Unconfigured Ad Widget

Collapse

الدعوة إلى التشدد هي المؤامرة الحقيقية على الإسلام

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو حسام
    عضو مشارك
    • Sep 2004
    • 137

    الدعوة إلى التشدد هي المؤامرة الحقيقية على الإسلام

    إن أي منصف فتح الله على قلبه لفهم روح الإسلام الفهم الصحيح يدرك تماماً أن هذا الدين هو ذاك الدين الذي يدعو إلى الانفتاح أمام الآخرين (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم ولم يخرجوكم من دياركم) الآية.
    بل هو ذاك الدين الذي يحث كل من يدين به على التيسير وعدم التشدد وانتهاج الوسطية مسلكاً وبالتالي فهو دين الفطرة الصحيحة تماماً بعكس ما يتهمه زوراً أرباب الغلو أولئك الذين يدعون إلى التشدد والتضييق والانغلاق وإيجاب أمور في الدين لم يوجبها الله سبحانه وتعالى ورفض كل ما من شأنه المساهمة في تطوير قوة الفرد المسلم في شتى جوانب الحياة. فعندما نتأمل قوله تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) وقوله صلى الله عليه وسلم "يسروا ولا تعسروا - بشروا ولا تنفروا"، والكثير الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والتي ترسم بل تنير الطريق الصحيح لكل فرد مسلم ذكراً كان أم أنثى، ندرك أن تعاليم هذا الدين الحنيف قد وضعتنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).
    وحديثي هذا موجه إلى من انخدع برأي من لا فقه عنده ولا علم بأكثر من المراء وتحكيم مفاهيم وعادات وتقاليد لا تمت إلى الإسلام بصلة وما أنزل الله بها من سلطان. أرباب جهل ومراء ومدارس إرهاب ديني وفكري وأمني حيث لا يقيمون أدنى اعتبار لكل ما جاء ثابتاً في الكتاب والسنة وليس هذا فقط، بل إن جميع جهابذة الفقهاء والذين يشهد لهم القاصي والداني من المسلمين بعدالتهم وغزارة علمهم وورعهم بداية من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين وأئمة المذاهب وفقهائهم، كل أولئك ليس لهم أدنى قيمة عند أصحاب الغلو والفكر الضال والمنحرف، حيث إنهم لن يصغوا إلى أي دليل مهما كان ثابتاً لأن هناك وراءهم من هو مكلف بالتأكيد بسقيهم سموم هذا الغلو باسم الدين والدين منه براء.
    فأرباب الغلو يقومون من حيث يشعرون أو لا يشعرون بتنفيذ المؤامرة الحقيقية والتي هي من تأليف وتخطيط وتوجيه أعداء الإسلام والمسلمين والهدف، بل الأهداف من هذه المؤامرات معروفة لكل صاحب عقل سليم.
    والسؤال هنا هل نحن قادرون على مصارحة أنفسنا والتسليم بوجود مثل هذه المؤامرات والتي تغزو مجتمعنا باسم الدين ويكفينا دليلاً قاطعاً ظاهرة هذه الفئة الضالة التي عاثت في الأرض فساداً وتقتيلاً وترويعاً للآمنين ودماراً وكل ذلك باسم الدين وشتان بين الدين وبين ما يصنعون.
    وبصرف النظر عن الجهة التي ينتمي إليها أفراد الفئة الضالة حيث إنها (أي الجهة) معروفة لدى أصحاب الاختصاص من المسؤولين.
    إلا أن أفراد هذه الفئة الضالة صيد غر في غاية السهولة لأعداء الإسلام لما يتصف به أفرادها من تزمت وغلو وسذاجة وبساطة بل وتفاهة فكرية إضافة إلى ضحالة الثقافة الفقهية لدى جميع أفرادها.
    فمن أي مدارس تخرجت هذه الفئة الضالة؟ من مدارس التشدد والتزمت والغلو التي أساسها المؤامرات الخفية على المسلمين من أعدائهم ومن هنا نتساءل ألم يحن الوقت لمراجعة ومصارحة أنفسنا وإعادة حساباتنا وإعادة النظر في مضمون خطابنا الديني ونبذ بل ومحاربة الغلو ومسبباته من تشدد أو تزمت والذي ينتشر مع الأسف في العديد من مدارسنا والعديد من مساجدنا والذي كان أحد الأسباب الرئيسة لأهداف أعداء ديننا الحنيف في إبقاء مجتمعاتنا الإسلامية تتعثر في مؤخرة المجتمعات الأخرى والتي قطعت أشواطاً بل مسافات بعيدة إلى الأمام عن مجتمعاتنا في سبيل التطوير العلمي، التطبيقي في كل الميادين. إن المصابين بداء الغلو إما أن يكونوا مصابين بأحد الأمراض النفسية، ويحتاجون إلى علاج أو جهلاء يحتاجون إلى علم أو سفهاء، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "خذوا على يد السفيه وأطروه على الحق أطراً) فهل من سبيل إلى صحوة عقولنا (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). صدق الله العظيم.

    منقول
Working...