نادية تروي بالدموع: هكذا اغتصبني الأمريكيون! ( جريمة لا يمحوها إلا رأس بوش )
--------------------------------------------------------------------------------
جرائم لا يمحوها إلا الدم
نادية تروي بالدموع: هكذا اغتصبني الأمريكيون!
"نادية" التي كانت إحدى ضحايا قوات المرتزقة الأمريكيين في معتقل أبو غريب؛ لسبب تجهله حتى اليوم؛ لم ترتم عند خروجها من المعتقل في أحضان أهلها, حالها كحال أي سجين مظلوم تكويه نار الظلم ونار الشوق لعائلته ببساطة.
فقد هربت نادية فور خروجها من المعتقل، ليس بسبب العار الذي سيلاحقها جراء اقترافها جريمة ما ودخولها المعتقل, ولكن بسبب ما تعرضت له الأسيرات العراقيات من اعتداء واغتصاب وتنكيل على أيدي المرتزقة الأمريكيين في معتقل أبو غريب؛ حيث تحكي جدرانه قصصاً حزينة؛ إلا أن ما ترويه نادية هو "الحقيقة" وليس "القصة"!
بدأت "نادية" روايتها ـ حسب "الوسط" ـ بالقول: "كنت أزور إحدى قريباتي ففوجئنا بقوات الاحتلال الأمريكية تداهم المنزل وتفتشه لتجد كمية من الأسلحة الخفيفة فتقوم على إثرها باعتقال كل من في المنزل بمن فيهم أنا, وعبثاً حاولت إفهام المترجم الذي كان يرافق الدورية الأمريكية بأنني ضيفة، إلا أن محاولاتي فشلت. بكيت وتوسلت وأغمي علي من شدة الخوف أثناء الطريق إلى معتقل أبو غريب".
وتكمل نادية: "وضعوني في زنزانة قذرة ومظلمة وحيدة وكنت أتوقع أن تكون فترة اعتقالي قصيرة بعدما أثبت التحقيق أنني لم ارتكب جرماً".
وتضيف والدموع تنسكب على وجنتيها دليلا على صدقها وتعبيرا عن هول ما عانته: "اليوم الأول كان ثقيلا ولم أكن معتادة على رائحة الزنزانة الكريهة إذ كانت رطبة ومظلمة وتزيد من الخوف الذي أخذ يتنامى في داخلي بسرعة. كانت ضحكات الجنود خارج الزنزانة تجعلني أشعر بالخوف أكثر، وكنت مرتعبة من الذي ينتظرني, وللمرة الأولى شعرت أنني في مأزق صعب للغاية وأنني دخلت عالماً مجهول المعالم لن أخرج منه كما دخلته. ووسط هذه الدوامة من المشاعر المختلفة طرق مسامعي صوت نسائي يتكلم بلكنة عربية لمجندة في جيش الاحتلال الأمريكي بادرتني بالسؤال: "لم أكن أظن أن تجار السلاح في العراق من النساء".
وما إن تكلمت لأفسر لها ظروف الحادث حتى ضربتني بقسوة فبكيت وصرخت "والله مظلومة.. والله مظلومة". ثم قامت المجندة بإمطاري بسيل من الشتائم التي لم أتوقع يوماً أن تطلق علي تحت أي ظروف، وبعدها أخذت تهزأ بي وتروي أنها كانت تراقبني عبر الأقمار الاصطناعية طيلة اليوم, وان باستطاعة التكنولوجيا الأمريكية أن تتعقب أعداءها حتى داخل غرف نومهم!.
وحين ضحكت قالت: "كنت أتابعك حتى وأنت تمارسين الجنس مع زوجك!".
فقلت لها بصوت مرتبك: أنا لست متزوجة. فضربتني لأكثر من ساعة وأجبرتني على شرب قدح ماء عرفت فيما بعد أن مخدراً وضع فيه, ولم أفق إلا بعد يومين أو أكثر لأجد نفسي وقد جردوني من ملابسي, فعرفت على الفور أنني فقدت شيئاً لن تستطع كل قوانين الأرض إعادته لي, لقد اغتصبت. فانتابتني نوبة من الهستيريا وقمت بضرب رأسي بشدة بالجدران إلى أن دخل علي أكثر من خمسة جنود تتقدمهم المجندة وانهالوا علي ضرباً وتعاقبوا على اغتصابي وهم يضحكون وسط موسيقى صاخبة. ومع مرور الأيام تكرر سيناريو اغتصابي بشكل يومي تقريباً وكانوا يخترعون في كل مرة طرقاً جديدة أكثر وحشية من التي سبقتها".
وتضيف في وصف بشاعة أفعال المجرمين الأمريكيين: "بعد شهر تقريباً دخل علي جندي زنجي ورمى لي بقطعتين من الملابس العسكرية الأمريكية وأشار علي بلهجة عربية ركيكة أن أرتديها واقتادني بعدما وضع كيساً في رأسي إلى مرافق صحية فيها أنابيب من الماء البارد والحار وطلب مني أن أستحم وأقفل الباب وانصرف. وعلى رغم كل ما كنت أشعر به من تعب وألم وعلى رغم العدد الهائل من الكدمات المنتشرة في أنحاء متفرقة من جسدي إلا أنني قمت بسكب بعض الماء على جسدي, وقبل أن أنهي استحمامي جاء الزنجي فشعرت بالخوف وضربته على وجهه بالإناء فكان رده قاسياً ثم اغتصبني بوحشية وبصق في وجهي وخرج ليعود برفقة جنديين آخرين فقاموا بإرجاعي إلى الزنزانة, واستمرت معاملتهم لي بهذه الطريقة إلى حد اغتصابي عشر مرات في بعض الأيام, الأمر الذي أثر على صحتي"!
وتكمل نادية كشف الفظائع الأمريكية ضد نساء العراق: "بعد أكثر من أربعة شهور جاءتني المجندة التي عرفت من خلال حديثها مع باقي الجنود أن اسمها ماري, وقالت لي إنك الآن أمام فرصة ذهبية فسيزورنا اليوم ضباط برتب عالية فإذا تعاملت معهم بإيجابية فربما يطلقون سراحك, خصوصاً أننا متأكدون من براءتك".
فقلت لها: "إذا كنت بريئة لماذا لا تطلقون سراحي؟!".
فصرخت بعصبية: "الطريقة الوحيدة التي تكفل لك الخروج هو أن تكوني ايجابية معهم!".
وأخذتني إلى المرافق الصحية وأشرفت على استحمامي وبيدها عصى غليظة تضربني بها كلما رفضت الانصياع لأوامرها ومن ثم أعطتني علبة مستحضرات تجميل وحذرتني من البكاء حتى لا أفسد زينتي, ثم اقتادتني إلى غرفة صغيرة خالية إلا من فراش وضع أرضاً وبعد ساعة عادت ومعـها أربعة جنود يحملون كاميرات وقامت بخلع ملابسها، وأخذت تعتدي علي وكأنها رجل وسط ضحكات الجنود ونغمات الموسيقى الصاخبة والجنود الأربعة يلتقطون الصور بكافة الأوضاع ويركزون على وجهي وهي تطلب مني الابتسامة وإلا قتلتني, وأخذت مسدساً من أحد رفاقها وأطلقت أربع طلقات بالقرب من رأسي وأقسمت بأن تستقر الرصاصة الخامسة في رأسي بعدها تعاقب الجنود الأربعة على اغتصابي الأمر الذي أفقدني الوعي واستيقظت لأجد نـفسي في الزنزانة وآثار أظفارهم وأسنانهم ولسعات السيجار في كل مكان من جسدي"!
وتتوقف نادية عن مواصلة سرد روايتها المفجعة لتمسح دموعها ثم تكمل:"بعد يوم جاءت ماري لتخبرني بأنني كنت متعاونة وأنني سأخرج من السجن ولكن بعدما أشاهد الفيلم الذي صورته"!
وتضيف:"شاهدت الفيلم بألم وهي تردد (لقد خلقتم كي نتمتع بكم) هنا انتابتني حالة من الغضب وهجمت عليها على رغم خشيتي من رد فعلها, ولولا تدخل الجنود لقتلتها, وما إن تركني الجنود حتى انهالت علي ضرباً ثم خرجوا جميعهم ولم يقترب مني أحد لأكثر من شهر قضيتها في الصلاة والدعاء إلى الباري القدير أن يخلصني مما أنا فيه. ثم جاءتني ماري مع عدد من الجنود وأعطوني الملابس التي كنت أرتديها عندما اعتقلت وأقلوني في سيارة أمريكية وألقوا بي على الخط السريع لمدينة أبو غريب ومعي عشرة آلاف دينار عراقي. بعدها اتجهت إلى بيت غير بيت أهلي كان قريباً من المكان الذي تركوني فيه ولأنني أعرف رد فعل أهلي آثرت أن أقوم بزيارة لإحدى قريباتي لأعرف ما آلت إليه الأوضاع أثناء غيابي فعلمت أن أخي أقام مجلس عزاء لي قبل أكثر من أربعة أشهر واعتبرني ميتة, ففهمت أن سكين غسل العار بانتظاري, فتوجهت إلى بغداد وقامت عائلة من أهل الخير بإيوائي وعملت لديهم خادمة ومربية لأطفالهم"!
وتتساءل نادية بألم وحسرة ومرارة: "من سيشفي غليلي؟ ومن سيعيد عذريتي؟ وما ذنبي في كل ما حصل؟ وما ذنب أهلي وعشيرتي؟ وفي أحشائي طفل لا أدري ابن من هو؟"؟!
ـــــــــــــــــــــــــــ
شهادة شكر وتقدير للشيخ العبيكان
عراقية في السجن اغتصبوها 17 مرة
كشفت شهادات جديدة لسجينات عراقيات وضعن في سجون مختلفة عن تفاصيل اعتداءات جنسية تعرضن لها مما دفع واحدة منهن للانتحار هربا من عار "الاغتصاب" فيما لقيت أخريات حتفهن قتلا بواسطة أقاربهن بعد أن خرجن من السجن بأجنة في أرحامهن نتاج اعتداءات متكررة ، كما روت أخرى عن تعرض زميلتها لاعتداءات من قبل الشرطة العراقية تحت بصر الأمريكيين بلغت 17 مرة في يوم واحد لتدخل في اغماءة لمدة 48 ساعة
وحسب شهادات جمعتها وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن سجينات ومنظمات غير حكومية فقد تعرضت "السجينات الامنيات" العراقيات في سجن ابو غريب الى عمليات اغتصاب واذلال متنوعة مما دفع ببعض اللواتي اطلق سراحهن الى الانتحار هروبا من الواقع الاليم, بينما قتل البعض الاخر منهن بيد قريب او نسيب غسلا للعار، وهو الأمر الذي نفاه مساعد قائد عمليات الائتلاف الجنرال مارك كيميت قائلا "ان قسم السجون في سلطة الائتلاف لا علم له بمعلومات من هذا النوع في سجن ابو غريب
وتفيد مصادر مسؤولة في الصليب الاحمر الدولي عن وجود خمس سجينات في العراق في ايار/مايو الجاري, بعد ان كانت المنظمة الدولية قد اشارت في تشرين الاول/اكتوبر 2003 الى ان عدد السجينات بلغ نحو 30 امرأة
عراقية اغتصبت بواسطة عناصر من الشرطة
وتنقل خماس عن المعتقلة السابقة التي اطلقت عليها الرمز (ب) قولها "اعادوا زميلتي الى الزنزانة مغمى عليها. بقيت فاقدة الوعي لمدة 48 ساعة وروت لي كيف اغتصبها عناصر من الشرطة العراقية 17 مرة في يوم واحد تحت انظار الجنود الاميركيين
وتقوم منظمات غير حكومية دولية بتمويل "المركز الدولي لرصد الاحتلال" الذي انشيء في بغداد عام 2003 ويعمل على جمع المعلومات عن انتهاكات حقوق الانسان في العراق في ظل الاحتلال
وأخرى انتحرت هربا من الفضيحة
من ناحيته يعدد محمد دهام المحمد رئيس "اتحاد الاسرى والسجناء" شهادات جمعها فريق عمله من سجينات سابقات او من اقربائهن. علما بان هذا الاتحاد هو منظمة عراقية انسانية مستقلة تاسست بعد سقوط نظام صدام حسين وتهتم بشؤون الاسرى لدى سلطات الاحتلال وسجناء النظام العراقي السابق
ونقل هذا الاتحاد شهادة سيدة ساعدت شقيقتها على الانتحار بعد ان اغتصبها جنود اميركيون مرات عدة امام زوجها في سجن ابو غريب. وكانت السجينة المغتصبة قد اعتقلت في كانون الاول/ديسمبر الماضي واطلق سراحها في اوائل ايار/مايو الجاري
شد جندي اميركي شعري لأرفع راسي وانظر اليه فيما كان يخلع عني ملابسي
وتقول هذه السيدة شقيقة الضحية "داهمت القوات الاميركية منزل شقيقتي في بغداد لالقاء القبض على زوجها وعندما لم تجده اعتقلتها". وتضيف "عاد صهري وسلم نفسه للاميركيين الذين ابقوهما معا قيد الاعتقال". وينقل المحمد عن السيدة قول شقيقتها "اقتادوني الى زنزانة ورايت زوجي مقيد الى القضبان. شد جندي اميركي شعري لارفع راسي وانظر اليه فيما كان يخلع عني ملابسي
وتقول السيدة "اخبرتني كيف اغتصبها جندي اميركي مرات عدة امام زوجها الذي كان يردد بصوت بالكاد تسمعه الله اكبر الله اكبر". وتضيف "توسلت الي لاساعدها على الانتحار فكيف لها ان تواجه زوجها عندما يفرجون عنه
يتوسلن للسجناء الرجال أن يقتلوهن
من ناحيته يؤكد سجين سابق اطلق سراحه من ابو غريب في 13 ايار/مايو "ان السجينات كن يعبرن امام خيمة الرجال وكن يتوسلن السجناء من الرجال ان يجدوا طريقة لقتلهن لانقاذهن من العار
ويقول عامر ابو دريد (30 عاما) "كنت اعرف احداهن وهي في الخامسة والثلاثين من العمر ولها ثلاثة اطفال. مضت اسابيع لم اشاهدها قبل خروجي فتاكدت انهم اطلقوا سراحها
عندما سألت عنها اخبروني ان شقيقها قتلها فور الافراج عنها
ويضيف "عندما سألت عنها اخبروني ان شقيقها قتلها فور الافراج عنها". تشدد ايمان خماس على صعوبة توثيق الشهادات بسبب رفض السجينات واقربائهن اي تعاط مع وسائل الاعلام حتى باسماء مستعارة وتقول "تجسد المرأة مفهوم الشرف في مجتمعنا العشائري. وهي تفضل الموت غسلا للعار على ان تلوث سمعة الاسرة والعائلة والعشيرة
وتضيف "روت لي استاذة اقتصاد في جامعة بغداد كيف تم اغتصابها امام عدد من السجناء العراقيين في ابو غريب. همست تفاصيل عن عذاباتها في اذني رغم اننا كنا في الغرفة لوحدنا. في اليوم التالي عادت مع شقيقها وطلبت تمزيق شهادتها
كما قتلت العائلات ثلاث شابات من منطقة الانبار السنية (غرب) فور الافراج عنهن وهن حوامل من سجن ابو غريب. واستقت وكالة الأنباء الفرنسية هذه الحادثة من ثلاثة مصادر كل على حدة: ايمان خماس ومحمد دهام المحمد اضافة الى هدى النعيمي الاستاذة في قسم العلوم السياسية في جامعة بغداد والناشطة في مجال حقوق الانسان. بالقابل ثمة عائلات تشعر بالضياع في مواجهة هذه الاوضاع الماسوية.
التقيت شابا مثقفا اخبرني عن حالة الضياع التي مر بها عندما خرجت شقيقته من السجن حاملا وهو واثق من ان شقيقته ضحية لكن ماذ يفعل بالجنين
وتروي النعيمي "التقيت شابا مثقفا اخبرني عن حالة الضياع التي مر بها عندما خرجت شقيقته من السجن حاملا, وهو واثق من ان شقيقته ضحية لكن ماذ يفعل بالجنين". وتضيف "استشار رجل دين نصحه بالا يقتلها" ولا اعرف ماذا حل بها فيما بعد
وترى النعيمي ان السجينات "يتجنبن البوح بتعرضهن شخصيا للتحرش الجنسي او الاغتصاب لاسباب تتعلق بقيم المجتمع الشرقي". وتقول "السجانون يستخدمون النساء كموضع للتعذيب وكاداة لتعذيب الرجال
يسرا (الفتاة العراقية) تقول ثلاث وحوش اغتصبوني
ثلاثة وحوش أمريكيين تناوبوا اغتصابي وتركوني في حالة إغماء
روت يسرا تفاصيل اغتصابها على أيدي الأمريكيين وأمام عدد من السجناء في أبو غريب، وصفت يسرا القصة بحذافيرها ورغم نجاحها بالهروب من السجن والعراق إلى القاهرة إلا أن المأساة لا تزال تؤرق حياتها وتتسبب لها بنوبات من الهيستريا.
تبدأ يسرا القصة الحزينة قائلة بكلمات بسيطة وتلقائية يبدو أن التجربة أكسبتها حنكة ورؤية سياسية : حضر مجموعة من الجنود الأمريكيين «المجرمين» إلى منزلي للقبض على شقيقي بدعوى انتمائه إلى المقاومة العراقية... وعندما لم يجدوه اعتقلوني... وتستطرد قائلة والدموع تتساقط من عينيها : هناك في سجن «أبو غريب» كان المغتصبون من جنود الغزاة يتناوبون على اغتصابي ... شعرت أن صرختي ضد هذه الجريمة الفظيعة تكاد تلامس دموعي المتساقطة، كانوا يفترسونني في مشاهد سادية بشعة... كانوا يفترسون الناصع والمشرق من تاريخنا... والسلاح الذي كان موجها إلى رأسي كان موجها إلى رأس هذه الأمة كثيرة التعداد السكاني قليلة العمل... فتاة عربية مسلمة تتعرض للاغتصاب المهين فلا تجد من يحميها ويصون شرفها ويحاكم المجرمين الذين قاموا بهذه الفعلة القذرة الشنعاء.
تخيلوا ـ مجرد خيال لو أن مجموعة من الجنود العراقيين أو العرب قاموا باغتصاب فتاة أمريكية في شوارع نيويورك؟ ماذا كان سيحدث وكيف ستكون ردة الفعل الغربية والأمريكية وحتى على المستوى الشعبي
--------------------------------------------------------------------------------
جرائم لا يمحوها إلا الدم
نادية تروي بالدموع: هكذا اغتصبني الأمريكيون!
"نادية" التي كانت إحدى ضحايا قوات المرتزقة الأمريكيين في معتقل أبو غريب؛ لسبب تجهله حتى اليوم؛ لم ترتم عند خروجها من المعتقل في أحضان أهلها, حالها كحال أي سجين مظلوم تكويه نار الظلم ونار الشوق لعائلته ببساطة.
فقد هربت نادية فور خروجها من المعتقل، ليس بسبب العار الذي سيلاحقها جراء اقترافها جريمة ما ودخولها المعتقل, ولكن بسبب ما تعرضت له الأسيرات العراقيات من اعتداء واغتصاب وتنكيل على أيدي المرتزقة الأمريكيين في معتقل أبو غريب؛ حيث تحكي جدرانه قصصاً حزينة؛ إلا أن ما ترويه نادية هو "الحقيقة" وليس "القصة"!
بدأت "نادية" روايتها ـ حسب "الوسط" ـ بالقول: "كنت أزور إحدى قريباتي ففوجئنا بقوات الاحتلال الأمريكية تداهم المنزل وتفتشه لتجد كمية من الأسلحة الخفيفة فتقوم على إثرها باعتقال كل من في المنزل بمن فيهم أنا, وعبثاً حاولت إفهام المترجم الذي كان يرافق الدورية الأمريكية بأنني ضيفة، إلا أن محاولاتي فشلت. بكيت وتوسلت وأغمي علي من شدة الخوف أثناء الطريق إلى معتقل أبو غريب".
وتكمل نادية: "وضعوني في زنزانة قذرة ومظلمة وحيدة وكنت أتوقع أن تكون فترة اعتقالي قصيرة بعدما أثبت التحقيق أنني لم ارتكب جرماً".
وتضيف والدموع تنسكب على وجنتيها دليلا على صدقها وتعبيرا عن هول ما عانته: "اليوم الأول كان ثقيلا ولم أكن معتادة على رائحة الزنزانة الكريهة إذ كانت رطبة ومظلمة وتزيد من الخوف الذي أخذ يتنامى في داخلي بسرعة. كانت ضحكات الجنود خارج الزنزانة تجعلني أشعر بالخوف أكثر، وكنت مرتعبة من الذي ينتظرني, وللمرة الأولى شعرت أنني في مأزق صعب للغاية وأنني دخلت عالماً مجهول المعالم لن أخرج منه كما دخلته. ووسط هذه الدوامة من المشاعر المختلفة طرق مسامعي صوت نسائي يتكلم بلكنة عربية لمجندة في جيش الاحتلال الأمريكي بادرتني بالسؤال: "لم أكن أظن أن تجار السلاح في العراق من النساء".
وما إن تكلمت لأفسر لها ظروف الحادث حتى ضربتني بقسوة فبكيت وصرخت "والله مظلومة.. والله مظلومة". ثم قامت المجندة بإمطاري بسيل من الشتائم التي لم أتوقع يوماً أن تطلق علي تحت أي ظروف، وبعدها أخذت تهزأ بي وتروي أنها كانت تراقبني عبر الأقمار الاصطناعية طيلة اليوم, وان باستطاعة التكنولوجيا الأمريكية أن تتعقب أعداءها حتى داخل غرف نومهم!.
وحين ضحكت قالت: "كنت أتابعك حتى وأنت تمارسين الجنس مع زوجك!".
فقلت لها بصوت مرتبك: أنا لست متزوجة. فضربتني لأكثر من ساعة وأجبرتني على شرب قدح ماء عرفت فيما بعد أن مخدراً وضع فيه, ولم أفق إلا بعد يومين أو أكثر لأجد نفسي وقد جردوني من ملابسي, فعرفت على الفور أنني فقدت شيئاً لن تستطع كل قوانين الأرض إعادته لي, لقد اغتصبت. فانتابتني نوبة من الهستيريا وقمت بضرب رأسي بشدة بالجدران إلى أن دخل علي أكثر من خمسة جنود تتقدمهم المجندة وانهالوا علي ضرباً وتعاقبوا على اغتصابي وهم يضحكون وسط موسيقى صاخبة. ومع مرور الأيام تكرر سيناريو اغتصابي بشكل يومي تقريباً وكانوا يخترعون في كل مرة طرقاً جديدة أكثر وحشية من التي سبقتها".
وتضيف في وصف بشاعة أفعال المجرمين الأمريكيين: "بعد شهر تقريباً دخل علي جندي زنجي ورمى لي بقطعتين من الملابس العسكرية الأمريكية وأشار علي بلهجة عربية ركيكة أن أرتديها واقتادني بعدما وضع كيساً في رأسي إلى مرافق صحية فيها أنابيب من الماء البارد والحار وطلب مني أن أستحم وأقفل الباب وانصرف. وعلى رغم كل ما كنت أشعر به من تعب وألم وعلى رغم العدد الهائل من الكدمات المنتشرة في أنحاء متفرقة من جسدي إلا أنني قمت بسكب بعض الماء على جسدي, وقبل أن أنهي استحمامي جاء الزنجي فشعرت بالخوف وضربته على وجهه بالإناء فكان رده قاسياً ثم اغتصبني بوحشية وبصق في وجهي وخرج ليعود برفقة جنديين آخرين فقاموا بإرجاعي إلى الزنزانة, واستمرت معاملتهم لي بهذه الطريقة إلى حد اغتصابي عشر مرات في بعض الأيام, الأمر الذي أثر على صحتي"!
وتكمل نادية كشف الفظائع الأمريكية ضد نساء العراق: "بعد أكثر من أربعة شهور جاءتني المجندة التي عرفت من خلال حديثها مع باقي الجنود أن اسمها ماري, وقالت لي إنك الآن أمام فرصة ذهبية فسيزورنا اليوم ضباط برتب عالية فإذا تعاملت معهم بإيجابية فربما يطلقون سراحك, خصوصاً أننا متأكدون من براءتك".
فقلت لها: "إذا كنت بريئة لماذا لا تطلقون سراحي؟!".
فصرخت بعصبية: "الطريقة الوحيدة التي تكفل لك الخروج هو أن تكوني ايجابية معهم!".
وأخذتني إلى المرافق الصحية وأشرفت على استحمامي وبيدها عصى غليظة تضربني بها كلما رفضت الانصياع لأوامرها ومن ثم أعطتني علبة مستحضرات تجميل وحذرتني من البكاء حتى لا أفسد زينتي, ثم اقتادتني إلى غرفة صغيرة خالية إلا من فراش وضع أرضاً وبعد ساعة عادت ومعـها أربعة جنود يحملون كاميرات وقامت بخلع ملابسها، وأخذت تعتدي علي وكأنها رجل وسط ضحكات الجنود ونغمات الموسيقى الصاخبة والجنود الأربعة يلتقطون الصور بكافة الأوضاع ويركزون على وجهي وهي تطلب مني الابتسامة وإلا قتلتني, وأخذت مسدساً من أحد رفاقها وأطلقت أربع طلقات بالقرب من رأسي وأقسمت بأن تستقر الرصاصة الخامسة في رأسي بعدها تعاقب الجنود الأربعة على اغتصابي الأمر الذي أفقدني الوعي واستيقظت لأجد نـفسي في الزنزانة وآثار أظفارهم وأسنانهم ولسعات السيجار في كل مكان من جسدي"!
وتتوقف نادية عن مواصلة سرد روايتها المفجعة لتمسح دموعها ثم تكمل:"بعد يوم جاءت ماري لتخبرني بأنني كنت متعاونة وأنني سأخرج من السجن ولكن بعدما أشاهد الفيلم الذي صورته"!
وتضيف:"شاهدت الفيلم بألم وهي تردد (لقد خلقتم كي نتمتع بكم) هنا انتابتني حالة من الغضب وهجمت عليها على رغم خشيتي من رد فعلها, ولولا تدخل الجنود لقتلتها, وما إن تركني الجنود حتى انهالت علي ضرباً ثم خرجوا جميعهم ولم يقترب مني أحد لأكثر من شهر قضيتها في الصلاة والدعاء إلى الباري القدير أن يخلصني مما أنا فيه. ثم جاءتني ماري مع عدد من الجنود وأعطوني الملابس التي كنت أرتديها عندما اعتقلت وأقلوني في سيارة أمريكية وألقوا بي على الخط السريع لمدينة أبو غريب ومعي عشرة آلاف دينار عراقي. بعدها اتجهت إلى بيت غير بيت أهلي كان قريباً من المكان الذي تركوني فيه ولأنني أعرف رد فعل أهلي آثرت أن أقوم بزيارة لإحدى قريباتي لأعرف ما آلت إليه الأوضاع أثناء غيابي فعلمت أن أخي أقام مجلس عزاء لي قبل أكثر من أربعة أشهر واعتبرني ميتة, ففهمت أن سكين غسل العار بانتظاري, فتوجهت إلى بغداد وقامت عائلة من أهل الخير بإيوائي وعملت لديهم خادمة ومربية لأطفالهم"!
وتتساءل نادية بألم وحسرة ومرارة: "من سيشفي غليلي؟ ومن سيعيد عذريتي؟ وما ذنبي في كل ما حصل؟ وما ذنب أهلي وعشيرتي؟ وفي أحشائي طفل لا أدري ابن من هو؟"؟!
ـــــــــــــــــــــــــــ
شهادة شكر وتقدير للشيخ العبيكان
عراقية في السجن اغتصبوها 17 مرة
كشفت شهادات جديدة لسجينات عراقيات وضعن في سجون مختلفة عن تفاصيل اعتداءات جنسية تعرضن لها مما دفع واحدة منهن للانتحار هربا من عار "الاغتصاب" فيما لقيت أخريات حتفهن قتلا بواسطة أقاربهن بعد أن خرجن من السجن بأجنة في أرحامهن نتاج اعتداءات متكررة ، كما روت أخرى عن تعرض زميلتها لاعتداءات من قبل الشرطة العراقية تحت بصر الأمريكيين بلغت 17 مرة في يوم واحد لتدخل في اغماءة لمدة 48 ساعة
وحسب شهادات جمعتها وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن سجينات ومنظمات غير حكومية فقد تعرضت "السجينات الامنيات" العراقيات في سجن ابو غريب الى عمليات اغتصاب واذلال متنوعة مما دفع ببعض اللواتي اطلق سراحهن الى الانتحار هروبا من الواقع الاليم, بينما قتل البعض الاخر منهن بيد قريب او نسيب غسلا للعار، وهو الأمر الذي نفاه مساعد قائد عمليات الائتلاف الجنرال مارك كيميت قائلا "ان قسم السجون في سلطة الائتلاف لا علم له بمعلومات من هذا النوع في سجن ابو غريب
وتفيد مصادر مسؤولة في الصليب الاحمر الدولي عن وجود خمس سجينات في العراق في ايار/مايو الجاري, بعد ان كانت المنظمة الدولية قد اشارت في تشرين الاول/اكتوبر 2003 الى ان عدد السجينات بلغ نحو 30 امرأة
عراقية اغتصبت بواسطة عناصر من الشرطة
وتنقل خماس عن المعتقلة السابقة التي اطلقت عليها الرمز (ب) قولها "اعادوا زميلتي الى الزنزانة مغمى عليها. بقيت فاقدة الوعي لمدة 48 ساعة وروت لي كيف اغتصبها عناصر من الشرطة العراقية 17 مرة في يوم واحد تحت انظار الجنود الاميركيين
وتقوم منظمات غير حكومية دولية بتمويل "المركز الدولي لرصد الاحتلال" الذي انشيء في بغداد عام 2003 ويعمل على جمع المعلومات عن انتهاكات حقوق الانسان في العراق في ظل الاحتلال
وأخرى انتحرت هربا من الفضيحة
من ناحيته يعدد محمد دهام المحمد رئيس "اتحاد الاسرى والسجناء" شهادات جمعها فريق عمله من سجينات سابقات او من اقربائهن. علما بان هذا الاتحاد هو منظمة عراقية انسانية مستقلة تاسست بعد سقوط نظام صدام حسين وتهتم بشؤون الاسرى لدى سلطات الاحتلال وسجناء النظام العراقي السابق
ونقل هذا الاتحاد شهادة سيدة ساعدت شقيقتها على الانتحار بعد ان اغتصبها جنود اميركيون مرات عدة امام زوجها في سجن ابو غريب. وكانت السجينة المغتصبة قد اعتقلت في كانون الاول/ديسمبر الماضي واطلق سراحها في اوائل ايار/مايو الجاري
شد جندي اميركي شعري لأرفع راسي وانظر اليه فيما كان يخلع عني ملابسي
وتقول هذه السيدة شقيقة الضحية "داهمت القوات الاميركية منزل شقيقتي في بغداد لالقاء القبض على زوجها وعندما لم تجده اعتقلتها". وتضيف "عاد صهري وسلم نفسه للاميركيين الذين ابقوهما معا قيد الاعتقال". وينقل المحمد عن السيدة قول شقيقتها "اقتادوني الى زنزانة ورايت زوجي مقيد الى القضبان. شد جندي اميركي شعري لارفع راسي وانظر اليه فيما كان يخلع عني ملابسي
وتقول السيدة "اخبرتني كيف اغتصبها جندي اميركي مرات عدة امام زوجها الذي كان يردد بصوت بالكاد تسمعه الله اكبر الله اكبر". وتضيف "توسلت الي لاساعدها على الانتحار فكيف لها ان تواجه زوجها عندما يفرجون عنه
يتوسلن للسجناء الرجال أن يقتلوهن
من ناحيته يؤكد سجين سابق اطلق سراحه من ابو غريب في 13 ايار/مايو "ان السجينات كن يعبرن امام خيمة الرجال وكن يتوسلن السجناء من الرجال ان يجدوا طريقة لقتلهن لانقاذهن من العار
ويقول عامر ابو دريد (30 عاما) "كنت اعرف احداهن وهي في الخامسة والثلاثين من العمر ولها ثلاثة اطفال. مضت اسابيع لم اشاهدها قبل خروجي فتاكدت انهم اطلقوا سراحها
عندما سألت عنها اخبروني ان شقيقها قتلها فور الافراج عنها
ويضيف "عندما سألت عنها اخبروني ان شقيقها قتلها فور الافراج عنها". تشدد ايمان خماس على صعوبة توثيق الشهادات بسبب رفض السجينات واقربائهن اي تعاط مع وسائل الاعلام حتى باسماء مستعارة وتقول "تجسد المرأة مفهوم الشرف في مجتمعنا العشائري. وهي تفضل الموت غسلا للعار على ان تلوث سمعة الاسرة والعائلة والعشيرة
وتضيف "روت لي استاذة اقتصاد في جامعة بغداد كيف تم اغتصابها امام عدد من السجناء العراقيين في ابو غريب. همست تفاصيل عن عذاباتها في اذني رغم اننا كنا في الغرفة لوحدنا. في اليوم التالي عادت مع شقيقها وطلبت تمزيق شهادتها
كما قتلت العائلات ثلاث شابات من منطقة الانبار السنية (غرب) فور الافراج عنهن وهن حوامل من سجن ابو غريب. واستقت وكالة الأنباء الفرنسية هذه الحادثة من ثلاثة مصادر كل على حدة: ايمان خماس ومحمد دهام المحمد اضافة الى هدى النعيمي الاستاذة في قسم العلوم السياسية في جامعة بغداد والناشطة في مجال حقوق الانسان. بالقابل ثمة عائلات تشعر بالضياع في مواجهة هذه الاوضاع الماسوية.
التقيت شابا مثقفا اخبرني عن حالة الضياع التي مر بها عندما خرجت شقيقته من السجن حاملا وهو واثق من ان شقيقته ضحية لكن ماذ يفعل بالجنين
وتروي النعيمي "التقيت شابا مثقفا اخبرني عن حالة الضياع التي مر بها عندما خرجت شقيقته من السجن حاملا, وهو واثق من ان شقيقته ضحية لكن ماذ يفعل بالجنين". وتضيف "استشار رجل دين نصحه بالا يقتلها" ولا اعرف ماذا حل بها فيما بعد
وترى النعيمي ان السجينات "يتجنبن البوح بتعرضهن شخصيا للتحرش الجنسي او الاغتصاب لاسباب تتعلق بقيم المجتمع الشرقي". وتقول "السجانون يستخدمون النساء كموضع للتعذيب وكاداة لتعذيب الرجال
يسرا (الفتاة العراقية) تقول ثلاث وحوش اغتصبوني
ثلاثة وحوش أمريكيين تناوبوا اغتصابي وتركوني في حالة إغماء
روت يسرا تفاصيل اغتصابها على أيدي الأمريكيين وأمام عدد من السجناء في أبو غريب، وصفت يسرا القصة بحذافيرها ورغم نجاحها بالهروب من السجن والعراق إلى القاهرة إلا أن المأساة لا تزال تؤرق حياتها وتتسبب لها بنوبات من الهيستريا.
تبدأ يسرا القصة الحزينة قائلة بكلمات بسيطة وتلقائية يبدو أن التجربة أكسبتها حنكة ورؤية سياسية : حضر مجموعة من الجنود الأمريكيين «المجرمين» إلى منزلي للقبض على شقيقي بدعوى انتمائه إلى المقاومة العراقية... وعندما لم يجدوه اعتقلوني... وتستطرد قائلة والدموع تتساقط من عينيها : هناك في سجن «أبو غريب» كان المغتصبون من جنود الغزاة يتناوبون على اغتصابي ... شعرت أن صرختي ضد هذه الجريمة الفظيعة تكاد تلامس دموعي المتساقطة، كانوا يفترسونني في مشاهد سادية بشعة... كانوا يفترسون الناصع والمشرق من تاريخنا... والسلاح الذي كان موجها إلى رأسي كان موجها إلى رأس هذه الأمة كثيرة التعداد السكاني قليلة العمل... فتاة عربية مسلمة تتعرض للاغتصاب المهين فلا تجد من يحميها ويصون شرفها ويحاكم المجرمين الذين قاموا بهذه الفعلة القذرة الشنعاء.
تخيلوا ـ مجرد خيال لو أن مجموعة من الجنود العراقيين أو العرب قاموا باغتصاب فتاة أمريكية في شوارع نيويورك؟ ماذا كان سيحدث وكيف ستكون ردة الفعل الغربية والأمريكية وحتى على المستوى الشعبي