Unconfigured Ad Widget

Collapse

المستقبل (( 1 ))

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • ابوعزوز

    المستقبل (( 1 ))

    خضر بن ظافر
    وأحْسن فإ نّ المرْءَ لابد ميّتَ.. وإنك مجزيا بما كنت ساعيا

    أسمه خضر بن أحمد بن علي بن ظافر (( المعروف با بن ظافر )) من فخذ آل يحي من قرية النجيل بالحارث قبيلة الجبر كان شيخ قبيلة الجبر من عام (1353هـ ) حيث انتقلت إليه الشياخة من الشيخ مطير بن مرضي من بيت آل النظير شيوخ الجبر من قبل القرن الثالث عشر الهجري (( أي إنها استمرت أكثر من قرنين من الزمن ).
    هذا الشخص كنت اسمع عنه في الصغر وكنت أحترمه واقدره دون أن أشاهده ولكن من السماع. كان حديث العامة ذالك اليوم تلوك الألسن حول شجاعته و كرمه. شجاع في قول كلمة الحق ومداراته على قبيلته. كريما في بيته.محبوبا لدى قبيلته وبعض القبائل المجاورة مقبولا لدى إلإمارة ومن هذا القبول وهذا الكرم كل يوم يزداد محبة من أهل الرأي والحكمة والكرم والشجاعة في مقابل ذلك يكثر حساده ممن كان يريد أن يصل إلى ما وصل إليه . فهيهات بين من طُبع على شي وبين من يريد التطبع. الفرق شاسع وباستطلاع الآراء بدينا بصديقه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الزهراني من قرية بني عمار من قبيلة بني كنانة وعبدالعزيز غني عن التعريف فهو عالم جليل ذو سعة إطلاع له من المؤلفات أربعة منها رواة الحديث الاماجد من علماء زهران وغامد ثمانية مجلدات وكان عضو النادي الأدبي بالباحة . (1) فقال عن ابن ظافر

    كان اعتداده بنفسه إلى حدا كبير وكان عمال الحكومة ( الطوارف)القادمين من قلوة إلى خميس الشعراء لاستتباب الأمن في يوم السوق يذهبون إلية في قرية النجيل علما أن قرية النجيل بعيدة عن طريق قلوة_ خميس الشعراء حيث تقع في الشمال الغربي.
    (وقد استنتجت أربعة أسباب الأول إن بيت بن ظافر لا يخلوا من الضيوف وخاصة مثل ليلة الجمعة عند انصرافهم من السوق وثانيا قد يكون هو الذي يشدد عليهم بالحضور وثالثا ربما يكون هو أقدر من غيره ورابعا ربما هناك سبب يتطلب بقاءهم في الشعراء فالبيت الفسيح والصدر الواسع بيت بن ظافر.)
    نعود إلى الشيخ عبدا لعزيز مكملا حديثه قال . كان قوى القلب جرى اللسان باسط اليدين بابه مفتوحا الابتسامة لا تفارق محياة لسانه لا يفتر عن الترحيب بضيوفه يباسطهم ويلاطفهم مدة مكوثهم في بيته وقال من النوادر في المنطقة إن في إحدى الليالي أتاه ضيوف فذبح لهم ذبيحة ثم أتاه آخرين فذبح الثانية ثم قدم كلا على واجبه وليلة أخرى كررها ولكن لثلاث مجموعات وكلا قدمه على واجبه وقال لو أتوا قبل أن أذبح لقدمت لهم واجب واحد ولكنهم أتوا بعد ما جهزت عشاء الأولين هذه الخصال لها مردود بين محب وكارهة.

    قد يقول قائلا هذا إسرافا منه. وأقول إن الكتب الأدبية تزخر بمثل هذه القصص وليست غريبة على أحد.ومنها.

    قصة يزيد بن المهلب عندما ولاه الحجاج على خرسان فنقص من الأموال (مائة ألف دينار) فأدخل السجن وبعد أن جمع له المبلغ وهو في السجن أتاه الفرزدق وأستأذن عليه وقال أتيت متوجعا لا ممتدحا فلمّا أبصره قال

    أبا خالد ضاقت خراسان بعدكم وقال ذوو الحاجات: أين يزيد

    فقال يزيد للحاجب أدفع له ألمائه ودع لحمي للحجاج يفعل به ما يشاء فدفعها له .أفبعد هذا نقول كان خضر بن ظافر مسرفا في الولايم هذا قليل من كثير وقد ذهب إلى خالقة نسأل الله له العفو والمغفرة.

    وفي ليلة الجمعة تاريخ 25من رجب من عام 1377هـ (2) سمع منادى يقول يا خضر رحب بالضيوف فرفع صوته كعادته مرحبا بهم وأخذ الاتريك وأتجه إلى الباب يريد أن يستقبلهم ويضئ الطريق لهم ولكنه أستقبل رصاصة غادر وقعت منه في مقتل. ووثب وثبة الأسد الهصور. ولكن أين أولئك الغادرين في تلك الليلة المظلمة ذهبوا وسيلقون جزاءهم من خالقهم. وكان في تلك الليلة لدية ضيوف هم عمال الحكومة فوشى باثنين. أدخلوا السجن فورا وهم (عطية الله ابن ادم شيخ قبيلة ولد سعدي والشاعر محمد بن عوض أبو ثمين من آل يحمد قبيلة الشغبان )وتم سجنهم في بالجرشى . ثم رحلوا إلى مكة المكرمة . ثم أخيرا إلى الرياض. لعل المحققين يجدون ما يقودهم إلى القاتل الحقيقي. ويزيح الغموض عن المعترف بقتله . إلا إنهما لم يدليا بما يفيد المحققين يعترفوا بقتله. فأطلق سراحهم حيث أعترف شخص فلم يوافقوا أبنائه بالقصاص أو الدية حيث إن هذا الشخص مشلول. قالوا رغم اعترافه فإنه لا يصيب الجبل فكيف يرمي في ليل مظلم ويصيب رجل في مقتل ثم عفوا عنه. أما أبو ثمين فقال وهو في سجن بالجرشي نشيد وفيه يقسم إنه ليس القاتل وفي نفس الوقت ممتدحا خضر ابن ظافر وكرمة نقتطف منها
    بو يحي ما في التهم يوجد كماه
    يالله أني أطلبك ترمي من رماه
    وأندره في كير ما يبرد حماه
    وأجعل لحمة زاد نيران الو قيد
    يالله ترمي من رما الوجه الصبيح
    كان لضيفان في الوقت الشحيح
    يرهي الترحيب من قبل نصيح
    عم فضله عا لقريب و ع البعيد

    وأخيرا قال
    قيدوني بالحديد المبهما
    وأعلى تشهد أملاك السماء
    أني عن قتلت خضر ليس اعلما
    لا علمت ولا حضرت لها وعيد

    أما الشاعر سعيد بن حسن الاصوك شاعر بني سليم فله قصيد سنذكره أن شاء الله في الحلقة القادمة . ولكن لا يمنع الاستشهاد بهذا البيت من قصيدة يمتدح بني سليم وشيوخها.
    بن مغطي واخضر وأعطيت الله زربوا من شاما
    آلا يستحق الإشادة أرجو أن أكون قد وفقت في إيضاح بعض الجوانب عن خضر بن ظافر وهذا قليل من كثير وأخيرا فبعد (45عاما ) من تاريخ وفاته أي عام 1424هـ يأتي شاب في مقتبل العمر شاعر المناسبات الشاعر عبد الواحد بن سعود الزهراني يقول قصيدة عن أبن ظافر يشيد بما سمع عنه فيقول في أخر القصيدة

    كان بن ظافر زعيم يخضع الحكام والزعما له(3)
    يعتبر حيا وهو تحت الثرى ما حد يقله مات
    ما يموت اللي عمر دار النجيل وخلّد أسمها

    علما أن هناك حلقة ثانية سوف أوردها عن بن ظافر حيث حصلت على معلومات قد تكون نادرة من ناحية أعماله أو مزارعة وأول ما استخدم في منطقة تهامة من أدوات .

    كيف ألت إليه رئاسة الجبر بينما الرئاسة السابقة على مدى قرنين من الزمن وأكثر وهي في بيت آل النظير

    يقول الشيخ علي بن مطير وهو من أبرز مات حدثت معه ملما بتاريخ بني سليم .

    قال بعد وفاة شيخ الجبر مطير بن مرضي بن سويد في الظفير. انتقلت الرئاسة إلى بن ظافر وفي استقراء الأحداث نجد أن عام 1356هـ هو العام الذي استدعى أمير الظفير تركي الماضي بعض مشايخ وأعيان قبائل بني سليم ومنهم الشيخ مطير وتوفى هناك.

    وقال حفيد بن ظافر اجتمع آهل الشورى من كبار قبيلة الجبر. وأجتمع رأيهم على إسناد الرئاسة إليه . وكان بن ظافر في ذلك الوقت في قرية أضم وعند عودته وجدهم أجمعوا رأيهم على تنصيبه شيخا فلم يكن أمامه سوى القبول. ومن هنا كان البروز الأكبر في حياته وقد يكون بأسباب إنه خطيب مفوه وكريم ويملك من المزارع ما يزيد عن خمسين مزرعة في وادي النجيل إضافة إلى ما يملكه من المواشي والخدم .
    وكان من طبيعة ابن ظافر اقتناء كل ما هو غريب وجديد هذا ما تحدث به حفيدة فقال

    أول من اقتنى الراديو في المنطقة .. وللعلم إن من يقتني الراديو سيكون بيته مفتوح ليلا ونهار لأنه يجلب له الضيوف من المجاورين ومن المارين على هذا المنطقة
    .
    أول من أقتنى الاتريك في المنطقة وميزة الاتريك إنه كان يجلب الضيوف من مسافات بعيدة كمثل النار في السابق أو صوت دقات نجر القهوة

    أول من قدم مشروب الشاهى للضيوف في تهامة.

    أول من أقتنى آلة الجرامفون أو ما كان يعرف بالبكم ( المسجل حاليا ) وكان معه اسطوانات فكان الراديو لكبار القوم والبكم للشباب والاشتراك في تناول الشاهى

    اكرامه لخصومه
    من مميزات خضر بن ظافر رحمة الله عليه مهما كان الخصم من أفراد قبيلته فإنه لا يمكن أن يتجنبه بل إنه يذهب معه إلى أبعد ما يكون .وهنا حادثتين تميز فيها بن ظافر.

    كان بينه وبين أحد الجماعة مشكلة وكان لديهم موعد في الظفير فذهب الاثنان. كلا معه من خاصيته قوم ، مع بن ظافر رفيق دربه سليمان وبعض المماليك لخدمته وكان خصمه معه بعض الشهود ومماليك أيضا وكانوا ساكنين بجوار بعضهم منتظرين موعد الجلسة في الأيام القادمة وكان من ضمن شهود خصمه - الشاعر على بن مرحومة من النجيل - وابن مرحومة شاعر ومن طبيعة الشاعر أن يكون حسن المظهر وفي أحد الأيام وقبل الذهاب إلى الأمارة احتاج ابن مرحومة لتنظيف ملابسه فبلغ صاحبه فقال أحتاج من يغسل ثوبي فلن أذهب به وهو بهذا الحال . فقال له تصرف، قال: إن لديك مملوكه فدعها تغسل ملابسي , رد هذه لغسل ملابسي فقط وإعداد الطعام ورفض رفضا قاطعا أن تغسل ملابسه .
    كبر هذا الكلام عند ابن مرحومة فذهب إلى بن ظافر فقال أنا قدمت شاهد عليك ولكني أريد من مملوكتك غسل ثيابي رحب به وأكرمه وابلغ مملوكته بتنظيف ثياب ابن مرحومه قبل ثياب بن ظافر
    كبر هذا التقدير عند بن مرحومه فعاد أدراجه إلى تهامة وتبعه بقية الشهود. مقتفين أثره وبقي الاثنين فقط.
    الحادثة الثانية : كان بينه وبين سليمان بن مرضي بن مطير خصام فذهبا سويا إلى الظفير وفي أثناء عودتهم وبينما هما يسيران جنبا إلى جنب قال سليمان أربط حزام الجنبية يا خضر فرد عليه فورا أعرف ما تريد قوله وأنت أيضا تعرف الجواب .
    هذه الحادثتين تنم عن ذكاء بن ظافر ولو استثنينا الأولى : لغرض أفساد الشهود فإن الثانية كانت المحك بينه وبين خصمه فكلاهما لا يحب الغدر بصاحبه فكانا يذهبان سويا ويعودان كذلك ويقطعان الوقت بما لديهما من أخبار مستأنسين مع بعضهما وكأنهما ليس بخصوم .
    أما الشعر فله دور كبير في حياة بن ظافر وقد أمتدحه كثيرا من الشعراء لو تقصينا كل ما قيل عن خضر من القصائد و القيفان لما اتسع له هذا الحيز ولكن سنختصر ما استطعنا إليه.
    هذا هو الشاعر القدير المخضرم سعيد بن حسن الاصوك يقول في مطلع قصيدة له

    والله لو ما هبطت السوق في كل دور يا خضر
    أني أبصر السموات والأرض قبلي مظلمة

    فهو إذا لم يشاهد بن ظافر أسبوعيا بالسوق كأن الدنيا مظلمة عليه وهناك مثل يقال في الأشخاص الذين تسعى الناس إليهم لقضاء حوائجهم فلان يزيد في السوق وينقص.وهذا ينطبق على ابن ظافر رحمة الله عليه.

    وقال في قصيدة أخرى يمتدح لحمة آل يحيى ثم يقول أن بيت بن ظافر المسمى رهوان تجد الضيوف يفدون إليه ليلا ونهار فقال

    مرحبا مرحبا بالوفد عداه ألوف
    نائبا ع آل يحي شيبهم والشباب
    ناس متوافدين وواحدا عن مية
    ايضا رهوان مرسى الجود صبحا وليل
    ما تغادر به القاله وبيتا بها

    1) الشيخ عبد العزيز بن عبد الله
    2)الشيخ على بن عطية بن مطير من قرية النجيل. وهذا الرجل تختزن ذاكرته معلومات وأسعه عن قبائل بني سليم لو دونت لأثرت المكتبة السعودية
    2-يقصد أن أهل المعرفة وأهل الزعم يخضعون ل بن ظافر

    نشرت بمجلة تجترة الباحة العدد 99
Working...