعِ الغَريـفِ وَقَرَّبَـت *** مُلاءَمَتـي شَتّـى الثَـأى المُتَشاعِـثِ
وَلَكِـن أَضَلَّتكُـم أُمــورٌ إِخالُـهـا*** تَـرُدُّ الصُقـورَ نُـهـزَةً لِلأَبـاغِـثِ
وَحاشاكُـمُ مِـن صَلقَـةٍ مُصمَئِـلَّـةٍ *** تَمشونَ مِنها فـي ثِيـابِ الطَوامِـثِ
ذِمارَكُـم إِن تَصرِفـوا عَنـهُ حَدَّكُـم *** يَكُن رَهـنَ أَيـدٍ لِلأَعـادي هَوائِـثِ
وَإِنّـي وَإِيَّاكُـم لِمـا قَـد يَغولُـنـي *** وَفَرطِ نِزاعـي وَالَّـذي هُـوَ رائِثـي
لَكَالمـاءِ وَالصديـانِ نـازَعَ قَـيـدَهُ *** وَقَد حُصِرَت عَنهُ رِحـابُ المَباعِـثِ
أَيَحسُـنُ هـاءُ اللَـهِ خَـدعُ عَدُوِّكُـم ***وَيُلهيكُـمُ غَـرسُ الـوَدِيِّ الجَثاجِـثِ
فَمَـن مُبلِـغٌ عَنّـي ملـدّاً وَبَحزَجـاً*** وَقَومَهُمـا أَهـلَ اللِمـامِ الكَثـائِـثِ
وَمَن حَلَّ بِالحَبلِ الشَجيرِ إِلـى المَـلا *** وَحُـلّال تِلـكَ الدائِـراتِ اللَـوابِـثِ
رِجالاً مِنَ الحَيَّينِ عَمرِو بـنِ مالِـكٍ *** وَكِنـدَةَ جـدّاً غَيـرَ قَـولِ المُغالِـثِ
أَلا إِنَّمـا السَلـوُ الَّـذي تُخلِصـونَـهُ *** وَتَأقيـطُ أَثـوارٍ كَتِـلـكَ العَبـائِـثِ
تعِـلَّـةُ أَيّــامٍ وَقَــد شارَفتـكُـمُ *** شَوازِبُهـا بِالمارِقـيـنَ الأَخـائِـثِ
كَتائِبُ مِـن حَـيِّ القَـروطِ وَجَعفَـرٍ*** لَهـا زَجـلٌ ذو غَيـطَـلٍ وَلَثـالِـثِ
فَما لَكُـم إِن لَـم تَحوطـوا ذِمارَكـم *** سَـوامٌ وَلا دارٌ بِحَـتّـى وَدامِــثِ
وَخَـتٍّ فَـإِن تَستَعصِمـوا بِجِبالِـهـا *** فَأَوعارُها مِثـل السُهـولِ البَـوارِثِ
فَـلا وَزَرٌ إِلّا القَـواضِـبُ وَالقَـنـا *** وَإِلّا فَكونـوا مِـن جُنـاةِ الطَرائِـثِ
كَأَشلاءِ مَن قَد حَلَّ بِالرَمـلِ راضِيـاً *** بِخُطَّـةِ خَسـفٍ بِالمَـلا المُتَواعِـثِ
كَـدَأبِ رَبيـعٍ وَالعُـمـورِ وَلَفِّـهـا*** وَمَن حَـلَّ أَرفاغـاً بِتِلـكَ المَرامِـثِ
إِذا آنَسـوا ضَبّـاً بِجـانِـبِ كُـديَـةٍ **** أَحالـوا عَلـى حافاتِهـا بِالمَبـاحِـثِ
أَوِ اللَبوِ حَيُ اِنتاطَتِ الأَرضُ دارَهـا *** بِرَمـلِ حَجـونٍ أَو بِقـاعِ الحَرائِـثِ
ابن دريد الدوسي