قبل عامٍ كان مصابنا بالشيخ الجليل
أحمــد يــاسين
نظمت هذه القصيدة لتنام بأرواقي أجتر بها حزناً بين حينٍ وآخر

ومع انتفاضة شعب البطولات على أرض الجهاد والرباط
وهبتهم المشهودة للدفاع عن الأقصى ضد قطعان يهود

وجدت نفسي أخرجها لأنشرها (بعلاتها) بين ايديكم


جل المصاب فلا تهلي أدمعي=هل يرجع الدمع الفقيد الألمعي
حشدت قلوب الخلق بين مصدقٍ=ومكذبٍ أنباء صبحٍ مفجع
سحبت على ضوء النهار ظلامها=فكأننا والليل لم يتزعزع
في مهمهٍ ضلت عقول أولي الحجى=فمشككٍ بالقول أو بالمسمع
هل مات أحمد يا زهور فخبري=أم لم يمت فتفتحي وتضوعي
كلا؛؛ فما مات الشهيد بل امتطى=خيل الفداء إلى جنان المبدع
بزغت ذكاء وروحه صداحةٌ=في جوف طيرٍ عند أكرم موضع
أنت السعيد شهيدنا ولأمتي=من بعد فقدك حسرة المتوجع
أنت السعيد سموت عن أوطاننا=وهجرتها أوطان ذلٍ ممرع
نامت ليوث الغاب في آكامها=فسطت كلاب الغرب لم تتورع
غال الممالك من يروم سفاحها=يا أمةً هانت ولم تتمنع
في كل يومٍ تستجير أسيرةٌ= عبثت بها كلف الأثيم المدعي
ويقاد للجلاد ألف ضحيةٍ=أروت دمانا دارسات الأربـع
آهٍ.. ولو تروي غليلي آهـةٌ=لبعثتها من عمق قلبٍ موجع
سيان موتي والحياة مع الأسى=موت الكريم ولا حياة الخنع
شيخ الجهاد ومن يروم إلى العلا=يرقى لها من كل دربٍ مشرع
ما كنت ترضى أن تموت على الحشا=موت الشياه السارحات القنّـع
فتناوشتك من الفضاء بروقهم=ورعودهم والليل لم يتصدع
هابوا لقاءك فاستعاروا آلةً=لو أبصرت من قبلها لم تهمع
* * * *
شيخ الجهاد وباب أقصانا الذي=رفعت إليه يهود نظرة مدعي
كسروك باباً، واستداروا نشوةً=يبغون هدم المسجد المتفجع
كسروك باباً، والظنون تريهم=أن الممات يخيف شعباً ألمعي
غامت بصائرهم وأمطر حقدهم=اليوم يومك يا حماس فأوجعي
ولينهض الشعب الأبي مجاهداً=إني لبشرى النصر أرهف مسمعي
ما قلت حلماً..إن جدب قفارنا=من بعده نشدو بروضٍ ممتع
ما قلت حلماً.. فالشتاء سينقضي=لنرى الربيع بزهره المتنوع